أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - بهاء كاظم - لماذا نرفض الحرب والدكتاتورية؟















المزيد.....

لماذا نرفض الحرب والدكتاتورية؟


بهاء كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 205 - 2002 / 7 / 30 - 00:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


         

    توحي وسائل الأعلام الغربي، وتردده  وسائل الإعلام العربي يومياً، بأن الإستعدادات تجري، على قدم وساق، من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا، لشن حرب جديدة ضد العراق، وتعد الإدارة الأمريكية، هذه المرة، بأنها "جادة" في تغيير النظام العراقي، وفي "تخليص" الشعب العراقي والجيران من صدام حسين..

    حيال ما يهدد شعبنا ووطننا من مخاطر جدية، ومشاكل وتداعيات جديدة وخيمة، جدد حزبنا موقفه الواضح والصريح الرافض للحرب وللتدخل العسكري الأجنبي، معتبراً بأن أمثل وأفضل عملية تغيير للخلاص من الدكتاتورية هي التي تتم على أيدي جماهير شعبنا وقواته المسلحة بقيادة تحالف قوى المعارضة الوطنية، وفق مشروع وطني ديمقراطي، وبتضامن ودعم دولي مشروع .. فبذلك فقط نضمن قيام نظام عراقي- ديمقراطي موحد ومستقل، اَمن ومستقر.

    هذا الموقف السليم جوبه بمعارضة، ووجهت له العديد من التساؤلات، ومنها: لماذا يرفض الحزب خيار الحرب حتى لو كان فيه خلاص شعبنا من النظام الدكتاتوري ؟.. وثمة من يبرر وقوفه الى جانب الحرب، متجاهلاً ما تنطوي عليه من مخاطر كبيرة، بالزعم أن العراقيين في الداخل يريدون الحرب، حتى ولو على خراب كل شيء، مادامت ستخلص العراق من طغمة المجرمين الأوباش، مرددين أن بقاء نظام صدام حسين وزمرته جاثماً على صدر العراقيين يشكل بحد ذاته قتل بطيء للجميع، وتدمير وخراب لكل شيء لم يدمر ويخرب بعد..

    برأينا أن مثل هذه التبريرات ليست جدية، وتتعارض مع المبادئ الأخلاقية والإنسانية.وإذا تجاوزنا ذلك، فانه ليس من حق أحد أن يقرر نيابة عن الناس في الداخل، المبتلين بالنظام وجرائمه مباشرة، لماذا يعيشون، ومتى يموتون،عبر خيار الحرب والموت وهلاك اَلاف الأبرياء..هذا إذا إستثنينا مدى جدية الإدارة الأمريكية ، وهي التي فقدت مصداقيتها أمام العالم، في تحقيق التغيير المنشود لصالح شعبنا، بعيداً عن مصالحها الأسترايجية في المنطقة، ومدى جدية تعاطفها مع طموح الشعب العراقي في إقامة النظام الديمقراطي المنشود، بعيداً عن هيمنتها وخدمة سياساتها، وعن تخوف الأنظمة المجاورة، الحليفة لها، من تأثير النظام القادم عليها، وهي الساعية الى فرض بديل فوقي، ولا أدل على ذلك من إقتصارها لمهمة المعارضة العراقية على البحث عن مستقبل العراق ما بعد تغيير نظام صدام، وليس البحث في عملية التغيير-على حد تعبير الرفيق حميد مجيد موسى- سكرتير اللجنة المركزية للحزب .

    لقد شهد الملايين من أبناء وبنات شعبنا العراقي أهوال الدكتاتورية والحرب، ولمس العراقيون، كباراً وصغاراً، وعن قرب، كم هما بغيضتان وبشعتان في اَن.. إن ما سببه النظام الدكتاتوري الصدامي العفلقي، وسياساته الهوجاء، والحروب التي شنها داخلياً وخارجياً، طيلة ثلاثة عقود ونيف، وهو المسؤول الأول عن فرض الحصار الأقتصادي  الدولي وإستمراره  منذ 12 عاماً، وما خلفه من كوارث ومصائب وفواجع، طالت الغالبية الساحقة من أبناء وبنات شعبنا، على إختلاف قومياتهم وفئاتهم وأديانهم وطوائفهم ومذاهبهم وإتجاهاتهم السياسية، وكل ذلك سحقهم وأنهكهم  للغاية، مثلما جعلهم يدركون بوعي تام  ما للدكتاتورية والحرب من نتائج وتداعيات خطيرة على كل فرد منهم، وعلى المجتمع برمته، وعلى مستقبل أجياله..  ومهما " تمرس" الأحياء على ما عانوه  من أهوال وفضائع على أيدي الديكتاتورية، وصمدوا تجاهها لحد الآن، فهم، بتقديري، غير مستعدين ليتحملوا المزيد منها، ناهيكم عن أنهم لا يستحقون ذلك أبداً، وإنما هم بأمس الحاجة للحياة الحرة، وللعيش الكريم، للسلام والطمأنينة وراحة البال، ليكونوا على أهبة الإستعداد للمساهمة في بناء و اعمار البلد وبنيته التحتية وإعادة دورته الإقتصادية السلمية، لينعم بالرخاء و الإزدهار..

    كل هذه الحقائق والوقائع والمعايشة المريرة عززت ورسخت من موقف شعبنا وقواه الوطنية الحريصة، ومنها حزبنا الشيوعي العراقي، الرافض للديكتاتورية  والحرب، وعدم التعويل على أي منهما في حل القضية العراقية و الأزمة الراهنة . ومما زاد في القناعة بهذا الموقف السليم ورسخه أيضاً هو ان إشكاليتا الدكتاتورية والحرب إتسمتا في ظروف بلدنا بسمتين خاصتين، أولهما- تحول الحرب الى إشكالية ملازمة للدكتاتورية، ونتيجة طبيعية لسياساتها المستهترة والرعناء،. وثانيهما – أن الحرب، التي عرفت غالباً كونها حرباً خارجية، بين بلد واَخر، أو بين  طرفين متناحرين، معتدي ومعتدى عليه، ظالم ومظلوم، بوصفها  "نزاعاً مسلحاً يكمن في جوهره إستمرار للسياسة بقوة السلاح " ( إ. فرولوف)، جعلها النظام الدكتاتوري، أولاً وقبل كل شيء، حرباً داخلية، ضد المواطنين،لا بل وإستخدم خلالها شتى صنوف الأسلحة، ويضمنها المحرمة دولياً، ومنها الأسلحة الكيمايوية والبايولوجية، وجرب بعضها لأول مرة على العراقيين، قبل الآخرين، فأثبت صحة مقولة كلاوز فيتزر "الحرب هي إمتداد  للسياسة".

   ولابد من التنويه الى أن الحرب الأمريكية الجديدة ضد العراق ستكون مختلفة جداً عن سابقتها، حيث ستكون واسعة وشاملة، من جهة، ومن جهة أخرى ستعمد القوات الأجنبية خلالها الى عدم تقديم خسائر بشرية، أو أن تقدم في أسوء الأحوال أقل ما يمكنها، وهذا يعني أنها ستعتمد كلياً على توجيه الضربات للعراق من بعد، عبر الطائرات والصواريخ والقنابل الجديدة والمجربة المطورة، فتكاً وتدميراً، لتحقيق هدف دحر قوات صدام حسين والخلاص منه ومن زمرته. علماً بأن التقارير العسكرية، التي سربت،عن عمد، تشير الى تصنيع البنتاغون لسلاح  دمار شامل جديد، أعد خصيصاً لإستخدامه ضد العراق، وبضمنه قنابل نووية صغيرة الحجم، لتدمير أوكار النظام. من جهته، فان نظام صدام لن يتوانى، هذه المرة، بالتأكيد، عن إستخدام ما لديه في ترسانته العسكرية من أسلحة، دفاعاً عن النفس، وإستماتة في بقائه على سدة الحكم.. وبالتالي فان ما سيستخدم من أسلحة من قبل الطرفين سوف لن يفرق بين عسكري ومدني، وسيكون ضحيته بالتأكيد اَلاف الأبرياء من أبناء وبنات شعبنا.وتجربة أفغانستان الأخيرة ما تزال ماثلة بكل نتائجها وتداعياتها، حيث إستخدم الأمريكان أحدث أنواع الأسلحة وأشدها فتكاً ودماراً، راح ضحية " النيران الصديقة" و " القتل بالخطأ" اَلاف الأفغان الأبرياء، وبخاصة من النساء و الأطفال، الى جانب المقاتلين.. وثمة فوارق كبيرة بين العراق وأفغانستان !

                                                                                                     25/7/2002



#بهاء_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمصلحة من هذه الافتراءات على الحزب الشيوعي العراقي ؟!


المزيد.....




- قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد ...
- حدود العراق الغربية.. تحركات لرفع جاهزية القطعات العسكرية
- وقف الحرب في لبنان.. فرص الاتفاق قبل دخول ترامب البيت الأبيض ...
- أرامكو ديجيتال السعودية تبحث استثمار مليار دولار في مافينير ...
- ترامب يرشح أليكس وونغ لمنصب نائب مستشار الأمن القومي
- بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش ...
- Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
- -القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
- -المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
- إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - بهاء كاظم - لماذا نرفض الحرب والدكتاتورية؟