|
الناس على دين ملوكها
حامد كعيد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 3152 - 2010 / 10 / 12 - 20:46
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
بعد الغزو – قناعتي هكذا – الإسلامي الغطاء لبلاد الفرس بقيادة سعد بن ابي وقاص ، وفتح العراق بمعركة القادسية ، وقتل قائد الجيش الفارسي ، واحتلال منطقة المدائن والتي تحتوي على طاق كسرى الشهير ، ودخول جيش الغزاة الأعراب لغنيمة – النهب - القصور والممتلكات الفارسية ، أسرت حينها أبنتا ( كسرى أنو شروان) ونهبت كل ممتلكات الدولة الفارسية ، ومن تلك المنهوبات قطيفة ( سجادة ) بطول 100 يارد وعرض 40 يارد ، مفروشة بإيوان كسرى كما يقول أبن أبي الحديد المعتزلي بكتابه شرح نهج البلاغة لعلي ( ع ) ، ومن المنهوبات أيضا تاج كسرى وأقراط نسائه وحلاهن والأحجار الكريمة غالية الثمن والنفيسة ، وسيوف وخناجر تعود لكسرى ، وحينما وضعت أمام سعد أبن أبي وقاص وزعها على جنده باستثناء القطيفة وحلي نساء كسرى وتاج عرشه وبنتا كسرى وخاطب الجند قائلا ، أتعف أنفسكم عنها ، قالوا له وما تصنع بها ، أجابهم أرسلها لأمير المؤمنين عمر ( رض ) ليرى رأيه فيها ، قالوا له أصنع ما شئت ، وفعلا هيئ لها الجمال لتحملها وخاصة القطيفة ، ويقول أبن أبي الحديد إنها وضعت على أكثر من عشرين جملا لحملها ، وحين وصولها للمدينة المنورة مساءا وإخبار أمير المؤمنين عمر ( رض ) بوصولها أخرج شرطته لحراستها ، وفي الصباح جلس لتوزيعها على المسلمين ، أبنتا كسرى أحداهن للحسين أبن علي ( ع ) ، والأخرى لعبد الله بن عمر ( رض ) ، والقطيفة مزقت بالسيوف ووزعت على المسلمين ، وقبل أن يوزع النفائس الصغيرة من أقراط وغيرها ومن ضمنها تاج كسرى ، نهض سراقة وقال لعمر أن التاج وأساور كسرى وهبه لي رسول الله ( ص ) ، ومعلوم أن ( سراقة ) كان يتبع – يقفو- الأثر ولا يخطئ ، وقصته مع الرسول الأعظم لها مورد آخر ، وهنا حدق عمر ( رض ) مليا بما وجده أمامه من حلي وغيرها مما خف وزنه وغلا ثمنه ، بمعنى أن المقاتل كان يستطيع سرقتها ولا يخبر أحدا بغنيمته ، وقال عمر ( رض ) وهو ينظر لجلاسه ، إن قوما أدوها لأمناء ، أجابه الجمع ممن حضر مجلسه ( عففت فعفت الرعية ) ، هذا ما أورده أبن أبي الحديد بشرحه . ولو عكسنا ذلك لواقعنا الحالي واستشراء المرض الفتاك بدوائر الدولة العراقية من سرقة وهدر للمال العام بتعمد وغيره ، ومنح رخص وجولات التراخيص باجتهاد شخصي من قبل فلان وفلان ، ولو دققنا بشكل جدي بما رسمته منظمة الشفافية الدولية ، وحصول العراق بالمرتبة الثانية بالفساد الإداري والمالي ، وبظل هذه الشفافية المفرطة ، والفيسيفساء العراقية قليلة الوجود بل ندرته عالميا ، لعرفنا سبب تفشي هذه الرذيلة بدوائر دولتنا الجديدة ، ويمكن لنا استنتاج ما يدور ونعزوه لجملة أسباب منها ، أن المال السائب يعلم على السرقة ، وبما أن الكبير من الموظفين يسرق فأن الباب مفتوح على مصراعيه للصغير ليحذو حذو كبيره ، لأن الناس على دين ملوكها ، ولأن دولة رئيس الوزراء لا صلاحية إدارية ورقابية له إلا إعلاميا لمتابعة المفسدين بسبب المحاصصة التي أتت به كما أتت بالآخرين ، وتأكيد لقولنا أن رئيس الوزراء لا قدرة له على التدخل لتغيير رئيس اللجنة الأولمبية العراقية التي تدار من خارج الحدود ، فكيف سيتسنى له محاسبة المقصر والسارق وغيره ، للإضاءة ............فقط .
#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رحمك الله يا عبد الكريم قاسم
-
( عجيب أمور غريب قضيه )
-
مدهشٌ ما قيل في ( المدهش )
-
الوفاء بالعهود
-
ظاهرة الهروب الجماعية من السجون العراقية
-
الهروب عن اليسار الى اليسار في ( عرس الماي )
-
( رجعنا بخفي حنين )
-
البرلمان العراقي ومجالس المحافظات و الحاجة منهما
-
هل يخسر مظفر النواب العراق أم يخسر العراق مظفر
-
هموم وحلم جذاب
-
مراسيل الكلب*
-
إضاءة الشاعر فالح حسون الدراجي ومتابعة جادة
-
( أشلون باجه وينذكر تاريخها) وللقصائد قصصها أيضاً
-
سلام الله
-
يمه يا يمه
-
حبيت الوطن
-
رسائل متأخرة لبوش الإبن
-
عامر مضيف الحزب
-
الشهيد أحمد عيد
-
البرلمان العراقي ومجالس المحافظات و الدور التشريعي
المزيد.....
-
-الحرّيفة- عائدون بـ -الريمونتادا-
-
صحفي أمريكي -يضحي- بيده اليسرى لأطفال غزة (فيديو)
-
قصة الرئيس المصري الذي اغتيل في ذكرى انتصاره
-
مراجعة عام من الحرب: أهداف نتنياهو بين النجاح والفشل
-
توتر يسبق ذكرى 7 أكتوبر.. زعماء غربيون ينددون بـ -الكراهية-
...
-
روسيا تعتزم إطلاق الصاروخ رقم 2000 من طراز R-7 بحلول نهاية ا
...
-
أسباب الأكزيما وطرق علاجها
-
مصر.. بدء تركيب مصيدة قلب المفاعل النووي بالضبعة في ذكرى نصر
...
-
الكويت.. إحالة كل من روّج أخبار منع دخول المويزري للبلاد إلى
...
-
مستشار أوكرني سابق يحذر زيلينسكي من -تمرد مسلح- بعد الانسحاب
...
المزيد.....
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
-
آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس
...
/ سجاد حسن عواد
-
معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة
/ حسني البشبيشي
المزيد.....
|