أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حمادي بلخشين - حول تفشي الخيانة الزوجية














المزيد.....


حول تفشي الخيانة الزوجية


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 3157 - 2010 / 10 / 17 - 10:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عدوان

ما أجمل الحياة حين تكون ناجحا ووسيما و ثريا و خصوصا محبوبا من الجنس الآخر...هكذا أنا... حسنا... هذا أحدهم يستوقفني... خفضت من سرعة راحلتي الباذخة... حالما استقر الى جانبي شكرني على انسانيتي... كان في الثلاثين كما كان مجردا من أي وسامة، لكن ثيابه لا تخلو من أناقة... على كلّ، كنت في اشد الحاجة الي محادثة أي إنسان ينطق بلساني ... أردت أن أفاجئ جليسي ــ كما قررت من قبل مفاجأة زوجتي و أنا أقدم عليها من بلاد العلوج قبل يومين من موعدي المحدّد ــ سألته و حبّ الحياة يملؤني:
ــ ما رأيك في قراءة الكف ؟
أجابني ضاحكا:
ـــ كذب المنجّمون و لو صدقوا.
قلت بين ضحكتين مدويتين:
ـــ لكنني منذ اليوم سأجعلك تصالحهم .
ـــ حضرتك منجم ؟
ـــ نعم.
قال متحدّيا:
ـــ هات إذا ما عندك!
ـــ أمسكت بيسراه ألقيت نظرة خاطفة على كفه.
أفدته و أنا أتجاوز سيارة أزعجني بطء سائقها.
ــ إسمك يبدأ بحرف الميم.
ـــ هذا صحيح ... قد تكون مجرّد صدفة.
ـــ و تشتغل محاسبا.
هز كتفيه ثم قال:
ـــ على كل حال لا أبدو كعامل مناجم.
ـــ و تكره قراءة الكتب.
ـــ ككل الناس ... وهل ترك التلفزيون و أخواته أي مجال للقراءة؟
قلت معقبا:
ــ هذا صحيح ... لو كان عنترة العبسي بيننا لقال هل غادر البرابول من متصفحّ!

.. من المؤسف " أن مجموع ما يترجمه العرب سنويا يساوي خمس ما تترجمه اليونان. و لم يترجم العرب منذ ألف سنة سوى 11000 كتابا منذ العصر العباسي الي وقتنا الحاضر. بينما في اسبانيا وحدها يتمّ ترجمة اكثر من 11000 كتابا في العام الواحد! أما متوسط القراءة لكل فرد في المنطقة العربية فهو يساوي عشر دقائق في السنة، بمعدل ربع صفحة، مقابل 11 كتاب في السنة للفرد في أمريكا و 7 كتب في بريطانيا" هذا ما نشره تقرير التنمية البشرية
ـــ اعذرني لقد سرحت قليلا ... حسنا ... كما تشكو أيضا من المصران الأعور .
ـــ هذا أمر شائع بسبب التوتر، مرض العصر كما يقال.
ـــ كما انك مصاب بتعرّق شديد يزعجك كثيرا.
زمّ شفتيه ثم قال:
ـــ قد تتكرّر الصدفة.
اردفت قائلا:
ـــ كما حصلت أخيرا على رخصة سياقة.
ـــ هذا صحيح.
فاجأته قائلا:
ـــ منذ شهر تقريبا سرقت بيتك.
ـــ هذا صحيح أيضا.
ـــ كنت ساعتها في إجازة.
ـــ عجيب، هذا ما حصل لي بالضبط!
ـــ منذ يومين فقط تلقيت أحدث ألبوم لنانسي عجرم.
ـــ ...!
ــ ...و كان ذلك بمناسبة عيد ميلادك السّعيد.
صاح من فرط الدهشة:
ـــ يا الهي... انني لا أكاد أصدّق.
لم أشأ أن أضيف وانك تكره النساء الممتلئات، لأجل ذلك قاطعت زوجتك منذ تزايد وزنها. كما انك تفوق مارادونا في سرعة القذف وهذا ــ و على خلاف مارادونا ــ يحزنك كثيرا.
فجأة رنّ هاتفه الجوّال، أخرجه من جيب سترته، إستأذنني:
ــ معذرة... أستاذ.
ثم وهو يجيب متهللا:
ــ أهلا ... كيف حالك يا روحي؟
صعقني الصوت المنبعث من الجوّال... يا الهي... انني بدوري لا أكاد أصدّق ... مش معقول... ان روحه هي سميحة... زوجتي!
بعد كلمات غزل قليلة، قال لها معتذرا:
ـــ آسف حياتي، هاتفي يحتاج الي شحن... سأكون سعيدا حين ألقاك غدا... نعم يا روحي... في الشقة نفسها... مع السّلامة يا حبيّ الكبير.
قلت و أنا أرجو تكذيبا يريحني:
ـــ اسمها سميحة، و رقم هاتفها ينتهي بثلاثة أصفار... أليس كذلك؟
خبط على كتفي برفق، ثم قال معجبا بفراستي:
ـــ عفارم عليك يا أستاذ
ثم وهو يضيف:
ـــ...آمنت منذ الساعة بالتنجيم.
ظللت واجما... إلي أن نبّهي إلي وصوله:
حالما وطئت رجلاه الأرض، صافحني بشدّة، جدّد لي شكره و امتنانه... سألته بقلق:
ـــ أفدني لو سمحت
ـــ ....
ـــ بدافع الفضول ... لا غير.
ـــ...
ــــ متى تعرّفت على حبّك الكبير؟
أجابني ضاحكا:
ـــ منذ اسبوعين...
ـــ ...؟!
فاجأني بما هو أدهى و أمرّ:
ـــ معرفتي بها لا تهم ...الأهمّ عندي أنني أنام معها منذ يومين.
همّ بمغادرتي، ظللت متشبثا بيده، سألته بصوت مرتجف:
ـــ مالذي دفع بسيدة مثلها إلي السّقوط؟
قال لي بلا مبالاة:
ـــ انها تبغض " ذا القرنين"
ـــ...
ـــ أعني زوجها.
ـــ ...
ـــ ظروفها الاجتماعية السيئة هي التي زينت لها الإقتران بذلك المغفّل.
ردّدت بذلّ:
ــــ هذا فقط ما كنت أجهله!
ظل يطالعني طويلا لوى شفتيه تعجبا ... هم بان يقول شيئا لكنه سكت، هز كتفيه ثم انصرف بعد أن جدّد لي شكره .
أوقفت المحرك، بقيت واجما، لمعت في ذهني المقولة شعبية " يا آكل زرع الناس، تذكّر أن زرعك على الطريق!".... حمدت الله كثيرا على انني لم أرزق باطفال... سيكون الفراق يسيرا و غير مكلّف .
و أنا اضغط على مفتاح السيارة رثيت لمحمود، من يا ترى سينبّهه من غفلته.. لو كانت لديّ ما يكفي من الشجاعة لواجهته في الإبّان :" سيد محمود، لست منجّما، و لست أشد الطرفين غفلة، ولا اصغرهما قرنين.. لأنني قد تعرفت على زوجتك قبل شهرين و نمت معها قبل اسبوعين!"... لو طالبني بالدليل" لأجبته من فوري: " من غيرها قد أمدني إذا بكل هذا الفيض الغزير من المعلومات الشخصيّة عنك؟!".

أوسلو 14/2/2010



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرب /قصة قصيرة/حمادي بلخشين
- الزهري الذي قتل أمما اسلامية ولا يزال
- عن غلظة آل سعود ( قصة)
- قصتان قصيرتان ( صوت ، إقبال)
- تصفية ( قصة قصيرة)
- 7 نوفمبر! (قصة قصيرة)
- جغرافيا ! خنزير (قصتان قصيرتان)
- لؤم / قصة قصيرة
- رد على مقال :أسئلة إلى الله
- لأجل هذا ينتحر المثقفون (رد خاطف على مقال السيد قاسم حسين صا ...
- حول العداء الأمريكي الإيراني الطريف ( قصة بالمناسبة)
- إعدام
- كيف و لماذا تم ايصال الخميني للسلطة 4/4
- كيف و لماذا تمّ إيصال الخمينيّ للسلطة 3/4
- كيف و لماذا تم ايصال الخميني للسلطة 2/4
- كيف و لماذا تمّ إيصال الخمينيّ للسلطة 1/4
- ما صحّ عن النبي آه و النبيّ كمان!
- الخبر اليقين عن خؤولة معاوية للمؤمنين
- دعوة للتمتع بآيس كريم من جحيم بن عليّ!
- وقفة سريعة مع روجي غارودي في كتابه الإسلام الحيّ


المزيد.....




- هل أعلن ترامب الحرب على النساء؟
- جنوب إفريقيا... مصرع امرأة جراء فيضانات ضخمة (فيديو)
- الجنسية السويسرية عبر الزواج: شروط صارمة وكلفة باهظة لمن يقي ...
- السعودية.. توفير خدمة هي الأولى من نوعها للنساء في الحرم الم ...
- وزيرة شئون المرأة الفلسطينية لـ«الشروق»: نواجه واقعا مأساويا ...
- من بطلة إلى ملهمة: كيف غيرت إيمان خليف وجه الملاكمة النسائية ...
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 878 ضحية في الساحل السوري
- في لبنان: جريمة قتل امرأة سبعينية في الشوف
- شهادات مؤلمة: العنف الجنسي ضد الفلسطينيين في تقرير أممي
- توغو: قوانين الإجهاض الصارمة تدفع النساء إلى المخاطر وتفاقم ...


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حمادي بلخشين - حول تفشي الخيانة الزوجية