|
وهج العلمانية: قرآن مكة أم قرأن أسلو
أحمد عثمان محمد
الحوار المتمدن-العدد: 3158 - 2010 / 10 / 18 - 07:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يَصل معلم القرآن الباكستانى أو الأفغانى أو الكردى أو التركى أو العربى أو الغامبى أو غيرهم إلى اُسلوعاصمة النرويج لتدريس القُرآن الكريم لأبناء جاليته دون أن يخضع لأى إختبار لسلامة المعتقد! يستلم المعلم عمله بعقد عمل مدته سته أشهر تحت إلاختبار، وإذا ثبتت كفائته خلال هذه المدة يحصل تلقائياً على عقد عمل دائم ومرتب مناسب لمؤهلاته العلمية وعمره الزمنى وعدد الأفراد الذين يعولهم. تَنظر الحكومة فى النرويج إلى هذا المعلم الذي لا يستطيع حتى كتابة جملة مفيدة بلغة أهل البلاد على أنه إنسان صالح ودافع ضرائب مفيد للوطن، فتأمن حياته وحياة أفراد عائلته من غدر الزمان وترسل أولاده للدراسة مجاناً، ثم تدرب زوجته لسنين طويلة وذلك لتمكينها من الحصول على مرتب تسند به مرتب زوجها وترفع فيه من مستوي دخل عائلتهما. بعد إقامة عامين متتاليين فى البلاد يحصل هذا المعلم على إقامة أبدية ويحق له المشاركة فى النشاط السياسى والإنضمام إلى الأحزاب القائمة وحق التصويت فى إنتخابات الحكومات الملحلية ثم بعد ذلك بثلاثة سنوات يحق له التصويت فى الإنتخابات البرلمانية يستمر هذا المعلم فى عمله وبعد سنوات محدودة يحصل على الجنسية النرويجية وبذلك يصبح مواطنٌ نرويجى كامل المواطنة يحق له كل ما يحق لأهل البلاد ويجب عليه كل ما يجب على أهل البلاد، وعند بلوغه سن المعاش يقام على شرفه حفل تكريم وتوديع يشرفها جل من تعلم القرآن بين يديه وتقدم له باقات الورد تلتقط له الصور التذكارية ويكون من حقه إختيارأي بقعة من العالم يود قضاء بقية العمر فيه وسيحصل على مستحقاته من المعاش أينما حل من العالم إلى أن تأتيه المنية. ليس هذا فحسب! بل يحق لزوجته وذريته العيش فى النرويج حتى بعد مماته بوصفهم مواطنيين نرويجيين. أما مدرسوا القرآن فى مهدالإسلام، مكة المكرمة فقد خضعوا قبل أن يحصلوا على وظائفهم على (إختبارات فى سلامة المعتقد!) ( لا يدرى كاتب المقال إن كان هناك فى العالم كفارُ يمتلكون إجازات قرآنية فى القراءات العشر ويقبلون مكافآت متواضعة مابين150-200 دولار لتدريس القرآن الكريم لأطفال المسلمين فى إمارة مكة!) ثم هناك الكفيل اللعيين الذي يستقطع كيفما يشاء من هذه المكافئة الهزيلة التى أتت بعرق جبين معلم القرآن مقابل لا شىء! ثم أن معلم القرآن غيرمؤمَن من غدر الزمان من مرض عضال لا يقدر على دفع تكاليف علاجه الباهظة أو عاهات مستديمة قد تصيبه أو تصيب أحد أفراد عائلته لا قدر الله. أما إذا بلغ سن المعاش ولم يعد قادراً على العطاء فليس هناك معاش يحفظ له كرامته البشرية وعليه أن يواجه الجوع والفقر والمرض بعد أن أفنى عقوداً من عمره فى تدريس كتاب لله للأطفال فى مهد كتاب الله بثمنٍ بخس لا يغنى ولا يسمن من جوع! كان هذا هو الحال البائس لمعلمى القرآن الكريم فى أقدس بقعه لأكثر من مليار مسلم حول العالم ولمدة تزيد على 1400 عام على التوالى. السؤال هو كيف يصبح حال معلم أطفال مكة الآن وقد صدرت برقية فجائية وبدون أندنى مقدمات من إمارة مكة إلى المسئولين عن جمعيات تحفيظ القرآن فى منطقتها تأمرهم بغلق حلقات تعليم القرآن التى يديرها معلمون غير سعوديين أو سعودتها! أي سعودة القرآن الكريم بحيث لا يَحِقُ للمعلمين الغير سعوديين الذين علموا القرآن الكريم لأجيال لا تحصى من أطفال إمارة مكة ولعقود طويلة ألإستمرار فى الإرتزاق من هذه المهنة الكريمة التى إحترفوها لعقود طويلة وقد لا يفقهون غيرها. تسائل أحد أولياء الاُمور عن مصير أولاده وقد قطعوا الآن شوطاً كبيراً فى حفظ القرآن الكريم! كما قال مسئول عن أحد المراكزالمسائية التابعة لجمعية قرآن جدة فضل عدم ذكر إسمه أن هذا القرار يعرض مصير 30 الف طالب للمجهول وذلك لعدم توافر مدرسين سعوديين يمتلكون إجازات قرآنية فى القراءات العشرة ويقبلون مكافآت متواضعة ما بين 150 200 دولار أمريكى فى الشهر. لاحظ عزيزى المتصفح أن لا إمارة مكة ولا المسؤلين السعوديين عن مراكز تحفيظ القرآن أوحتى أحد أولياء اُمور الأطفال عبر عن قلقه عن المصير المجهول الذى ينتظرعائلات وأطفال المعلمين الغير سعوديين الذين أفنوا حياتهم فى تدريس القرآن لأطفال مكة وكأن الأمر لا يخصهم من قريب أو بعيد! لاحظ إيضاً أن فقدان 30 ألف طالب لمدرسيهم يعنى أيضاً فقدان بين خمسه وسبعه الآف عائلة مغتربة مصدر رزقهم الذى كان فى الواقع لا يزيد عن دولار فى اليوم إذا قدرنا متسوط عدد أفراد الاُسرة الواحدة بحوالى خمسة أفراد. ليس ذلك فقط بل إن لجنة من الأمارة ستتجول فى مساجد المنطقة وترحل أى أجنبى يقبض عليه وهو يدرس القرآن الكريم! أي أن مدرسى القرآن يسجنون ثم يرحلون دون أي ذنب إغترفوه! أو بعبارة اُخري تدريس القرآن الكريم لأطفال فى مساجد إمارة مكة أصبح جريمة تُعَرِضُ مرتكبيها لعقاب هو الإقصاء والطرد من البلاد! لماذا لا تتدخل هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكرالمشهورة جداً فى المملكة وخارجها لوقف هذا المنكر ألذى يقترف ضد حوالى سبعة الآف عائلة مغتربة أى حوالى 35 ألف فرد فى بلادهم أم أن الإعتداء على حقوق المغترب الضعيف لا يعتبر منكراً فى العرف السعودى؟ عزيزى المتصفح بعد أن وصل التعامل مع مدرسى القرآن الكريم وعائلأتهم إلى هذا المستوى فى بلاد كتب على علمها شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله ناقش معى وبشفافية الأتى: 1- أيهما أكثر حفظاً لحقوق الطفل المسلم فى تعلُم دين والديه، إمارة مكة المسلمة أم مدينة اُسلو العلمانية؟ 2- أيهما أكثر حفظاً لحقوق معلم القرآن المسلم الذى يفنى عمره فى فى تدريس أولاد المسلمين دين أبائهم، إمارة مكة المسلمة أم مدينة اُسلو العلمانية؟ 3- أين الكفرُ الآن فى إمارة مكة المسلمة أم مدينة أوسلوالعلمانية؟ 4- بل أيهما أقرب إلى الله والإسلام إمارة مكة أم مدينة أُسلو؟ 5- هل نجاهد ألآن ضد أسلو أم نجاهد ضد مكة؟ أحمد عثمان محمد فنسنس/ النرويج 17/10/2010 [email protected] المصدر: موقع الجزيرة نت يوم الجمعة 17 11 1431 الموافق 15 10 2010 http://www.aljazeera.net/NR/exeres/5EC3B60A-D073-4262-88A8-D56372DD00C1.htm?GoogleStatID=10
#أحمد_عثمان_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
مصر.. سجن يوتيوبر شهير 3 سنوات لازدرائه الإسلام والقرآن الكر
...
-
الاحتلال يسلم صحفيا مقدسيا قرارا بالإبعاد عن المسجد الأقصى
-
كاميرا ترصد رجلًا يسقط شمعدانًا تاريخيًا داخل كنيسة القديس ب
...
-
مصر.. تسهيلات حكومية لدفن إمام الطائفة الإسماعيلية
-
-النظرية خضراء والتجربة رمادية-.. لماذا تعثر الإسلاميون في ا
...
-
حفل ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في السفارة الايرانية ببغداد
...
-
ممثل القائد في العراق: الثورة الإسلامية قدمت نموذجاً جديداً
...
-
غافل الأمن في الفاتيكان.. إليك ما فعله رجل بشمعدان قيم جدا د
...
-
عراقجي يطالب منظمة التعاون الاسلامي بعقد اجتماع استثنائي في
...
-
عراقجي: يشدد على موقف حاسم وموحد للدول الاسلامية تجاه التهجي
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|