أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - حكام طهران وذراعهم المسلح حزب الله يدفعان لبنان نحو الهاوية!















المزيد.....


حكام طهران وذراعهم المسلح حزب الله يدفعان لبنان نحو الهاوية!


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3156 - 2010 / 10 / 16 - 02:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لبنان هذا البلد الصغير بمساحته والكبير بأهله، الذي كان وما يزال منذ عقود عديدة الرئة التي يتنفس بها العالم العربي طعم الحرية والديمقراطية، وكان ملجأ جميع الأحرار المضطهدين من قبل الأنظمة العربية في أوطانهم، هذا البلد الذي أنجب كوكبة رائعة من الكتاب والشعراء والأدباء والمثقفين التقدميين الذين كان لهم دور ريادي في النهضة التي شهدها العالم العربي في الخمسينات من القرن الماضي، هذا البلد الذي يجد القارئ فيه حرية الصحافة بكل تلاوينها واتجاهاتها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، هذا البلد الذي يطبع الكتب بمختلف اتجاهاتها لينهل منها بنات وأبناء العالم العربي، هذا البلد العظيم ، وهذا الشعب المثابر والشجاع يراد له اليوم أن يدفع ثمن الحرية والديمقراطية من جديد، فكأنما ما دفعه الشعب اللبناني من الدماء والدموع والتشرد في مختلف بقاع العالم بعد أن أصبح ساحة للصراع بين القوى المتصارعة في عالمنا العربي مع إسرائيل.
فقد شهد لبنان عام 1975 أبشع حرب أهلية كان من أطرافها الفصائل الفلسطينية المسلحة من جهة وإسرائيل وهجماتها المتكررة التي بلغت حد احتلال بيروت، بالإضافة إلى القوى اللبنانية التي انقسمت بين مناصر لمنظمة التحرير الفلسطينية وذراعها المسلح من جهة، والأطراف المناهضة لها، حيث دفع الشعب اللبناني ثمناً باهظا من أرواح أبنائه بعشرات الألوف، بالإضافة إلى الهجرة الواسعة لمئات الآلاف من شباب لبنان هرباً من الحرب الأهلية التي دامت 15 عاماً، ولم تتوقف تلك الحرب المجنونة إلا بعد أن دخلت قوات الردع العربية في محاولة لإعادة الأمن والسلام في البلاد.
لكن تلك القوات ما لبثت أن انسحبت من لبنان باستثناء القوات السورية التي خاضت ضد قوات ميشيل عون الذي سلمه الرئيس اللبناني المنتهية ولايته أمين الجميل زمام السلطة من جهة، وضد ميليشيات القوات اللبنانية من جهة أخرى حتى استتب الأمر لسوريا لكي تحكم لبنان من وراء الستار، فكانت الحكومة السورية هي الحاكم الحقيقي للبنان، وتمكن الفرقاء اللبنانيون المتخاصمون من التوصل إلى السلام بينهم عبر اتفاق الطائف بعد 15 عاماً من الصراع المسلح والدامي.
ومنذُ ذلك التاريخ وحتى حادثة اغتيال الرئيس اللبناني رفيق الحريري كانت الأرض اللبنانية ساحة الصراع بين سوريا وإسرائيل، فتعرض لبنان إلى هجمات إسرائيلية متتالية، وتم احتلال جنوب لبنان من قبل إسرائيل الذي كان العامل الحاسم في ظهور المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله، والتي خاضت صراعاً مريراً مع المحتلين الإسرائيليين تكلل بالنجاح بانسحاب القوات الاسرائلية من جنوب لبنان.
استبشر الشعب اللبناني خيراً بعد تحرير الجنوب، وشارك بكل طوائفه بالاحتفال بذلك النصر، على أمل وقف النزيف اللبناني، والتمتع بالأمن والسلام بعيداً عن العدوان الإسرائيلي.
وعلى اثر اغتيال الشهيد الحريري، وبضغط من المجتمع الدولي ومجلس الأمن اضطرت سوريا إلى سحب قواتها من لبنان، واستقالت حكومة عمر كرامي الموالية لسوريا ، وجرى تكليف السيد نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة انتقالية مستقلة أجرت انتخابات برلمانية جديدة أسفرت عن فوز قوى 14 آذار المناوئة للاحتلال السوري.
لكن الأوضاع اللبنانية لم تهدأ، فقد تحول الصراع من جديد بين قوى 14 آذار وقوى 8 آذار بزعامة حزب الله الذراع المسلح لحكام طهران، وبالتحالف مع ميشيل عون الطامع بمنصب رئاسة الجمهورية.
وجاء اختطاف حزب الله لجنديين إسرائيليين بكارثة جديدة نزلت على رؤوس اللبنانيين، حيث زج حزب الله لبنان بحرب جديدة مع إسرائيل، متجاهلاً الحكومة اللبنانية، ومتخذاً قرار الحرب بنفسه، وقد دفع الشعب اللبناني ثمناً باهظاً في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، وتشريد مئات الألوف من أبناء الجنوب هرباً من الموت.
وتصاعد الصراع بين الحكومة وحزب الله يوماً بعد يوم، واحتل حزب الله قلب بيروت، وأعلن الاعتصام فيه لأشهر عديدة، وشل عمل مجلس النواب الذي ظل مغلقاً، وقاطع حكومة فؤاد السنيورة، وشل عملها، كما شل الاقتصاد اللبناني والحركة السياحية التي يعتمد عليها الاقتصاد اللبناني، واتخذ الصراع أسلوب التهجم من جانب حزب الله على الحكومة ورئيسها السنيورة، والحيلولة دون انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفاً للرئيس إيميل لحود الذي فرضت سوريا تمديد ولايته المنتهية لعامين خلافاً للدستور، واستمر الصراع بالتصاعد حتى بلغ الذروة باحتلال بيروت من قبل قوات حزب الله، ووقوع العشرات من القتلى والجرحى، وبات حزب الله صاحب السلطة الفعلية في لبنان مما هدد النظام القائم في لبنان، وإشعال حرب أهلية جديدة .
لكن الجهود الدولية والعربية التي بذلت لوقف التدهور الحاصل في البلد استطاعت جمع الطرفين في مؤتمر الدوحة، حث تم الاتفاق على تشكيل حكومة مشتركة، وانتخاب قائد الجيش ميشيل سليمان رئيساً للجمهورية.
لكن ذلك الاتفاق لم يكن سوى حل وقتي لتفادي الحرب الأهلية، فقد بات حزب الله الذراع المسلح لحكام طهران، بما يمتلكه من أسلحة وصواريخ، ودعم مادي غير محدود من قبل حكام طهران جاوزت قدرات الجيش اللبناني، الحاكم الفعلي للبنان، ورغم كل المحاولات من جانب الحكومة الشرعية لوضع قدرات حزب الله العسكرية تحت خيمة الجيش اللبناني، فقد باءت بالفشل كل تلك المحاولات، وأصر زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله على موقفه، مما جعل قرار الحرب والسلام بيد الحزب وليس بيد الحكومة الشرعية، وبات مصير لبنان وشعبه رهينة بيد حكام طهران، حيث أعلن السيد حسن نصر الله صراحة أنه فخور بكونه يتبع ولاية الفقيه المتمثلة بحاكم إيران علي خامنئي.
وجاءت أخبار المحكمة الجنائية الدولية المشكلة لمحاكمة قتلة الشهيد رفيق الحريري والعديد من الشخصيات السياسية باحتمال أن يتضمن القرار ألضني توجيه تهمة تلك الجرائم إلى حزب الله لترفع من درجة الاحتقان في الوضع السياسي، وتصاعد التهديدات من جانب السيد حسن نصر الله لحكومة السيد سعد الحريري، وللنظام القائم في لبنان في خطاباته المتكررة حيث أخذت لهجة نصر الله بالتصاعد يوماً بعد يوم بحيث بات مصير لبنان كوطن وكشعب على كف عفريت، وتصاعدت وتائر الخوف والقلق لدى الشعب اللبناني مما تخبئه لهم الأيام القادمة بعد أن تحولت مقاومة حزب الله لإسرائيل إلى الداخل اللبناني، ولاسيما وأن عملية احتلال بيروت من قبل ميليشيات حزب الله ما تزال ماثلة أمام الشعب اللبناني بكل مخاطرها المحتملة على صيغة التعايش القلقة بين مكونات الشعب.
وجاءت زيارة الرئيس الإيراني احمدي نجاد لبيروت لتزيد من حدة التناقض بين جبهتي الصراع من جهة، واحتمال إشعال حرب جديدة مع إسرائيل بعد التهديدات التي أطلقها أحمدي نجاد لإسرائيل في زيارته لبنت جبيل على بعد أربعة كيلومترات من الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
لقد أصاب الخطاب الذي ألقاه الرئيس الإيراني في بنت جبيل الشعب اللبناني بالذهول والرعب مما ينتظره لو اندلعت الحرب مع إسرائيل من جديد، والتي ستكون بكل تأكيد أفضع بما لا يقاس من حرب صيف عام 2006، والتي لا قبل لشعب لبنان بتحملها هذه المرة ، وربما شرارة بسيطة ستطلق وابل الصواريخ من كلا الجانبين إسرائيل وحزب الله، وهناك احتمالاً كبيراً أن لا تقتصر الحرب على لبنان بل سوريا كذلك، وربما تمتد نيران الحرب لتشمل الشرق الأوسط برمته .
إن حكام طهران وذراعهم المسلح في لبنان [حزب الله] يلعبان بالنار التي ستحرق الجميع، وسيكون أول الضحايا الشعب اللبناني المغلوب على أمره، حيث الحكومة اللبنانية عاجزة عن امتلاك قرار السلم والحرب الذي يمسك به السيد حسن نصر الله، والذي ينفذ الإرادة الإيرانية متجاهلاً حكومة وشعب لبنان، إن حزب الله بتبعيته المطلقة لحكام طهران يقود لبنان نحو الهاوية إذا لم يبادر المجتمع الدولي إلى تولي زمام الأمر بأسرع ما يمكن، وقبل أن يفوت الأوان، للحيلولة دون وقوع الكارثة التي ربما باتت وشيكة، فالنار يمكن إشعالها بعود ثقاب، لكن إطفائها سيكون عسيراً بكل تأكيد، وستكلف بلدان المنطقة والعالم غالياً جداً من الدماء والدموع والخراب والدمار الذي سيأتي على كل شيء.
إن مهمة الحفاظ على السلم الأهلي في لبنان باتت قضية ملحة لا تقبل التأجيل ، وهي بلا أدنى شك تقع على عاتق المجتمع الدولي،ومجلس الأمن، لنزع فتيل الحرب الأهلية من جهة، ولإجبار حكام تل أبيب على تنفيذ الحل العادل للقضية الفلسطينية، جوهر النزاع في الشرق الأوسط، وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل أراضي الضفة الغربية حتى حدود 4 حزيران 1967بما فيها القدس الشرقية كاملة، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وإقامة السلام الحقيقية والدائم في منطقة الشرق الأوسط.



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من طريق لإخراج العراق من عنق الزجاجة بأقل ما يمكن من المخ ...
- هل رضخت الولايات المتحدة للإرادة الإيرانية بتشكيل الحكومة ال ...
- أيها الشعب العراقي المنكوب خذ الزمام واصنع القدرَ
- من ذاكرة التاريخ: أسرار وخفايا الحرب العراقية الإيرانية - ال ...
- من ذاكرة التاريخ: اسرار وخفايا الحرب العراقية الإيرانية[ حرب ...
- من ذاكرة التاريخ:أسرار وخفايا الحرب العراقية الإيرانية [ حرب ...
- من ذاكرة التاريخ: انقلابيوا 17 تموز والحزب الشيوعي والحركة ا ...
- مسؤولية المحكمة الدستورية العليا في معالجة الأزمة العراقية ا ...
- من ذاكرة التاريخ : الحزب الشيوعي ونظام عبد الرحمن عارف
- من ذاكرة التاريخ : الصراع على السلطة بين الجناحين المدني وال ...
- الشيوعيون والبعثيون والناصريون ونظام عبد السلام عارف
- الدكتور شاكر النابلسي والرئيس بوش وغزو العراق والوحي الإلهي!
- من ذاكرة التاريخ : مأزق انقلابيي 8 شباط، وانقلاب عبد السلام ...
- بعد عشرين عاماً على غزو صدام للكويت، هل تعلم حكام الكويت الد ...
- حوار مجلة لفين الكردية مع المؤرخ حامد الحمداني / القسم الثان ...
- حوار مجلة لفين الكردية مع المؤرخ حامد الحمداني
- الشرق الأوسط بين فكي حكام تل أبيب وملالى طهران
- إلى متى يبقى العراق وشعبه على مائدة المقامرين؟
- ثورة 14 تموز في ذكراها الثانية والخمسين/ دروس وعبر/ القسم ال ...
- ثورة 14 تموز في ذكراها الثانية والخمسين/ دروس وعبر


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - حكام طهران وذراعهم المسلح حزب الله يدفعان لبنان نحو الهاوية!