أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسين القطبي - لبوة تقتحم مجلس اللوياجيرغا














المزيد.....

لبوة تقتحم مجلس اللوياجيرغا


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3154 - 2010 / 10 / 14 - 20:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يكفي ان تحلق اللحية في افغانستان حتى ينظر لك الاخرون بشزر، وكأن ذقن الرجل عندهم عورة، فكيف بذقن المرأة، او شفتيها المخضبتين بحمرة طبيعية تستنفر كل حواس الرجل؟

ويكفي ان تسير في الازقة وانت ترتدي البنطلون، حتى تثير من حولك الشبهات، فيتخيلونك صبية تتغنج بالخطى. فعلى الرجل من اجل ان يتطابق ملبسه مع ملتزمات العفة ان يرتدي ثوبا طويلا "مستورا" يغطي اعلى سرواله، ووشاح على كتفه ليدثر الصدر والياقة، والاكثر عفة من زاد الغبار على لحيته.. والا "سقطت" في نظر الاخرين.

اما المرأة فلا يسترها الرداء حتى لو كان خيمة مغلقة، لا منفذ فيها سوى تخريمة امام العينين لتجس بها الطريق، اذا قدر لها ان تخرج الى زقاق.

في مثل هذا الفضاء الاخلاقي تحتم غريزة البقاء على الارامل، والنساء الفقيرات في العوائل المتعففة، ان تعيل أنفسها، اي عليها ان تدخل السوق، في بلد تعصف به البطالة، تتنافس مع الرجال، من اولئلك الذين يشبهون نمورا صخرية مغبرة، وربما تضطر للشجار، من اجل تأمين بقاء صغارها!

في هكذا اجواء تقتحم الناشطة النسوية الافغانية "ملالة جويا"، الشابة ذات الخمار الداكن والحاجب الكث، عالم السياسة، تمارس ورفيقاتها مشوارهن، المحفوف بالمحن والمخاطر، والنظرة الدونية، للحصول على ابسط الحقوق الانسانية للمرأة في افغانستان.

في العالم 2003، بعيد سقوط طالبان، انتدبت ملالة الى جلسات كتابة الدستور كممثلة للنساء، تماشيا مع لمسات الادارة الامريكية انذلك، ولكنها عندما بدأت الحديث، وبعض رجال الدين المكلفين بوضع الدستور يغطي عينية كي لا يرى امراة، اعترضت في البدء على وجود بقايا من امراء الحرب السابقين، المتهمين بجرائم القتل والاغتصاب، مما حدى بالرئيس لطردها، وحرمانها من حق الاشتراك في الجلسات القادمة (*).

وفي العام 2005 نجحت حملتها الانتخابية للفوز بكرسي البرلمان بعد ان حلت ثانية عن مقاطعة "فراه"، واصبحت اصغر برلمانية في تاريخ بلادها، الا انها طردت بعد عامين، بسبب لقاء صحفي، اتهمت فيه بتوجية الاهانة لبعض زملائها البرلمانيين!

وزملائها الذين تطالب السيدة جويا باحالتهم للقضاء هم امراء حرب معروفين، منهم محمد يونس قانوني، ومحمد اسماعيل خان، القائد الذي يعتبر بطلا في عرف الكثير، لانه كان احد كبار الشيوخ الذين قاتلوا ضد التدخل السوفياتي في ثمانينيات القرن الماضي.

ولم تغفل ملالة الجانب الاجتماعي اذ تحضر حفلات الزواج للنساء من ضحايا عمليات الاغتصاب الجماعي، "تتم في السر"، من اجل اعادة تأهيلهن للحياة الطبيعية.

وفوق هذا فأنها تعارض التواجد الامريكي الدائم في بلادها، وتطالب قوات الناتو بالرحيل، وقد كتبت مقالة في صحيفة "ذي نيشن" الامريكية تقول:
"يعي الشعب الافغاني جيدا ان الولايات المتحدة على استعداد لتخاطر بحياة الافغان من اجل مصالحها الاقليمية الاقتصادية. وبسبب سني الحرب الطوال فان تنامي الوعي اوصل الافغاني لفهم ان الولايات المتحدة متورطة في ايصال حالة هذا الشعب الى ما هو عليه الان." (**)

لكل هذا، وبسبب التحدي الشرس للعرف الاجتماعي القاسي، ولجرأة ارائها السياسية، لا تستغني البرلمانية السابقة عن طاقم حمايتها، رغم ذلك تتلقى التهديدات المستمرة بالقتل، من قبل العصابات المرتبطة برجال الدين والسياسة، اذ يطلقون عليها "المرأة الميتة التي تمشى"، لانها نجت باعجوبة من اربع محاولات اغتيال.

اذا كان مشي الرجل في شوارع كابل ينذر بالخطورة، ويتطلب قلب اسد، فان اقتحام شابة غضة لخيمة اللويا جيرغا وطلبها تقديم امراء الحرب الحاضرين، لمحاكمات عادلة، يتطلب بالفعل قلب لبوة مثل ملالة.

(*) شريط الفيديو الذي صور السيدة جويا في قاعة "خيمة" اللويا جيرغا لكتابة الدستور في العام 2003

http://www.youtube.com/watch?v=iLC1KBrwbck&feature=related


(**) The Nation, published on October 7, 2008



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق.. امية، تطرف ديني ومسلسلات هابطة
- هكذا تنكر الحزب الشيوعي لفاتحة الرفيق زهير ابراهيم
- مسلسل تركي جديد قبالة شواطئ غزة
- هل العراقي انسان أولا؟
- التزوير الحقيقي بدأ قبل الانتخابات
- ثلاثة انتهازيين لقيادة العراق الديمقراطي
- اجتثاث البعث ام اجتثاث البعثيين؟
- سمفونية جديدة للمالكي
- بئر الفكة النفطي ... من المستفيد ومن الخاسر من الازمة؟
- هل الاسلام يشجع على الجريمة ام الاسلامي السياسي متوحش?
- الحوثيون خونة ام ضحايا ام مجرد ظاهرة؟
- محارب لله ورسوله لانه كردي.. فاعدم
- المشكلة الكردية خنجر في خاصرة العراق
- كيف سيوظف المالكي التفجيرات الاخيرة في حملته الانتخابية
- كردستان لقمة اكبر من فم العراق
- التجربة الفاشلة لضم اليمن الجنوبي، هل ستنتهي قريبا؟
- مذابح التاميل مرت بصمت
- شعب التاميل هل يستحق الحياة؟
- اية قرانية تدعو لقتل الاكراد
- امريكا، الشيطان والرحمن في جسد واحد


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسين القطبي - لبوة تقتحم مجلس اللوياجيرغا