أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - سيمفونية العودة- المشهد الثالث-2














المزيد.....


سيمفونية العودة- المشهد الثالث-2


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 3159 - 2010 / 10 / 19 - 09:09
المحور: الادب والفن
    



رأيتُ رجالا كالخفافيش يطاردون آدم، يقبضون عليه. يحتجزونه داخل غرفة ضيقة.
تمتد أناملٌ كثيرة حول عنقه.
تضغط.
يصرخ.
تضغط بشدّة.
يصرخ من قحف رأسه.
استيقظ.
قطرات العرق تتفصد من كل خلية في وجهي.
ألهثُ بإعياء.
أبحلقُ في السرير المجاور لي.
أختي تريز نائمة، ربما تحلم بالملائكة وتهتف في سرّها: يوم الربّ قريب.
حدّقتُ في الآية المصلوبة على الحائط فوق رأسها:

(في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا: أنا قد غلبت العالم. يوحنا 16: 33)

وآية أخرى في إطار آخر:

(ادخلوا من الباب الضيق لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك وكثيرون هم الذين يدخلون منه. متى 7: 13).

آه يا رب، ما أضيق الباب الذي دخلتُ منه..!
آه يا رب، ارحمني من هذا العذاب، من هذا الانتظار المرير، من مشاعر الغربة، من الوحدة، من حنيني إلى آدم..!

هرعتُ إلى غرفة المعيشة كي لا أتسبب في إزعاج تريز. تهالكتُ فوق الأريكة. تناولتُ جريدة ملقاة فوق المنضدة المستديرة. رحتُ أقلب الصفحات ببرود.
فجأة، اعتقلت انتباهي صورة آدم..!! ظننتُ أنـّني أستحضر آدم من الذاكرة كعادتي. جذبتُ الجريدة إليّ وحدقتُ فيها.
بلى، هو آدم..!!!
غريبٌ أمر هذي الجريدة. من أتى بها إلينا..!!
نحن منقطعات عن العالم الخارجي. لا يشغلنا سوى التعبّد ورضا الربّ عنا، أمّا الأمور الأرضية فليست ضمن مجال اهتمامنا.
إجتهدتُ في أن أكبحَ جماح نبضاتِ قلبي المتسارعة.
حدّقت في آدم.
ملامحه لم تتغيّر كثيرا. ما زالَ يملك حضورا طاغيًا يأسر القلب.
ما زالت عيناه تتدفقان ِ حنانــًا ورجولة.
ابتسمتُ وأنا أتأملُ الشيبَ الذي غزا شعره، فقد صرنا متعادلـَين في اكتساح أعراض الشيخوخة أجسادنا.
نقلتُ نظراتي إلى عنوان المقال، الذي لم يستقطب انتباهي كما صورة آدم التي قررت أن أنتشلها من الصفحة وأحتفظ فيها تحت وسادتي كي تكون لي عونًا في أيام قحط العاطفة.
أخذتُ أرتجفُ كعصفور وقع في مصيدة، وأنا أقرأ الحروف التي انتصبتْ أمامي كما المشانق:



اعتقلت الشرطة الإسرائيلية فجر اليوم، الخميس، الناشط آدم مخول.
كان عدد من أفراد "الشاباك" وبرفقة قوة من الشرطة قد داهمت منزل مخول قرابة الساعة السادسة من صبيحة اليوم الخميس لتنفيذ أمر الاعتقال.
علم موقع عــ48ـرب أن الشرطة قامت بالعبث بمحتويات منزل عائلة مخول ومصادرة عدد من المحتويات ومصادرة هواتف نقالة بالإضافة لمصادرة الحواسيب التابعة للعائلة والحواسيب النقالة.
أكدت حياة مخول، زوجة آدم، نبأ اقتحام المنزل بشكل همجي، وقالت: بعد أن داهموا منزلنا في الثالثة صباحا قرابة إلـ 18من رجال الشرطة وما يسمى "بالشاباك" أجروا عملية تفتيش شاملة، وصادروا عددا من المحتويات منها حواسيب العائلة".
كما أشارت إلى أن عناصر أجهزة الأمن رفضوا التعريف عن أنفسهم، وقاموا بإبعادها عن آدم، ومنعها من التحدث معه. وأضافت أنها أصرّت على رؤية أمر الاعتقال مما اضطرهم بعد ربع ساعة إلى عرضه، مدعين أن الاعتقال يأتي لأسباب أمنية.



هوت الجريدة من يدي، ومعها هوى قلبي واعتصرني الألم.
يا للضيق الذي لا يحتمله عقل بشري.
هو الحلم الذي أيقظني من سباتي قبل قليل..!
آه آدم، لقد أحسست بك قبل أن تصلني أخبارك.
آه آدم..!
أيعقل أن تكون الآن معتقلا وأنا هنا ممنوعة من الاقتراب منك..!
تراهم يمارسون معك أساليب التعذيب والترهيب؟؟
لا بدّ أن أعرف أخبارك. في أي معتقل أنت..؟!
لا بدّ أن آتي اليك لأكون لك عونا في الضيق...!
لكن كيف أغادر هذه الصومعة، كيف..؟!



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيمفونية العودة- المشهد الثالث-1
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-16
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-15
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-14
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-13
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-12
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-11
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-10
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني- 9
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني-8
- سيمفونية العودة- المشهد الثاني- 7
- سمفونية العودة-المشهد الثاني-6
- سمفونية العودة-المشهد الثاني-5
- سمفونية العودة-المشهد الثاني-4
- سمفونية العودة-المشهد الثاني-3
- سمفونية العودة-المشهد الثاني- 2
- سمفونية العودة-المشهد الثاني- 1
- سمفونية العودة-الفصل السادس
- سمفونية العودة-الفصل الخامس
- سمفونية العودة-الفصل الرابع


المزيد.....




- أزياء وفنون شعبية وثقافة في درب الساعي
- رحيل أسامة منزلجي.. رحلة حياة في ترجمة الأدب العالمي
- مصر.. مفاجأة في قضية طلاق الفنان الراحل محمود عبد العزيز وبو ...
- السودان : تدمير مباني الاذاعة والتلفزيون والمسرح من قبل الدع ...
- بعد سرقة تصاميمها... فنانة وشم بلجيكية تربح دعوى قانونية في ...
- من باريس إلى نيويورك.. أهم متاحف العالم تُطلق خططا تجديدية
- جائزة الكتاب العربي تكرم الفائزين في دورتها الثانية
- لغة الكتاب العربي.. مناقشات أكاديمية حول اللسان والفلسفة وال ...
- عاصمة الثقافة الأوروبية 2025.. مدينة واحدة عبر دولتين فرّقته ...
- تحذيرات من تأثير الشاشات على تطور اللغة والذكاء لدى الأطفال ...


المزيد.....

- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - سيمفونية العودة- المشهد الثالث-2