أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نادية جودت حسن - جودت الحياة لدى طلبة الجامعات















المزيد.....



جودت الحياة لدى طلبة الجامعات


نادية جودت حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3152 - 2010 / 10 / 12 - 21:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


• مشكلة البحث الفصل الاول والثاني والثالث
• أهمية البحث
• أهداف البحث
• حدود البحث
• تحديد المصطلحات
شكلة البحث
تعد جودة الحياة هدفا أساسيا لكل شخص , لذا تطور اهتمام علم النفس في السنوات الأخيرة في الموضوعات التي تؤكد على ايجابية الشخصية الإنسانية الأصيلة كالمفهوم الذي في متناولنا الآن (جودة الحياة) أو ما يطلق عليه معنى الحياة فضلاً عن مفاهيم الحب والمسؤولية وغيرها.
ويشدد علم النفس الإنساني على ضرورة إن تكون الحياة الداخلية والخارجية للإنسان أكثر عمقا وتوافقا مما يجعله أفضل قدرة على التعامل الكفء مع اقسى ظروف الحياة المحيطة به . وينسجم هذا التوجه مع دعوة سيلجمان Seligman الرئيس الأسبق للرابطة النفسية الاميريكية APA إلى أن يعمل علم النفس على دراسة ما يجعل الحياة جديرة بالعيش من خلال شعور الإنسان بجودتها أو معناها لاستثمار وجوده الأصيل في بناء وابتكار ما يفيد الأجيال الحاضرة واللاحقة.
يعد مفهوم جودة الحياة أو معنى الحياة من بين الاهتمامات الوجودية للإنسان, التي حاولت تحويل مسار علم النفس إلى إن يجعل حياة الناس تتوجه إلى السعادة وإشاعة الحب والعدالة الاجتماعية بدلا من التركيز على الشذوذ والأمراض النفسية لدى الشخصية الإنسانية.
وتعتقد الباحثة بإن مفهوم جودة الحياة يرتبط ارتباطا وثيقا مع الكثير من المفاهيم ومن أهمها تقبل الذات الذي ينتج عن النمو المتكامل للشخصية الإنسانية بجوانبها النفسية والعقلية والاجتماعية والجسمية . ومما لاشك فيه إن مفهوم تقبل الذات يعد مؤشراً كبيراً في تفسير السلوك الإنساني والتنبؤ به , وربما يكون متغيراً يمكن التنبؤ به من خلال علاقته ببعض المتغيرات الأخرى كما إن خبرات الفرد سواء كانت خبراته الأسرية أو المدرسية أو الحياتية فإنها تؤثر تأثيرا كبيرا على تقبله لذاته ولهذا فان هدف الدراسة تعد محاولة للإجابة على السؤال التالي :
( هل هناك علاقة بين جودة الحياة وتقبل الذات لدى طلبة الجامعة) فضلاً عن دراسة تلك العلاقة مع بعض المتغيرات منها التخصص والجنس.
أهمية البحث
لإبراز أهمية هذه الدراسة ترى الباحثة فرضها على شكل خطوات متتابعة ابتدأتها من أهمية دراسة شخصية الطالب الجامعي و أهمية دراسة مفهوم جودة الحياة ومن ثم دراسة مفهوم تقبل الذات.
أولا : أهمية دراسة شخصية الطالب الجامعي
تنبثق أهمية البحث من أهمية الشباب الذين يمثلون ثروة كل امة تنشد التقدم والرقي ، ومن الطاقة الحيوية التي لها القدرة على رسم ملامح الحركة والتجدد لشعب يطمح للتطور في حياته وحضارته.
يعد الطالب الجامعي وسيلة التربية وغايتها , والمتتبع لتاريخنا الإسلامي يجد إن الدين الإسلامي قد أبدا اهتماماً واسعاً بشخصية الطالب ، فقد جاء في قوله تعالى : (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) (الزمر/9) .
ولقد جاء في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة ما يؤكد تلك الأهمية لطالب العلم , إذ قال النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهـَّل الله لهُ طريقاً إلى الجنة) (احمد,ب ت, ص 15)
وعن صفوان المرادي قال أتيت النبي محمد(صلى الله عليه وآله) وهو في المسجد متكئ على برد احمر, فقلت : يا رسول الله إني جئتُ اطلب العلم فقال (مرحبا بطالب العلم ،إن طالب العلم تحفهُ الملائكة بأجنحتها , ثم يركب بعضهم بعضاً حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب ) ( المصدر السابق ص 16 )
المرحلة الجامعية تضم فئة عمرية تتمثل في نهايات مدة المراهقة التي تتسم بالتغييرات السريعة في جوانب الشخصية , التي من الممكن أن تسبب لهم اضطرابات سلوكية إن لم يتوفر لهم الاهتمام التربوي الذي يكفل تحقيق توافقهم النفسي والاجتماعي ( سعيد ,1989, ص 198)
تعد شريحة الشباب وخاصة طلبة الجامعة من أهم شرائح المجتمع وأكثرها وعياً وثقافةً بوصفهم وسيلة التغيير والبناء والتقدم , لذا فأن رعايتهم أمر لابد منه شرط إن تشمل جميع جوانب شخصياتهم (العقلية والنفسية والاجتماعية) ( الشمري ,2001 ,ص2 ) ويؤكد اريكسون Erikson إن هذه المرحلة (المرحلة الجامعية) تمر بأزمة الهوية , فهناك صراع بين خبرات الطالب الجامعي ومطالب المجتمع ، مما يؤدي إلى الشعور بالتوتر وعدم الاتزان , وهذا يتطلب التأكيد على مواجهة تلك المشكلات التي يعانيها من خلال البرامج التربوية التي تستهدف الاهتمام بشخصياتهم من جميع جوانبها ليتحقق منها الإنسان والشعور بالرضا عن الحياة وتوفر المعنى لحياتهم (فاروق, 2001 ,ص31) إن الاهتمام بشريحة الطلبة الجامعيين يعني الاهتمام بالمجتمع ومستقبله إذ يقع على عاتقها مسؤولية قيادة ذلك المجتمع مستقبلاً. لذا يتوجب على المسؤولين رعايتهم من خلال تطوير طاقاتهم المبدعة فمنها من تتحول طاقاتهم إلى طاقات تدميرية وعدوانية تجلب الدمار لنفسها وللمجتمع في آن واحد وهناك دعوات تؤكد على الوقوف والتعرف على المشكلات التي تواجه حياة الطلبة ، ومساعدتهم على التوافق مع الآخرين والاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية وحب الآخرين وحب العمل وغيرها (العطار، 1995 ،ص 110). وإن الاهتمام بشخصية الطلبة الجامعيين يعني الاهتمام بمستقبل البلد والأمة الإنسانية عموما بكل نواحيها المتطلعة والهادفة إلى الازدهار، وهذا يتحقق من خلال تفعيل العملية التربوية داخل المدرسة وتطوير أداء المؤسسات التربوية التي يتم من خلالها توفير كل ما تتطلبه تلك العملية في بناء جيل متوافق نفسيا واجتماعيا قادرا على إن يجعل الحب غاية ووسيلة في سعيه لذلك (المسعودي ، 2006 ، ص 4)
ثانيا /أهمية دراسة مفهوم جودة الحياة
يندرج مفهوم جودة الحياة ضمن المفاهيم الايجابية في علم النفس وخصوصا في التوجه الإنساني الوجودي بعد إن حرر فرانكل V.Frankl هذا المفهوم من أصوله الفكرية والفلسفية ومنحه إمكانية التوظيف الإجرائي موضوعا جديرا بالبحث العلمي في علم النفس بعد الحرب العالمية الثانية وبتأثير منها .
ويرى كل من Lyxell 1996 & Adamson إن مفهوم المعنى أو جودة الحياة من المفاهيم التي يهتم بها المراهقون ، إذ توصلا إلى إن معظم أسئلة عينة بحثهما ممن هم في عمر(18-20) سنة كانت عن حياتهم المستقبلية مثل الموت ،الدين ، فلسفة الحياة .وكذلك توصلا إلى انه حتى

أولئك المراهقين الذين لا يعانون من مشكلات الوحدة النفسية كانوا يحدثون البالغين في موضوعات وجودية وأفكار لها صلة بحياتهم (Adamson & Lyxell 1996 p .18)ويرى ونغ وستيلر Wong & Stiller (1999) إن العمل يعد مصدرا مهما في مفهوم جودة الحياة ومعناها الحقيقي ، إذ من خلاله يشعر الإنسان انه منتج ومفيد بشكل ما لذاته وللآخرين ( p011 : Wong & Stiller , 1999) )وقد مثل العمل في مستوى دافعية الانجاز الذي جاء ضمن احد مجالات مقياس المعنى الشخصي لفونغ (Wong 2003 p.88)وتؤكد أبحاث الشيخوخة وحالات الاعتلال الصحي إن للمعنى أو الشعور بجودة الحياة قدرة على تزويد الأفراد بضرورة اختيار برنامج صحي بوصفه هدفاً حياتياً ذا قيمة (Wong 2000 p.14) وأشار فرانكل (Frankl) 1982 إلى إن القيم الروحية والإيمان بالله من المصادر المهمة لمعنى الحياة والسعادة فيها وتعطي الفرد القدرة على تحمل الشدائد (فرانكل 1982 ص 95)وأشار (بونهارت 1959) إلى إن سعادة الفرد وشعوره بجودة حياته تعتمد على كفاءته وقدرته على ضبط حياته الانفعالية وأدارتها، فقد تجعل مشاعره وانفعالاته تعيسة أو سعيدة وتتحقق جودة الحياة من خلال قدرة الإنسان على إن يغير نظرته للحياة أو إن يعدل عاداته وطرق تفكيره السلبية .
ويشير ايكمان (Ekman 1971) إلى إن جودة الحياة تتضمن شعور الفرد بالحب والأمن والراحة والرضا النفسي ،وهذا ينعكس على تعبيرات الوجه التي تظهر عليها علامات الابتسام أو الضحك.


ويشير كمال 1983 إلى إن الانفعالات المهمة مثل الحب في حياة الفرد قد تؤدي إلى شعور الفرد بجودة حياته ، (Diener & Lucas, 1999 .p 28) .
ويرى ايمونز (Emons 1986) إن مجرد وضع الفرد لأهداف قيمة والكراهية والسعادة والغضب هي المصادر المحركة للعلاقات الإنسانية ولا يمكن لهذه الانفعالات إن تنتهي دون إن تترك أثرا في نفسية الإنسان وفي قابليته على التفاعل العاطفي (كمال 1983 ص 138) وأشار فروم From 1960 إلى إن جودة الحياة وسعادتها تنشأ من الحياة المنتجة، أي إن الفرد عندما يكون منتجاً فانه سيكون سعيداً متمتعاً بصحة نفسية جيدة (فروم 1960 ص151) وأشار دذاينر (Diener 1984) إلى ان وجود أهداف معينة ما ترتبط بالارتياح والقناعة والسعادة وخاصة إذا اختار الأفراد أهدافاً تتلاءم مع مواردهم وإمكاناتهم (Diener, 1984, p141).
وأظهرت دراسة لوكاس (Lucas 1986) إن الطلاب ذوي القيم الانجازية يشعرون بجودة الحياة وسعادتها وارتياح في الأيام التي يكون فيها انجازهم الدراسي جيدا ً (Diener & Lucas, 1999, p: 285) .
وقد بينت دراسة بشير (Beecher,1990) إن العلاقات الحميمية والصادقة والناجحة تعمل على تقرير الرضا النفسي عن الحياة والشعور بالسعادة (Beecher, 1990, p:22) تشير دراسة رايف Ryff, 1981)) إن النساء لديهن قدرة على الإحساس بجودة الحياة إذا توفرت لهن ظروف بيئية اجتماعية جيدة (Ryff,1998 , p:16) ويرى هاسك (Hask,1985) إن الفرد السعيد له القدرة على المشاركة الاجتماعية والتواصل الاجتماعي(Dinner,1984 p.12)ويؤكد ثوماس (Thomas 1979) إلى إن جودة الحياة تؤدي إلى التكامل النفسي والاجتماعي والتي بدورها تجعل الأفراد يتمتعون بصحة نفسية وقدرة على أقامة صلات اجتماعية تتسم بالرضا ، , 1979 p.67) (Thomas.
وأشارت دراسة اليس (Ellis 1980) إن الأفراد يكونون سعداء لأن لديهم انجازات وأهداف يفتخرون بتحقيقها ، فالفرد القادر على الانجاز سيؤدي ذلك إلى شعوره بالإحساس بالسعادة والرضا عن حياته ، (Ellis, 1980, p:490) .
وأشارت دراسة العراقي 1984 إلى إن العقائد الدينية تجعل الإنسان يشعر بجودة حياته، (العراقي ،1984 ، ص 219).
وأظهرت دراسة (Leath,1999) إن ممارسة الهوايات الترويحية والأنشطة الرياضية هي المصدر الأول لجودة الحياة وتوفر المعنى في حياة الطلبة الجامعيين فيما مثلت الصحة المصدر الثاني في حياة المسنين،
.(Leath , 1999 ,p:20)
وتتضمن العلاقات الاجتماعية بوصفها مصدرا لخبرة المعنى عند الإنسان كلا من التفاعلات العائلية والعلاقات مع الأصدقاء ،أو بشريك عاطفي ، (Ebersole & Devogler ,1986, p:90).
وتوصلت دراسة شانتال (Shantall 1999) عن طريق مقابلات مع ناجين من معسكرات الاعتقال (معسكر الموت) وعن طريق تحليل مذكرات سجناء معروفين أيام النازية إلى إن بإمكان المعنى إن ييسر تحمل المعاناة القاسية والنظر إليها بتحدي يجب انجازه والخروج بأدنى مقدار من الخسائر والأضرار النفسية والبدنية، (Shantall, 1999, p:118) .
ويرى فرانكل (Frankl 1982) إلى إن الفراغ الوجودي ليس مرضا بالمعنى الطبي لكنه حالة فقدان المعنى تجعل الحياة ليست ذات جدوى وتجعل الفرد يشعر بالوحدة وانعدام قيمة الحياة بأهدافها ودوافعها،
(فرانكل ،1982، ص 142).
ثالثا / أهمية دراسة مفهوم تقبل الذات
إن لمفهوم تقبل الذات أهمية كبيرة في بناء الشخصية لكونها تتعلق بجانبين هما : تقبل الذات وتقبل الآخرين ،وعلاقة كل منهما بالأخر مما ينعكس على التوافق النفسي والشخصي والصحة النفسية ،
(أبو زيد ،1987 ،ص 102)
فإذا الفرد تقبل ذاته فأنه يؤدي به إلى السلوك السوي والى التوافق ويكون أكثر قدرة على أداء الأنشطة والمهام المكلف بها.
. (Kaplan & Saderk, 1995, p:32 )
كما إن الطالب الذي يشعر بثقة بالنفس ويشعر بالقوة والكفاءة والجدارة يكون اقدر على التحصيل من الطالب الذي يشعر بالضعف والوهن والعجز ،وكذلك إن تقبل الفرد للاخرين ورضاه عن حياته يؤثر في مفهومه عن ذاته ،إذ تؤثر في مفهوم تقبل الذات بعض العوامل أهمها الأمر ومشكلاتها التي تعرقل تكوين مفهوم تقبل الذات تكوينا صحيحا و ايجابياً ،
(المصدر السابق، ص 341) .
وتشير دراسة (العبودي 2006) إلى إن المراهقين بحاجة إلى تقبل الذات وتقدير الآخرين لهم.وتشير أيضا إلى إن مفهوم تقبل الذات يبدأ بالوضوح والثبات في فترة الطفولة المتأخرة .
ويشير( حسين 1987) إن مفهوم تقبل الذات يتشكل منذ الطفولة وعبر مراحل النمو المختلفة وفي ضوء مؤشرات معينة يكتسب الفرد خلالها بصورة تدريجية فكرته عن نفسه خلال الخبرات التي يمر بها في مراحل تطوره المختلفة، (أبو جادر، 1998، ص 144)
إن مفهوم الذات وتقبلها يعد إشارة لحكم الفرد على نفسه مقارنة بالآخرين وهو احد الجوانب المهمة في الشخصية الإنسانية.فالفرد يستطيع أدرك ذاته ليجعل منها موضوعا لتأمله وتفكيره،إذ يتكون هذا المفهوم منذ الطفولة وعبر مراحل النمو المختلفة وما يتجمع لدى الفرد من مشاعر نفسية وأفكار يصف بها ذاته ،وهي نتاج للخبرات والأنماط والتنشئة والتفاعل الاجتماعي .
ويشير (المفدي 2002) إلى إن سلوك الفرد يتفق مع مفهومه لذاته فالفرد الذي يرى نفسه غير مقبول من الآخرين يسلك على وفق ذلك سلوكا انطوائياً أو عدوانياً حتى لو انه كان مقبولاً في حقيقة الأمر، يعتمد تقبل الذات لدى الطالب الجامعي إلى حد ما على خبرات النجاح والفشل التي يواجهها في إثناء الدراسة ، (المفدى ، 2002 ,ص 3) .
(المفدى ، 2002، ص3) .
إن صورة الإنسان لذاته توضح إمكانيات الفرد وما يدركه في قراره نفسه بنفسه ، وان هذه الصورة تكونت في أعماق الفرد نتيجة التجارب والخبرات السابقة من فشل ونجاح بتحقيق ذات الفرد وتقبله لها وشعوره بالأمان ، (حسن ،2001 ، ص 59-62) .

ويشير (محمد )1982 إلى أن ما يمر به الفرد من خبرات القلق والإساءة والتقبل والتشجيع وغيرها تعد خبرات للبيئة المحيطة للفرد إذ ينتج عنها معرفته لذاته و تقبله لها .
ويرى شافير و بلات (schaffer & Blatte 1990) إلى إن عدم القدرة على التفاعل الايجابي مع الآخرين يؤدي إلى تدنٍ في تقبل الذات،
إن مفهوم الذات هو بعد من إبعاد الشخصية ونابع من كونه بناءً نفسياً يعتمد على خبرات الفرد وعلاقاته المتبادلة مع بيئته وعلى العوامل التي تحكم هذه العلاقات فيصبح الفرد في إطار من الحقائق المدركة يعي ذاته من خلالها وان هذا الوعي والإدراك إذا تحقق بشكل ايجابي فسوف يؤدي إلى إن يتصف بذات ايجابية ، ويدرك ذاته إدراكاً مناسباً ويتعامل مع الواقع تعاملاً حقيقياً وأيضاً يشعر الفرد بالكفاءة والاحترام والتقدير ويتولد لديه شعور بالثقة بالنفس.
أما إذا كان الفرد يعي ذاته بشكل سلبي فسوف يؤدي إلى إن يتصف الفرد بذات سلبية وتؤدي به إلى صعوبة تقبل ذاته وصعوبة التوافق وحدوث اضطرابات في شخصيته . (بكر ، 1979 ، ص 76) و ( جابر، 1987 ، ص 52).
يفترض فينهوفن (Veenhoven 1990) إن المجتمع السعيد هو ذلك المجتمع الذي يتم تلبية معظم حاجات الإنسان فيه ،وان أفراد ذلك المجتمع سيكونون سعداء لو تمت لهم تلبية هذه الحاجات ، (Daneil,1990 p:445) .
وترى الباحثة إن مفهوم تقبل الذات يعتمد على أدراك الفرد بإمكاناته وقدراته وتقبلها بحيث تجعله قادراً على التعامل مع بيئته . فإذا كان وعيه وإدراكه لقدراته ايجابيا فأن ذلك يجعل منه إنساناً قادراً على التعامل بشكل ايجابي مع بيئته وعلى العكس من ذلك عندما يكون إدراكه لها سلبياً . والطالب الجامعي عندما يدرك إمكاناته العقلية والنفسية والاجتماعية مقبولة وعالية فمن المؤكد أنه سيندفع نحو الإنجاز الدراسي الجيد والنجاح .
رابعا/ أهمية دراسة العلاقة بين جودة الحياة ومفهوم تقبل الذات
يرى روجر (Rogers 1951) إن جودة الحياة وسعادتها تتحقق للفرد حينما يحقق ذاته وتكون اقرب للذات المثالية ، أي كلما كانت الذات المثالية قريبة من الذات الواقعية يكون الفرد أكثر انجازاً وسعادة . وكلما كان التنافر بينهما كبيراً نتج عن ذلك عدم السعادة والشعور بعدم جدوى الحياة (صالح 1988، ص260).
وأكدت دراسة بيرن و رنر (Birren &Renner) انه كلما كان هناك تقارباً بين الذات الواقعية والذات المثالية يكون الاتجاه ايجابياً نحو الذات ويعد مقياساً مركزياً لجودة الحياة ، (Ryff , 1989, p:41).
فالناس يشعرون بدرجة عالية من جودة الحياة إذا استطاعوا حل صراعاتهم الداخلية وتحقيق درجة من التكامل في شخصيتهم،وقد وجد إن الذين يكشفون عن درجة منخفضة من التفاوت بين صورة الذات والذات المثالية هم أكثر شعوراً بجودة الحياة وسعادتها ،(يونس،1972، ص155). ويشير ( فرويد 1856) إن البحث عن الحياة المقبولة أو الرضا عن الحياة وتخفيف الآلام هو الهدف الأساسي في السلوك الإنساني وهو كل ما يطلبه الإنسان في حياته ، وان إشباع الغرائز يؤدي إلى ذلك إذ إن مبدأ اللذة هو المبدأ الذي يسيطر على الجهاز النفسي .
وأكدت العديد من الدراسات بان تقبل الذات self-acceptance هو احد المؤشرات لجودة الحياة وسعادتها لدى الكثير من الأفراد،فان تقبل الذات يسهم في تكوين توافقاً جيداً لدى الفرد يقوده إلى السعادة ،

أما رايف (Ryff 1989) يرى إن تقبل الذات هو سمة مركزية للصحة النفسية وسمة لتحقيق الذات ، فالفرد المتقبل لذاته هو الذي يملك صفاتاً جيدة مقبولة وشعوره ايجابياً نحو الحياة الماضية والحاضرة له ، (Ryff, 1990,p:202).
وتوصلت دراسة أولير (Olyer 1990) إلى إن تقبل الذات مؤشراً هاماً على الإحساس بجودة الحياة وسعادتها .
وإن سعادة الفرد وجودة حياته مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتكامل شخصيته وتحقيقه لذاته ، (القوصي ، 1952 ،ص 299).
ويرى ولكوكس (Wilcox 1981) إن الفرد السعيد يمتلك القدرة لأن يكون مستقلاً بذاته ، ومتقبلا لها ، قادراً على التعامل بفاعلية مع العالم المحيط به ومشاركته بعلاقات ذات جودة مع الآخرين، (Wilcox, 1981, p:378) .
وتعتقد الباحثة إن تقبل الذات يسهم في جعل الفرد يشعر بجودة حياته ومن هذا الاعتقاد فان الباحثة تسعى في دراستها الحالية إن تحقق من ذلك خصوصاً إنه لا توجد دراسة عراقية أو عربية تناولت هذه العلاقة بين المفهومين جودة الحياة وتقبل الذات.

أهداف البحث
يهدف البحث الحالي إلى :-
1. تعرف مستوى جودة الحياة لدى طلبة الجامعة.
2. تعرف مستوى تقبل الذات لدى طلبة الجامعة.
3. التعرف على دلالة الفروق في مستوى مفهوم جودة الحياة على وفق متغيري(التخصص – الجنس).
4. التعرف على دلالة الفروق في مستوى مفهوم تقبل الذات على وفق متغيري ( التخصص – الجنس ).
5. تعرف العلاقة بين مفهوم جودة الحياة ومفهوم تقبل الذات.
حدود البحث:
يقتصر البحث الحالي بطلبة الصفوف الثانية والثالثة من المرحلة الجامعية للأقسام العلمية والإنسانية وللعام الدراسي 2007-2008 في جامعة كربلاء وللدوام الصباحي فقط.
تحديد المصطلحات:
أولا: جودة الحياة : عرفها
"فروم Fromm 1960" :-
((إحساس ينشأ من الحياة المنتجة وتنحصر في إحساس الإنسان للواقع الملموس وفي اكتشاف نفسه واتحاده بغيره مع احتفاظه بخصائص شخصية في آن واحد ، وهي حالة تنجم عن ارتباط المرء بالعالم ارتباطاً منتجاً))،
(فروم ،1960 ،ص 1952).

- " ولمان Wilman 1973 " :-
((تقليل حالة التوتر من خلال إشباع الغرائز والدوافع وإنها من الخير والرفاه وحسن الاختيار ))، (حافظ , 2006، ص 21 ).
- " جيكولا Chekola 1974 ":-
((اجتماع عدد اللحظات السعيدة،وتعتمد على الانجاز المستمر في الحياة))، (Diener ,1984 , p:2060).
- " بدوي 1982" :-
((حالة تنشا عن إشباع الحاجات والرغبات الإنسانية كما وكيفاً وقد تسمو إلى مستوى الرضا النفسي))، (بدوي ، 1982 ،ص 91).
- " الهابط 1978":-
((الإحساس بالرضا أي إن يكون الفرد سعيداً بنفسه وبالآخرين ويشعر بالرضا عن ذاته ومجتمعه ،وهذه السمة مرتبطة بتوافقه حيث لا يمكن إن يكون الفرد سعيدا راضيا إلا إذا كان هناك توافقاً في وظائفه المختلفة وقادراً على مواجهة الأزمات النفسية التي تصادفه في حياته))،
(الهابط ، 1985 ،ص 26).
- " ارجايل (Argyle 1987)" :-
(( يمكن وصفها انعكاسا لدرجة الرضا عن الحياة أو يوصفها انعكاسا لمعدلات تكرار حدوث الانفعالات السارة وشدة هدف الانفعالات))،
(يونس 1972، ص 25).



- ( جابر والكفاني 1990) :-
(( حالة من المرح والهناء والرضاء والإشباع وهي تنشا من إشباع الدوافع وتستمر إلى مستوى الرضا النفسي)) ، (جابر والكفاني ،1990 ،ص 1485).
- " فرانكل V.frankl 1964" :-
(( هي قدرة الفرد على إن يكشف و بشكل مسؤول المعاني الحياتية المتأصلة في سلوكه وفي مواقفه ))، (Frankl, 1964, p: 132).
- " باتستا والموند (Battista & Almond 1973)":-
(( هي الدرجة التي يرى فيها الفرد نفسه محققا أو في خضم عملية التحقيق لإطاره المرجعي أو أهدافه الحياتية )). (Battista & Almond (1973)p:420) .
- " انتو فسكي (Antonovsky 1999)" :-
(( هو درجة دافعية الفرد في الحياة )) ، (Leath , 1999 , p:7) .
- " رايف "(Ryff 1989 p.1074) :-
((التأكيد على الاستيعاب الواضح لغرض الحياة والإحساس بالاتجاه والقصدية بوصفها مؤشرات للشعور بان الحياة ذات هدف)) ،
(Ryff , 1989, p:1074) .
- " سسيمان نقلا عن ادلر (Adler)":-
((درجة اعتقاد الفرد إن متطلبات الحياة تمثل تحديات جديرة بالاستثمار pmihtm)) http://www.waynerisser .com/cst
- "كرومباخ وموليش (Crumbugh & Moholich (1969))" بأنها :-
((الحالة التي يكون فيها المرء ملتزما ومنجزا لهدفه وذا قناعة بالحياة ومنضبطا ولديه الحماسة والدافعية للحياة )) ، (Crumbaugh & Maholich, 1969, p:204) .
التعريف النظري للباحثة:-
(( تعني جودة الحياة شعور الفرد بالسعادة والرضا وتحقيق المعنى في الحياة وتحقيق الأهداف لمفرداتها بكل جوانبها )).
وفي ضوء إجراءات البحث الحالي عرفت الباحثة جودة الحياة بأنها
((الدرجة الكلية التي يحصل عليها المستجيب من خلال إجاباته على فقرات مقياس جودة الحياة )).
ثانيا /تقبل الذات Self acceptance
عرفها :-
- " سميث "Smith 1967 :-
((التقويم الذي يتعلق بالاستحسان الذي يحققه الفرد لنفسه ويشير إلى المدى الذي يعتمد فيه على انه ماهر وناجح وذا جدارة ،فهو الحكم الشخصي للاستحسان الذي يظهر في الاتجاهات التي يعتقدها الفرد نحو ذاته )).
- "هافجرسيت (Havighrst 1973)" :-
(( تقبل النقد كحقيقة تتوج أفكار الفرد ومشاعره عن نفسه وقبول حقيقة مظهره )) .


- "عنبر 1981" :-
(( مدى ارتياح الفرد لما يتمتع به من الخصائص والصفات الشخصية الايجابية والسلبية كما يدركها هو في الجوانب الاجتماعية والمزاجية والانفعالية والعقلية والجسمية ))، (عنبر، 1981 ،ص 47) .
- "القيسي 1988"
(( تمتع الفرد بالصحة النفسية والتوافق مع نفسه ومجتمعه وله القدرة على التعامل الناجح. ويشعر بالاحترام من الآخرين ))، (القيسي ،1988 ،ص 89) .
- "البياتي 1996 "
(( تقييم الفرد لذاته من القبول والرفض لما هو في مختلف الجوانب الإدراكية والانفعالية والاجتماعية والثقة بالنفس والأمن النفسي )) ،
(البياتي، 1996، ص 11).
التعريف النظري للباحثة:-
(( يعني تقبل الذات شعور الفرد بالرضا عن ذاته بكل جوانبها العقلية والنفسية والاجتماعية )) .
وفي ضوء إجراءات البحث الحالي عرفته الباحثة على أنهُ :-
(( هو مجموعة الفقرات التي تمثل عينة للمفهوم وتقاس بدرجة كلية )) .

أولاً : مفهوم جودة الحياة
المقدمة : المفهوم الفلسفي لجودة الحياة
تناولت الفلسفة مفهوم جودة الحياة بوصفه دافعاً أساسياً للسلوك الإنساني ،فأن جميع الفلاسفة الإغريق قدموا أفكاراً تتفق حول معنى هذا المفهوم على انه يأتي من معرفة الحقيقة ومن تطهير الإنسان نفسه في الانفعالات المكبوتة أو المؤلمة التي تأتي من خلال وجوده مع أشخاص آخرين .أو نقيض ذلك وهو العزلة والتفكير الفردي المنعزل ( p:12 , 1995 ، (myers وأشار أرسطو بأن على الفرد أن يتحلى بالفضائل حتى يصل بحياته إلى السعادة ويشعر بجودتها .ويرى أن للإنسان مجموعة كبيرة من القدرات يستعملها للوصول إلى غايته في الحياة ، (p:55 , 1984 , Diener ).
أما الفلاسفة العرب والمسلمين أشاروا إلى أن جودة الحياة هي السعادة الأرضية التي ترتبط بالمال والحياة للوصول بالإنسان إلى غاياته وملذاته التي اعتبرها الفارابي ملذات زائلة .
وأشار ابن سينا إلى أن جودة الحياة تأتي من خلال قدرات الفرد وتدبره لأموره العائلية إذ يرى أن سياسة النفس أصعب على الفرد من أي سياسة فهو يقول ( إذا ما نجح الرجل في سياسة نفسه فأنه يستطيع أن يؤسس مدينة بأكملها ) (الزبيدي ،1989 ،ص92 ) .




مفهوم جودة الحياة في الإسلام
إن مفهوم جودة الحياة وسعادتها يمكن إن نتعرف عليه من :
أولاً : علاقة الفرد( المسلم / المسلمة) بالخالق أو ما يطلق عليها (بالعبادات).
ثانيا: علاقة الفرد (المسلم/المسلمة) بالآخرين أو ما يطلق عليها (المعاملات).
ثالثا : التكامل المطلوب بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة إذ تكون الأولى محلا لاختبار المسلمة أو المسلم ومن ثم تقرير ما لهُ وما عليه في الحياة الآخرة أي قد يكافئ في الجنة أو يعاقب في النار فقد جاء في القران الكريم قوله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) (الذاريات /56 )أذن الغاية من الحياة هنا العبادة وطاعة الله ومطالبة العبد بالعمل الصالح الذي يرضي الله قال تعالى (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه ) (الزلزلة / 7- 8 ). (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَأويَةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ ) (القارعة/ 6-11) .
أكد الإسلام على أن الحياة الدنيا الصحيحة باعتبارها أساس تكريم الإنسان إذ قال تعالى (وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) (الإسراء/ 72 ) أي إنها بمثابة امتحان لإيمان الفرد وعمله الصالح واختبار صبره وجهاده والسمو بصغائر الأمور وترك بهرجة الحياة قال تعالى (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوالِ وَالأولاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) (الحديد 20 ) وأكد الإسلام مجموعة من القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة التي يجب أن تؤصر علاقة الإنسان بالآخرة . ويجسد الحديث النبوي الشريف الذي أورده الثعالبي بعض تلك القيم إذ يقول (قيل يا رسولُ الله أيُّ الناسِ أحبُّ إليك؟ قال: أنْفعُ الناسِ للناس قال فأيُّ عملاً أفضل ؟ قال إدخالك السرور على المؤمن ، قيل : ما سرور المؤمن ؟ قال: إشباعُ جَوْعَتِه . وتفريج كربتِه وقضاء دينهِ, ومن مشى مع أخيهِ في حاجة قضاها أو لم يقضها .كان كصيام شهرٍ أو اعتكافهِ ومن مشى مع مظلوم ليعينه ثبتَّ الله قدميه يوم نزول الأقدام. ومن كف غضبهُ ستر الله عورتهُ .وأن الخلق السيء يُعْسر العمل كما يعسر الخل العسل) رواه الطبري والعسقلاني عن ابن عمر.
Htt/marwakf-dz org/mouhadaratsQ / mouhadharadetal php?id =10 ولهذا فأن الحياة في المنظور الإسلامي محطة مؤقتة ينطلق منها الإنسان إلى أخرته .وهذه المحطة على قصر زماننا بها لابد من إبلائها ما تستحق من تقدير إذ يقول فيها الإمام علي وأعملْ لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لأخرتك كأنك تموت غداً) .




جودة الحياة في علم النفس
إن جميع نظريات أو مدارس علم النفس قد تناولت مفهوم جودة الحياة على مختلف منطلقاتها النظرية, إذ هذهِ النظريات القديمة والحديثة جاءت لدراسة سلوك الإنسان ، ووضوح المناهج والأساليب التي تمكن الإنسان من تحقيق جودة حياته باعتبارها هدفاً أساسياً ليصل إليه .
وسنتناول في بحثنا هذا بعض النظريات وليست جميعها لا لأن البعض لم يتناوله بل اختصاراً للموضوع وما يغطي حاجة البحث لذلك.
أولا: مدرسة التحليل النفسي
1- (فرويد Freud . ( 1939-1856 )
يرى فرويدFreud - صاحب مدرسة التحليل النفسي- أن جودة الحياة هي الشعور بالسرور والسعادة ، وتخفيف الآلالم وهو هدف أساسي للسلوك البشري ، وأيضاً تعني إشباع الغرائز إذ أن مبدأ اللذة هو المبدأ المسيطر على عمليات الجهاز النفسي. كما يعتقد أن الحياة مليئة بالآلام والتوترات نتيجة عدم قدرة الفرد على إشباع حاجاته مما يتولد عنها الصراعات والتوترات النفسية المتعددة ( فرح ، 1989 ، ص25 ) واعتقد فرويد أن غريزة الحياة أو مبدأ السرور Pleasure principle هو دافع لديمومة الحياة والرضا عنها ( myers,1986,p:380 ) وإضاف فرويد إلى أن خبرات الطفولة الأولى بشقيها المؤلم والسار تكون مهمة في التأسيس للحياة مستقبلاً Yogi,1978,p.14) ) .

2- أدلر Adler (1937-1870 )
يقول أدلر(( أن الهدف النهائي لنشاط الإنسان وكفاحه هو أن يحقق التفوق)) ( صالح ،1998 ،ص95 ) .
والتفوق يأتي على نوعين :
أولاً:يتخذ شكل الرغبة في القوة والسيطرة على الآخرين وهو هدف خاطئ يمارسه الفرد العصبي .
ثانيا : يتخذ شكل الكفاح من اجل التفوق نحو الكمال بطريقة تحقيق ((جودة الحياة والسعادة فيها وهو هدف صحيح يمارسه الإفراد الأصحاء)) (المصدر السابق ، 1987، ص196).
3- اريك فروم E.fromm (1980-1900 )
يعتقد فروم fromm أن الإمراض النفسية تنتج عن الصراع القائم بين سعي الإنسان المشروع لتحقيق أهدافه في الحياة ، وبين النظم والقوانين القائمة في مجتمعه التي تعارض هذا السعي ، (كمال ,1983،ص121 ).
وأشار أن جودة حياة الإنسان تنشأ من إنتاجه ، وإحساس الإنسان بالواقع الملموس واتحاده مع غيره مع احتفاظه بخصائص شخصيته في آن واحد . وهي إحساس الفرد بالطاقة الحيوية الفياضة التي تنجم عن ارتباطه بالعالم الخارجي ارتباطا منتجا ،( فروم , 1960,ص151).
وأكد فروم على الجانب الاجتماعي للإنسان إذ إنه أساس جودة الحياة وسعادتها إذ يرى إن الإنسان اجتماعي بطبيعته وان غالبية مشكلاته ناتجة عن انفصاله وتفرده في مجتمعه . والشخصية السوية هي الشخصية الاجتماعية المنتجة التي توفر المتعة النفسية (السوداني,1990,ص58).
ثانياً :المدرسة الإنسانية : Ahumansitic perspective
1 - نظرية الحاجات(ابرهام ماسلو 1970-1908 A.Maslow)
يعد ماسلو زعيم المدرسة الإنسانية والمنَّظر الرئيس فيها (شلتز ، 1983 ، ص287 ) إذ تزعم هذا الاتجاه الجديد في علم النفس أطلق عليها ماسلو القوة الثالثة (Third force) بين التحليل النفسي والسلوكي وهو يؤكد على القيمة الذاتية للشخص ( جلال ، 1985، ص115).
وقد أكد ماسلو في نظريته ان هناك مجموعة حاجات أساسية Basic needs وحاجات نمو Growth needs الذي وضعها بشكل هرمي متصاعد حسب الأهمية (Engler,1985,p307 ).
وان جودة الحياة تتوقف على مستوى إشباع تلك الحاجات العليا يؤدي ذلك به الى الشعور بالسعادة العميقة وسمو في العقل واثراء حياة الفرد الداخلية، (الخفاجي ،1994 ، ص8) .
2- الاسلوب الوجودي ( فرانكل Frankl )
من أهم التأثيرات التي مارستها الوجودية على فروع المعرفة هو تأثيرها في علم النفس وتطبيقاته في مجال العلاج النفسي ويعتقد علماء النفس الوجوديين وأولهم فرانكل Frankl باعتباره الأكثر تأثيرا في ظهور علم النفس الوجودي أن هناك مجموعة مبادئ لعلم النفس الوجودي هي :

1- إن الشخص له كينونته الخاصة ووجوده المتميز عن الآخرين والذي يعكس اتجاهاته وقيمه الخاصة
2- الإنسان ليس حاله تابعه لحالات أخرى ، بل يجب أن ننظر إليه على انه نتاج قدرته في تطوره ونموه الذاتي .
3- يواجه الفرد خلال حياته ما يمليه عليه المجتمع من محو لشخصيته الذي يصل إلى مرحلة الاغتراب والشعور بالذنب والوحدة والقلق ،
ويشير الدباغ إلى إن الوجودية قدمت جملة من نقاط الانطلاق لعلم النفس هي:
1- أن الانفعالات ليست فكره ، بل هي جزء من وجود الفرد وهو دائم الإحساس بها .
2- أن الطبيعة الإنسانية تمنح الفرد الحرية في اختيار ماله وما عليه .
3- يشعر الإنسان بالذنب عندما لا يستطيع إدراك إمكاناته وقدراته بالشكل الذي يجعله قادراً على تحقيق أهدافه .
4- أن إدراك الفرد لفكرة الموت وقبوله به كونه أمرٌ لا مفر منه، يجعله قادراً على أن يحيى ويتصرف بحرية وسعادة .
5- القلق الوجودي يجعل الإنسان قادراً على كشف حقائق وجوده في العالم الخارجي والسعي وراء توافر المعنى لحياته .


6- يرفض الوجوديون فكرة العوامل البيولوجية عند فرويد حول الجنس sex والموت Death باعتبارها قوة محفزه للسلوك ، بل أن السلوك يخضع لشعورهم بالقلق والحرية، (النواب ، 1998 ،ص203 ) .
وينقسم الوجود البشري الى : الوجود البشري الأصيل والوجود البشرى الزائف ، والوجود البشري الأصيل يتطلب وجوداً مشاركاً مع الآخر.. وأن الانفصال عن الآخر يجعل الوجود البشري بعيداً عن تحقيق أهدافه في توفير المعنى للحياة ، ( Cruickshank, 1960, p:63 ).
ويشير هيدجر إلى أن الموجود البشري لا يرضى أن يكون زائفاً بل دائما يبحث عن التحرر من قبضة الهم وتحقيق الذات الخلاقة للوجود الأصيل الذي يعني وعي الموجود البشري بوصفه حراً ومتجهاً نحو المستقبل من خلال التصميم والقرار، والموجود البشري الأصيل يسعى ويصنع وجوده بوساطة الشعور بالقلق الذي هو (أحد أكثر الإمكانات قوة وأعظمها أصالة في إظهار الوجود ) أما الوجود البشري الزائف يهرب من ذاته ويسقط في الهم ، (الجاف ، 2000 ،ص63)
ويدعو هيدجر إلى مواجهة المستقبل المجهول بالشجاعة والتحدي والقبول لفكرة الموت لأنها تساعد الموجود البشري على ان يعيش بشكل أكثر أصالة إما إذا تقاعس وأبدى شيئاً من الضعف والتردد فأنه سيعيش وجوداً زائفاً ، ( الشمري ، 2003 ، ص48 ) .
يؤكد( صالح 1987) أن الشخصية الأصيلة هي التي تدرك تماما تلك الافتراضات الوجودية المتعلقة بطبيعة الإنسان ، فالموجود البشري الأصيل يستطيع ممارسة وإشباع حاجته السيكولوجية ،وهو تكامل يبدي الاستعداد للتغيير، وقادراً على الفعل المؤثر الذي يميزه عن الآخر كما انه يقبل حاضره وماضيه للتوجه من خلالها إلى مستقبله دون تردد يدفعه بذلك شعوره بالقلق الذي يعد دافعاً معززاً له ، (صالح ،19987 ،ص208).
ويشير (العزة وآخرون) إن الوجود البشري الأصيل يعتمد التجربة والتصور والحكم كما انه يحترم معطيات الماضي والحاضر وتوجهه الأساسي يكون نحو المستقبل من خلال شعوره بالقلق الذي يدفعه بشجاعة نحو تلك المواجهة إما الوجود البشري الزائف فأنه لاعب أدوار يعظم القواعد الاجتماعية والحاجات البيولوجية . وسلوكه نمطي يتضمن غالباً استغلال الآخرين ويشعر بعدم الأمن ويخاف من المستقبل كما انه يشعر بالذنب .
ويشير " بارك park " إلى أن مفهوم الأصالة و اللا أصالة أو الشخصية الأصيلة والشخصية الزائفة ، له جذور تمتد إلى بداية تاريخ ظهور علم النفس الوجودي أو الوجودية نفسها (paek,2001,p.60 ) ويشير بارك أيضاً إلى أن الوجود الأصيل يتطلب من الفرد أن يضع خططاً لوجودهِ ويطور أهدافاً لحياته ثم يجربها من قبله ، ولكي لا يقع في الوجود الزائف الذي يفرض عليه إن يستسلم لليأس ويتخلى عن واجبه وعليه إن يعيد تنظيم وتوحيد حياته من خلال وضع أهداف يتم اختيارها بحرية ، (المصدر السابق p.28) .



ويصنف بارك park شخصية الوجود البشري صنفين :
الوجود البشري الأصيل الوجود البشري الزائف
1- يمتاز بالسمو وتجاوز التنشئة الثقافية
2- يخلق أنماطاً أكثر ارتقاء لمواجهة الموقف

3- يمتاز بالتفردية والتعرف الذاتي والخلق الذاتي

4- يخلق معانيا وأهدافا

5- لا يمارس ادوار اجتماعية معده سلفا

6- يعتمد على نفسه
7- يعتمد بحسب ما يملكه من خبرات










8- يجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل للحصول على نتائج متكامله
9- يعترف أزمات الوجود

10- شخص موحد
11- أكثر تركيزا 1- إنسان متلقٍ فقط
2- تحكمه الأنماط الحضارية ويكون ضحية الظروف
3- يعتمد على أنماط حضارية مألوفة

4- يكون تابعاً
5- يؤدي أدواراً اجتماعية معده سلفا

6- يعتمد كثيرا على الآخرين
7 - يعتمد بما يعتقده الآخرون











8- منهمك بالوقت الحاضر

9-ينكر ازمات الوجود

10- شخص متجزء
11- اقل تركيزاً


(المسعودي ،2006 , ص 45 )










مفاهيم وجوديه
1- معنى الحياة (جودة الحياة )
يعد مفهوم المعنى من المفاهيم الأساسية في الوجودية وخصوصا عند العالم النفسي فرانكل الذي أسماه (إرادة المعنى) والذي يعني سعي الإنسان لإيجاد معنى في حياته والذي يعمل بوصفه دافعاً للسلوك وقسم ( فرانكل) المعنى في نظريته على مستويين :-
1- معنى الحياة في اللحظة الراهنة .
2- معنى الحياة الجوهري .
ويعتقد فرانكل أن الأجدى بالإنسان أن يحاول تحقيق المعنى في المستوى الأول بدلاً من الانشغال في المستوى الثاني من المعنى كونه يُعد خارج الوجود البشري super-haman dimension إذ يقول (( إذا كان من المستحيل تحديد معنى الحياة بطريقة عامة ، فالحياة لا تعني شيئاً غامضاً ولكنها تعني شيئاً حقيقياً محدداً للغاية مثلما تكون مهام الحياة أيضا حقيقية ومحدودة للغاية ، فهذه المهام تشكل مصير الشخص فكل شخص كائن أنساني مختلف ومتفرد ومتميز ولا يمكن مقارنة إنسان بإنسانٍ آخر ولا مصير إنسان بمصير آخر أن كل موقف يتميز بتفرده ومع ذلك توجد دائماً إجابة صحيحة واحدة فقط للمشكلة التي يفرضها الموقف الراهن))، ( فرانكل، 1982،ص109) .
( أن المعنى في الحياة يختلف من شخص لأخر وعند الشخص الواحد من يوم ليوم ومن ساعة إلى أخرى ........لذا ينبغي إلا نبحث عن معنى مجرد للحياة فكل فرد مهمته الخاصة أو رسالته الخاصة في الحياة التي تفرض عليه مهاماً محدده عليه إن يقوم بتحقيقها ، إذ إن مهمة أي شخص في الحياة فردية مثلما تعد فرصته الخاصة في تحقيقها فريدة كذلك،
( المصدر السابق ،ص145 )
ومعنى الحياة عند (فرانكل) يعني اكتشاف العالم بوصفه عالماً ذا معنى إذ لا يمكن افتراض وجود المعاني وكأنها خلق ذاتي بل ان مهمة الإنسان تكمن في البحث عن المعنى واكتشافه وهذه المهمة تتحقق من خلال ثلاث طرائق مختلفة هي :
1- القيم الإبداعية Creative valus من خلال ما يمنحه الفرد للعالم من منجزات أبداعية ذات فائدة وقيمه في مختلف المجالات .
2- القيم الموقفية attitudinal value من خلال مواجهة الفرد لمأزقه الوجودي وتأقلمه مع الظروف السلبية والخبرات الصعبة المؤثرة التي لا يمكن تفاديها مثل الإمراض المزمنة والكوارث الطبيعية .
3- قيم الخبرة Experiemtial values من خلال ما يحصل عليه الفرد من خبرات ايجابية في مجال تذوق الجمال والعلاقات الإنسانية ( الحب) ، تفترض الوجودية إذا لم يستطيع الفرد أن يبلغ المعنى (جودة الحياة) فأنه قد يعاني من الخواء الوجودي Existeut ial vacaum أو اللامعنى meaning less ness وتحت ظروف مستديمة فأن خبرة اللامعنى يمكن ان تؤدي إلى العِصاب الوجودي وهو ما يستدعي علاجه بأسلوب العلاج بالمعنى ، (فرانكل،1982،ص136 ).
الحب وجودة الحياة
أن الدافع الأساسي لديمومة حياة الإنسان هو رغبته في تحقيق الهدف ، أي تحقيق معنى لحياته الذي يعد اعرق شيء يدفع الفرد نحو الحب. ويمكن القول أيضاً إنه أهم ظاهرة إنسانية يتم اكتشافها بوساطة الإنسان نفسه . ويقول فرانكل(( الإنسان يستطيع أن يعطي معنى لحياته بالتمسك بما أسميه القيم المبدعة وانجاز المطالب . ومعنى أن تخبرنا إنسان واحداً متفرداً هو نحبه . والحب هو أقصى وأعلى هدف للكائنات البشرية وان خلاص الإنسان إنما يكون من خلال الحب وفي إن يحب )) ، ( باترسون ، 1981 ،ص460) .
وعن طريق إدراك الإنسان لأهمية تحقيق المعنى تتولد لديه المسؤولية والالتزام الذي يجعله قادرا على المشاركة في العالم والابتعاد عن الوحدة ،
(Gale , 1974 , p:142 ) .
الحرية وجودة الحياة
الحرية خاصية مهمة للوجود الإنساني , والإنسان هو الجوهر الذي يقرر ويختار بفضل الحرية التي تعني مواجهة الغرائز أو النزعة الموروثة . أي انه يستطيع أن يتعامل بشكل إرادي وحر مع الظروف البيولوجية والاجتماعية, التي منها العلاقة بالآخرين . ويقول في هذا ليبون (Lebon,2001 ) (( لقد وجدت أربع معطيات للوجود هي على نحو خاص ذات علاقة بالعلاج النفسي في قضية الموت لكل منا ولأولئك الذين نحبهم ، والحرية لصنع حياتنا كما نريد وتفردنا النهائي وغياب أي معنى للحياة )) ، ( Lebon , 2001,p:1 ) .
وتعتقد الباحثة إن الحرية وسيلة من وسائل وصول الفرد إلى جودة الحياة من خلال حريته في الاختيار وتقرير مصيره واختيار الأهداف التي تتناسب وإمكاناته وميوله.
القيم وجودة الحياة :-
أشار ريكر (Reker ,2000 ) إلى أن القيم والمعتقدات تمثل الحجر الأساس لمصادر جودة الحياة ومعناها ، والقيم من منظوره تتجاوز مواقف محددة إلى مواقف شمولية وإنها ذات تفضيل اجتماعي وشخصي (Reker,2000,p.51 ) ويعرفها روكاش (Rokeach,1973 ) بأنها ( اعتقاد دائم بأنها إسلوب سلوكي معين أو حالة غائبة محددة من حالات الوجود المفضلة شخصياً واجتماعياً على سواها )
وميز "Rokeach "بين نوعين من القيم :
أولاً: القيم الغائية Terminal values وهي القيم التي تشير إلى الأهداف والحالات لغاية الوجود البشري وتتضمن:
1- القيم الشخصية : مثل احترام الذات , والرغبة , والسعادة
2- القيم الاجتماعية: مثل المساواة , والسلام

ثانيا : القيم الوسيلية : Instrument al وهي القيم التي تشير إلى أساليب السلوك المؤثرة في تحصيل النتائج وتعديلها، وقد تحقق بالقيم المتعلقة بـ :
أ- الكفاءة Competence مثل التمكن و الطموح والشجاعة وسعة الخيال
ب- الأخلاق Morality مثل تحمل المسؤولية والتسامح ،
(خليفة1999 ،ص67-68 ) .
مصادر جودة الحياة :-
حدد كرومباخ وموليش (Crumbangh & mohalish,1969 ) أربعة مصادر يجد الإنسان فيها ما يحقق له جودة حياته ، هي :-
1-القناعة في الحياة .
2-القدرة على وضع أهداف محددة وانجازها .
3- أن يكون الفرد لديه قدرة السيطرة على حياته .
4-الاستثارة والحماس والجد في الحياة .
(Crumbangh & mokeash , 1969,p:77 ) .
إما " روكاش Rokeach " صنف مصادر المعنى الشخصي إلى المستويات الآتية :
الأول : ويتمثل بانشغال الفرد بالرغبات اللذائذ والراحة للذات .
الثاني: إدراك الإمكانيات الشخصية والخصائص المتفردة .
الثالث :الانخراط في النشاطات والفعاليات التي تصب في مصلحة الآخرين .
الرابع: البحث في ما هو كوني أو ذو غرض نهائي
وأظهرت دراسة كيم "Kim 2001 " لعينه كورية إن قيم الفا alpha لمصادر جودة الحياة ومعناها هي :
الانجاز(0.86) ،الأمن الاقتصادي(0.85) ،التدين(0.90) ،القبول والاعتراف (0.78) ،العلاقات (0.80) ،التسامي بالذات (0.76) ، (0.66) ،ضبط الذات (0.63) ،الصحة البدنية(0.61) ،الصديق الحميم (0.43) (Kim,2001,p.65 ).
أما بريجر " Preger 1998 " فحدد مصادر جودة الحياة بالآتي :-
1- النمو الشخصي كما يتجلى في تحقيق معارف أكثر وتطوير الإمكانات العقلية .
2- يظهر في خدمة أو مساعدة الآخرين .
3- العلاقات المتبادلة مع الآخرين .
4- العيش طبقاً لمعتقدات محدودة
5- التعبير والإبداع من خلال الفن , الجمال , الموسيقى, الشعر , التأليف.
6- النواحي المادية من خلال حيازة الممتلكات وأسباب الرفاهية .
7- التوجه الوجودي القائم على اللذة والمتعة،(Prager ,1984 ,p:133 ).


نظريات جديدة تناولت جودة الحياة :-
نظرية أم . دبليو . فورديس Fordyce :- أن جودة الحياة تتحقق عندما تشبع حاجات الفرد وأن جودة الحياة لا تعني حالة مؤقتة بل هي أحساس طويل المدى ، وتعني القناعة بالحياة , والاستقرار الانفعالي حتى تصبح خبرة ينتج عنها التفاعل بين عوامل كثيرة ومتنوعة وقد يكون مصطلح جودة الحياة مماثل لمصطلحات أخرى كثيرة منها :-
1- الرضا عن الحياة .
2- المتعة في الحياة .
3- الانجاز .
4- القناعة .
5- الشعور بالراحة .
6- السعادة في الحياة .
نظرية رايف Ryff
يرى " رايف Ryff " من خلال دراساته الكثيرة أن هناك مجموعة أبعاد تمثل نقاط التقاء لحالة السعادة وجودة الحياة لدى الفرد وهي :-
1- النمو الشخصي :
وهو محاولة الفرد تطوير قابلياته وإمكاناته من النواحي كافة العقلية والنفسية , والاجتماعية و ..... الخ , وأن الفرد في هذا البعد يحاول أدراك طاقاته في نموه الشخصي الذي يعني الارتقاء والتقدم المستمر ونمو الذات وهي تتطور وتتوسع ويكون منفتحاً ومستعداً لتلقي خبرات جديدة تضاف إلى رصيده من الخبرات التي تساهم في ذلك التطور , وأن لديه الإحساس بالواقعية ، بعدها سيجد الفرد نفسه قد تطور بمرور الزمن وتقادم إحداثه .
2- العلاقة مع الآخرين Relation With other
أكد " رايف Ryff " في هذا البعد على أهمية العلاقات الشخصية الايجابية مع الآخرين التي تتسم بالعمق ، والدفء ، والثقة المتبادلة ، والقدرة على الحب ،وتعد من أهم العناصر الأساسية في الصحة النفسية . ويرى أيضاً أن الأشخاص الذين يمتلكون مشاعر وأحاسيس قوية في الحب والحنان هم أقرب إلى تحقيق ذواتهم من غيرهم ، وأن العلاقات الإيجابية القائمة على الود والحب والعمق تعد معيار للنضج والصحة النفسية والتوافق .
3-الاستقلالية :
يرى " رايف Ryff " أن هذا البعد يعني قدرة الفرد على تنظيم سلوكه من الداخل ، وقدرته على تحقيق أو تقرير مصيره بنفسه ويكون مستقلاً بذاته , يتخذ القرارات دون تردد ودون الاعتماد على الآخرين , كما أن الاستقلالية توفر مقاومة للضغوط الاجتماعية .
4- التمكن البيئي Environ Mental Mastry
وفي هذا البعد يؤكد " رايف Ryff " على إن الفرد قادراً على اختيار البيئة المناسبة أو خلقها ، بعبارة أخرى تتغير البيئة على وفق رؤياه وما يتناسب مع طموحاته وحالته النفسية وتعد هذه الصفة سمة من سمات الصحة النفسية والقدرة على التجديد والابتكار والفصل ، فالتمكن البيئي هو الإحساس بالكفاية والقدرة على إدارة البيئة والتحكم بها مستفيداً - أي الفرد - من خبراته الماضية والحاضرة وما يتوفر له من فرص يتم الاستفادة منها في تحقيق أهدافه في حياته .
5- الغرض من الحياة :
يرى " رايف Ryff " أن الشخص الذي يتمتع بالصحة النفسية يحمل هدفاً وأفكاراً توفر له معنى لحياته ، فالفرد الذي يمتلك أيماناً بفعله الماضي والحاضر وتوجهه نحو مستقبله بثقة تجعل منه مدركاً لغرض حياته التي يحاول من خلالها أيجاد المعنى Ryff ,1989, P:1071) ).
التداخل بين مفهوم جودة الحياة والمفاهيم الأخرى :-
يتداخل مفهوم جودة الحياة مع مفهوم السعادة بدرجة كبيرة ، إذ توصل ريكر 1987 Reker إلى أن المستويات العالية من جودة الحياة ترتبط بإحساس عال ٍ من السعادة ، بعبارة أخرى أن السعادة بوصفها حالة مرغوب فيها وهي ببساطة نتاج حضور جودة الحياة ، (Reker , peacock & wong ,1987 p: 47 ) .
يتداخل مفهوم جودة الحياة مع مفهوم المعنى إذ يشير "زيعور 1980 " إلى أن معنى الحياة يعني جودتها المتحققة من خلال تحقيق الأهداف ومتطلبات الفرد التي تساعده على أن يعيش مع الآخر بحريته وفرديته وخصوصيته فبالمعنى تتحقق غايات الإنسان في الحياة التي يراها ويبحث عنها في وجودة الإنساني ، ( زيعور , 1980 ، ص96 ) .
يرى فورداس Fordyce ان مفهوم جودة الحياة يتداخل مع مصطلحات أخرى قريبه جداً من معناه وهي : ( الشعور بالراحة , الرضا عن الحياة , السعادة , المتعة في الحياة ، وغيرها ) , ) .
ثانيا : مفهوم تقبل الذات
أن مصطلح الذات تغيرت معانيه عبر مراحل الزمن فكان يشار إليها بمعنى الروح (soul ) ، أو بمعنى النفس ( psych) ، أو بمعنى الأنا (EGO) ومفهوم الذات (self) لم يكن من المفاهيم حديثة الظهور في علم النفس أو العلوم الأخرى بل هو من المفاهيم القديمة،إذ تطور هذا المفهوم عبر مراحل زمنية ترجع جذورها إلى مئات السنين قبل الميلاد . والأفكار السائدة تشير إلى أن هذا المفهوم يرجع إلى كتابات (هوميروس)الذي ميز بين الجسم المادي ووظيفته غير المادية ،(علي,1990ص35) ثم انتقلت أفكاره فيما بعد إلى سقراط (469 ق .م) وأفلاطون (374- 429 ق . م ) الذي رأى أن الهيكل الرئيسي للفرد متكون من ثلاث مكونات (عاقل-غاضب – شهواني) واعتقد أن النفس تسبق الجسد في الوجود ، وتبقى خالدة من بعده وتختلف عنه بتطبيقاتها الروحية ( سويف ، 1966 ، ص281) إما أرسطو فقد عدَّ الجسد من دون النفس جثة هامدة تمثل الوظيفة الحيوية للجسم وكذلك النفس من دون الجسد لا معنى لوجودها، (قنديل،1970،ص25) .
وجاء مفهوم الذات في المخطوطات الهندية القديمة في القرن الأول قبل الميلاد (بذكر لفظة النفس ) بعبارة ( والنفس تحمد نفسها , لذا فهي تصادق نفسها وتكبح نفسها بنفسها (جمال ، 1988 ، ص17) .
مفهوم الذات في القرآن الكريم
وردت كلمة النفس في القرآن الكريم في مواضع عدة منها في قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ) (فصلت/53) ، (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّا هَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَا هَا ) (الشمس 7- 8) ووصفها جل شأنه بعدة صفات مثل النفس اللّوامة, والنّفس المطمئنة , والنَّفس الأمارة , النَّفس البصيرة كقوله تعالى (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) (آل عمران / 14 ) وجاء في القرآن الكريم ( النفس المطمئنة) قال تعالى:( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) الفجر 27-30 تلك النفس التي تخاف ربها وتمتثل لأوامره وتطيعه وتتجنب نواهيه بقوله تعالى (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأوى ) النازعات 40-41) .



مفهوم تقبل الذات في علم النفس
أن مفهوم تقبل الذات الذي يُعد احد مشتقات مفهوم الذات وهذا المفهوم هو قريب من مفهوم (قوة الأنا ) أو مفهوم الذات القوية.
وهذا المفهوم يستعمل للإشارة إلى مدى التقييم الايجابي للصورة التي يحملها الفرد عن نفسه أي مدى رضاه و احترامه وتقديره لصفاته وخصائصه ، أو إن هذا المفهوم يعني مدى التطابق بين الذات المثالية والذات الواقعية ؟ أي بمعنى أخر أن الفرد الذي يحمل صورة عن نفسه الآن تتطابق مع ما يرغب أن يكون عليه فأنه يكون قد حقق ذاته أو هو على انسجام ووئام معها
النظريات التي فسرت مفهوم تقبل الذات
أولاً: نظرية (كوبر سمث Cooper smith )
تناولت نظرية سميث مفهوم تقبل الذات وأعدتُّهُ اتجاهات تقويمية نحو الذات , وهذا الاتجاه يتضمن استجابات دفاعية , وتتسم بقدر من العاطفة, وأن الانتقاص من الذات يبدأ مع الإنسان في طفولته ، وقد ميز سمث smith بين نوعين من تقبل الذات وهي :
أولاً: تقدير الذات الحقيقي : وهو النوع الذي يوجد لدى الأشخاص الذين يشعرون بالفعل أنهم ذو قيمة .
ثانياً: تقدير الذات الدفاعية ويوجد لدى الأشخاص الذين يشعرون أنهم ليسو ذو قيمة أي عكس النوع الأول .
وأن سميث smith قد افترض أربع مجموعات من التغيرات التي تطرأً على مفهوم تقبل الذات
1- النجاحات 2- القيم
3- الطموحات 4- الدفاعات
(أبو زيد ، 1987 ، ص81) .
ثانياً : نظرية روزبنرج Rosenberg
ترى نظرية روزبنرج Rosenberg أن مفهوم تقبل الذات يعكس اتجاه الفرد نحو ذاته ، ويشعر الفرد من خلال هذا الاتجاه بقيمته واحترامه لنفسه .
اهتمت نظرية روزبنرج في دراساتها التي تناولت هذا المفهوم في تقييم المراهقين لذواتهم. اهتمت بدور الآسرة وما تتركه من أثر في عملية التقييم . وكذلك اهتمت بدراسة ماهية العلاقة وطبيعتها بين تقدير الذات للفرد داخل آسرته وأساليب السلوك الاجتماعية فيما بعد ضمن المجتمع الكبير .
ثم قسمت روزبنرج تقبل الذات إلى قسمين :-
أولاً: تعبير ذاتي : أي إدراك الفرد لذاته ووصفه لها .
ثانياً : تعبير سلوكي : أي الأساليب السلوكية التي تظهر من خلال تقبل الفرد لذاته وخصوصاً تلك التي يمكن ملاحظتها،(العبودي،2006 ،ص20).



ثالثاً : نظرية زيلر Zeller
يرى زيلر أن تقبل الذات يعني تقدير يقوم به الفرد لذاته ويؤدي دور الوسيط الذي يقع بين الذات والعالم الواقعي ، بمعنى آخر هو العامل الذي يحدد نوعية التغيرات التي ستحدث في تقييم الفرد لنفسه أو لذاته .
وأن تقبل الفرد لذاته يجعل شخصيته بإمكاناتها وقدراتها مستجيبة للمثيرات التي تحيط بها على الواقع ، (Zeller ,1969, p:84 ) .

رابعاً : نظرية أليس Ellis
يعتقد(أليس) أن تقبل الذات ينتج عن التفكير العقلاني الذي يرجع إلى التعلم العقلاني المبكر وأن عدم الرضا عن الذات أو عدم تقبلها ينتج عن التحدث مع الذات بالأفكار اللاعقلانية التي تخلو من المنطق أو لا تنسجم مع الأفكار الصحيحة . إذ تصبح عاملاً موجهاً للذات فيما بعد . مما يدفع الفرد إلى تكوين اتجاهات سلبية نحو ذاته ( باترسون ،1981 ،ص179) وأن (أليس) .
يؤكد على أن الرضا أو تقبل الذات يتم من خلال تغيير الاتجاهات والأفكار اللاعقلانية من خلال ما يفكر به الفرد ويشعر به . وأن أحداث عملية التغيير تتم من خلال :-
1- تعلم الفرد كيف يفسر الاتجاهات الخاطئة ويصنع لنفسه هدفاً بعيد المدى, ويصبح أنساناً سعيداً عقلانياً .
2- التخفيف من تصريح الفرد بالاتجاهات السلبية نحو الآخرين والعالم حوله ومحاولة توحيد العلاقة إلى حد التوافق بينهما ، (باترسون ، 1981، ص186) . (والإنسان من وجهة نظره يولد وهو مزود بإمكانات وقدرات من الممكن استغلالها في التعليم على حل المشكلات والانتفاع منها في تحقيق رغباته وسعادته وتقبل ذاته. ( p:291، 1980, Ellis ).










النظرية المعتمدة
خامساً : نظرية الذات ( كارل روجرز carl roger )
حاول كارل روجرز Carl rogers دراسة مفهوم الذات بعد أن تطورت أفكاره من الخبرات الكلينيكية إذ يقول (لقد بدأت عملي بالاعتقاد الثابت أن الذات كانت مفهوما غامضا ومبهما ليس له معنى ........... وبناءً على ذلك كنت بطيئاً في التعرف على إنه عندما تعطي العملاء الفرصة للتعبير عن مشكلاتهم واتجاهاتهم بكلماتهم الخاصة , فأنهم يميلون إلى الحديث عن الذات . إذْ اشعر إنني لست ذاتي الحقيقية أنه شعور طيب أن أدعُ ذاتي تذهب وتكون معنا ذاتي فقط ).
يرى "روجرز Rogers" أن الكائنات البشرية تسعى وتجاهد من أجل تحقيق نوع الاتفاق بين الخبرات وصورة الذات فالخبرات مع مفهوم الذات تدخل حيز الوعي . كما يدركها الفرد إما الخبرات الصراعية أو غير المتسعة فأنها عرضة إلى النسيان أو أن إدراكها سيكون غير دقيق ، (دافيدوف،1983, ص597) .وإن الإنسان بين الذات والخبرة يقاد إلى ترميز دقيق للخبرات الايجابية للذات أما عدم الاتساق أو التنافر يؤدي إلى ترميز غير دقيق أو مشوه والذي بدوره يؤدي إلى عدم التوافق النفسي(صالح،1998 ،ص138)وأشار" روجرز Rogors " في الكثير من الدراسات التي قام بها إلى أن ذات الفرد هي نتائج الخبرات التي مر بها . لذلك على الفرد أن يعيش تلك الخبرات لتتلائم مع فكرته عن ذاته ، دون مغالطتها أو محاولة التأثير
عليها . إذ يمكنه أن يكون معياراً خاصاً به لتقويم سلوكه يعتمد على المطالب الاجتماعية والمهام من حوله (توق , عدس، 1988،ص360).
وأشار أيضاً إلى أن الأفراد قليلي التوافق هم الذين بعوزهم التطابق بين مفهومهم ذواتهم وبين خبراتهم فهم يتجنبون كثيراً من الخبرات لحماية ذواتهم ولحصولهم على الاحترام من قبل الآخرين(رحيم ،2002،ص144).
كما أن التجارب الماضية وخاصة تجارب الطفولة تؤثر في إدراكهم لأنفسهم ومن هنا جاء استعمال مصطلح (أحرار الحياة) إذ يبدأ الطفل خطوات المشي رغم تعرضه للسقوط وتألمه. إذ يؤكد روجرز Rogors بقوله ( أن الخبرة أعلى سلطه وهي محك لصدق تجاربه الخاصة ). إذ تتجمع الخبرات لتكون عالما من خبرات مندمجة لدى الفرد تجاه العالم (شلتز،1983،ص261-169)
ويشير روجرز كذلك إلى أن الفرد يتبع أنواع السلوك التي تجلب له من الآخرين الاستجابات المرغوبة لديه , وبهذا فأنه يبدأ بقبول قيم الآخرين بدلا من قيمه , ويؤدي به ذلك إلى تبني مجموعة من الأفكار يُقّيم بها ذاته مستمده من أنواع السلوك التي يقدرها ويحترمها الآخرون ، وخلال تلك العملية تنمو لدى الفرد الحاجة إلى اعتبار الذات، والحاجة إلى أن ترضى ذاته . فيبدأ بالحكم على سلوكه بأنه حسن أو سيء بناءً على تقدير الآخرين له وبمعنى آخر أن تقبل الذات لدى الفرد تنتج عن احتواء الذات لقيم الآخرين ،لأنه لا يمكن أن يقدر ذاته بشكل ايجابي إلاّ عن طريق ذلك ، أي إلاّ إذا كان سلوكه متفقاً مع تلك القيم السائدة في مجتمعه . ونتيجة لهذا التتابع سينشأ الفرد متوافقاً مع المجتمع ، ومتقبلاً لذاته في ذات الوقت ( القاضي وآخرون ،1981،ص234).
ويرى روجرز Rogors أن على الفرد أن يقيم خبراته باستمرار لكي يحدد فيما إذا كانت هناك ضرورة لإجراء تعديل في بناء القيم لان الثبات في الاستجابة يعني الجمود وعدم التفاعل مع الخبرات المستجدة ،
(هول ليندزي ،1971،ص613) .
بنية الشخصية لدى روجرز Rogers
تتكون الشخصية من :-
1- الكائن العضوي organism ( وهو الفرد بكليته )
2- المجال الظاهري phenomenal (ويعني مجموعة الخبرة )
3- الذات : وتعني ( الجزء المتمايز من المجال الظاهري وتتكون من نمط الأدراكات والقيم الشعورية بالنسبة لـ (الأنا)،( ليدزي ،ص612).
خصائص الذات لدى روجرز Rogers
أشار روجرز Rogors إلى مجموعة من الخصائص للذات هي :
1- أنها تنمو من خلال تفاعل الفرد مع محيطه أو بيئته التي يعيشها.
2- تقوم ذات الفرد باحتواء أو اكتساب قيم الآخرين وتدركها بطريقة مشوهة
3- الذات والتطابق مع الخبرة .
4- يسلك الفرد أساليباً تتسق مع ذاته .
5- أن الفرد يدرك الخبرات التي لا تتسق مع ذاته ، لأنها مهددة لها.
6- يتغير مفهوم الذات لدى الفرد نتيجة التعلم . ( القريط ,1998,ص282)
ومن الممكن التمييز هنا بين معنيين للذات هما :-
أ/ الذات كموضوع object وهو يعني ذلك الكل الفردي المنظم والمتسق.
ب/ الذات كفاعل process أي بما تقوم به الذات وتؤدي إليه من وظائف نفسية كاستجابة الفرد للمجال الظاهري
وادخل روجرز ثلاثة مفاهيم جديدة في نظريته هي :
1- الحاجة إلى الاعتبار الايجابي : وهي حاجة عامة ويسعى الفرد فيها إلى الحصول على تقدير الآخرين .
2- الحاجة إلى اعتبار الذات : وهي حاجة مستقلة عن الآخرين وتقديراتهم . وهي نتيجة لخبرات الفرد عن إشباع أو عدم إشباع الاعتبار الايجابي من الآخرين .
3- شروط التقدير : وهي التي تساعد الفرد على تجنب بعض خبرات الذات والسعي وراء بعضها الآخر بناء على استحقاقها أو عدم استحقاقها لاعتبار الذات .
وأشار روجرز إلى أن خبرات الفرد الاجتماعية في طفولته لها تأثير في سلوكه وتوافقه وتقبله لذاته أو عدمه في المراحل العمرية اللاحقة
وقد يتكون لدى الفرد مفهوماً سلبياً عن ذاته إذا كان يحمل خبرات مؤلمه عن طفولته ويشعر بالقلق والتوتر المستمر، وسوء التوافق النفسي والاجتماعي ، والعكس مع خبراته السارة إذ يتولد لديه مفهوماً ايجابياً عن ذاته ناتجاً عن خبرات طفولته السارة المشبعة فيظهر عليه الاستقرار والتوافق النفسي وتقبل الذات والشكل (1) يوضح ذلك .










دراسة مقارنه في تقدير الذات بين الطلبة والذين فقدوا أبنائهم Marilla
1986 مقارنه بين تقدير الذات بين الطلبة الذين فقدوا آباءهم والطلبة الذين يعيشون مع آباءهم . 47 طالباً من طلبة المرحلة الثانوية بناء مقياس 1- عدم وجود فرق دال إحصائياً بين الطلبة الذين فقدوا آباءهم واقرأنهم الذين يعيشون مع إباءهم في تقدير الذات .
2- عدم وجود فرقاً ذو دلالة إحصائية وفقاً لمتغير الجنس (ذكور-إناث)
مفهوم الذات لدى الأطفال الذين يعيشون في الجبال Regml
1999 تعرف مستوى مفهوم الذات لدى الأطفال (الناشئين) في قرى جبال النيبال 101
طفل بأعمار من
7 – 13 استفتاء
( كيف أرى نفسي) ظهر أن الأطفال ( العينة ) لديهم إشباع لحاجاتهم الرئيسة .






(المسعودي 2006 ص81 )





دراسات سابقة
أولاً : الدراسات العربية حول مفهوم جودة الحياة :-

ت
عنوان الدراسة أسم الباحث
أهم الأهداف
العينة
الأداة
أبرز النتائج
1 العلاقة الزوجية وعلاقتها بالسعادة والرضا بالحياة بشير 1995 هل هناك علاقة بين العلاقة الزوجية الناجحة والسعادة والرضا بالحياة مجموعة من المتزوجين مقابلات 1- ان العلاقة الزوجية الايجابية مرتبطة بالسعادة أو الرضا بالحياة

ثانياً : الدراسات الأجنبية لمفهوم جودة الحياة :-

ت
عنوان الدراسة أسم الباحث
أهم الأهداف
العينة
الأداة
أبرز النتائج
1 قياس السعادة النفسية لدى طلبة الجامعة Gurin
1965 قياس السعادة النفسية وفقاً لمتغير الجنس (ذكور – إناث ) طلبة الجامعة مقياس مؤلف أربعة أبعاد كان مستوى السعادة لدى الذكور أعلى من مستوى السعادة عند الإناث .
2 أثر الذاكرة على تعزيز السعادة Bower 1981 تعرف على أثر الذاكرة على تعزيز السعادة مجموعة من الأشخاص ــ إن الأفراد في الحالة المزاجية السعيدة استطاعوا تذكر ما تعلموه أكثر من الأفراد الذين حالتهم المزاجية غير سعيدة .

ت
عنوان الدراسة أسم الباحث
أهم الأهداف
العينة
الأداة
أبرز النتائج
3 أثرا لعلاقات العاطفية (الحب) على الشعور بالسعادة Hoyat

1984 هل هناك تأثير للعلاقات العاطفية (الحب على السعادة ) 675
طالب جامعي بناء مقياس أن الطلاب الذين كانوا مرتبطين بعلاقات حب مع الجنس الآخر كانوا أكثر سعادة من زملائهم الذين لا تربطهم بزملائهم بمثل تلك العلاقات
4 العلاقة بين أحداث الحياة السلبية والسعادة النفسية Mell
1992 تعرف العلاقة بين أحداث الحياة السلبية والسعادة النفسية 150
من طلبة الجامعة بناء مقياس 1- أن أحداث الحياة السلبية تؤثر سلباً على شعور العينية بالسعادة
2- لا توجد فروق دلالة إحصائيا بين الذكور والإناث
5 السعادة وعلاقتها بالانطواء والانبساط Diener & Fujita
1992 هل هناك علاقة بين السعادة والانطواء والانبساط 14407
فرداً مقابلات الأفراد الأنبساطيون كانوا أكثر سعادة من الأنطواتئيين نتيجة تواصلهم الاجتماعي
6 الشعور بمعنى الحياة وعلاقته بتعاطي المخدرات لدى المراهقين
Kinner
1994 هل هناك علاقة بين تدني الشعور بمعنى الحياة وتعاطي المخدرات مجموعة من المراقين مقابلات ان تدني الشعور بمعنى الحياة يشكل ضغطاً نفسياً يدفع المراهق الى تعاطي المخدرات .
7 فقدان معنى الحياة وعلاقته بزيادة الوزن Lants

1994 هل هناك علاقة بين معنى الحياة الإفراط وزيادة الوزن مجموعة من العائلات مقابلات أن الإحساس باللامعنى عند بعض العوائل دفعها للأكل بإفراط والذي قاد لزيادة كبيرة في أوزان أفرادها .

الدراسات السابقة لمفهوم تقبل الذات :-
أولاً : الدراسات العربية

ت
عنوان الدراسة أسم الباحث
أهم الأهداف
العينة
الأداة
أبرز النتائج
1 تقبل الطالب الجامعي من قبل زملائهُ وتقبلهُ لذاته وعلاقتها بالتحصيل الدراسي عنبر
1981 تعرف العلاقة بين تقبل الذات والتحصيل الدراسي 1058
طلبة الجامعة اعتماد مقياس تقبل الذات المعد من قبل محمد اليأس بكر 1979 1- وجود علاقة دالة إحصائية بين تقبل الذات والتحصيل الدراسي
2- وجود فروق ذو دلالة إحصائية بين المفهومين وفقاً لمتغير الجنس ولصالح الذكور
2 قياس مستوى تقدير الذات لدى المراهقين من أبناء الشهداء والمتوفين والأحياء مصطفى
1990 1- قياس مستوى تقدير الذات لدى المراهقين من أبناء الشهداء والمتوفين
2- الفرق بين مستويات التقدير 300
طالب وطالبة من المرحلة الثانوية بناء مقياس 1- كان تقدير الذات لأبناء الشهداء أعلى من تقدير الذات لأبناء المتوفين والأحياء
2- وجود تقدير عال ٍ لدى مجاميع العينة .






ت
عنوان الدراسة أسم الباحث
أهم الأهداف
العينة
الأداة
أبرز النتائج
4 مفهوم الذات في مرحلة المراهقة , أبعاده , وفروق الجنس والمستوى الدراسي . يعقوب
1990 تعرف أبعاد مفهوم الذات لدى الذكور والإناث المراهقين 840
من طلبة الأعدادية بناء مقياس 1- هناك أختلاف بين آراء الذكور وآراء الأناث حول بعض أبعاد مفهوم الذات كبعد الشخصية ولصالح الذكور , وكذلك فرق في البعد الأخلاقي ولصالح الأناث .
2- هناك تشابه بين مكونات مفهوم الذات لدى عينة البحث من الذكور والأناث .


3

التنشئة الأسرية وعلاقتها بتقدير الذات كشك
1991 تتعرف العلاقة بين التنشئة الأسرية ممثله بالممارسات الوالديه كما يدركها الأبناء وبين كل من تقدير الذات ومركز الضبط لدى المراهقين .
640
من طلبة الثانوية بناء مقياس 1- هناك أرتباط أيجابي بين الممارسات الوالدية ( التقبل والتمركز حول الطفل) بتقدير الذات
2- هناك أرتباطاً سلبياً بين الممارسات الوالدية (النبذ , التذبذب, التسلط ) بتقدير الذات


ت
عنوان الدراسة أسم الباحث
أهم الأهداف
العينة
الأداة
أبرز النتائج
5 انتهاك حرمة الطفل وعلاقتها بمفهوم الذات لدى التلاميذ الذكور مي
1998 تعرف العلاقة بين أنهاك حرمة الطفل وعلاقتها بمفهوم الذات . مجموعة من تلاميذ الصف الخامس والسادس بناء مقياس وجود علاقة سالبة بين الانتهاك حرمة الأطفال ومفهومهم لذاتهم .
6 التوقعات المعلنة من قبل المعلمين في مفهوم الذات والتحصيل الدراسي لدى طلبة الصف التاسع مصطفى
2001 تعرف اثر التوقعات الإيجابية في مفهوم الذات والتحصيل الدراسي لدى طلبة الصف التاسع . مجموعتين (تجريبية وضابطة) من شمال وجنوب عمان بناء مقياس بعد أجراء البرامج ظهر فروق دالة إحصائية لصالح الذكور .







ثانياً : الدراسات الأجنبية حول مفهوم تقبل الذات :

ت
عنوان الدراسة
أسم الباحث
أهم الأهداف
العينة
الأداة
أبرز النتائج
1 مفهوم الذات لدى أسرى الحرب الأمريكيين Levton
1954 قياس مستوى مفهوم الذات لدى أسرى الحرب الأمريكان في الحرب العالمية الثانية الذين أطلق سراحهم من كوريا الشمالية . 442
أسيراً بناء مقياس أحساس الأسرى بالقلق والحزن وفقدان الأمل واضطراب النوم والشعور بالذنب .
2 مفهوم الذات عند المراهقين Mare
Engel
1959 تعرف مستوى مفهوم الذات عند المراهقين 234
طالباً في المرحلة الثانوية استفتاء مفهوم الذات ايجابي لدى العينة يتسم بالثبات والاستقرار نسبياً
3 مفهوم تقبل الذات وعلاقته بالتقبل من زملائي والأصدقاء Reese
1966 تعرف العلاقة بين مفهوم الذات وتقبل الزملاء والأصدقاء 408
طالب في الصف الثامن
نيويورك 1- لا توجد علاقة بين تقبل الذات وتقبل الطالب من قبل زملائه ومن قبل أفضل الأصدقاء
2- أن العلاقة بين تقبل الذات من قبل زملاءه أقوى من العلاقة مع الأصدقاء .
3- لا توجد فروق ذو دلالة إحصائية وفقاً لمتغير الجنس(ذكور-إناث)

ت
عنوان الدراسة
أسم الباحث
أهم الأهداف
العينة
الأداة
أبرز النتائج
4 مفهوم الذات وأثره ببعض المتغيرات Grebe
1975 قياس أثر مفهوم الذات على التحصيل الدراسي 934
طالباً من طلبة المرحلة المتوسطة بناء مقياس ظهر أن الطلبة ذوي التحصيل العالي كانت درجاتهم في اختيار الذات عالي أيضاً





جدول (5) يوضح القيمة التائية لفقرات مقياس تقبل الذات




ت
المجموعة العليا
المجموعة الدنيا
القيمة التائية

المتوسط
الانحراف المعياري
المتوسط
الانحراف المعياري
1 4.74 0.59 4.33 0.75 4.45
2 3.06 0.99 2.17 0.99 6.59
3 4.63 0.63 3.76 1.06 7.35
4 4.28 0.98 2.78 1.34 9.36
5 4.31 0.91 3.41 1.16 6.32
6 3.77 1.05 2.95 1.19 5.35
7 4.31 0.92 3.34 1.18 6.66
8 4.22 1.23 3.25 1.46 5.17
9 4.42 0.95 3.72 1.42 4.24
10 4.49 0.97 4.86 1.32 4.01
11 4.69 0.82 3.96 1.15 5.40
12 3.55 1.18 2.56 1.31 5.79
13 3.76 1.09 2.99 1.15 5.04
14 3.74 1.31 2.45 1.25 7.36
15 4.22 0.77 3.44 1.15 5.87
16 3.66 1.08 2.43 1.08 8.41
17 4.66 0.72 4.08 1.24 4.25
18 4.51 0.92 3.01 1.41 9.22



ت
المجموعة العليا
المجموعة الدنيا

القيمة التائية

المتوسط
الانحراف المعياري
المتوسط
الانحراف المعياري
19 2.77 1.22 2.33 1.44 2.42
20 4.10 1.23 2.60 1.29 8.74
21 4.79 0.67 3.92 1.23 6.45
22 4.75 0.51 3.82 1.12 7.80
23 4.56 0.88 4.04 1.14 3.77
24 4.60 0.63 3.59 1.20 7.73
25 4.55 0.77 3.55 1.23 7.15
26 3.81 1.29 2.37 1.24 8.35
27 4.29 0.96 3.52 1.24 5.10
28 1.80 1.17 1.91 1.21 68 - *
29 4.69 0.58 3.72 1.24 7.37
30 4.68 0.76 2.93 1.34 11.79
31 4.31 0.98 3.51 1.20 5.34
32 4.52 0.72 3.48 1.28 7.34
33 4.58 0.04 2.96 1.29 11.31
34 4.72 0.62 4.24 1.01 4.19
35 3.55 1.15 2.28 1.03 8.50
36 4.84 0.41 3.93 1.03 8.48
37 4.36 0.97 3.65 1.48 4.21
38 4.75 0.61 3.84 1.09 7.54








ت
المجموعة العليا
المجموعة الدنيا
القيمة الثانية

المتوسط
الانحراف المعياري
المتوسط
الانحراف المعياري
39 3.62 1.35 2.64 1.33 5.37
40 4.47 0.84 3.52 1.25 6.59
41 4.47 0.94 2.86 1.34 10.25
42 3.59 1.25 2.33 1.11 7.87
43 4.77 0.58 3.80 1.14 7.91
44 3.79 1.16 3.02 1.30 4.59
45 3.81 1.04 2.44 1.18 9.06
46 4.54 0.85 3.92 1.11 4.57
47 4.44 0.92 2.37 1.22 14.04
48 4.42 0.89 3.48 1.42 6.37
49 4.43 0.94 2.68 1.35 11.02
50 4.01 1.08 3.33 1.24 4.33

* فقرة غير مميزة

ثانياً : أسلوب علاقة الفقرة بالدرجة الكلية للقياس :
يُعد هذا الأسلوب المؤشر الثاني للصدق البنائي للمقياس ويقوم على ارتباط درجة كل فقرة من فقرات المقياس بالدرجة الكلية للمقياس نفسه ( عبد الرحمن ،1983 ،ص 184 ) ويشار إلى أن هذا الإجراء يزود المقياس بعدة مميزات أن أجراء ارتباط درجة الفقرة بالدرجة الكلية للمقياس ( الاتساق الداخلي) يظهر مدى ترابط الفقرات فيما بينها ( السامرائي ، 1987، ص 102 ) كما أن هذا الإجراء يجعل المقياس متجانساً في قدرته من حيث أن كل فقرة من فقراته تقيس نفس السمة التي يسعى المقياس لقياسها (Nile & Others , 1975 , P : 1r ) ولتحقيق هذا الإجراء لمقياسي البحث تم استعمال معامل ارتباط بيرسون (person) بين درجات أفراد العينة على كل فقرة من فقرات المقياسين ولكل منهما أيضاً بواسطة الحاسب الآلي وقد ظهر أن جميع الفقرات دالة عند مستوى (0.05) في مقياس جودة الحياة وفي مقياس تقبل الذات الجدول (6) يوضح ذلك .
جدول (6)
يوضح ارتباط درجة الفقرة بالدرجة الكلية لمقياس جودة الحياة
تسلسل الفقرة درجة الارتباط تسلسل الفقرة درجة الارتباط تسلسل الفقرة درجة الارتباط
1 0.39 21 0.48 41 0.39
2 0.43 22 0.51 42 0.47
3 0.42 23 0.38 43 0.59
4 0.44 24 0.44 44 0.49
5 0.37 25 0.44 45 0.33
6 0.41 26 0.39 46 0.62
7 0.70 27 0.38 47 0.38
8 0.48 28 0.61
9 0.44 29 0.32
10 0.62 30 0.37
11 0.40 31 0.75
12 0.35 32 0.34
13 0.42 33 0.60
14 0.57 34 0.35
15 0.33 35 0.35
16 0.39 36 0.37
17 0.42 37 0.27
18 0.46 38 0.64
19 0.51 39 0.64
20 0.47 40 0.30
جدول (6)

يوضح ارتباط درجة الفقرة بالدرجة الكلية لمقياس تقبل الذات

تسلسل الفقرة درجة الارتباط تسلسل الفقرة درجة الارتباط تسلسل الفقرة درجة الارتباط
1 0.30 21 0.33 41 0.37
2 0.37 22 0.47 42 0.53
3 0.44 23 0.44 43 0.56
4 0.42 24 0.51 44 0.30
5 0.37 25 0.41 45 0.40
6 0.39 26 0.34 46 0.40
7 0.30 27 0.39 47 0.31
8 0.51 28 0.30 48 0.36
9 0.39 29 0.31 49 0.47
10 0.55 30 0.55 50 0.49
11 0.62 31 0.46
12 0.48 32 0.55
13 0.38 33 0.53
14 0.61 34 0.38
15 0.32 35 0.41
16 0.42 36 0.38
17 0.37 37 0.41
18 0.38 38 0.45
19 0.38 39 0.42
20 0.49 40 0.32





3- الصدق العاملي :-
يعد التحليل ألعاملي أحد الفروع التطبيقية للإحصاء (أثناسيوس والبياتي ،1977 ،ص 81 ) كما أنه يشير إلى تقصي العوامل المؤثرة في الظاهرة التي ترتبط بعضها ببعض (كاظم ،1990، ص 106 ) ويشير آيزنك إلى أن التحليل العاملي يسعى إلى ثلاثة أهداف :-
1- الوصف 2- البرهنة على الغرض 3- اقتراح فروض جديدة من البيانات (عبد الخالق ، 1983 ،ص 100 ) .
تعددت الطرائق المستعملة في تحقيق الصدق العاملي ومنها الطريقة المركزية ، وطريقة المكونات الأساسية ، وطريقة المحاور الأساسية وغيرها .. وتوجد خمسة وعشرون محكاً يمكن استخدامها لهذا الغرض مثل محك كومب (Comb) وكابزر أو المعيار المزدوج ومعيار جلفورد وغيرها ( صفوت ، 1980 ص 235 – 246 ) كما أن العوامل المستخرجة يجب أعطائها معنى سايكلوجياً في ضوء الإطار النظري المعتمد للمقياس . وتحديد التشبعات المرتفعة والدالة ، ووحدة مضمونها ( البهادلي 1998ص57 ) وكما يلي :-
أ- تبين أن جميع فقرات جودة الحياة البالغ عددها (47) ذات تشبع عالٍ بالعامل العام ما عدا الفقرات (18 -22 ) علماً أن الفقرة (18) محذوفة أصلاً في الإجراءات السابقة .
ب- أن جميع فقرات مقياس تقبل الذات البالغ عددها (50) فقرة ذات تشبع عالٍ بالعامل العام ما عدا الفقرات (19-28-34) علماً أن الفقرة (28) حذفت في الإجراءات السابقة الجدولين (7و8) يوضحان ذلك .
جدول (7)
يوضح تشبعات الفقرات بالعامل العام لمفهوم جودة الحياة
تسلسل التشبع بالعامل العام تسلسل التشبع بالعامل العام تسلسل التشبع بالعامل العام
1 0.48 21 0.36 41 0.50
2 0.46 22 0.27* 42 0.56
3 0.43 23 0.38 43 0.61
4 0.47 24 0.33 44 0.34
5 0.39 25 0.41 45 0.59
6 0.41 26 0.33 46 0.51
7 0.70 27 0.44 47 0.43
8 0.48 28 0.45
9 0.46 29 0.50
10 0.64 30 0.49
11 0.33 31 0.49
12 0.37 32 0.31
13 0.46 33 0.44
14 0.51 34 0.46
15 0.44 35 0.30
16 0.41 36 0.40
17 0.41 37 0.32
18 0.25* 38 0.27
19 0.50 39 0.44
20 0.49 40 0.45
* تحذف لكون تشبعها بالعامل العام أقل من 0.30 .



جدول (8)
يوضح تشبعات الفقرات بالعامل العام لمفهوم تقبل الذات

تسلسل التشبع بالعامل العام تسلسل التشبع بالعامل العام تسلسل التشبع بالعامل العام
1 0.39 21 0.50 41 0.39
2 0.47 22 0.34 42 0.44
3 0.34 23 0.44 43 0.47
4 0.51 24 0.56 44 0.32
5 0.32 25 0.31 45 0.41
6 0.30 26 0.39 46 0.51
7 0.40 27 0.40 47 0.58
8 0.30 28 0.22 * 48 0.36
9 0.40 29 0.59 49 0.50
10 0.36 30 0.38 50 0.44
11 0.49 31 0.36
12 0.34 32 0.50
13 0.41 33 0.44
14 0.30 34 0.25 *
15 0.48 35 0.52
16 0.36 36 0.34
17 0.42 37 0.53
18 0.36 38 0.39
19 0.27* 39 0.45
20 0.35 40 0.31
* تحذف لكون تشبعها بالعامل العام أقل من 0.30 .


ثانياً / الثبات :-
يعد إجراء الثبات ضرورة على الرغم من أن المقياس الصادق هو مقياساً ثابتاً ( فرج ، 1980 ،ص 232 ) .
يعد الثبات من المفاهيم الأساسية في القياس يستلزم توفره في المقياس لكي يكون صالحاً للاستعمال إذ تعتمد المقاييس والاختبارات في دقتها على مدى ثبات وصدق نتائجها،
( عبد الرحمن ، 1983 ، ص 176 ) .
ولغرض تحقيق هذا الإجراء للمقياسين الحاليين فقد استعملت طريقة الاتساق الداخلي وتشمل هذه الطريقة أساليب عدة هي :-
أولاً : أسلوب التجزئة النصفية :-
يُعد هذا الأسلوب من الأساليب شائعة الاستعمال في التحقق من ثبات المقاييس ( الربيعي 2001 ص 45 )
وللتحقق من ثبات مقياسي البحث في هذا الأسلوب تم إخضاع جميع استمارات العينة الأساسية بعد حذف الفقرات غير الصادقة ضمن إجراءات الصدق ولكلا المقياسين . ثم قسمت فقرات كل مقياس إلى الصنفين بطريقة ( الفردي – والزوجي ) بعد أن تأكدت الباحثة من عدم وجود تباين دال إحصائياً بين نصفي المقياسين إذ بلغت القيمة التائية لمقياس جودة الحياة (0.71) وهي أقل من القيمة الجدولية البالغة (1.96) أما القيمة التائية لمقياس تقبل الذات فقد بلغت (0.13) وهي أقل من القيمة الجدولية البالغة (1.96) وكانت النتائج كما يلي :-

أ- مقياس جودة الحياة :
أظهرت النتائج أن معاملات الارتباط كانت (0.76) ولما كانت الدرجة المستخرجة هي لنصف الاختبار ، تم تعديله باستعمال معادلة (سبيرمان – براون sperma – Brown )،
(ثورندايك وهيجن، 1989، ص 7– 78 )
فبلغت قيمة الارتباط (86%) وهي قيمة ثبات عالية إذا ما قورنت بقيم ثبات لمقاييس أخرى ( الغريب ،1977 ،ص 659 ) .
ب- مقياس تقبل الذات :
أظهرت النتائج أن معاملات الارتباط كانت (0,75) ولما كانت الدرجة المستخرجة هي لنصف المقياس فقد تم تعديله باستخدام معادلة (سبيرمان – براون sperma – Brown )
( ثورندايك وهيجن 1989ص7-78 ) .
فبلغت قيمة الارتباط (85%) وهي قيمة ثبات عالية إذا ما قورنت بقيم ثبات لمقاييس أخرى ( الغريب ،1977 ،ص 659 ) .
ثانياً : أسلوب أعادة الاختبار :
يعد هذا الأسلوب من أكثر الأساليب استعمالاً في حساب الثبات (Anast asi , 1971 , 116) لذا طبقت الباحثة المقياسين ثانيةً بعد مرور أسبوعين على التطبيق الأول ( عينة التحليل الإحصائي ) على عينة بلغ عددها (32) طالباً وطالبة من الصف الثالث في قسم اللغة العربية في كلية التربية / جامعة كربلاء – ثم حسبت الثبات باستعمال معامل الارتباط ( بيرسون ) بين درجات الطلبة في التطبيق الأول وبين درجاتهم في التطبيق الثاني وبلغت قيمة الارتباط أي الثبات (81.5%) لمقياس جودة الحياة . أما مقياس تقبل الذات بلغت قيمة ثباته(84%) وهذا يدل على تمتع المقياسين بثبات جيد ، إذ يمكن قبول نسبة ثبات مقاييس الشخصية إذا كان يقل عن (85%) بينما لا يمكن قبول ذلك في الاختبارات العقلية ( أحمد ،1988 ،ص 266 ).
ثالثاً : أسلوب ألفا كرونباخ Cronbach – Alpha
تم استخراج الثبات باستعمال معامل ألفا كرونباخ الذي اشتقه كصورة عامة لمعادلة معامل الثبات على أساس معادلة ( كيورد – اتيشاردنون ( القيسي 1977 ص 111 ) وكانت النتائج كما يأتي .
1- بلغت درجة ثبات مقياس جودة الحياة بهذا الأسلوب (88%) وهي درجة ثبات عالية .
2- بلغت درجة ثبات مقياس تقبل الذات (89%) وهي درجة ثبات عالية أيضاً .
التطبيق النهائي :
بعد أن تم التأكد من صدق وثبات مقياسي البحث الحالي على وفق الإجراءات السابقة طبقت الباحثة المقياسين على عينة من طلبة الصفوف الثانية والثالثة في جامعة كربلاء بلغ عددها (316) طالباً وطالبة للاختصاصين ( علمي – وإنساني ) .
وأشرفت الباحثة على كل مراحل التطبيق بنفسها وتابعت ذلك للتأكد من عدم تأثير أي شخص آخر على إجابة الطلبة على المقياسين الجدول (9) يوضح تفاصيل عينة التطبيق النهائي .
جدول (9)
يبين عينة التطبيق النهائي

الكلية
القسم
الاختصاص الجنس
ذكور إناث
العلوم الكيمياء
الفيزياء علمي
علمي 30
31 32
26
التربية التاريخ أنساني 85 58
الطب عام علمي 24 30
المجموع 170 146

الوسائل الإحصائية :Statistical Procedures
تم استخدام الوسائل الإحصائية الآتية لغرض معالجة البيانات إحصائياً بما ييحقق أهداف البحث :-
• الاختبار التائي T – test لعينتين مستقلتين .
• معامل ارتباط بيرسون Person . Correlation Coefficient .
• معادلة سبيرمان – براونSpearman – Brown Formulas .
• الاختبار التائي لعينة واحدة T – test one Sample case .
• معادلة الفاكرونباخ للاتساق الداخلي Cronbach Alpha .



#نادية_جودت_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهنئة الى الحوار المتمدن
- ولادة
- الكاتب..ة
- وجهة نظر
- السلام عليكم
- براءة ذمة لشرف المهنة
- براءة الذمة لشرف المهنة
- القوة الكامنة
- بيت وانترنت
- ..تضامنا مع الاخ الاستاذ ياسين صالح ...الثالوث المدمر
- فلسفة القرن العشرين وبداية هذا القرن
- فلسفة الربع قرن الاخير
- ترجمة الافكار الفلسفية


المزيد.....




- الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب ...
- منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي ...
- إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي ...
- ألمانيا تكشف هوية منفذ هجوم سوق الميلاد في ماغديبورغ، وتتوعد ...
- إصابات في إسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ حوثي
- شولتس يتفقد مكان اعتداء الدهس في ماغديبورغ (فيديو+ صور)
- السفارة السورية في الأردن تمنح السوريين تذكرة عودة مجانية إل ...
- الدفاع المدني بغزة: القوات الإسرائيلية تعمد إلى قتل المدنيين ...
- الجيش الروسي يدمر مدرعة عربية الصنع
- -حماس- و-الجهاد- و-الشعبية- تبحث في القاهرة الحرب على غزة وت ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نادية جودت حسن - جودت الحياة لدى طلبة الجامعات