أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن جبر - المجزرة














المزيد.....

المجزرة


حسن جبر

الحوار المتمدن-العدد: 952 - 2004 / 9 / 10 - 10:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


كان الشاب سامي (29 عاماً) ورفيقه يجلسان أمام منزليهما يتسامران ويراقبان الشبان، الذين يؤدون التمارين الرياضية في ملعب كرة القدم، حين سقط صاروخان عليهما، فاندفعا مسرعين في اتجاه الشبان لانقاذهم، الا أن سقوط صاروخين اضافيين جعلهما يتراجعان خوفاً من الموت.
بدأ سامي وحشد من الناس يصرخون ويكبرون وهم يشاهدون الشبان يتصايحون ويتأوهون، وهم يتدافعون بلا وعي في أرجاء الملعب طلباً للنجاة. وبعد أن هدأت الصواريخ، انكب سامي على انقاذ الجرحى ونقلهم الى السيارات، التي حضرت الى المكان.
يقول سامي: "كانت الساعة تشير الى منتصف الليل عندما سقطت الصواريخ على الشبان، في البداية اعتقدت أن عبوة ناسفة انفجرت بهم، لكن عندما شاهدنا الصواريخ تسقط عليهم عرفنا أن المقصود عملية اغتيال".
وأضاف: "عندما وصلت كانت الجثث تملأ المكان، ورأيت شاباً يئن من الألم، وآخر يطلب الماء، وبعد لحظات توفيا". ويقول: "شعرت بالغضب، وبدأت في محاولة اسعاف وانقاذ الجرحى، وتنقلت مع مواطنين آخرين الى أماكن مختلفة، ورأيت بقع الدم في كل مكان".
وكانت قوات الاحتلال قتلت 15 مواطناً، وأصابت 45 مواطناً آخر في مجزرة وحشية ارتكبتها فجر أمس، في حي الشجاعية بمدينة غزة.
وأطلقت مروحيات من نوع "اباتشي" أربعة صواريخ في اتجاه عشرات الشبان يشاركون في مخيم كشفي عسكري تابع لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" فقتلت 14 مواطناً وأصابت 45 منهم ومن أهالي المنطقة فوراً، فيما استشهد آخر ظهر أمس متأثراً بجروحه.
وزعمت قوات الاحتلال أن المخيم كان يستخدم لتدريب الشبان على زرع العبوات الناسفة، والتسلل الى المستوطنات، الأمر الذي ينفيه الشاب سامي، ويقول: اعتاد الشبان المجيء الى هذا الملعب كل ثلاثة أو أربعة أيام لتأدية تمارين رياضية والتدرب على عمليات انقاذ الجرحى واسعاف المصابين خلال التوغلات، التي يشهدها الحي.
وتابع: "ليلة أمس حضر نحو 40 شاباً يلبسون زياً خاصاً وبدأوا في تأدية تمارين رياضية في مجموعات صغيرة، ولم نكن نشك أنهم سيكونون هدفاً لغارة جوية اسرائيلية، فهم لم يكونوا يحملون أسلحة". ووفقاً لشهادات كثير من الشبان، الذين حضروا الى مكان القصف بعد دقائق، فان الصواريخ التي استهدفت الشبان كانت تهدف الى قتل أكبر عدد ممكن منهم.
ويقول الشاب ابراهيم عليوة (30 عاماً): عندما سقط الصاروخ الأخير كنت على بعد أمتار، لكنني لم أشعر بالخوف وواصلت الاندفاع في اتجاه الملعب بلا وعي لانقاذ الجرحى والمصابين، وهناك رأيت جثث الشهداء في كل مكان . وتابع: بعد أن وضع يديه على وجهه: رأيت أحدهم وقد انشطر جسده قسمين بفعل الصواريخ، ورأيت جثثاً مقطعة الاوصال. وبعد أن صمت قليلاً ونظر الى المكان، الذي سقطت فيه الصواريخ، قال: هذا مكان أحد الصواريخ، انه لم يحدث حفرة كبيرة، بل انشطر الى قطع صغيرة انتشرت في كل مكان بهدف قتل أكبر عدد ممكن من الشبان .
وأضاف: انهم يعتقدون أننا سنتراجع وسنخاف ونغير قناعاتنا، لكن ما يحدث هو العكس، اذ تزداد قناعاتنا ويزداد كرهنا للاحتلال . وبعد أن انضم الى مجموعة من الشبان تحلقوا حول احدى الحفر، التي أحدثتها الصواريخ، بدأ يشرح لهم كيف قتل الصاروخ الشبان. واصل المواطنون والشبان القدوم الى مكان الجريمة ووقفوا طويلاً واستمعوا الى قصص وحكايات الناس عن الليلة الحزينة، التي عاشها حي الشجاعية بعد أن فقد 15 شهيداً من خيرة شبابه، وعاش مع أنّات 45 مواطناً آخر، لن ينسوا أبداً الجراح، التي لحقت بهم جراء القصف.



#حسن_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن جبر - المجزرة