|
القرآن والإنجيل
هشام آدم
الحوار المتمدن-العدد: 3157 - 2010 / 10 / 17 - 14:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بالأمس راودتني مجموعة من الأفكار الغريبة، حتى أنني عاجز عن ترتيبها وإعادة صياغتها في مقال كالذي بين يديكم اليوم. وقبل أن أبدأ محاولتي أرجو أن يعذرني القراء الكرام على جهلي في بعض الأمور التي قد ترد خطأ في هذا المقال، ولنعتبر هذا المقال بمثابة تساؤلات من جاهل يُريد المعرفة، أو من حائر يُريد التحقق، لا أكثر.
من الشائع أن الديانات السماوية هي ثلاث ديانات: اليهودية – المسيحية – الإسلام، هذا ما جرت عليه العادة عند استخدام مصطلح (ديانات سماوية) رغم أن هنالك ديانات سماوية أخرى، كحنفية إبراهيم ونوح ولوط وشعيب وبقية الأنبياء الذين دعوا إلى عبادة إله واحد أحد، وإذا كان التفريق هنا مختصًا بالأنبياء عن الرسل، فحتى الأنبياء أكثر من ثلاثة على أية حال، والحقيقة أنني لا أعرف سبباً لحصرنا للديانات السماوية في هذه الديانات الثلاث، ربما لأنها الديانات الماضية حتى هذا الوقت، وربما لأن بعض الديانات تنسخ بعضها الآخر! عمومًا هذه ليست مشكلتي على الإطلاق، فمشكلتي الحقيقة تكمن ليس في الديانات السماوية، ولكن في الكُتب السماوية؛ كيف؟
بالاعتماد على قرآن المسلمين نقرأ ما يلي: [1] {{إن هذا لفي الصحف الأولى (*) صُحف إبراهيم وموسى}}[الأعلى:18-19] [2] {{ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبورا}}[الإسراء:55]
وكما هو معلوم، فإن صحف موسى هي المعروفة بالتوراة، وهي مختلفة عمّا يُسمى بالتلمود الذي كتبه اليهود والمقسّم إلى مشنة وجمارة أو موضوعات وتفسيرات، ولكننا لا نعلم ما هي صُحف إبراهيم هذه، ولا نعلم حقيقتها ولا متى جرى عليها. كما أننا لا نعرف شيئاً عن زبور داود ولا ما حلّ به أيضاً، ولماذا لم تحفظ، ولكن الكُتب السماوية المقدسة التي نعلمها نحن الآن هي: توراة اليهود، وإنجيل المسيحيين، وقرآن المسلمين.
[1] التوراة: هي كتاب اليهود المقدس وهو مقسمة إلى عدة أسفار ومزامير [2] الإنجيل: هي كتاب المسيحيين المقدس وهي عبارة عن أناجيل حسب البشير: (متى، مرقس، لوقا، يوحنا) بالإضافة إلى أعمال الرسل [3] القرآن: هي كتاب المسلمين المقدس، وهي عبارة عن آيات مجموعة في 114 سورة مقسمة على 30 جزءًا
الحقيقة لا أريد أن أشغل بالكم بما يتوارد في خاطري عن تلك الكُتب المقدسة التي لا أثر تاريخي لها، كصحف إبراهيم أو زبور داود، ولكن دعونا فقط نركز على الكُتب السماوية الثلاث التي بين أيدينا لأنها أكثر ما يشغل ذهني؛ الآن على الأقل.
ماذا نعني بالكُتب السماوية؟ على حد علمي وفهمي، فإن الكتاب السماوي هو ما "نزل" من عند الله في السماء إلى أحد الأنبياء على الأرض، ويستمد هذا الكتاب سواء أكان (صُحفاً، أو ألواحاً، أو مُصحفاً) قداسته من كونه وحياً إلهياً جاء من السماء مباشرة. وهذا أمر مؤكد بدليل هذه الآيات: [1] القرآن: {{إنا أنزلناه قرآنا عربياً لعلكم تعقلون}}[يوسف:2] [2] التوراة والإنجيل: {{يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أُنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده}}[آل عمران:65] [3] ثلاثتهم: {{نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه، وأنزل التوراة والإنجيل}}[آل عمران:3] وإذا تغاضينا عن استغرابنا في الآية الأخيرة [آل عمران:3] في قوله (لما بين يديه) حيث أننا لا نعلم على من يعود الضمير المتصل في كلمة (يديه) إلا أننا نلاحظ الإقرار بسماوية هذه الكُتب وأنها نزلت من السماء، وهنالك آيات كثيرة بهذا الخصوص. لقد تحدث القرآن عن تحريف وقع للكُتب السماوية السابقة، وثمة آيات كثيرة في ذكر ذلك، غير أن أغلبها تتناول التوراة وبني إسرائيل أو اليهود بشكل عام، ولكن ماذا عن الإنجيل؟ هل هو مُحرّف أيضاً؟
ما أعرفه عن الإنجيل إنه كتاب يتناول سيرة يسوع كتبه وقام بتأليفه عدد من أتباع يسوع بعد موت يسوع بسنوات طويلة، وربما كان ذلك السبب الذي لم يجعل القرآن يقتبس من الإنجيل الشيء الكثير، فأغلب مصادر القرآن هي في الحقيقة من التوراة، والأمر ببساطة أن الإنجيل لا يحتوي على شيء يستحق النقل من تشريع كما في التوراة؛ إلا إذا استثنينا قصة يسوع نفسه.
أمران يُثيران دهشتي الآن: [1] لماذا يُقال عن الإنجيل (أو الأناجيل) أنها كُتب سماوية رغم أنها ليست كذلك؟ [2] كيف يُعقل أن يُقال عنها أنها مُحرّفة طالما أن كاتبها بشري وليس إلهي؟
هل أنزل الله على يسوع كتاباً (كالقرآن أو كالتوراة) على يسوع فضاع؟ أم أن القرآن يقصد هذه الأناجيل التي صاغها المُبشرين الأربعة: متى، مرقس، لوقا، يوحنا؟
#هشام_آدم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جدلية النص الديني والتأويل - 3
-
جدلية النص الديني والتأويل - 2
-
جدلية النص الديني والتأويل
-
أرض الميّت - 6
-
أرض الميّت - 5
-
أرض الميّت - 4
-
أرض الميّت - 3
-
أرض الميّت - 2
-
أرض الميّت
-
بتروفوبيا - 7
-
بتروفوبيا - 6
-
بتروفوبيا - 5
-
بتروفوبيا - 4
-
بتروفوبيا - 3
-
بتروفوبيا - 2
-
بتروفوبيا - 1
-
رواية أرتكاتا
-
شركاء التوليب
-
الحزب الأسود
-
الموت ليلة البدرنار
المزيد.....
-
قائد الثورة الإسلامية يؤكد أن الغرب يخلق الفوضى في سوريا..
...
-
كيف يستقبل مسيحيو الشرق أعياد الميلاد هذا العام؟
-
الشرطة الألمانية تنفي أن تكون دوافع هجوم ماغديبورغ إسلامية
-
البابا فرانسيس يدين مجددا قسوة الغارات الإسرائيلية على قطاع
...
-
نزل تردد قناة طيور الجنة الان على النايل سات والعرب سات بجود
...
-
آية الله السيستاني يرفض الإفتاء بحل -الحشد الشعبي- في العراق
...
-
بالفيديو.. تظاهرة حاشدة أمام مقر السراي الحكومي في بيروت تطا
...
-
مغردون يعلقون على التوجهات المعادية للإسلام لمنفذ هجوم ماغدب
...
-
سوريا.. إحترام حقوق الأقليات الدينية ما بين الوعود والواقع
-
بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة ليست حربا بل وحش
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|