|
وأخيراً تحدث السكرتير الأول السابق للحزب الشيوعي العراقي
أمير أمين
الحوار المتمدن-العدد: 3155 - 2010 / 10 / 15 - 17:18
المحور:
سيرة ذاتية
ظهرت في السنوات العشرين الأخيرة عشرات المقالات والكتب والبحوث والمقابلات وغيرها ..تتحدث وتقيم سلباً وإيجاباً المسيرة النضالية الطويلة والعريقة للحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه في الحادي والثلاثين من آذار عام 1934 والتي أصبحت في متناول الجميع بفضل الشبكة العنكبوتية الواسعة الإنتشار في جميع أنحاء العالم وقد إطلعت تقريباً على كل ما كتب عن هذا التاريخ الحافل بالمآثر والنكبات من خلال ما نشر من قبل قادة الحزب الشيوعي السابقين كصالح مهدي دكلة الذي إمتاز بالموضوعية في الكثير من الأمور التي تناولها كتابه عن تاريخ الحزب كذلك ما كتبه الفقيد زكي خيري وبهاء الدين نوري وأبو يوسف سليم إسماعيل وكاظم حبيب وكريم أحمد وجاسم الحلوائي والأجزاء الثلاثة القيمة للكاتب الشيوعي عزيز سباهي وغيرهم وكنت بشوق كبير لأن أرى ما سيكتبه عامر عبد الله من سيرة ذاتية يتناول بها تاريخ الحزب ونضاله لكنه توفي ولم ينجز ما كنت أتأمله منه سوى بعض المقالات التي صدرت هنا وهناك مذيلة بإسمه.. كذلك لا زلت أنتظر بشوق ما سيكتبه الرفيق عزيز محمد من مذكرات هامة تخص حقبة تاريخية حافلة عايشها بكل ما فيها من مآثر وإخفاقات لكنه للأسف لم يتفوه لحد الآن إلاّ في هذه المقابلة البسيطة والتي إعتبرها محاوره توفيق التميمي ( المقابلة الصعبة !! )وعلل ذلك برفض وممانعة الرفيق السكرتير الأول السابق للحزب الشيوعي بإجراء مقابلة معه بحجة..أنه لا يعول كثيراً على دقة ما ينشره المحاورون..!! وأعتبر محاوره توفيق إجراء المقابلة الصعبة مغامرة ومجازفة !! وأخيراً تمت المقابلة معه في أربيل وتناولت عدد من الأمور وأخفقت في تجنب أمور أخرى قد يكون بعضها أكثر أهمية من الأمور التي جرى تناولها خاصة وأن المقابلة لم تتطرق الى حركة حسن سريع وموقف الحزب منها ولماذا لم يدعمها وكيف فشلت ولم تجري الإشارة الى قطار الموت وهنالك خط يميني نشأ في الحزب بعد إستشهاد الرفيق سلام عادل سمي خط آب عام 1964 لم يجري بحثه مع السكرتير الأول السابق ولم تتطرق المقابلة الى أسباب ونتائج الحملة الشرسة ضد تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي أعوام 1978 و 1979 ومن المسؤول عن ترك كل تنظيمات الحزب لتواجه مصيرها أمام أجهزة السلطة البعثية الغاشمة في الوقت الذي تسلل فيه قادة حزبنا الى كردستان والدول الأخرى ! ولم تجري الإشارة الى موقف الحزب من الحرب مع إيران وبروز نزعة ما يسمى بالدفاع عن الوطن التي روج لها الفقيد زكي خيري في ذلك الوقت ولم يشر الى موقف الحزب من غزو الكويت وأيضاً لم تتطرق المقابلة الى مؤتمر التجديد الخامس المنعقد عام 1993 والذي جرى فيه تغيير عدد لا يستهان به من الرفاق القياديين وعلى رأسهم السكرتير الأول السابق عزيز محمد.. ولم نتعرف على موقف الرفيق عزيز من إشتراك الحزب في البرلمان والوزارة وإخفاقه في الإنتخابات الأخيرة...المقابلة الصعبة مع سكرتير الحزب يجب أن تكون شاملة وأن يقوم بتبنيها مكتب الإعلام المركزي التابع للحزب الشيوعي وأن تكون الأسئلة معدة سلفاً وتخص أهم الأمور المفصلية لتاريخ الحزب وخاصة العقود الثلاثة التي تبوأ فيها الرفيق عزيز محمد المركز الأول فيه لكي يطلع عليها جيلنا والأجيال اللاحقة ..والآن لنعد الى بعض ما دار من حوار والذي تركز بشكل كبير على إنقلاب 8 شباط الدموي عام 1963 وأيضاً فترة حكم عبد الكريم قاسم وغيرها..تتطرق المحاورة في مقدمتها الى زي الرفيق عزيز القومي الكردي وبساطته..الخ وعن شباط الأسود الذي إعتبره السكرتير الأول السابق بأنه يوم أسود في تاريخ العراق وليس الشيوعيين وحسب وإعتبره كارثة إمتد سواده الى عام 1968 على الرغم من زعم البعثيين بأنهم إستفادوا من هذا الإنقلاب ثم عرج الرفيق الى موضوع رئيسي سمي خيانة الرفاق معتبراً ذلك تحصيل حاصل وهي طبيعية في ظل أنظمة إستبدادية فاشية حيث يوجد ناس ضعفاء وهناك أناس تخور عزائمهم بحكم إستمراريتهم بالعمل النضالي وأشار الى إسمين من الخونة في النظام الملكي ثم طرح إسم الخائن هادي هاشم الأعظمي الذي قال عنه : أنه سلم قيادات وقواعد الشيوعيين الى الحرس القومي ثم تطرق الرفيق عزيز الى بقاء قادة الأحزاب الشيوعية فترة طويلة دون تعرضهم للتصفية ما عدا الشهيد فرج الله الحلو أيام الوحدة مع سوريا لكنه نسي التصفية الجسدية التي تعرض لها الشهيد شهدي عطية الشافعي زعيم الحزب الشيوعي المصري ..مشيراً الى أن ذلك لا يجري على العراق من خلال تصفية القادة وخاصة ما يقوم به حزب البعث بوضع السياسي أمام خيارين أما الصمود والإستشهاد تحت التعذيب أو الإنهيار..وهنا يضرب الرفيق عزيز أمثلة لرفاق قياديين أحدهما بالصلابة مثل الرفيق كاظم حبيب والآخر بالتخاذل كماجد عبد الرضا الذي قال عنه : لم نسامحه في الحزب ( لأنه نشر شيئاً على أنه غير معتقل ويكذب الحملة التي قمنا بها من أجل إطلاق سراحه !!)لكننا في الحزب لم نتعرف على نتيجة عدم المسامحة بحيث إستمر الفقيد ماجد عبد الرضا كأحد قادة الحزب لحين خروجه شخصياً منه وثم عودته للعراق من بلغاريا وعمله في صحيفة الجمهورية العراقية الرسمية !! وإعتبر الرفيق عزيز خيانة هادي الأعظمي خيانة من النوع المعنوي أي خارج مسألة التحمل ويقول بالنص ( وفوراً كنا نستطيع معاقبته ولكننا صرفنا النظر عن مثل هذه الأمور لأننا ما كنا نريد أن ننغمر بالقضايا الصغيرة على حساب قضايا كبرى في تلك المرحلة لا سيما مرحلة السبعينات !!( طبعاً المقصود الستينات هنا ) وأعتقد أن هذا التبرير غير معقول لا سابقاً ولا الآن ..فهل تسليم قيادات وقواعد الشيوعيين من قبل الإعظمي وتعرض أغلبهم للتصفية الجسدية ..مسألة هينة بحيث لا يعاقب عليها الخائن !! أنا أتفق مع ما أشار اليه السكرتير الأول السابق من أن الصلابة في المواقف تأتي من مدى قناعة الإنسان بالفكر الذي يؤمن به الى جانب التقاليد الشعبية في الرجولة والإباء( ولو أن في حزبنا رفيقات صمدن أكثر من بعض الرجال ) وهناك أمثلة كثيرة لصلابة الرفاق والرفيقات البسطاء من الناحية الفكرية والسياسية لكنهم إعتبروا أن الشهامة وعزة النفس تتطلب منهم التضحية فلم ينهاروا وحافظوا على أرواح مئات من رفاقهم وتطرق الرفيق عزيز الى عدد منهم ذاكراً إسم الشهيد حسن عوينة والشهيد إبراهيم الحكاك والشهيد عدنان البراك ومثلهم الأعلى في التضحية والصمود الشهيد سلام عادل..بعد ذلك ينتقل الحوار الى الكفاح المسلح في الأهوار عام 1967 بإسم القيادة المركزية وجماعة عزيز الحاج وهنا يتناول الرفيق عزيز محمد بشكل مفصل ودقيق أسباب وظروف نشوء هذا النوع من الكفاح إرتباطاً بطبيعة المنطقة وظروف البلد والإمكانيات الذاتية..الخ وقد أشار الى إعتباره بأنه لا يشك بنبل القائمين والمشاركين في الكفاح المسلح لكنه إعتبرهم رومانسيين ولم يدرسوا هذا الجانب النضالي الحيوي بكل جوانبه قبل الخوض به مما أدى الى الإضرار بهم وبالحزب في ذلك الوقت ...ثم أشار السكرتير الأول السابق الى الكفاح المسلح في كردستان والصراعات مع الإتحاد الوطني الكردستاني في بشتاشان حينما شن هجومه الغادر ضد مواقع وتنظيمات الحزب الشيوعي العراقي في الأول من أيار عام 1983 وقال الرفيق عزيز : (وقتها لم أكن أنا في منطقة كردستان ثم أضاف : البعض قالوا لو كنت موجوداً لما حصلت تلك المجزرة.. لا أستطيع أن أبت بهذا الأمر لكني أستطيع القول أنه لم يكن قدراً محتوما ً ) وهنا لم يوضح الرفيق عزيز وبشكل صريح هذا الغياب عن ساحة كردستان لفترات طويلة بالوقت الذي يكون العمل الأنصاري بحاجة ماسة اليه كقائد للحزب وعلى الأقل لو تسنى له المجيء الفوري بعد مجزرة بشتاشان الإجرامية الأولى لإستطاع الحزب من تلافي تكرار المجزرة الثانية والتي حدثت بعدها بأربعة شهور في سبتمبر من نفس العام وإستشهد بها عدد من خيرة الكوادر المجربة في الوقت الذي كانت فيه الطرق سالكة ويستطيع السكرتير الأول السابق من الوصول اليها بيسر وكنا ننتظره في قرية سيلوة الحدودية داخل إيران على أحر من الجمر لكنه خيب أملنا في وصوله ومعالجته للأمور وحقن دماء الأنصار التي ذهبت هدراً وكان رفاقنا حينذاك بحالة معنوية غير جيدة يعانون من الحزن والإحباط والتعب النفسي والجسدي..هنا كان للسكرتير دور مؤثر في الأحداث خاصة بعد إعتقال السكرتير الثاني الرفيق كريم أحمد والإلتباسات التي حصلت معه في المعتقل وإطلاق سراحه من قبلهم والإبقاء على بقية الرفاق وتشوش الصورة عند جميع الأنصار والتي لم تتضح حتى عندما قام الرفيق أبو سليم بتوضيح كل ما جرى له ونقد نفسه في ندوة لجميع من حضر بالإضافة الى إجتماعات الكوادر التي أدارها الرفيقان أبو عامل وأبو سيروان والتي حضرت أنا أحدها..وهنا لابد لي من توجيه اللوم والنقد للرفيق عزيز محمد على غيابه غير المبرر في تلك الحقبة المأساوية الصعبة من تاريخ حزبنا وخصوصاً الأنصار أما بخصوص مجزرة بشتاشان الأولى فأنا أعتقد أن وجود الرفيق عزيز محمد في المنطقة ربما لا يؤثر على عدم وقوعها حسب وجهة نظري وإطلاعي اليومي على الأحداث فهي معدة ومطبوخة بشكل جيد بين رئاسة الإتحاد الوطني الكردستاني وخاصة جلال ونوشيروان وعمر دبابة من جهة وبين أركان النظام السابق وخاصة صدام وموفده للتباحث مع قادة أوك برزان التكريتي الذي تربطه مع جلال الطالباني علاقات وثيقة صرح بها الطالباني أكثر من مرة أضف الى ذلك إبرام معاهدة بين العراق وتركيا تتيح للقوات التركية بالتوغل داخل الأراضي العراقية لبضعة كيلومترات وقد جرى تطبيقها بالتزامن مع الحشود التي أرسلها قادة الإتحاد الوطني الكردستاني لتطويق منطقة بشتاشان بحيث جرى تقدم آلاف الجنود الأتراك لمشاغلة رفاقنا في بهدينان وقطع الطريق عليهم لمساعدة رفاقهم في سوران وتصدى لهم رفاقنا وإستشهد النصير أبو فكرت.. كذلك الدعم العسكري الذي قامت به السلطة البعثية بتزويد بيشمركة أوك بأسلحة جديدة ومتطورة قبل الأحداث ببضعة شهور وقد شاهدت أنا بأم عيني أن عدداً من بيشمركتهم يحملون دوشكات صغيرة وأنيقة وجديدة حينما أرادوا تأسيري في دشت أربيل أوائل نيسان عام 1983 لا يوجد مثيل لها عند بقية الفصائل ! وكان مع مفارزهم عدد من المرتزقة العرب الذين تكلموا معي باللغة العربية بطلاقة وقال لي إثنان منهم أن الأول كان معلم في كركوك والآخر كان معلم في بغداد وحتى أشكال وجوههم ليست كردية !! وقال لي أحد مسؤوليهم أن لديهم أمر بقتل كل نصير شيوعي وتأسير كل بيشمركة من الأحزاب الكردية الأخرى يقع بين أيديهم , لكنهم لم ينفذوا أمر قتلي بسبب إبرام هدنة مؤقتة مع قادة أوك أخبرتهم بها قد تمت قبيل ساعات فإتصلوا بأجهزة اللاسلكي وتأكدوا من صحة ما أخبرتهم به فأطلقوا سراحي وطلب منهم مسؤولهم بالعودة الى القاعدة.. لا سيما وأن هناك هدنة بين أوك وبين بقية الفصائل ...حسب ما قال لهم أمامي !! ثم لم يلبثوا أن خرقوا الهدنة بعد عدة أيام للضغط الذي كانوا يتلقونه من السلطة البعثية عليهم..!! وهنا لابد من الإشارة الى أن رفاقنا القياديين وخاصة أعضاء المكتب السياسي وأيضاً أعضاء قاطع أربيل بذلوا جهوداً مضنية مع قادة الإتحاد الوطني الكردستاني للتقارب والعمل على توحيد البندقية الأنصارية ضد السلطة ومرتكزاتها وحقن الدماء لكن جهودهم باءت بالفشل أمام إغراءات النظام المقبور ووعوده بتحقيق إمتيازات ومكاسب لقادة أوك جعلتهم يغضون الطرف عن المساعي الحميدة التي كان قد بذلها رفاقنا وبشكل يومي ودؤوب وأنا على علم بها وخاصة في قاطع أربيل والتي أدت الى إستشهاد نخبة من أنصار حزبنا الميامين وتأسير عدد منهم..أما في بشتاشان الثانية فالأمر مختلف تماماً ولوجود الرفيق عزيز محمد تأثير كبير في إجراء المصالحة بين جميع الفرقاء وحقن الدماء المسالة من كل الأطراف ومن الممكن جداً أن لا تقع في ظل وجوده...ثم يتناول المحاور مع الرفيق عزيز محمد مسألة الشيوعيين السنة والشيعة ويسأله : هناك أقوال شائعة لمؤرخين لتاريخ العراق مفادها أن البطش البعثي في فترة الحرس القومي نال من الشيوعيين الشيعة أكثر مما نال من الشيوعيين السنة .. يرد السكرتير الأول السابق : البطش البعثي إستهدف الكادر القيادي العربي بصرف النظر عن كونه شيعياً أو سنياً ..ثم علل سبب النقص الحاصل بالكادر العربي في اللجنة المركزية وتفوق الكادر الكردي ووضح أن الحزب يعمل على إعادة التوازن القومي وليس الطائفي..وهذا الكلام طبعاً كله صحيح ما عدا أن التصفية للكادر العربي من الرفاق المسلمين خص بها البعثيين رفاقنا الشيوعيين الشيعة وصبوا جام غضبهم وحقدهم الطائفي عليهم أكثر من تصفيتهم لقادة حزبنا من الطائفة السنية واليك ما قاله الوزير البعثي جواد هاشم على لسان صالح مهدي عماش الذي ذكر بالنص ما يلي : ( إننا جئنا الى الحكم في 1963 وقتلنا الشيوعيين وذبحناهم من دون مبرر..وحتى في ذلك القتل والذبح ميزنا بين الشيوعي السني والشيوعي من الطائفة الشيعية حيث أعدم القادة الشيوعيون الشيعة وبقي على قيد الحياة الشيوعيون من الطائفة السنية !! ) من مذكرات جواد هاشم صفحة 302 وهذا واضح من خلال تعذيب الفقيد ثابت العاني وعدم قتله بالوقت الذي كان فيه في آخر نفس لكنهم بطشوا بالرفاق الشيعة وجرت تصفيتهم بسرعة متناهية كالشهيد سلام عادل والشهيد حسن عوينة والآلاف غيرهم ولذلك كانت خطة البعثيين بتنصيب مدراء أمن سنة للمحافظات الشيعية ومنها الناصرية خصوصاً لشدة البطش بهم فكانوا يطلقون لقب : هل أنت شين تكعيب حينما يلقون القبض على شخص من الجنوب في بغداد أو في غيرها من المناطق أي هل أنت شروكي وشيعي وشيوعي!!! حتى تتم تصفيته بدقائق ! ينتقل المحاور مع الرفيق عزيز محمد الى العلاقة مع الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم ويسأله : من أخطأ بحق الآخر ؟ ويتحدث الرفيق عزيز بتفصيل عن شخصية الزعيم الوطنية وتقلباته وموقف الحزب منه ومن دعم الثورة..لكنه لم يشر الى أن هنالك موقفين واضحين في قيادة الحزب لكل منهما وجهة نظره بخصوص طبيعة الحكم تختلف الى حد ما مع وجهة النظر الأخرى فكان الشهيد سلام عادل ومعه الشهداء الحيدري والعبلي وآخرين لهم مواقف وسياسات تختلف عن كتلة الأربعة التي كات تضم زكي خري وبهاء الدين نوري وعامرعبد الله والشهيد أبو العيس الذين كانت لهم آرائهم الخاصة بالزعيم وحكومته ثم يتحدث السكرتيرالسابق عن مظاهرة الأول من أيار عام 1959 التي رفع فيها المتظاهرون شعار( حزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيمي ) معتبراً أن الوصول للسلطة يجب أن يتم بالتفكير الجدي بكيفية ذلك دون إطلاق شعارات علنية وسط الشارع ثم يضيف :نحن لم نكن متهيئين في يومها لتسلم السلطة ناهيك عن إمكاينة الاحتفاظ بها !! وسؤالي هنا للرفيق عزيز هو : هل كان حزب البعث بحجمنا حينما قاد إنقلاب 17 تموز ونجح فيه وبقي في الحكم 35 عام ..!! ومتى نكون متهيئين ونحن كانت لنا جماهير تعد بالملايين وعندنا آلاف الضباط الشيوعيين ومن مختلف الصنوف وحتى من مرافقي الزعيم ومنهم كان عدد من قادة الألوية والفرق ... ويجب الإشارة هنا الى رفض الزعيم إجراء إنتخابات عامة في العراق وقولته الشهيرة حينذاك : إنا لو أجريت الإنتخابات الآن لفاز بها الشيوعيين بسبعين بالمية !! الحقيقة المرة والتي إطلعنا عليها قبل سنوات وهي أن السوفييت كانوا يعارضون إستلام الشيوعيين العراقيين للحكم .أن قوة الشيوعي في الجيش أشار لها فيما بعد السكرتير الأول السابق في حديثه عن إمكانية درء إنقلاب شباط 1963 حينما قال: أن البعثيين يقولون لو كنا نعرف أن للحزب الشيوعي كل هذه القوة الكبيرة في الجيش لما فكرنا بالانقلاب! ما معنى ذلك ! .ثم يشير الى أنه لا يعرف مدى صحة هذا الكلام الذي كان قد سمعه...وإستعرض المحاور معه علاقة الحزب بالمثقفين وأيضاً موقف الشيوعيين من الدين وأجاب عنها بموضوعية وحول سؤاله عن التحالف مع البعثيين وكون الفقيد زكي خيري في مذكراته يحمله المسؤولية كاملة..يرد الرفيق عزيز : أنا المسؤول الأول عن الذي حصل بعلمي ودون علمي خلال موقع مسؤوليتي في الحزب الشيوعي ..محملاً نفسه وزر المسؤولية الحزبية برمتها لكنه إستدرك قائلاً : أعتقد أنه لا يوجد أحد يتهمني في القضايا الكبيرة وبالكاد حتى الصغيرة وذلك لأني لم أنفرد بإتخاذ القرار بها , بل كان القرار حزبياً من قبل القيادة..وضرب أمثلة بذلك كقيام الجبهة عام 1973وتشكيل قوات الأنصار معتبراً ذلك قد جرى بقرار جماعي...لكنه لم يتحدث بالتفصيل عن إنقسام أعضاء اللجنة المركزية في التصويت على التحالف الجبهوي مع البعثيين الى فريقين ورجحان كفة الفريق الذي لا يوافق على التحالف بفارق صوت واحد وإعادة التصويت مجدداً بعد إستمالة الرفيق أحمد باني خيلان الى الجهة التي تريد عقد التحالف بحيث يصبح العدد في المرة الثانية ثمانية ضد سبعة وإبرمت الجبهة المشؤومة.. كما وأن أسماء المعترضين عليها والموافقين صارت معروفة للعراقيين وخاصة الشيوعيين من خلال نشرها في المواقع الأليكترونية وغيرها ! فما الداعي لعدم الإشارة الى ذلك من قبل الرفيق عزيز محمد !!..وأخيراً يستعرض المحاور مع الرفيق السكرتير الأول السابق للحزب..العراق ما بعد سقوط النظام السابق وهنا يتحدث الرفيق عزيز بشيء من الأمل الكبير لكنه لا يخفي مخاوفه من المساعي التي تريد إحباط التجربة السياسية الجديدة في العراق وخاصة دول الجوار..شكراً للرفيق عزيز محمد على ما تفضل به لكن الشيوعيين ينتظرون منه كتابة مذكراته بأقرب فرصة ممكنة.
#أمير_أمين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا تغرس مسماراً في الحائط..القي السترة فوق الكرسي !
-
مئة عام على تبني النشيد الأممي في كوبنهاكن !
-
قصة سليم الذي فقد كل شيء !!
-
في ذكرى رحيل فنانة الشعب العراقي المبدعة زينب
-
العجلة في إجراء الإنتخابات تولد وليداً مشوهاً !
-
رحلة صيد مع إبني الى إحدى البحيرات.... ويا مدلولة شبقة بعمري
...
-
نصب الحرية من أهم إنجازات ثورة 14 تموز
-
أمي التي رسمت وجهها في مياه الفرات *
-
إسبوعان في أراضي كردستان المحررة !
-
ثلاثون عام على الحملة والإختفاء ومغادرة الوطن !
-
الشيوعيون يعودون الى وطنهم في نفس العام
-
كيف ننتشل الطلبة والشبيبة من واقعهم المزري في العراق ؟
-
أوبريت جذور الماء في الناصرية
-
مسرحية الحواجز..البداية التي لم تكتمل !
-
حكاية البقرة والضفدعة في قراءة الصف الثاني إبتدائي !
-
ربع قرن على إستشهاد ..سحر بنت الحزب
-
بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل الشهيد ( أبو الندى ) و
...
-
في أربعينية الفقيد الخال بدري عرب !
-
عمي جوعان يحب الحرس القومي !!!
-
الداد ... المهمة الاولى لحكومتنا القادمة !
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|