أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بسام الصالحي - الارادة الدولية والمبادرة الذاتية بديلا عن فشل المفاوضات















المزيد.....


الارادة الدولية والمبادرة الذاتية بديلا عن فشل المفاوضات


بسام الصالحي
الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 3151 - 2010 / 10 / 11 - 20:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني

منذ مؤتمر مدريد عام 1991 وحتى اليوم ،هناك ما يقارب العشرين عاما من التفاوض المباشر الاسرائيلي –الفللسطيني ،وقد تكثف بصورة ملموسة بعد اتفاق اوسلو لبحث ما سمي موضوعات الحل النهائي ،التي كان مقدرا لها ان تنتهي خلال خمس سنوات هي مدة المرحلة الانتقالية التي تضمنها اتفاق اوسلو وتشكلت على اساسها السلطة الفلسطينية. وقد عقدت هذه المفاوضات في ظل اكثر من رئيس امريكي تدخلت اداراتهم بصورة مباشرة في تحريك والاشراف على عملية التفاوض ،كما تمت في ظل حكومات اسرائيلية مثلت كل اطياف التنوع السياسي الاسرائيلي من اليمين واليسار والوسط،من حزب العمل الى الليكود الى كاديما وما بينهما من اجزاب ائتلافية شاركتهم تلك الحكومات ،ومن المفارقات ان الثابت الوحيد في هذه العملية هو التكوين السياسي الفلسطيني الذي ظل متمثلا بمنظمة التحرير الفلسطينية التي اخذت قرارا استراتيجيا بالتفاوض على اساس قرارات الامم المتحدة 242 و338 بصيغة الارض مقابل السلام واعتمدت في ذلك حل الدولتين استنادا الى قرار التقسيم رقم 181 بل وحتى يمكن القول ان اشخاص المفاوضين الفلسطينيين ذاتها ظلت تتعامل ولا تزال مع تقلب الادارات والحكومات والمفاوضين الاسرائيليين .
وحتى عندما ازداد نفوذ حركة حماس في الخارطة السياسية الفلسطينية فقد توصل الرئيس محمود عباس معها الى الاتفاق على اعطاء الفرصة للمفاوضات في اتفاق القاهرة عام 2005 وفي برنامج حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية عام 2007 وكذلك في وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني التي وقعتها كافة الفصائل الفلسطينية والتي تضمنت بوضوح الموافقة على بقاء الشان السياسي التفاوضي بيد منظمة التحرير الفلسطينية والاستعداد لاحترام نتائج المفاوضات وفقا لاستفتاء شعبي او إقرار من مجلس وطني فلسطيني جديد.

السؤال الذي يطرح نفسه اذاً- لماذا حصدت هذه السنوات الطوال من المفاوضات الفشل؟ ، ولماذا بدلا من ان تكون المرحلة الانتقالية مرحلة مؤقتة تساعد على بناء الثقة، باتت مرحلة شبه دائمة وانهارت فيها الثقة، وشهدت ارتفاعا ملحوظا في الصدام والصراع تمثّل في اجتياح شامل للضفة الغربية عام 2002 وفي حرب عدوانية على قطاع غزة 2008 حيث اورد تقرير القاضي جولدستون ما يكفي من وصف مخاطرها ودرجة انتهاك المواثيق الدولية فيها.



هناك مجموعة من الاسباب ادت الى ذلك، واود في هذا المجال الاشارة الى اهمها من وجهة نظري:

اولا:الخلل البنيوي في العملية التفاوضية
هناك خلل عضوي او بنيوي واكب عملية المفاوضات وهو لا يزال قائما، وبسبب هذا الخلل وما لم يجري تعديله فان المفاوضات محكوم عليها بالفشل بغض النظر عن النوايا، ويتلخص هذا الخلل فيما يلي:-

1. -ثنائية المفاوضات ومحدودية التدخل الدولي وعدم الالزامية فيه:

لقد اعتمدت استراتيجية اسرائيل بشان المفاوضات منذ انظلاقتها على امرين ،الاول ان تكون المفاوضات ثنائية وان تكون مباشرة ،واستنادا الى هذه الاستراتيجية فقد تم تحييد كافة الاطراف الدولية ومؤسساتها ،وقصر امر التدخل في العملية التفاوضية على الادارة الامريكية وفي حدود لا تتجاوز مستوى القبول الاسرائيلي بحجم هذا التدخل والاتفاق المسبق على المقترحات الامريكية التي يمكن ان تنتج عنه ،وهذا ما ولد شكوكا لدى الفلسطينيين تمثل في بعض المقترحات الامريكية في كامب ديفيد وحتى في ادوار بعض المسؤولين الامريكيين انفسهم بهذا الشان..
ان المفاوضات الثنائية كانت تضع الطرف الفلسطيني على الدوام مجردا من مساندة المؤسسات الدولية وقراراتها ومن قوة القانون الدولي كناظم للعلاقات الدولية ،وكانت تستبدل ذلك بصلافة واقع الخلل في ميزان القوى القائم على الارض ،وكانت ايضا تمنح الطرف الاسرائيلي حق الفيتو على اية قضية تتناول جوهر واقعه كاحتلال وتجعلها قضية تفاوضية بين طرفين غير متساويين في ظل دفع الفلسطينيين للتعامل لتعامل مع واقع الاحتلال وكانه امر طبيعي .
ان هذا الخلل الجوهري يجعل واقع التفاوض الثنائي المباشر هو عمليا واقع تفاوض ارغام واذعان بين قوة الاحتلال والطرف الواقع تحت الاحتلال وهو امر مخالف للمواثيق الدولية ،ولكن هذا الجوهر لحقيقة التفاوض كان يختفي خلف تمسك الولايات المتحدة والعديد من الاطراف الدولية بهذه الالية للمفاوضات ورفض التدخل الحقيقي لمعالجة هذا الخلل بل وصد او تمييع المطالب الفلسطينية بالتدخل الحقيقي من اجل مواجهة المواقف الاسرائيلية المخالفة للقرارات الدولية.

2. تمييع المرجعيات الدولية واطارات الحل النهائي:-

رغم ان العديد من القرارات والخطط بما فيها خطة خارطة الطريق اشارت الى قرارات الامم المتحدة كمرجعية للمفاوضات، الا ان واقع المفاوضات بسبب الموقف الاسرائيلي وبسبب موقف الادارة الامريكية واهمها اورقة التفاهم الامريكي –الاسرائيلي بين الرئيس بوش وارئيل شارون عام 2004 التي اضافت الى جانب القرارات الدولية كاساس لمعالجة مسالة الحدود عنصرا خطيرا هو واقع التغييرات التي تمت على الارض، وهو ذات الامر الذي يتعلق ايضا بوضع تحديدات متفق عليها مسبق مع اسرائيل تجاه قضية اللاجئين والقرار 194، وغير ذلك مما اصبح منهجا يقوم على استبدال القرارات الدولية ومرجعيتها بما اصطلح عليه باتفاق الطرفين ، وبحيث اصبحنا امام اشتراط مسبق لاتفاق الطرفين وكانه البديل للقرارات الدولية رغم الاشارات الدائمة لها في العديد من المبادرات، وبذلك فقد استبدلت اسرائيل عمليا مرجعية قرارات الامم المتحدة بمرجعية جديدة تقوم على اشتراط موافقتها هي على هذه المرجعية وتقريرها، ولهذا باتت تتاكل مرجعية المفاوضات واطارات الحل ولم يعد تطبيق قرارات الامم المتحدة او الالتزام بالقانون الدولي هو المعيار لمسار المفاوضات، بل بات الحرص على استمرار التفاوض اكثر اهمية من الحرص على نتائج المفاوضات وتنفيذ قرارات الامم المتحدة.

3. -استمرار الاستيطان والتغييرات الاسرائيلية على الارض:-

من اكبر الاخطاء التي واكبت اتفاق اوسلو ثم ما تلاه من مفاوضات هو الاستخفاف في التعامل مع قضية الاستيطان وكانه قضية جامدة بانتظار الحل النهائي، بينما ان الاستيطان هو اخطر عامل تفجير لكافة قضايا الحل النهائي، فيما يتعلق بالحدود او بتواصل الدولة الفلسطينية ذاتها او بمصادر المياه فيها او بعاصمتهااو باي من القضايا الاخرى.
ان عملية الفصل التي اقامتها اسرائيل بين المفاوضات كعملية لا تضير شيئا وغير محكومة بنهايات ملزمة، وبين استمرار الاحتلال والتغييرات الاحادية على الارض هي من ابرز عوامل الخلل العضوي في العملية التفاوضية، وقد نجم عنها عمليا مجموعة من التغييرات الاستراتيجية على الارض بحيث باتت تهدد هدف الحل النهائي بالحل القائم على اساس الدولتين .

• ان اهم هذه التغييرات يتمثل بالتالي:-

a) فصل قطاع غزة كلياً عن الضفة الغربية كمقدمة لتمزيق الوحدة السياسية والقانونية والجغرافية لاراضي الدولة الفلسطينية المنشودة، ولهذا السبب يكتسب خطر استمرار الانقسام الفلسطيني درجة اكبر من حدود الخطر المعتاد للصراعات السياسية بين القوى والفصائل، وقد كان هدف الفصل واضحا منذ بداية اعلان شارون عن تنفيذ الانسحاب من قطاع غزة من طرف واحد ودون علاقة بالعملية السياسية او بالربط بين ذلك وبين المستقبل السياسي للضفة الغربية .
2-بناء جدار الفصل ،وهو جدار عنصري بكل معنى الكلمة ،وقد ادانه الراي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بكل وضوح، وهو اجراء سياسي بحجج امنية واهية يرمي الى فرض حدود الدولة الفلسطينية او حدود الكيان الفلسطيني في الضفة الغربية من طرف الاحتلال "داخل الجدار" ،ويدمر بصورة منهجية اسس التواصل الجغرافي للدولة الفلسطينية ويحول الضفة الغربية الى معازل منفصلة.

3-عزل القدس وتغيير طابعها الديموغرافي وافشال مستقبل تحولها الى عاصمة للدولة الفلسطينية، وهو الامر المستمر منذ تم منع دخول المدينة الا لحملة هوية القدس ،وكذلك في توسيع الاستيلاء على البيوت في الاحياء العربية وتهجير سكانها وسحب الاقامة من مواطنيها بشكل تعسفي ،وفي سلسلة التغييرات لطابع المدينة القديمة العمراني والسكاني ‘فضلا عن اعمال الحفريات المتواصلة في محيط المسجد الاقصى والتوسع الاستيطاني الكبير داخل المدينة والسعي لطمس أي مظهر فلسطيني لها.

4-استمرار التوسع الاستيطاني وتكثيفه وقد بلغ حجم المستوطنات الجديدة منذ عام 1994 وبحيث ازداد عدد المستوطنين في نفس الفترة من --------- الى ------- ،كما يتم هذا التوسع بصورة نوعية تستهدف بشكل خاص مناطق حيوية بما فيها منطقة الاغوار.

5-التنصل الكامل لاسرائيل عن اية مسؤوليات بوصفها دولة احتلال ،سواء فيما يتعلق بالسكان الذي باتوا مسؤولية السلطة الفلسطينية او سواء ما يخص الجوانب الاخرى من مسؤوليات دولة الاحتلال تجاه اراضي وحقوق الدولة الواقعة تحت الاحتلال .

وبالاستناد الى واقع استمرار المفاوضات وواقع وجود السلطة الفلسطينية فقد تخلت اسرائيل عن تطبيق الالتزامات المنصوص عليها في المواثيق الدولية تجاه الاراضي والمناطق الخاضعة للاحتلال، واحالت كافة المسؤوليات بذلك على السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي، في الوقت الذي استمرت فيه بممارسة سيطرتها كدولة احتلال واستخدام اوامرها العسكرية وقتما تشاء فضلا عن السيطرة على غالبية الاراضي الفلسطينية وهي ما بات يعرف بمناطق (ج) كافة والتحكم في كافة شؤونها كالبناء والتنظيم والمياه والامن وغيره، وكذلك في السيطرة على المعابر والتحكم في حركة البضائع والافراد والاستيراد والتصدير والاجتياحات المتكررة بحجج امنية واقامة الحواجز العسكرية ومنع التداول التجاري بين غزة والضفة والقدس، والعديد من الممارسات الاحتلالية الاخرى، دون ان يترتب على ذلك اية مسؤوليات ،وفي اطار خلق معادلة تقوم على ان هذا الواقع يستمر وفي ظله يستمر وجود السلطة الفلسطينية والتزاماتها بما فيها الامنية ،دون ان يعني ذلك ان السلطة الفلسطينية نشات اساسا في سياق عملية انهاء الاحتلال وليس على اساس استمراره.





البدائل المقترحة

ان هذا الخلل البنيوي في عملية التفاوض لن يؤدي الى نجاحها، بل ان المطلوب تغيير جوهري في ذلك حتى يمكن التقدم في عملية سياسية جادة، ان المنطلقات لذلك تتلخص بوجود إطار قانوني دولي ملزم ويتلخص بالتالي:-

1) إعادة تعريف الواقع القائم بما هو عليه، وهو واقع استمرار الاحتلال وممارساته التعسفية والعنصرية، وتركيز الجهد من اجل انهاء هذا الاحتلال وفقا لقرارات الشرعية الدولية، (الامم المتحدة) ودون رهن ذلك بارادة ومفهوم الطرف المحتل لنفسه وللواقع الذي يخلقه بالتعارض مع كل القرارات الدولية. ان هذه العملية تلزم الفلسطينيين باعادة تركيز جهدهم بما هو جهد طبيعي لحركة تحرر وطني لم تزل امام تحقيق اهدافها بانهاء الاحتلال، وبالسعي مع المجتمع الدولي وعبر مؤسساته المختلفة لتحقيق ذلك ولتطبيق قرارات الشرعية الدولية .
2) اعادة المسؤولية في تنفيذ قرارات الامم المتحدة الى مؤسسات الامم المتحدة ذاتها والتوجه اليها من اجل انفاذ القانون الدولي تجاه مختلف القضايا والممارسات في ظل استمرار الاحتلال بما في ذلك إنطباق اتفاقية جنيف الرابعة على كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة، والتركيز على حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وكذلك من اجل رعاية الجهد الدولي لانهاء الاحتلال وتطبيق قرارات الامم المتحدة وعدم حصر ذلك في نتائج المفاوضات او حتى في جهود اللجنة الرباعية ذاتها .

ان هذه المنطلقات والخلل البنيوي في عملية المفاوضات يدفع نحو اعتماد استراتيجية تهدف الى زيادة التدخل والارادة الدولية من جهة والى تعزيز الحقوق الفلسطينية الغير قابلة للتصرف بما فيها حق العودة وحق تقرير المصير والاستقلال الوطني.

ان المظهر الابرز لذلك هو التوجه الى مجلس الامن والى الجمعية العامة للامم المتحدة من اجل التاكيد بقرار دولي ملزم (تطبيق البند السابع على إسرائيل) في اطار الحل النهائي لحدود الدولة الفلسطينية المنشودة، واخراج هذه القضية من قبضة التحكم والتلاعب الاسرائيلي، ومساندة التوجه الفلسطيني المتعاظم من اجل قيام الامم المتحدة بترسيم حدود هذه الدولة استنادا الى قرارات الامم المتحدة والى تحقيق اقامة الدولة انفاذا لذات القرارات وتعبيرا عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني بما يفتح الطريق امام حل قضايا الحل النهائي.
ان التوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة ومؤسساتها لتحقيق ما عجزت عنه المفاوضات يقابل بالتشكيك الدائم حول ازدواجية المعايير المتبعة من قبل المؤسسة الدولية، كما انه يواجه بالتشكيك حول دور الامم المتحدة مقابل الدور الذي تستطيع ان تلعبه الادارة الامريكية بصورة منفردة او مع اللجنة الرباعية، كما انه يقابل بالتشكيك ايضا امام تنكر اسرائيل لمئات القرارات الدولية واصرارها على الية واحدة للتعامل مع الشان الفلسطيني بصورة ثنائية بعيدا عن القرارات والمؤسسات الدولية.
وبرغم هذه الشكوك المختلفة فان التوجه لبناء استراتيجية فلسطينية بديلة تعتمد على الارادة الدولية والمبادرة الذاتية الفلسطينية ،هو توجه صحيح بسبب الخلل البنيوي القائم في العملية التفاوضية والذي لا يمكن معالجنه دون تحقيق المزيد من التدخل الدولي وتوفير الارادة الدولية الكفيلة بالضغط على اسرائيل والزامها بانهاء احتلالها تنفيذا لقرارات الامم المتحدة ولاقامة الدولة الفلسطينية المنشودة.

ان الامثلة على تاثير هذا التدخل كثيرة في العديد من القضايا الدولية، وهي امثلة متعددة الاشكال والمظاهر ومتفاوتة (آخراها في تيمور) - الا ان الامر الاساس فيها هو غلبة الاستعداد لاستخدام الارادة الدولية في تطبيق قرارات الامم المتحدة وانهاء النزاعات على اساس ذلك، وبالنظر الى خصوصية القضية الفلسطينية والى تشابك التعقيدات الملازمة لها بما فيها ذات الطابع الاقليمي والدولي وفي منطقة حساسة تصطعر بالتغيرات في مواقع النفوذ والتاثير من مثال تزايد المكانة الاقليمية لدول صاعدة كايران وتركيا في ظل تنامي التطرف والعنصرية في اسرائيل واصرارها على استمرار التفوق العسكري والسيطرة في علاقات القوة في الشرق الاوسط، وفي ظل ضعف النظام الرسمي العربي والتراجع الحاد لمصداقية التعويل على جدوى عملية السلام، فان من الواقعي تماما ومن الضروري ايضا اعلاء شان الارادة والتدخل الدولي مقابل التعويل على العملية التفاوضية، بما هو متطلب لكل الاطراف الجادة في تحقيق السلام وفي مقدمتها الطرف الفلسطيني.

ان هذه الاستراتيجية تؤهل منظمة التحرير الفلسطينية لمواصلة قيادتها للشعب الفلسطيني واستعادة زمام المبادرة وهي تعني استعادة وتكثيف النشاط في كافة المؤسسات والمحافل الدولية واستثمار تنامي اشكال وحركات التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني من اجل فضح ممارسات الاحتلال المستمر ومن اجل استنفار المساندة الدولية ليس فقط لوقف الممارسات الاسرائيلية اليومية من مثال مواصلة حصار قطاع غزة والاستيطان في الضفة ولكن ايضا من اجل حماية الهدف النهائي بتحقيق السلام في المنطقة، ومنع التدمير الاسرائيلي المنهجي لحل الدولتين، واعادة التشكيك بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وفي وحدة اراضي دولته المنشودة من خلال استمرار الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.

اما العنصر المكمل لهذه الاستراتيجية فهو تعزيز المبادرة الذاتية الفلسطينية، وهي عملية متنوعة الابعاد والاشكال يبرز في مقدمتها تعزيز المقاومة الشعبية للاحتلال، وهي مقاومة جماهيرية تتوسع باستمرار وتستلهم نموذج الانتفاضة الشعبية الفلسطينية عام 1987 والتي حظيت بتعاطف دولي غير مسبوق مع الشعب الفلسطيني ،وبضمن هذه المبادرة اتساع حملة مقاطعة البضائع الاسرائيلية وفي مقدمتها بضائع المستوطنات الاسرائيلية، وهي كذلك في توسيع الجهد لفك الحصار عن قطاع غزة والعاء المناطق العازلة وهي ايضا في تعزيز مقومات صمود الشعب الفلسطيني وكذلك في تحسين مستوى الخدمات الحكومية والخاصة وفي تعزيز بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية في اطار حماية القانون واحترام حقوق المواطن.

وبدون شك فان انهاء الانقسام القائم على الساحة الفلسطينية يمثل عنصرا حاسما في تعزيز القدرات الذاتية الفلسطينية، وقد بات واضحا ان تحقيق المصالحة الفلسطينية يتطلب مراعاة مجموعة من الاعتبارات لا تنحصر في الساحة الفلسطينية وحدها، واهم هذه الاعتبارات يتلخص في الاتفاق على قواعد واسس النظام السياسي التعددي الديموقراطي وحمايتها، وضمان الشراكة السياسية لكل اطراف هذا النظام السياسي دون تمييز او اقصاء، وعدم التعارض بين هذا النظام السياسي وبين اسس وقرارات الشرعية الدولية فيما يتعلق بحل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام العادل، وفي احترام قواعد القانون الدولي ازاء اشكال ادارة الصراع وفي المقدمة منها عدم المس بالمدنيين.



#بسام_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف الحزب من المفاوضات
- الارادة الدولية والمبادرة الفلسطينية الذاتية في مواجهة فشل ا ...
- بيان إلى الرأي العام
- ألبيان الاوروبي وإمكانات المتابعة في مدينة القدس
- مقاربة مختلفة حول برنامج حكومة التوافق الفلسطيني موضع الخلاف
- لا مفر من إنهاء الانقسام وندعو إلى حكومة برئيس وزراء مستقل
- تقوية و توحيد اليسار مساهمتنا المركزية في حماية المشروع الوط ...
- كلمة النائب بسام الصالحي في ذكرى استشهاد الرئيس ابوعمار في م ...
- خارطة الطريق .. وصفة فشل جديدة تمهيداً لإعلان -نهاية الشريك ...
- خريف -اللا مؤتمر- والخارطة بلا طريق
- الإستيطان اولاً، المتطلب الأساسي لجدوى المشاركة في انابولس
- حتى لا يعيد التاريخ نفسه مرة على شكل -سلطة- وأخرى على شكل -د ...
- كلمات عن د.حيدر عبد الشافي وعن مرارة المفاوضات
- طريق اليسار نحو الحرية والديمقراطية والعدالة مقدمة لا بد منه ...
- حتى تكون الحكومة الجديدة- جديدة!!
- من أجل حل دمقراطي حقيقي للصراع الداخلي ولبدء عملية سياسية شا ...
- من أجل حل ديمقراطي حقيقي للصراع الداخلي ولبدء عملية سياسية ش ...
- مطلوب تغييرالأسس الجارية لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطي ...
- نحو تعزيز الهوية الفكرية والاجتماعية اليسارية لحزب الشعب الف ...
- الحكومة التي نريد


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بسام الصالحي - الارادة الدولية والمبادرة الذاتية بديلا عن فشل المفاوضات