أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد خضير عباس - بعد أفراغه من يهوده العراق بلا مسيحيين















المزيد.....


بعد أفراغه من يهوده العراق بلا مسيحيين


محمد خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3158 - 2010 / 10 / 18 - 15:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أسهم المسيحيون العراقيون قديما في صناعة التاريخ الثقافي والحضاري العراقي وليس من السهولة ان يقارن المسيحيون في العراق بأقليات أخرى لم تترك أثرا في الحياة العامة في المجتمع العراقي فالأقلية من حيث العدد تختلف عن الأقلية من حيث الإسهام والانجاز والإبداع الثقافي وقد برزت أهميتهم في مجالات ما كانت الأكثرية تجيدها ( المسلمين ) وكان ذلك في بداية الدولة الإسلامية عندما جاء العرب المسلمين الى ما يسمى اليوم بالعراق أيام الخلافة الراشدية والذي كان نصف سكانه مسيحيين تقريبا وكانوا يتكلمون باللغة السريانية ثم انتشرت اللغة العربية ( لغة القران الكريم ) بسرعة في البلدان التي فتحها ( احتلها ) المسلمون وكتحصيل حاصل ونتيجة لهذا التغير الذي حصل اضطر المسيحيين الى استخدام اللغة العربية في جميع معاملاتهم في حين بقية اللغة السريانية لغة الأدب والطقوس الدينية .وفي عهد الخلافة العباسية وبناء عاصمتها مدينة بغداد عام 762 م أسهم المسيحيون إسهاما واسعا في الرصيد الحضاري للدولة الإسلامية وتقلد الكثير منهم مناصب كبيرة في دواوين الخلافة وشكلوا حالة متميزة في تاريخ التفاعل الثقافي في العالم المعروف آنذاك ولم يكن المسيحيون مجرد قلة تعيش بين المسلمين بل كانوا عنصر إبداع حقيقي نتيجة لاجادتهم الكثير من أللغات الأجنبية فقد برعوا بفن الترجمة وأضافوا الى ما نقلوه من معارف وخبرات ورفدوا العرب والمسلمين بكل نافع من العلوم المختلفة حيث برع المسيحيون في علم اللاهوت والفلسفة والمنطق والطبيعة والرياضيات وعلم الفلك والطب والفيزياء والكيمياء والهندسة والبناء والموسيقى والآداب والزراعة والتجارة . وأفاد العرب من معطيات هذا الإرث الحضاري في تقدم الحضارة الإسلامية آنذاك .وللمسيحيين في النهضة العربية الحديثة اثر فعال وإسهامات مهمة لا سيما في العراق قادها أدباء وسياسيين من أمثال الأب الانستاس الكرملي وروفائيل بطي وتوفيق السمعاني وال جبران ويوسف غنيمة وحنة خياط وغيرهم الكثير . وفي الوقت الحاضر يبلغ عدد المسيحيين العراقيين قبل الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 حوالي مليون نسمة في بلد يبلغ تعداده 30 مليون نسمة اغلبهم من المسلمين وفق إحصائية غير رسمية ووجد المسيحيين العراقيين أنفسهم داخل نار الفتنة الطائفية التي خلقها المحتل الأمريكي هذه الفتنة التي دقت ناقوس خطر انقراض هذا المكون الأساسي في العراق بعد ان تم تصفية المكون اليهودي منه في مؤامرة دولية معروفة قادتها الصهيونية العالمية بالتعاون مع الحكام المحليين الخونة بعد تأسيس دولة إسرائيل عام 1948 . لقد فقد المسيحيين العراقيين الأمل في العيش بسلام في بلدهم ولم يكن لهم خيار سوا الهجرة في حالة الإبقاء على حياتهم ووصف بابا لفاتيكان الحالي حالة مئات الألوف من المسيحيين في العراق بأنهم الأقلية الدينية الأكثر
ضعفا فيه وذلك في مناشدة من اجل تحسين الحالة الأمنية فيه وأدت إعمال العنف وحالة انعدام الأمن الطويلة الأمد التي سادت بعد الحرب الى إخافة المسيحيين الذين يشعر الكثير منهم بأنهم لا مستقبل لهم بالعراق وقد قدرت منظمة كاريتاس عدد المواطنين المسيحيين الذين غادروا العراق منذ غزو القوات الأمريكية له حتى ألان 600000 فرد ويغادر البلاد في الوقت الحالي المزيد من المسيحيين على الرغم من تراجع حدة العنف بشكل عام في الأعوام الثلاثة الأخيرة وانحسار أراقة الدماء بين الأغلبية الشيعية والأقلية السنية التي كانت تحكم البلاد فيما سبق .يواجه مسيحيو العراق اليوم وضعا صعبا للغاية مع استمرار الحكومة في بغداد عدم قدرتها على حمايتهم وعدم بذل المساعي للكشف عن ملابسات جرائم القتل التي يتعرضون لها ولم يتضح لحد الان ما اذا كانت الهجمات التي تستهدفهم بسبب دينهم او بسبب انتمائهم السياسي او لأسباب أخرى وقد كثرت السيناريوهات التي نشرتها وسائل الإعلام الغربية والمحلية حول أسباب استهدافهم فمنهم من قال ان المسيحيين العراقيين يريدون إنشاء دولة دينية او حكم ذاتي خاص بهم وبمساعدة القوات الأمريكية خاصتا وان العراق يتمتع حاليا بدستور يتيح للأقليات التمتع بالكثر من الحقوق والحريات مما اثار حفيظة التنظيمات الإسلامية المتشددة التي أدت الى مهاجمتهم وتهجيرهم والسيناريو الأخر المطروح يدعو الى تهجير المسيحيين من سهل الموصل الذي يتواجدون فيه بكثرة والذي هو يحاذي أراضي إقليم كردستان بغية ضمه الى حدود الإقليم مستقبلا والسيناريو الأكثر غرابة يدعو الى إفراغ منطقة بلاد الشام كلها وليس العراق وحده من المكون المسيحي حيث يتعرض المسيحيين في كل من فلسطين وسوريا والأردن ولبنان ومصر إلى ضغوط ومضايقات ومعاملة تعسفية من قبل حكومات هذه الدول او من قبل المؤسسات الإسلامية والتيارات المتشددة والمتنفذة بغية إفراغ المنطقة منهم وتهيئة الساحة لحرب صليبية جديدة بشر بها الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن والتي ستدور رحاها في منطقة الشرق الأوسط . ان المسيحيين في العراق لهم جذور عميقة في التاريخ وهم متساوين مع اقرأنهم العراقيين في الديانات الأخرى وكما جاء في الدستور العراقي النافذ في الباب الأول المادة ثانيا التي تنص على ( يضمن هذا الدستور الحفاظ على الهوية الإسلامية لغالبية الشعب العراقي كما يضمن كامل الحقوق الدينية لجميع الإفراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية كالمسيحيين والايزيديين والصابئة المندائيين ) . ان المكون المسيحي يمثل شريحة مهمة جدا من شرائح المجتمع العراقي وكانت هذه الشريحة تعيش في امن وسلام تامين مع بقية شرائح المجتمع العراقي قبل الاحتلال الأمريكي وان استهدافه بالطريقة التي تمت أرسل رسالة سلبية واضحة للجهات الخارجية عن أوضاع المجتمع العراقي الذي يشير واقعه الى انه يعتز كثيرا بهذه الشريحة المهمة والتي برز منها رموز وشخصيات كبيرة في مجالات الأدب والفن والسياسة والثقافة والرياضة كما أسلفنا سابقا . ان هناك حملة مبرمجة لتفريغ العراق من المسيحيين خاصتا في المناطق الشمالية ان عملية التهجير لم تأتي فقط نتيجة الفراغ والتردي الأمني بل جاءت خطة مدروسة من بعض الجهات المرتبطة بأجندات أجنبية بدأت بشكل منظم منذ عام 2004 وما زالت مستمرة لحد الان شملت بدايتا محافظة البصرة مرورا بالعاصمة بغداد ووصولا الى معقلهم الأخير في محافظة الموصل وسهولها وأخيرا اذا كتب لمخطط تهجير المسيحيين خارج بلدهم النجاح لا سامح الله فأننا سوف نخسر المكون الثاني من مكونات المجتمع العراقي بعد ان فقدنا المكون اليهودي في منتصف القرن الماضي وبذلك سوف نخسر من يمثل بناة حضارتنا العريقة التي نباهي بها الأمم والتي يناهز عمرها 4000 سنة قبل الميلاد .



#محمد_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الانتقاص من الديانة المسيحية
- اخر بدعه لرجال الدين
- وزارة المهرجانات
- التوراة عراقية
- العراق سيبقى عريقا
- اليهود العراقيون هم الحل
- انهيار الديمقراطيه
- رجال ثقافة ام سياحة
- قبل فوات الاوان
- سلام الشجعان
- النقابه والعروبه
- وشهد شاهد من اهلها
- العداله الناقصه
- البرلمان
- اليهود في الدستور العراقي
- الحقوق الضائعه


المزيد.....




- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...
- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...
- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد خضير عباس - بعد أفراغه من يهوده العراق بلا مسيحيين