|
فيلم Gomorra/نجح في حصد أكبر الجوائز الأوروبية وفشل في الحصول على ترشيح أوسكاري واحد
بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 3153 - 2010 / 10 / 13 - 16:47
المحور:
الادب والفن
بلال سمير الصدّر [email protected] (Gomorra): نجح في حصد أكبر الجوائز الأوروبية وفشل في الحصول على ترشيح أوسكاري واحد فيلم يلقي نظرة على واقع أوروبا المر هناك شخصيات عشوائية،وأشخاص لا نستطيع أن نميز من هم بالتحديد،هل هم أبطال الفيلم؟ هل هم من أعضاء الكادر؟ ،وإذا كانوا من أعضاء الكادر فأين هذا الكادر أصلا في هذا الفيلم؟! ولكن ما قلناه في الفقرة السابقة،يوجز تماما أحداث فيلم (Gomorra) الحاصل على جائزة كان الكبرى في العام الماضي بالإضافة إلى جائزة أفضل فيلم ضمن مسابقة جوائز الأفلام الأوروبية،والعديد من الترشيحات والجوائز الغني عن ذكرها في هذا المقال. يتحدث فيلم(Gomorra) عن مؤسسة للجريمة المنظمة وهي منظمة تشبه المافيا تماما ولكن بدرجة شهرة ومعرفة أقل ولكن ليس أقل أبدا في العائدات والأرباح حيث تبلغ عائداتها السنوية 250 مليار دولار استنادا إلى الحقائق التي قام عليها الفيلم،وهي ذات أصل إيطالي لأن بداياتها بل قاعدتها الأساسية كانت ولازالت في نابولي المدينة الإيطالية. وإذا عدنا للحديث عن حبكة الفيلم فهذا الفيلم يختلف في روايته وطريقة سرده عن أي فيلم مألوف يتحدث عن العصابات دون أن نعقد مقارنة بينه وبين فيلم العصابات الكلاسيكي الشهير (God Father). فأحداث الفيلم عشوائية غير مرتبطة مع بعضها البعض بأي خيط أو حبكة مركزية،سوى أننا نرى أمامنا انتماءات متعددة لعصابات الشوارع والقتل العشوائي غير المعروف مصدره أحيانا وأحيانا سببه ...هناك تجارة المخدرات والكولومبيين وتهريب الأسلحة وعندما نكون في القمة نصل إلى الحضيض أيضا،لأن نشاطات هذه المنظمة وصلت إلى جرائم الأحياء الفقيرة التي يقودها الأطفال الذين يحلمون بأن يكونوا ذات يوم أحد الأعضاء الناشطين والقياديين في هذه المنظمة. وهناك النشاطات المشروعة لهذه المنظمة والتي تختفي من خلفها كل هذه الأعمال غير المشروعة مثل مصانع الملابس ومشاريع التأسيس والبناء. و الفيلم يفتقر إلى وجود بطل معين،بل بدلا من ذلك فهو يعمد إلى تصوير مجموعة من أعضاء العصابات الذين يقومون بقتل بعضهم البعض،ولكن وللحظة ما فنحن نستطيع أن نجد بطلين لهذا الفيلم كعنصرين مجرمين ولكنهما مستقلين عن أي منظمة يمارسون الجريمة من أجل الجريمة فقط،ونشاهد في تصرفاتهم العشوائية وعدم التخطيط المنظم لأي جريمة يقومون بها،وربما ومن سوء حظهما يجدون مخزنا للأسلحة تابعا لهذه المنظمة فيقومون بالسطو عليه دون أي حساب للعواقب المترتبة على ذلك،ولكن أعضاء المنظمة يقومون بالإيقاع بهم بطريقة سخيفة الأمر الذي يجعلنا نتأكد بأنهما ليسا أكثر من شابين ساذجين ولشدة سذاجتهما اتخذا الجريمة كمصدر للتعبير عن هذه السذاجة. الفيلم في الحقيقة ليس أكثر من وثائقية سوداء وحشية،تسجل جرائم ونشاطات خاصة بمنظمة قانونية قامت الحكومة الأمريكية بتوقيع عقد معها لإعادة بناء أبراج مبنى التجارة العالمي. الفيلم حقق في أوروبا شيء ما،شيء أشبه بالصدمة،فقد بيع من تذاكره أكثر من 500 ألف تذكرة في فرنسا وحدها،لأن الفيلم كان أكبر أهدافه هو فضح منظمة إجرامية ليس إلا متخذا طريقة جديدة في السرد ليقف المشاهد بعد أكثر من ساعتين ليقول ويسأل نفسه: عن ماذا يتحدث هذا الفيلم؟....وواقعية الفيلم وإلقائه نظرة على واقع أوروبا المر هو مصدر شهرته ومصدر جوائزه أيضا،وإذا تحدثنا عن مصطلح الفن فالفيلم لا يقوم بتأسيس نظرية جديدة للسرد،أو إعادة تأويل مفاهيم مثل الكوميديا أو التراجيديا أو الدراما،فمخرج الفيلم(Matteo Garrone) أراد أن يقول فقط،أن يتحدث من خلال سرد أحداث يومية تساهم في قتل شخص واحد كل ثلاثة أيام-وفقا إلى الحقائق التي استند عليها الفيلم-من خلال سيناريو مليء بالألفاظ البذيئة وكان هذا الحديث يخص الواقع الأوروبي المعاصر وتلقائيا كان لا بد أن يحدث صدمة في الجماهير الأوروبية عندما تكتشف واقع مرير يخصها هي بالذات دون غيرها ربما كانت هي تجامله وترفض النظر إليه. قد تكون لجنة جوائز الأوسكار ظالمة في مرات كثيرة وعلى مدار تاريخها،ولكن هذه اللجنة لم ترى هذا العام أي شيء يستحق الحصول عليه هذا الفيلم -الذي أحدث دويا هائلا في أوروبا- حتى ولو ترشيح واحد الأمر الذي جعلها تستبعده من قائمة الجوائز وهو الأمر الذي يجعلنا نقول أن هذه اللجنة قد فعلت الصواب هذا العام.
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
-
-الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
-
فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
-
أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
-
إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|