أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - راندا شوقى الحمامصى - خطوات نحو الصلح الأعظم














المزيد.....

خطوات نحو الصلح الأعظم


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 3156 - 2010 / 10 / 16 - 20:43
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


المحاور : العولمة وتطورات العالم المعاصر
كرّس العلماء في القرن الماضي قسمًا عظيمًا من دراساتهم على موضوع التّنازع على البقاء في عالم الحيْوان والنّبات، ووضعوا مبادئ وطيدة نافذة في عالم الحيْوان الأدنى. وقد توجّه الكثيرون من النّاس إلى هذه المبادئ يلتمسون الهداية منها في حيرتهم ومشاكلها الاجتماعيّة الحاضرة، وتوصّلوا أخيرًا إلى اعتبار التّنازع والتّنافس من ضروريّات الحياة، واعتبروا قتل الضّعفاء في الهيئة الاجتماعيّة أمرًا حلالاً مشروعًا بل وضروريًّا لتحسين الجنس البشريّ. لكنّ الاديان تدعونا إنْ أردنا الصّعود في سلّم الارتقاء بدلاً من النّظر القهقرى إلى عالم الحيْوان، أنْ نوجّه أبصارنا نحو العلى، وأنْ نعتبرَ الرّسل هداة مرشدين لنا. وأنّ مبادئ الوحدة والوئام ، تناقض المبادئ السّائدة في تنازع الحيْوانات من أجل الحفاظ على نفسها. وعلينا أنْ نختار أحد هذين المبدأين حيث لا يمكن الجّمع بينهما.
إنّ التّنازع على البقاء معضلة من معضلات عالم الطّبيعة. ونتيجة هذا النّزاع هي بقاء الأنسب. وإنّ هذا القانون (أي بقاء الأنسب) هو أساس جميع المشاكل، فهو سبب الحروب والمنازعات، وهو سبب العداوة والبغضاء بين بني الإنسان. ففي عالم الطّبيعة نرى ظلمًا، ونرى أنانيّة، ونرى اعتداء، ونرى تسيطرًا، ونرى اغتصابًا لحقوق الآخرين، ونرى صفات ذميمة أخرى كثيرة، هي نقائص عالم الحيْوان. وما دامت هذه الخصائص الدّنيئة السّائدة في عالم الطّبيعة مستولية كذلك على أبناء الإنسان، فقد استحال عليهم النّجاح والفلاح. فالطّبيعة مُحبّة للحرب، والطّبيعة مُحبّة للدّماء، والطّبيعة غدّارة، لأنّ الطّبيعة لا علم لها ولا خبر لها عن الله تعالى. والسّبب في كلّ هذا هو أنّ هذه الصّفات الظّالمة من الخصائص الطّبيعيّة في عالم الحيْوان.
ولهذا أرسل الله تعالى الرّسل، وأنزل الكتب رأفة منه وشفقة، حتّى تنجو النّفوس البشريّة عن طريق التّربية الإلهيّة من فساد الطّبيعة ومن ظلام الجهل، وحتّى تتّصف بالصّفات الرّوحانيّة، وتكون مشرق الألطاف الرّحمانيّة.
ولكن يا للأسف وألف أسف، فقد صارت جهالة التّعصب والاختلافات الّتي لا أساس لها، والعداوات المذهبيّة، سببًا لفناء العالم وعلّة لتقهقره، ومانعًا لرقيّه. والسّبب في هذا التّدني والتّقهقر هو تركهم تعاليم المدنيّة الإلهيّة تركًا تامًّا، ونسيانهم مبادئ الأنبياء.
لقد سبق لرسل الله أنْ تنبّأوا على مدى العصور بمجيء عصر السّلام على الأرض والوئام بين البشر.
ومن أجل أنْ نفهم فهمًا واضحًا كيف سيتأسّس الصّلح الأعظم، لنقم بدراسة الأسباب الرّئيسيّة الّتي أدّت في الماضي إلى الحروب.
فمن أعظم الأسباب الّتي أورثت الحروب قديمًا كانت التّعصّبات الدّينيّة. و أنّ العداوة والصّراع بين أهل الأديان والمذاهب المختلفة لم يكن سببها الدّين الحقيقي بل سببها فقدان الدّين الحقيقي والاستعاضة عنه بالتّعصّبات وبالتّقاليد وبالتّفاسير الباطلة .
فالاديان تؤلّفَ بين القلوب والأرواح، وتؤدّي إلى زوال الحروب والمنازعات من وجه الأرض، وتخلقَ الرّوحانيّة والحياة والنّورانيّة في كلّ إنسان. وإذا ما أصبح الدّين سببًا في العداوة والكراهية والاختلاف، فحينذاك تكون اللاّدينيّة خيرًا منه، ويكون ترك هذا الدّين هو التّديّن الحقيقي بذاته، إذ من الواضح أنّ المقصود بالدّواء هو الشّفاء، فإذا كان الدّواء سببًا في زيادة المرض فتركه أحسن وأولى.
وكانت الحرب سجالاً مدّة قرنين بين شدّة وضعف، إلى أنْ رَحَلَ أصحاب تلك المذاهب الأوروبيّة عن الشّرق، وتركوا البلاد خرابًا يبابًا كما تترك النّيران أكوام الرّماد، ورجعوا إلى بلادهم، فشاهدوا أممهم في منتهى الفوضى والاضطراب والهياج. وخلاصة القول سمّيت هذه الحروب الصّليبيّة بالحروب المقدّسة، وكانت هناك حروب دينيّة كثيرة أخرى. فقد كان للمذهب البروتستانتي 900 ألف شهيد نتيجة النّزاع والاختلاف بين المذهبين الكاثوليكي والبروتستانتي، وكم من أرواح أزهقت في السّجون، وكم من الأسرى عوملوا بقسوة لا هوادة فيها ولا شفقة. وكان كلّ ذلك يجري باسم الدّين.
إنّ الجنس البشريّ تضرب بمعولها على جذور عامل آخر من عوامل الحروب وهو التّعصب العنصري، فقد اعتبر عنصر من العناصر البشريّة نفسه متفوّقا على العناصر الأخرى، وآمن جريًا على قانون "بقاء الأنسب" بأنّ تفوّقه هذا يمنحه حقّ استغلال الشّعوب الضّعيفة بل حقّ إبادتها. وقد اسودّت كثير من صفحات تاريخ العالم بشواهد وأمثلة تطبيق هذا المبدأ تطبيقًا قاسيًا لا مروءة فيه. أنّ النّاس من أي عنصر كانوا متساوون في قيمتهم أمام الله، وكلّهم يمتلكون من المَلَكات الفطريّة البديعة ما يحتاج إلى تربية تتناسب وتطوّرهم، وإنّ كلّ عنصر يستطيع أنْ يلعب دورًا، فيزيد حياة الجّامعة البشريّة غنى وكمالاً.
فالتّعصب الجنسي وَهْمٌ من الأوهام. لأنّ الله خلق البشر جميعهم. وكلّنا جنس واحد. وليست في الوجود أبدًا من حدود، ولم تتعيّن بين الأراضي ثغور. ولا تتعلّق قطعة من الأرض بأمّة أكثر من تعلّقها بأمّة أخرى وجميع الأجناس البشريّة واحدة لدى الله، لا امتياز بينها. إذن فلماذا يجب أنْ يخترعَ الإنسان تعصّبًا كهذا التّعصب؟ أفهل يجوز لسبب وهميّ أنْ نتنازعَ ونتحاربَ؟ فلم يخلق الله البشر من أجل أنْ يهلك بعضهم بعضًا. وإنّ لجميع الأجناس والملل والطّوائف والقبائل نصيب من فيض عناية الأب السماوي.
أمّا التّعصب السّياسي أو الوطني فلا يقلّ ضررًا ووبالاً عن التّعصب العنصري. وقد حان الوقت الّذي فيه تندمج الوطنيّة القوميّة في وطنيّة أوسع منها حين يكون العالم كلّه وطنًا لها.
لقد شُنّت حروب كثيرة من أجل أراضٍ تنافست على امتلاكها أُمّتان أو أكثر. وكان طمع الامتلاك سببًا قويًّا من أسباب النّزاع بين الأمم وبين الأفراد.
يجب محو فكرة العداوة بفكرة أكثر مهابة وجلالاً منها ألا وهي فكرة المحبّة. وكلّما اشتدّت سيوف العالم ورماحه سفكًا للدماء، اشتدّ هتاف السلام.



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نغماتُ الرّوح
- الكمالات الروحانية-(1)
- في تفسيرالبسملة- بسم الله الرحمن الرحيم-(2)
- تفسير البسملة -تفسير بسم الله الرحمن الرحيم-(1)
- تفسير آية-(-ما کذب الفؤاد ما رأی-)
- الرجعة
- ليس لعالم الوجود بداية-مبدأ الإنسان
- اصحاب(أهل) الكهف
- آدم وحواء المعنى والمغزى -(2-3)
- آدم وحواء المعنى والمغزى (1-3)
- مقام الانسان ومكانته
- كاميليا زاخر الإنسانة
- نظم عالمي جديد
- حوار بين بهائي ومسيحي
- عن وحدة العالم
- عهد الله مع الإنسان
- أي العقائد أفضل
- العهد والميثاق البهائيّ
- نظام بهاءالله العالميّ
- هل لله وجود؟!


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - راندا شوقى الحمامصى - خطوات نحو الصلح الأعظم