أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حمادي بلخشين - ناقصات ( عن تحقير المرأة)














المزيد.....

ناقصات ( عن تحقير المرأة)


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 3159 - 2010 / 10 / 19 - 12:48
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



ناقصات


كان جدي يتابع أغنية فوق غصنك يا لامونا حين نقلت له قول مدرّستنا المنقبة بأن النساء ناقصات عقل و دين.
غضب جدي كثيرا.. أغلق المسجلة، أخذ بتلابيب ثوبي، ألصقني بالحائط.. كلّ ذلك وهو يردد:
ــ اخرس يا ولد!
ـــ ...!!؟؟
حدق بي وهو يقول لاهثا:
ــ لا يمكن لنبي كان يستشير زوجاته في جليل الأمور وصغيرها، أن يتلفظ بهذا السخف من القول!
أرسلني جدي، استغفر الله طويلا ثم أجلسني بجانبه.
أمسك إذني برفق ثم قال لي ولمّا يزل يرتجف من أثر الغضب:
ــ و يحك يا صبيّ السّوء!
ثم وهو يوجّه لي نطحة خفيفة:
ــ أتعتقد جادّا أن يستهين صاحب الخلق العظيم بجنس أمّه آمنة بنت وهب.
ـــ ...!
ـــ و قد حملته كرها و وضعته كرها؟
ـــ ...!
ـــ أو تعتقد جادا أن يستهين المصطفى بعقل ودين الخنساء العظيمة أمّ الشهداء
ـــ ..!
ـــ وقد كان يستنشدها شعرها و يستحليه، ثم يستزيد منه؟
ـــ ...
ـــ أو هل تظن يا لكع، أن يحطّ خاتم النبيين من جنس زوجه خديجة بنت خويلد.
ـــ ...!
ـــ وقد لجأ الى عقلها الكبير ليعلم منها أشيطانا رجيما أوحى إليه بما أوحى أم ملكا كريما؟
ـــ ..!.
ـــ أو تعتقد حقا يا فويسق، أن يهوّن نبينا العظيم من عقل و دين زوجه الصديقة عائشة
ـــ...!
ـــ وقد قال عنها خذوا عن هذه الحميراء نصف دينكم!
ــــ ....!
ـــ أم لعل السفاهة قد بلغت بك حدّ الإعتقاد بأن محمدا كان يزدري دين الفدائية الأولى أسماء بنت أبي بكر
ـــ...!
ــ و هي التي صنعت من ثوبها كيسين لحمل الزاد إليه و الى الصديق أبيها و إمدادهما بآخر الأخبار حين اختبآ يوم الهجرة في الغار؟
ــ ...!!
ـــ أم لعلك يا خباث، قد ظننت أنه كان و هو يصم المرأة بنقصان العقل و الدين يستهين بدين أم عمارة.
ـــ ...!
ـــ المرأة الشجاعة التي حمت جسده الشريف بجسدها وهي تفترى بخنجرها كل من تقدّم نحوه من صناديد قريش يوم أحد حين انفضّ عنه فحول الرجال؟

ـــ...!
ـــ أم لعلك تعتقد يا غلام السوء ان الله تعالى كان ظالما للمرأة؟
ـــ...!؟

ــ بل و بلغ به الظلم صنعه بها صنع من ألقي به في النيل ثم قيل له إياك إياك أن تبتل بالماء؟
سألت جدي الذي استرجع بعض هدوئه:
ـــ كيف ذلك؟
تنحنح جدّي ثلاثا ثم واصل:
ـــ ألم تكن العدالة الإلهية تقتضي من الخالق ـ ان كان حقا قد خلق المرأة ناقصة عقل و دين أن يراعي لدى الحساب نقصان عقلها و دينها فيعفيها من العقاب، لا أن يجعل من جنسها معظم أهل النار كما تدعى السلفية الغبية في أصح "مروياتها النبوية"؟
ضحك جدي طويلا ثم أضاف:
ــ قل لمعلمتك الطّغام لا تحديثنا بعد اليوم عن نفسك يا ناقصة عقل و دين ... و لجام!
ــ ...
ــ قل لها" أن كنت تعتقدين حقا بان المرأة ناقصة عقل و دين فتلك مسألة شخصية!
ضحكت بدوري حين تفطنت الى ما أراد جدي .. ذات مرة روي لي طرفة تقول
قال التلميذ لأستاذه : اخبرني ابي إننا ننحدر من القرود
أجاب الأستاذ : اذا كان والدك يعتقد ذلك فتلك مسألة عائلية تخصكم!
وصلني صوت جدي حانقا:
ـــ قل لها ايضا :لا يحق لك بعد اليوم الإستدلال بالخاص عن العام، و بالذاتيّ عن الموضوعي!
ــــ ...
ـــ قل لها ايضا و إن كنت تعتقدين بان الدائرة أوسع من ذلك، فسيبقي نقصان العقل و الدين حكرا على أمثالك من السلفيات الجاهلات اللّواتي شوهن الإسلام شكلا و مضمونا..
ثم وهو يشير الى المسجلة:
ــ قد والله فلقتموناااااا..أعد إليّ فوق غصنك يا لاموناااااا!
أوسلو 17 أكتوبر 2010



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول تفشي الخيانة الزوجية
- أرب /قصة قصيرة/حمادي بلخشين
- الزهري الذي قتل أمما اسلامية ولا يزال
- عن غلظة آل سعود ( قصة)
- قصتان قصيرتان ( صوت ، إقبال)
- تصفية ( قصة قصيرة)
- 7 نوفمبر! (قصة قصيرة)
- جغرافيا ! خنزير (قصتان قصيرتان)
- لؤم / قصة قصيرة
- رد على مقال :أسئلة إلى الله
- لأجل هذا ينتحر المثقفون (رد خاطف على مقال السيد قاسم حسين صا ...
- حول العداء الأمريكي الإيراني الطريف ( قصة بالمناسبة)
- إعدام
- كيف و لماذا تم ايصال الخميني للسلطة 4/4
- كيف و لماذا تمّ إيصال الخمينيّ للسلطة 3/4
- كيف و لماذا تم ايصال الخميني للسلطة 2/4
- كيف و لماذا تمّ إيصال الخمينيّ للسلطة 1/4
- ما صحّ عن النبي آه و النبيّ كمان!
- الخبر اليقين عن خؤولة معاوية للمؤمنين
- دعوة للتمتع بآيس كريم من جحيم بن عليّ!


المزيد.....




- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حمادي بلخشين - ناقصات ( عن تحقير المرأة)