عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 3160 - 2010 / 10 / 20 - 01:17
المحور:
الادب والفن
هبني تجلدت هل يصفو الذي رنقا
و هل يعود زمان كان قد سبقــا
وهل سينجو الذي تلقي له خشــبا
في البحر من غرق إن كان قد غرقا
وهل إذا جفّ نبت الروض تسعفه
إن أمطرت غيثها أو أمطرت دلقا
هبني أعيش فما نفع الحياة إذا
أضعت فيها سواد العين و الحدقا
وهـل تلــذ لمحـزون مشـاربه
وكلما ذُكروا أحبابه شـــــرقا
يومي كثوب عتيق بائد خلِق
بينا يُرتّقُ خرق فيه إذ خُرقا
ما سرّني في حياتي ما سُررت به
حتى توقد بالأحزان فاحترقا
و لي مع الدهر أيام أخالسهـا
بعض الوفاق إذا أرخت لي الوَهَقا
فما عدوت ثلاثيني التي انصرَمت
كالدهر حتى استحالت هامتي يققا
منذ الولادة حسي أنني هَرِم
ماكنت من يومـها غَـّرا ولا نِزقا
إني سقيت زماني من دمي عَللا
كمن يغذيَ من شريانه العَلَقـا
شدت عُرى الحزن ميثاقا معي فأنا
والحزن صنوان مع ْ بعضيهما اتفقا
يسير جنبي و يصحبني و يتبعني
كالليل هوّم لا يعجزه ما وَسِقا
أِلفتَهُ و اجتباني و انتسبت لـه
إن رمتُ صمتا تلضّى ثمّ بي نَطَقا
أي المصائبِ لم تعرفه بي عَلَـما
أيُ المباهج تنسيني إذا انطلقــا
أنا و قلبي و تجوالي و مشغلَتي
نصاحب السهدَ و الآهاتِ و الأرقا
تهيم نفسي فترديني بمنزَلَقٍ
من الوساوس ما أقساه منزَلَقا
عضضت جرحي مرارا كي أعَلمَه
أما التئاما على ما فيه أو ألَقا
من طول ما أسبلت عيناي دمعَهما
غصّ الفؤاد بفيض الدمعِ فاختنقا
ياسائلي عن حياةٍ لست أملُكها
سلني عن الحزن في قلبي وكم خفَقا
ماذا أُأمل بعد الراحلين و ما
نفع السؤال سوى أن يورث القلقا
القلب عبد لحبٍ أنت ملهمه
فكيف بالعبد إن مولاهُ قد أبِقـــا
للـه قلبي وقد خلّفتِــه وجِـلا
يجيلُ طرفا ويوسعه الهوى فَرَقــا
سلّمت أمري لربي إنّه حكــم
للـه قبل الهوى شـأن بما خلَقــا
بينوا كما شاء للبينِ الهوى أجلا
أودعتكم يا منايَ الناسَ و الفلقا
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟