|
المفاوض الفلسطيني الغلبان في مواجهة ضغوط العربان
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3155 - 2010 / 10 / 15 - 19:28
المحور:
كتابات ساخرة
بعد وقت قصير من اطلاق الادارة الاميركية للمفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرا ئيلي وبعد تعثرها لبعض الوقت بسبب الحفر والمطبات التى وضعها رئيس الوزراء الاسرائيلى وصلت اخيرا الى طريق مسدود رغم ما بذله مبعوث الادارة الاميركية للشرق الاوسط جورج ميتشل من محاولات لاقناع الجانب الفلسطيني للعودة من جديد الى طاولة المفاوضات ورغم ابداء الرئيس الاميركي اوباما استعداده تقديم المزيد المساعدات الاميركية لاسرائيل كتزويدها باحدث الموديلات من الطائرات والدبابات والصواريخ اضافة الى ملء الخزينة الاسرائيلية بمئات الملايين من الدولارات مقابل ان يتكرم نتنياهو باتخاذ قرار يقضي بتجميد الاستيطان لمدة ثلاثين يوما لا اكثر ولا اقل . ماذا يريد كل طرف للتغلب على العقبات التي تقف في طريق المفاوضات ولدفع عملية السلام من جديد ؟ هنا يؤكد نتنياهو بانه لا يطلب لبن العصفر بل هو جاهز في اي وقت للجلوس والتفاوض مع الشريك عباس فلا حنجرته تمنعه من تبادل العصف الفكري معه حول حل الدولتين والتعايش المشترك بين " احفاد سيدنا ابراهيم " ولا اقدامه تحول دون وصوله الى غرفة المفاوضات كما انه جاهز لتجميد الاستيطان لمدة شهر بشرط ان يعترف الشريك عباس بيهودية اسرائيل . تخيلوا بعد ان يحصل نتنياهو على كل الضمانات والمساعدات الاضافية نراه يتشدد اكثر في طلب المزيد من النازلات الفلسطينية المهينة. بطبيعة الحال مثل هذا الشرط يرفضه الرئيس محمود عباس : , فكيف له ان يعترف بيهودية دولة اسرائيل بعد ان وقع الطرفان قبل عقدين وثيقة الاعتراف المتبادل فهل من المنطقي والمعقول كلما جلس على سدة رئاسة الوزارة الاسرائيلية رئبس وزراء جديد حتى يطلب من الجانب الفلسطيني توقبع وثيقة جديدة بمضمون وشروط جديدة وبما يؤكد ان اسرائيل لا تلتزم باي معاهدة او اتفاق؟ ثم كيف يعترف بهودية اسرائيل بينما فيها اقلية فلسطينية يشكل عديدها تقريبا ربع سكان اسرائيل لا زالت الاخيرة لا تعترف بهم كاقلية قومية عربية بل تصنفهم وتتعامل معهم كجماعات طائفية . ان ابراز نتنياهو لهذا الشرط وطرحه على طاولة المفاوضات لا يهدف من ورائه الا لتثبيت مزاعم صهيونية مفادها ان فلسطين كانت عبر التاريخ ولا زالت وطنا اليهود وبأن الفلسطين ليسوا سكانها الاصليين بل هم مجرد غزاة وقوة طاردة لسكانها الاصليين من اليهود : الم يسبقه رئيس الوزراء السابق اولمرت تاكيد هذه المزاعم عندما قال في كلمة القاها في اخر زيارة له لعمان وعلى مسامع مسئولين واعلاميين اردنيين ان اسرائيل تقبل التعايش مع 1.25 مليون فلسطيني رغم انهم ضيوفا على اسرائيل !! يتشدد نتنياهو في تمرير شرط يهودية اسرائيل لا لانتزاع اعتراف فلسطيني بذلك فحسب بل لشطب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم والتعويض عليهم التي تؤكدها الفرارات الصادرة عن الامم المتحدة ومجلس الامن والتي كانت عودتهم شرطا لقبول اسرائيل عضوا في الامم المتحدة والاعتراف بها دوليا وايضا لتمرير مخطط التبادل السكاني الذي لا ينفك كبار المسؤلين الاسرائليين طرحه على المفاوض الفلسطيني كشرط لاخلاء المستوطنات العشوائية في الضفة الغربية . الواضح من الشروط التعجيزية التي يطرحها نتنياهو انه ومعه قطاع واسع من المتطرفين والمتزمتين اليهود يتهربون وحتى يرفضون مشروع اقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب مع دولة اسرائيل فاذا كان شرطه لتجميد الاستيطان لمدة ثلاثين يوما هو ان يعرف الفلسطينيون بيهودية اسرائيل فهل سيقبل بأقل من ترحيل عرب 48 من داخل اسرائيل الى مناطق السلطة الفلسطينية . ناهيك عن الشروط الاخري التي لا تقع تحت حصر لتفكيك بعض المستوطنات واخلائها من المستوطنين ؟؟ لعل الافضل في مواجهة مسلسل الشروط الاسرائيلية ان يضع المفاوض الفلسطينيى قدميه في الجدار ويرفض التفاوض الا اذا اعلن الطرف الاسرائيلي التزامه بالانسحاب من كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة في الرابع من حزيران سنة 1967 واخلاء وليس تفكيك المستوطنات الاسرائيلية وتسليمها الى الدولة الفلسطينية اضافة الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وبسيادتها على الاراضي التي ستنسحب منها اسرائيل اذا التزم الجانب الاسرائيلي بهذه الشروط يعود المفاوض الفلسطيني الى طاولة المفاوضات وعكس ذلك " كل مفاوض يعود لعند اهله يا دار ما دخلك شر " اذا صح التعبير, وهنا لا استبعد ان يبادر الطرف الاسرائيلي بتوسيط اطراف عربية ودولية للضغط على الطرف الفلسطيني للعودة الى طاولة المفاوضات يدفعة لذلك عدم رغبته في تحول البوصلة الفلسطينية من اتجاه اقامة الدولة الفلسطينية الى اتجاه المشروع القديم المتمثل باقامة دولة ديمقراطية ثنائية القومية يعيش فيها الفلسطينيون واليهود كمواطنين متساوين قي الحقوق والواجبات وهو ما لايريده ولن يقبل به اليمين الاسرائيلي باي حال من الاحوال تحسبا لتحول مشروعهم التوراتي الى دولة علمانية . كان توجه قيادة منظمة التحرير حتى قبل انعقاد قمة فاس ان لا تعترف باسرائيل او تتفاوض معها الا اذا اعترفت بالدولة الفلسطينية وبسيادتها الكاملة على الاراض الفلسطينية المحتلة في سنة 1967 ولكنها تحت تاثير ضغوط" العربان" اضطرت بعد حرب الخليج الاولى تحصيل مطالبها بالتقسيط اي وفق خارطة الطريق التى وضع خطوطها وتعاريجها وطلعاتها ونزلاتها جورج بوش ولهذا لم نلمس على ارض الواقع اي انسحاب اسرائيلى من اي شبر محتل من الاراض الفلسطينية بل تموضعا للسلطة في اريحا اولا ثم تلاه تموضع في غزة ورام الهض ثانيا وتالثا فيما استمر الشق اليهودي من احفاد ابراهيم في مصادرة الاراضى الفلسطينية واقامة المستعمرات عليها ناهيك عن عدم اعترافهم بالسيادة الفلسطينية على شبر يقع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية مع احتفاظ الجيش الاسرائيلي بحقه في التوغل فيها لممارسة هوايته في قتل الفلسطينيين وتدمير بيوتهم واتلاف مزروعاتهم . قلنا لم تكن المنظمة ستقبل بهذه التنازلات الشكلية والمظهرية من جانب اسرائيل لولا ان" العربان" تركوا فصائل المقاومة ولمدة تزيد عن تسعين يوما تواجة الالة العسكرية على ارض لبنان دون يقدموا اي دعم مالى او عسكري لها لكي تصمد في مواجة الالة الاسرائلية او على الاقل استنزاف القدرات البشرية وتكبيدة افدح الخسائر قبل ان يستكمل احتلاله للبنان .ورغم مرور اكثر من ثلاث عقود على الهجوم الاسرائيلي على لبنان لم يختلف نهج منظومة "العربان" بالضغط على الفلسطينيين للقبول باي فتات يقدمه لهم الاسرائيليون مع التهديد بقطع الدعم عنهم . قبل ايام عقد زعماء منظومة" العربان" مؤتمر قمة في سرت وذهب الى المؤتمر الرئيس الفلسطيني على امل ان يتخذ االمشاركون في المؤتمر قرارت تساهم في تعزيز الوضع التفاوضي الفلسطيني كأن يقرر "العربان" تجميد علاقاتهم مع اسرائيل ولا اقول قطعها لا سمح الله وعدم تزويد المستوطنات الاسرائيلية بالغاز المصري والقطري اقتداء على الاقل بالجماعة الاوروبية التي اتخذت قرارا قبل سنة بمقاطعة منتجات المستوطنات الاسرائليىة , او اغلاق الاسواق العربية امام البضائع الاسرائيلية او تقديم شكوى الى مجلس الامن ضد المشاريع الاستيطانية الاسرائلية بدلا من ذلك او التهديد باتخاذ مثل هذة الاجراءات اكتفى العربان بمنح عباس توكيلا بعدم التفاوض مع الجانب الاسرائيلي الا اذا وافق الاخير على تجميد الاستيطان مع توجيه النصائح والارشادات للرئيس الفلسطيني بانهاء الانقسام الفلسطيني والعمل بهمة لا تعرف الكلل للتصالح مع حماس في اقرب وقت تحقيقا للوحدة الوطنية الفلسطينية والتى بدونها يتعذر على الفلسطينيين انتزاع اي تنازلات اسرائيلية!! وينسى العربان ان الانقسام والتشرذم لم يتجلى على هذا النحو منذ قيام منظمة التحرير الفلسطينية الا بعد ان وجهت القوات الاسرائيلية ضربة قاصمة لفصائل المنظمة اثناء اجتياحها للبنان في ثمانينات القرن الماضي وبعد تشتيت مقاتلي المنظمة في اليمن وتونس بعيدا عن حدود اسرائيل حيث بادر اتر اضعاف المنظمة بعض" العربان " بتقديم الدعم لحماس بما تيسر من عوائد مبيعاتهم من النفط والغاز فتضخمت وقويت حماس واشتد عودها بعد ان كانت جمعية خيرية دعوية لا ثقل ولا وجود فاعل لها على الساحة الفلسطينية ناهيك انها لم تمارس نشاطها العلني الا بعد اخذت من العدو الاسرائلي ترخيصا بذلك وبعد ان ان اخذ ضمانا من قادتها بأن نشاطها سيتركز على العورات النسائية ومحاربة الافكار العلمانية والتقدمية التي كانت ولا زالان اغلب فصائل منظمة التحرير الفلسطينية تتبناها . اذا العربان وليس غيرهم هم الذين يتحملون مسئولية التشرذم والانقسام الفلسطيني وهؤلاء وليس غيرهم قادرون على انهاء الانقسام الفلسطيني لو توقف تجار الغاز منهم عن ضخ الاموال في خزائن حماس والترويج لها عبر اهم فضائية عربية واكثرها انتشارا .
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا يحرض الاخوان المسلمون في الاردن على مقاطعة الانتخابات
...
-
هل هي مصالحة ام مصافحة فلسطينية ؟
-
هل يستعين ملالي طهران بزغلول النجار
-
كوادر متقدمة في - الشعبية - تقرأ الفاتحة على روح الماركسية !
...
-
هل يفاوض عباس من مركز قوة ام من موقع ضعف ؟
-
هنية يتهم عباس بارتكاب ثلاث خطايا !! فماذا عن جرائم حماس ؟
-
الحاخام عوفاديا يستنزل الغضب الالهي على محمود عباس !!
-
على ذمة - المجاهد خليل الحية - :حماس تتأهب لتدمير اسرائيل
-
حملة ضد الهوس الديني
-
قبل ان تجلدوا محمود عباس
-
- اخوان - الاردن يوظفون ورقة مقاطعة
-
اليوم العالمي لحرق الكتب الدينية
-
رئيس الوزراء الاردني يطيح بوزرائه
-
حماس تحرز نصرا الهيا على على الكلاسين النسائية !!!!
-
يحاربون طالبان ويتحالفون
-
اسرائيل داخل طنجرة ضغط عربية
-
جهاد حماس ضد العورات النسائية
-
ليبرمان يحرر غزة !
-
على شماعة الامبريالية والصهيونية
-
ارهابيو- القاعدة - يزهقون ارواح
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|