أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نجيب الخنيزي - البعد العربي لقضية فلسطين !















المزيد.....

البعد العربي لقضية فلسطين !


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 3156 - 2010 / 10 / 16 - 12:37
المحور: القضية الفلسطينية
    


القمة العربية العادية الثانية والعشرين التي انعقدت في مدينة سرت الليبية في الفترة ما بين 8ــ9 من شهر أكتوبر الحالي بحضور الملوك والرؤساء العرب أو ممثليهم لبحث الأوضاع العربية الراهنة اختتمت أعمالها بصدور بيان ختامي تلاه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، و ذكر فيه بأن القادة العرب وافقوا على ستة مواضيع أدرجت على جدول أعمالهم من أهمها عملية السلام والقدس والسودان وعقد قمة استثنائية في نهاية السنة. أما موضوع ما سمي برابطة الجوار العربي ( المقصود بها شمول تركيا وإيران ) فأرجأ القادة العرب البت فيه إلى حين تقديم ورقة عمل من الأمين العام على أن تناقش في القمة المقبلة. وتضمن البيان الختامي للقمة الرفض القاطع لسياسة الاستيطان المستمرة التي تمارسها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى التمسك بموقفه من سياسة الاستيطان في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك النمو الطبيعي وفي القدس الشرقية، واعتبر البيان أن الاستيطان يشكل عائقا خطيرا أمام تحقيق السلام العادل والشامل. كما أكد «مطالبة اللجنة الرباعية بعدم قبول الحجج الإسرائيلية لاستمرار الاستيطان والاعتداءات المستمرة على القدس لتهويدها والضغط على إسرائيل للوقف الكامل للاستيطان». وأكد أمين عام الجامعة العربية في مؤتمره الصحافي بعد القمة بالحاجة الملحة إلى اتخاذ قرار جماعي بشأن المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية. وقال في إشارة إلى مستقبل مبادرة السلام العربية «يوجد اتفاق حول عقد اجتماع للجنة متابعة مبادرة السلام العربية خلال الأسابيع القادمة لاتخاذ التوصيات اللازمة سواء بالاستمرار أو بتغيير المسار». وأشار موسى إلى نفاد الصبر المتزايد تجاه عملية السلام الإسرائيلي الفلسطيني وحذر من أنه إذا لم يحدث تقدم في القريب العاجل فسوف تركز جامعة الدول العربية على مقترحات بديلة (دون أن يوضحها) لحل الصراع. وقال: «لا يمكننا أن ندور في حلقة مفرغة تضاف إلى الحلقات السابقة لأننا بهذا الوضع لن نصل إلى حل. من الواضح بأن القمة العربية اكتفت كالعادة بإصدار قرارات عامة وفضفاضة في ظل غياب الآليات العملية الضرورية لاستعادة التضامن العربي الفعال وخصوصا إزاء القضية الفلسطينية باعتبارها قضية عربية مركزية ومفصلية، مما يتطلب معالجة أوجه الضعف والانقسام والتشرذم الفلسطيني/ العربي إزاءها، في حين تم ترحيل القضايا الخلافية الأخرى إلى مؤتمرات قادمة.
الرد الإسرائيلي إزاء الدعوة العربية لوقف الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية المحتلة جاء سريعا حيث أقرت الحكومة الإسرائيلية مشروع تعديل قانوني يجبر طالبي الجنسية الإسرائيلية من غير اليهود على أداء قسم الولاء «لدولة إسرائيل اليهودية»
و «الديمقراطية» مما يشكل تهديدا مباشرا لمليون ونصف ( 20% ) من عرب الداخل من إجراءات مستقبلية قد تهدد وضعهم داخل إسرائيل، ومن بينها خطر التهجير، ناهيك عن قطع الطريق بشكل نهائي وقاطع إزاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وضمن هذا السياق أعاد نتانياهو طرح اعتراف الفلسطينيين والعرب بإسرائيل كدولة يهودية ثمنا لتمديد التجميد المؤقت للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، كما نشير إلى تصريح موشيه يعلون أن عددا من أبرز أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي من أصحاب القرار السياسي يشككون في احتمال التوصل إلى تسوية سلمية مع الفلسطينيين في المستقبل القريب. الجدير بالذكر أنه وفقا لنتائج استطلاع أجرته جهات إسرائيلية فإن ثلثي اليهود الإسرائيليين يعارضون تجميد الاستيطان كما أن ثلثي الفلسطينيين يعارضون العودة إلى مفاوضات السلام.
هذا الموقف الإسرائيلي المتشنج إزاء نتائج قمة سرت يذكرنا بالموقف التصعيدي لإسرائيل إزاء مبادرة السلام العربية التي طرحها الملك عبد الله بن عبد العزيز (حين كان وليا للعهد) وأقرتها قمة بيروت ( 2002 ) ولم يمض سوى ساعات على إقرارها حتى اقتحمت الدبابات الإسرائيلية المدن والقرى الفلسطينية في الأراضي المحتلة مرتكبة شتى الجرائم البشعة، وأعمال التدمير والقتل الوحشي بحق الفلسطينيين العزل.
من الواضح أن إسرائيل ماضية في فرض شروطها وإملاءاتها التعجيزية والمذلة على الفلسطينيين والعرب، وتعمل في كل ساعة على تغيير الوضع الديمغرافي والجغرافي في الأراضي المحتلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية التي تعتبرها جزءا من عاصمتها الأبدية، كما هي مستمرة في بناء الجدار العنصري العازل في الضفة الغربية، وفرض الحصار التام على قطاع غزة الذي يقطنه قرابة مليون ونصف فلسطيني. كما أن إسرائيل ترفض وبوقاحة وصلف لا نظير لهما تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية مما يعكس موقفها الحقيقي الرافض لتحقيق سلام شامل وعادل لمختلف جوانب قضايا الصراع العربي / الإسرائيلي ومحورها القضية الفلسطينية.. خيبة أمل السلطة الفلسطينية عبر عنها صائب عريقات مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير بقوله: «هذا الأمر ليس له علاقة بعملية السلام ولا بالتزامات إسرائيل التي لم تنفذها وهذا من الجانب الفلسطيني مرفوض جملة وتفصيلا». وكشف عريقات أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أكد للعرب خلال قمة سرت أن إسرائيل ألغت «فعليا» اتفاق «أوسلو وباقي الاتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية».
من جهتها لم تعلق الخارجية الأمريكية بشكل مباشر على عرض على شرط نتنياهو حول تجميد الاستيطان إلا أنها جددت التأكيد على عدم تغير الموقف الأمريكي المطالب بتمديد فترة تجميد البناء الاستيطاني في الضفة. ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن متحدث باسم الخارجية الأمريكية قوله إن واشنطن لن تقحم نفسها في المناقشات الخاصة بالقضايا الجوهرية بين الأطراف المعنية علما بأن المبعوث الأمريكي إلى المنطقة جورج ميتشيل اعتبر في تصريح له بأن موقف الإدارة الأمريكية يتمثل في دعم السير باتجاه إقامة دولتين هما الدولة الفلسطينية إلى جانب دولة
«يهودية ديمقراطية»، وهو ما يتفق من حيث المضمون والجوهر مع دعوة نتنياهو.. السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : كيف يمكن انتشال الوضع العربي العام من حالة التردي والضعف والانقسام والتخاذل والفرقة واستعادة الثقة بالنفس واستحضار الإرادة السياسية المفقودة وتغليب المصلحة القومية المشتركة من خلال التضامن والتنسيق ولو على قاعدة الحد الأدنى للقواسم المشتركة وبما يستجيب للمصالح العليا العربية والمصير الوطني / القومي في الآن معا. وهو ما يتطلب إصلاح وتجديد النظام الإقليمي العربي وتجديد مؤسساته البيروقراطية بما في ذلك الجامعة العربية ومؤسسة القمة وآلياتها التي مضى عليها قرابة ستة عقود. وقبل كل شيء فإن الأمر الملح الآن وفي المستقبل هو الانفتاح على الشعوب العربية وإطلاق مبادراتها وحقها المشروع في المشاركة في الشأن العام بما في ذلك افساح المجال أمامها في دعم نضال ومقاومة الشعب الفلسطيني بكافة السبل المتاحة.
أمام مؤسسة القمة العربية مهمات جسيمة لا تتمثل فقط في الوصول إلى قرارات ومشاريع عمل وتحرك جماعي والترجمة الفعلية والعملية لتلك القرارات بحيث تفهم إسرائيل والقوى الدولية الداعمة لها بأن مصير العملية السلمية برمتها ومصالحها في المنطقة مرهونة بمدى الاستعداد الحقيقي للمضي في العملية السلمية والكف عن المراوغة وكسب الوقت لتغيير الحقائق على الأرض. إنه من الضروري إيقاف مسلسل التنازلات من قبل الجانب العربي تحت مسميات الأمن والتطبيع والتعاون الإقليمي. إن منطق السلام الشامل والعادل يستدعي تنفيذ الأسس التي استندت إليها صيغة المبادرة العربية والتي تعني مقايضة الأرض مقابل السلام وتنفيذ قرارات الأمم
المتحدة (242 و338، و184) القاضية بجلاء إسرائيل عن الأراضي المحتلة في حزيران
(يونيو) 1967م كافة، وضمان الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني بما في ذلك حقه في إقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين، وفي هذا الإطار من المهم التأكيد على وحدة المسارات العربية للتفاوض، وعلى الأهمية الحاسمة التي تحتلها الوحدة الوطنية الفلسطينية وضرورة التنسيق والتعاون بين القوى والتيارات الفلسطينية الفاعلة كافة. والكف عن الممارسات الخاطئة التي أقدمت عليها السلطة الفلسطينية من الاستئثار واحتكار التمثيل والقرار الفلسطيني وتجاوز سلطة القانون واللجوء إلى الأساليب الأمنية والاستبدادية في التعامل مع المعارضة، بما في ذلك التنسيق الأمني مع إسرائيل . ومن المهم عدم التعامل مع المقاومة كمحطة انتقالية أو كورقة تستخدم لاحقا في المفاوضات السرية، مما يستدعي استيعاب خطورة ودقة المرحلة والحاجة إلى توحيد وتضافر كل الجهود والطاقات الفلسطينية، وحشد الدعم والمساندة عربيا ودوليا في المعركة الوطنية والقومية المصيرية التي ستحدد على نحو حاسم ليس وجود ومستقبل الشعب الفلسطيني فقط بل الوجود والمستقبل العربي برمته الذي يتهدده الخطر الإسرائيلي.



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق المسدود لمفاوضات «السلام» الإسرائيلية الفلسطينية !
- جدل العلاقة بين الوطني والقومي ( الحلقة الأخيرة )
- جدل العلاقة بين الوطني والقومي ( 3 )
- جدل العلاقة بين الوطني والقومي ( 2 )
- العرب والعولمة .. انكفاء أم اندماج
- جدل العلاقة بين الوطني والقومي
- العرب والحضارة الغربية..تبعية أم مشاركة ( الحلقة الأخيرة )
- العرب والحضارة الغربية.. تبعية أم مشاركة ؟ (5)
- العرب والحضارة الغربية.. تبعية أم مشاركة ؟ (4)
- العرب والحضارة الغربية..تبعية أم مشاركة (3)
- رحيل المفكر الكويتي الدكتور أحمد البغدادي
- العرب والحضارة الغربية.. تبعية أم مشاركة ؟ (2)
- هل تموت النخلة في غياب غازي القصيبي؟
- العرب والحضارة الغربية.. تبعية أم مشاركة ؟ ( 1 )
- خطة التنمية التاسعة .. وتوطين العمالة السعودية
- التساؤل حول جدوى قانون التأمين ضد البطالة ؟
- ڤالا - لا تزال الزهور تبحث عن آنية - +
- التأمين ضد التعطل
- لقاء خاص مع وزير العمل البحريني
- تساؤلات حول البطالة النسائية ؟


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نجيب الخنيزي - البعد العربي لقضية فلسطين !