|
كلمة طلعت الصفدي في احتفال الجبهة العربية الفلسطينية بغزة
طلعت الصفدي
الحوار المتمدن-العدد: 3160 - 2010 / 10 / 20 - 00:08
المحور:
القضية الفلسطينية
الكلمة التي ألقاها طلعت الصفدي عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني نيابة عن هيئة العمل الوطني الفلسطيني في قاعة المركز الثقافي بغزة يوم الثلاثاء الموافق 19/10/ 2010 الرفيق الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية الرفاق في المكتب السياسي واللجنة المركزية للجبهة الرفيقات والرفاق أعضاء الجبهة الرفاق ممثلو العمل الوطني والاسلامي، الرفاق والاخوة الحضور
باسم فلسطين التي ننتمي اليها وتنتمي الينا ، باسم الارض التي نتجذر فيها وتتجذر فينا، باسم الشعب القائد الأول والمعلم الأول نرحب بكم جميعا في الذكرى الثانية والاربعين لانطلاقة الجبهة العربيةالفلسطينية، ومرورسبعة عشر عاما على التجديد. باسم هيئة العمل الوطني نهنىء رفاقنا في الجبهة العربية الفلسطينية بانطلاقتهم المجيدة، ونثمن دورهم النضالي والكفاحي الذي تجسد عبر التاريخ الفلسطيني، وحرصهم الدائم على وحدة شعبنا الفلسطيني وقواه الوطنية،ومساهمتهم في المصالحة، ودفاعهم عن منظمة التحرير الفلسطينية كونها تمثل الكيانية والهوية الفلسطينية، وطموحات شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة. يأتي احتفالهم واحتفالنا بهذه المناسبة في ظل أوضاع بالغة التعقيد والحساسية، اشتداد الهجمة الاسرائيلية على حقوق شعبنا الفلسطيني وثوابته الوطنية، ومحاولة اسرائيل فرض شروطا عنصرية وتعجيزية جديدة تطال ليس القضية الوطنية الفلسطينية فحسب، بل الوجود الفلسطيني على أرضه، وفي ظل انقسام فلسطيني مقيت، وصمت عربي مخيف، وتواطؤ امبريالي راسمالي امريكي. الرفيقات والرفاق الاخوة الحضور لقد شهدت قضيتنا الفلسطينية في الفترة الأخيرة جملة من التغيرات الخطيرة أهمها : 1- فصل قطاع غزة كليا عن الضفة الغربية، ساهم في تمزيق الوحدة السياسية والقانونية والجغرافية لاراضي الدولة الفلسطينية المنشودة نتاج الانقلاب في يوليه عام 2007، مما خلق واقعا جديدا غير مسبوق في العلاقات الفلسطينية – الفلسطينية، باستخدام السلاح في حل التناقضات الثانوية أدى الى الانقسام الفلسطيني، وأجج الصراعات السياسية، فقدم الانقسام هدية ثمينة لاسرائيل ولاعداء شعبنا. 2- بناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية تحت ذريعة أمنية، تخفي هدفها الحقيقي في تدميرالتواصل الجغرافي بين شعبنا، ونهب الارض وفرض الوقائع عليها، وتحويل الضفة الى كنتونات ومعازل، والشعب الفلسطيني الى مجموعات سكانية منفصلة بهدف منع اقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة. 3- تهويد القدس، وتغيير معالمها العمرانية والسكانية، وتغيير طابعهاالعربي، وعزلها عن محيطها الفلسطيني، واحاطتها بسياج من المستوطنات، وبتصاعد عمليات الحفر حول محيط المسجد الاقصى، وملاحقة المقدسيين، وسحب هوياتهم، وفرض الضرائب لاجبارهم على تفريغ المدينة المقدسة واحلال المستوطنين بدلا منهم. 4- استمرار التوسع الاستيطاني وتكثيفه، ونهب الارض الفلسطينية، والتصاعد المحموم في بناء الوحدات السكنية للمستوطنين، وهدم بيوت الفلسطينيين ، وتعزيز عدد المستوطنين، وخصوصا في المناطق الحيوية بما فيها منطقة الاغوار،على طريق تهويد الضفة الغربية . 5- حصار قطاع غزة برا وبحرا وجوا، ومنع تواصل أهالي القطاع مع أهلهم في الضفة الغربية، ووضع العراقيل أمامهم، وتنصل الاحتلال الاسرائيلي من أية مسؤليات بوصفها دولة الاحتلال. 6- فشل المفاوصات الثنائية غير المباشرة، والمباشرة، وكشف حجم التواطؤ الامريكي الراعي لعملية السلام .ومحاولة حكومة التطرف واليمين الاسرائيلي نتينياهو- ليبرمان فرض شروطا جديدة على الفلسطينيين كالاعتراف بيهودية اسرائيل، ومقايضة ذلك الاعتراف بالدولة الفلسطينية منقوصة السيادة، تعني في جوهرها رفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين طبقا للقرارالأممي 194، وفرض قوانين جائرة على أهلنا فى الداخل الفلسطيني، واجبارهم على الخضوع والتعاطي مع قانون الولاء والقسم لدولة اسرائيل، تضفي بهذا القرار صفة قانونية على عملية الترنسفير، ومنعهم من التعبير عن مواقفهم المؤيدة لنضال شعبهم ، كونهم جزءا أصيلا من الشعب الفلسطيني، وانتمائهم العربي ،وفي هذا السياق فاننا ندين أية تصريحات رسمية اوغير رسمية تخرج عن الاجماع الوطني، وتفتح ثغرة يمكن لاسرائيل والولايات المتحدة أن ينفذوامنها، وفي نفس الوقت فانها تربك الساحة الفلسطينية ، وتعمق الانقسام.
الرفيقات والرفاق ،ايها الحضور الكريم لقد عكست التطورات الأخيرة خللا كبيرا في العملية التفاوضية تمركز في محاولة اسرائيل أن تكون المفاوضات ثنائية، واقتصارها فقط على الادارةالامريكية، بهدف تحييد كافة الاطراف الدولية ومؤسساتها ، وتجريد الشعب الفلسطيني من مساندة المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والحقوقية له، ومن قوة القانون الدولي، وبهذا فقد حولت جوهرعملية التفاوض الى عملية اذعان وارغام بين قوة الاحتلال والطرف الواقع تحت الاحتلال، كما تسعى للتنصل من تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، واستبدالها بالتفاهمات الاسرائيلية الامريكية. ان منهج المفاوضات الثنائية والرعاية الامريكية المنفردة لعملية السلام قد وصل الى نهايته ، وعلى الرغم من حجم الضغوط التى تعرضت لها القيادة الفلسطينية للعودة الى المفاوضات مع استمرار الاستيطان، فانها لم تذعن لها واستجابت للاجماع الوطني والشعبي مما يؤهلها لاستعادة زمام المبادرة، وتكثيف جهودها في المحافل الدولية واستثمارحركة التضامن الدولية، لحماية شعبنا وفضح الممارسات الارهابية والاستيطانية، وتفنيد ادعائاتها الكاذبة والمضللة في السلام . ان من الضروري اخراج ملف القضية الفلسيطينية من قبضة التحكم والتلاعب الاسرائيلي والغطاء الامريكي، والتوجه الى مجلس الأمن والى الجمعية العامة للامم المتحدة من أجل التأكيد بقرار دولي ملزم ومن أجل قيام الامم المتحدة بترسيم حدود الدولة الفلسطينية استنادا الى قرارات الامم المتحدة ، وحشد الدعم العربي والدولي لذلك تعبيرا عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني واقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصتها القدس. ان كل هذا يتطلب خطة استراتيجية كفاحية ذات بعد وطني تحرري، وبتعزيز المقاومة الشعبية تشارك في وضعها كل القوى السياسية ومكونات المجتمع المدني، لمواجهة مهمات المرحلة الحالية وتداعياتها في مقدمتها تعزيز الشراكة السياسية، وتفعيل وثيقة الوفاق الوطني، وانهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ، وفى هذا السياق اننا نرحب بلقاء دمشق، وبكل الجهود العربية والدولية، وتدعو لمواصلتها، تمهيدا للتوقيع على الورقة المصرية باعتبارها مدخلا لانهاء الانقسام واستعادة اللحمة الوطنية، وفي نفس الوقت فان جماهيرنا تتابع بقلق الانباء التي تتحدث عن تعطيل اللقاء المرتقب في دمشق . ان التداخل بين مهام التحرر الوطني ، والمهام الاجتماعية والديمقراطية، تتطلب تنظيم الجماهير وحشد طاقاتها وتوجيه كفاحاتها ضد الاحتلال الاسرائيلي ،والعمل على تعزيز صمودها على ارضها ، والدفاع عن حقوقها الديمقراطية، حقها في التنظيم السياسي ،و التعبيرعن الرأى، وحرية الصحافة، وضمان الحرية الشخصية،وحرية المرأة والحماية من التعسف والاعتقال السياسي، وتحريم اللجوء الى العنف والتعذيب، وصون كرامة الانسان الفلسطيني الذي يعتبر أغلى قيمة للوطن، والحفاظ على أمن المواطن ،ووقف كافة التعديات على المواطنين وممتلكاتهم وحرياتهم ، ونطالب المسؤولين في الضفة الغربية وقطاع غزة بالافراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين، ووقف التحريض المتبادل في وسائل الاعلام المختلفة لتهيئة المناخ لمصالحة حقيقية ينتظرها كل ابناء شعبنا فى الداخل والخارج. في الختام لا يسعنا الا أن نوجه التحية لرفاقنا في الجبهة العربية الفلسطينية ولامينها العام ،ولكل ابناء شعبنا في أماكن تواجدهم. المجد للشهداء ، التحية للاسرى ومعا وسويا لمواصلة الكفاح، ومعا لتعزيز المصالحة الوطنية، وتحرير ارضنا الفلسطينية
.
#طلعت_الصفدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يملك الفلسطينيون اعادة صياغة أولوياتهم، وتحالفاتهم؟؟
-
مخاطر العودة للمفاوضات وآليات مواجهتها-
-
رسالة ود وعتاب الى البرلمانيين العرب
-
هل دام حكم العباسيين حتى يدوم لكم؟؟؟
-
ليبرمان الناطق الحقيقي عن الفكر الصهيوني التوراتي
-
الوظيفة العامة بين القانون الفلسطيني والتمييز على خلفية سياس
...
-
الدولة الفلسطينية المستقلة ليست على مرمى سنتين.. أو حجرين...
...
-
التضامن ألأممي مع غزة.. لا ينسينا معركتنا التحررية ضد الاحتل
...
-
نعم يوجد...خيارات للشعب الفلسطيني غير محدودة..!!
-
في عيد العمال العالمي... يستذكر نقابيو غزة تاريخها.!!
-
لماذا لا يغضب الشعب الفلسطيني ويثور على مضطهديه ؟؟؟؟!!!
-
ماذا يجري في بلاد العرب والمسلمين ؟؟!!
-
ملعون ابو هالزمن...!!
-
كلمة طلعت الصفدى عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني فى
...
-
هل الخطان الفلسطينيان المتوازيان يلتقيان ...؟؟؟!!!
-
معبر رفح ليس معركة وطنية فلسطينية!!!
-
غزة ... والخنازير
-
قرار عدم الممانعة انتهاك لحقوق المواطن في غزة
-
في ذكرى تأبين الشيوعي والقائد الكبير عبد الله ابو العطا /عضو
...
-
عالم استعماري مخادع ، وإرادة مفقودة ...!!!
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|