أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عاموس كرميل - الفاشية على الابواب؟














المزيد.....


الفاشية على الابواب؟


عاموس كرميل

الحوار المتمدن-العدد: 3155 - 2010 / 10 / 15 - 13:29
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يديعوت - 13/10/2010: الفاشية هو تعبير متملص. كتب أمس في هذه الصفحات يرون لندن. مهما كان متملصا، فانه يعني مع ذلك دوما اليد الحديدية من الحكم الى جانب قمع حرية التعبير وكل معارضة. وكذا شرطة وأجهزة سرية وعصابات الزعران التي تطال ايديهم كل شيء، والى جانب كل هذا معسكرات تجميع، والاعتداءات من كل نوع. الفاشية هي، بالطبع، وباء خبيث لا توجد دولة ديمقراطية محصنة ضده بسبب كونها ديمقراطية. وذلك لان النظام الديمقراطي يوفر حرية عمل للديماغوجيا والتحريض ولا يمكنه دوما أن يمنعهما قبل ان يتجاوزا الخطوط الحمراء ويدمراه هو نفسه.
باختصار الفاشية يمكنها ان تسيطر ايضا على دولة يهودية وديمقراطية. حتى وان كان الكثير من مواطنيها يمكنهم ان يصوتوا بارجلهم وان ينصرفوا منها. حتى وان كان تعلقها بجهات اجنبية (من الادارة الامريكية وحتى يهود الشتات) من شأنه أن يدفعها الى الانهيار نتيجة ذلك. حتى وان كان في عصر الاعلام العالمي من الصعب جدا تصور كم الافواه الذي تنطوي عليه مثل هذه المسيرة. وحتى لو لم يكن يبدو في هذه اللحظة على الارض أي معبود قادر على ان يجترف وراءه كتلة حرجة من الناخبين او قوات عسكرية في الطريق الى الهوة.
وعليه، فينبغي الوقوف دوما بتحفز في حالة تأهب. وعليه ينبغي مقاومة كل ما تنم عنه رائحة الفاشية. وعليه، نوصي الحذر في استخدام هذا التعبير والا نعزوه لظواهر مستنكرة اخرى، ينبغي مكافحتها لو كانت ذات صلة هزيلة بالفاشية.
انظروا، مثلا، مشروع تعديل المادة 5 (ج) من قانون المواطنة، الذي أقر أول امس في الحكومة قبل وضعه على طاولة الكنيست. مطلوب مجهر شديد القوة كي نجد الفاشية في مجرد مطالبة المتوطنين غير اليهود باعلان الولاء لدولة اسرائيل "كدولة يهودية وديمقراطية". هناك حاجة لجبال من التفسيرات لمد استعارات بين مثل هذا التصريح وبين كل واحدة من المزايا المرفوضة الصرفة للنظام الطاغي والقامع. مع قليل من التملص يمكن حتى القول ان اعلان الولاء للدولة الديمقراطية هي واحدة من مزاياها الرسمية، مثله كمثل الالتزام بمكافحة الفاشية.
ولكن كل هذه لا تنزع عن تصريح القانون المذكور السمة المميزة جدا له: كونه زائد وتعبير عن الغباء. وكما سبق أن زعم بتوسع، ففي اعلان الولاء الذي سيطلب على ما يبدو من الان فصاعدا من المتوطنين غير اليهود – وحتى من اليهود – لن تكون أي مساهمة في أمن الدولة أو تقييد دخول المهاجرين المعادين اليها. احد لن يكون بوسعه أن يقف على مدى مصداقيته. وخرقه بخيانة للدولة لن يكون مختلفا عن أي خيانة اخرى محظورة في سجل القوانين. منفعته في تعزيز شرعية اسرائيل بفضل كونها الدولة القومية للشعب اليهودي صفرية تماما. وكما سبق أن زعم، فان النتائج الوحيدة لمشروع القانون هذا هي مناكفة مواطني اسرائيل العرب ووصمة اخرى عديمة الغاية على صورة المجتمع الاسرائيلي.
يدور الحديث إذن، ليس عن الفاشية بل عن السخافة، التي توقعها علينا القيادة السلطوية الاعلى. يوجد اب واضح لهذه السخافة واسمه افيغدور ليبرمان. للوهلة الاولى، شخص يرقص حزبا كاملا حسب نغماته واخطائه، من نجح في اقناع نحو 400 الف اسرائيلي للتصويت له في الكنيست الـ 18، لا يمكنه أن يعتبر سخيفا. ومع ذلك، فانه ينكشف هكذا المرة تلو الاخرى، في خطابه المحرج في الجمعية العمومية للامم المتحدة، في مزايداته الصبيانية على وزيري خارجية فرنسا واسبانيا، وكذا في مبادرة التعديل الزائدة على قانون المواطنة (وفي عدة مشاريع قوانين مشابهة يقترحها جنوده في الكنيست بالهامه ومباركته).
في الوضع الحالي، بدونه ليس لنتنياهو أي ائتلاف. ولا تزال، فان سخافة اعلان الولاء لم تكن ثمرة اضطرار سياسي. فهي تدلنا على نقص الفهم لدى 22 وزيرا، وعلى أي حال على خطر حقيقي أكثر من الفاشية.



#عاموس_كرميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ياسمين عبدالعزيز بمسلسل -وتقابل حبيب- في رمضان
- ياسين أقطاي: تركيا والنظام السوري الجديد أكثر دراية بمحاربة ...
- السويد- الإفراج عن مشتبه بهم فى حادث مقتل حارق القرآن
- عمّان.. لا لتهجير الفلسطينيين
- ترمب: بلادنا ليست منخرطة في أحداث سوريا
- لماذا يصر ترمب على تهجير الفلسطينيين من غزة لمصر والأردن؟
- كشف جرائم جنود أوكران بحق مدنيين بكورسك
- مئات اليمنيين يصلون على رئيس الجناح العسكري لحركة -حماس- بعد ...
- البيت الأبيض: واشنطن ستفرض رسوما جمركية إضافية على كندا والم ...
- مصر.. أسد يفترس حارسه بحديقة الحيوان


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عاموس كرميل - الفاشية على الابواب؟