أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عامر التونى - جلال الدين الرومى - عشق الفناء -















المزيد.....

جلال الدين الرومى - عشق الفناء -


عامر التونى

الحوار المتمدن-العدد: 3151 - 2010 / 10 / 11 - 07:43
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كان الرومى شاعرا صوفيا ذو فلسفة روحية وفكرية امتزجت حياتة الفكرية بحياتة العملية مما جعل تصوفة مزيجا من الفلسفة والحكمة العملية استمد عناصرها من الانسان وليس شاعرنا مبدع هذا الاتجاة فى التصوف ولكنة افصح الالسنة فى التعبير عنة والمع العقول فى ابداع فلسفتة وابتكار افكارة وللتعرف علية عن قرب لابد من الاقتراب من حياتة وعصرة

فهو"جلال الدين محمد بن محمد بن حسين بن أحمد بن قاسم بن مسيب بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق" و بذلك فإنه ينتمي بالنسب إلى الخليفة أبو بكر الصديق. ولد فى مدينه بلخ ( خرسان والمعروفة حاليا بافغانستان ) يوم السادس من ربيع الاول عام 604 هجرية الموافق سبتمبر 1207 ميلادية ولذلك لقب بجلال الدين محمد البلخى ولكن اللقلب الذى غلب علية وعرف بين الباحثين والعلماء على مر العصور هو الرومى نسبة الى ارض الروم ( بلاد الاناضول ) ارض المهجر التى انتقل اليها وقضى معظم حياتة ويَعتقد بعض أتباعه أنه ولد في مدينة صغيرة تسمى واخش في طاجيكستان الحالية وكان والده محمد بن الحسين الخطيبـي البكري والشهير بـ"بهاء الدين"، من العلماء وقد لقب بـ"سلطان العارفين" لما له من سعة في المعرفة والعلم بالدين والقانون والتصوف كما كانت عائلته تحظى بمصاهرة البيت الحاكم في "خوارزم". لان أمه مؤمنة خاتون ابنة خوارزم شاه علاء الدين محمد اول من تلقى ضربات الغزو المغول لبلاد الاسلام
وفى الثالثة من عمرة فى عام 608 هجرية هاجرت عائلته هربا إلى نيسابور لقدوم المغول وراى اخر يقول الهجرة كانت نتيجة الاضطهاد الذى لقية والدة على يد علاء الدين محمد خوارزمشاة ، حيث التقى الرومي هناك بالشاعر الفارسي الكبير فريد الدين العطار،,وقيل انة زودة ببعض الكتب المذهبية ومنها ديوانة المشهور " الهى نامة " او " أسرار نامه " والذي أثر على الشاب وكان الدافع لغوصه في عالم الشعر والروحانيات والصوفية. ومن نيسابور سافر مع عائلته إلى بغداد ومنها الى مكة ثم استقر فى مدينة ملطية فاقام فيها اربع سنوات وبعدها توجهت العائلة إلى الأناضول بدعوة من علاء الدين كيقباذ حاكم الأناضول واستقروا بقونية عاصمة الدولة السلجوقية وبالتحديد في قرامان لمدة سبع سنوات حيث توفيت والدته. وتزوج الرومي بجوهر خاتون وأنجب منها ولديه: سلطان ولد وعلاءالدين شلبي. وعند وفات زوجته تزوج مرة أخرى وأنجب إبنه أمير العلم شلبي وأبنته ملكة خاتون

كان جلال الدين ياخذ العلوم عن والدة وبعد وفاتة وصل الى قونية العالم الكبير برهان الدين محقق الترمذى والذى كان صديقا لوالدة
وقد سمع عن كرم سلطانها علاء اليدن السلجوقى قلجا اليها بعد ان اخرجة الغزو المغولى من موطنة الاصلى وشغل برهان الدين منصبا وعظيا فى قونية انذاك خلفا لوالد جلال الدين الرومى وقد تلقى على يدة العلم والمعارف الحقانية كما أشار علية بالتوجه إلى حلب طلبا للعلم. إذ كانت آنذاك إلى جانب دمشق من أهم مراكز العلوم الإسلامية.
ثم ارتحل إلى حلب فأقام فيها بعض الوقت يدرس ويتعلّم، ومنها انتقل إلى دمشق وقضى فيها أربع سنوات حيث درس مع نخبة من أعظم العقول الدينية في ذلك الوقت. والتي كانت مقراً للشيخ محيي الدين بن عربي، فالتقى به ودرس على يديه وزامل صدر القوني تلميذ ابن عربي، ولعله تأثر بابن عربي وبآرائه في شعره كما هو المعروف من تأثير ابن عربي وآرائه على فكر المعاصرين له والمتأخرين عنه في الفلسفة والعرفان. والتى طورت جلال الدين في كلا الجانبين، جانب المعرفة وجانب العرفان كما كانت علاقتة بدمشق وطيدة وثيقة لانة درس فيها وسافر إليها مرتين وأرسل أبناءه لتحصيل العلم فيها
عاد الى قونية عام 638 هجرية وكان غياث الدين خسرو قد اصبح سلطانا عليها وهناك بدا جلال الدين يمارس العمل الذى اعد نفسة له وهو الارشاد والوعظ تولى جلال الدين التدريس في قونية على المذهب الحنفي، والوعظ، ولم يعرف عنه نظم الشعر حتى بلوغه الأربعين،
وكان يحيى حياة وادعة. يحتل فيها مكانة كبيرة في مجتمعه، مرموقا في مجلسه وحلقة درسه وعلى منبره ظل على هذا الحال اربع سنوات
وفى فجر السبت السادس والعشرين من جمادى الآخرة سنة 642هـ.. 1244م ، وصل إلى مدينة قونية الشاعر الفارسي الكبير مولانا شمس الدين تبريزي باحثا عن شخص يجد فيه خير الصحبة،وعلى عادته في النزول بخان دائما، كلما وصل إلى مدينة، نزل في خان (شكر فروشان) أي باعة السكر، حيث اتخذ حجرة لنفسه، وكان يضع على بابها دينارين أو ثلاثة مع القفل، ثم كان يربط المفتاح بزاوية خرقته ويلقيها على كتفه، ليتوهم الناس أنه تاجر كبير، في حين لم يكن بالغرفة إلا حصير قديم وإبريق مكسور ووسادة من طين" و بينما كان يجلس جلال الدين فى احد الاركان المنعزلة فى خلوة نفسية بقرب غدير ماء مر به شيخ كبير راى علية علامات الاجلال والاحترام فرحب بة واجلسة بجوارة وراح ينظر الية بتمعن دون ان ينطق بكلمة واحدة فقال له الشيخ ماذا تفعل هنا يابنى وحيدا ؟ فابتسم جلال الدين بحياء وقال ابحث فى عالم الشعر والخيال واستلهم الوحى والجمال واتامل بهذ الموجودات التى اوجدها موجودها فيختلط على فلا اشعر كيف السلوك الى معارج الحقيقة الكامنة خلف هذه الموجودات فقال له الشيخ بعد ان اخذ بعض ما كتبة الرومى من اشعار والاقة فى الماء انا من يدلك على ما تبحث عنه واخذ يدلة بعمق شديد على الطريق الواجب سلوكه لسبر اعماق علم الحقيقة فاعجب بة وامسك بتلابيبة وقال له له لن ادعك تذهب دون ان تكمل ما انت بصددة ثم جرى التعارف بينها وكان ذلك الشيخ هو التبريزي فاخذة الرومى الى دارة وبقيا معا لا يفترقان ولا يعلم احد كيف تحول الرومى لقد استطاع شمس تبريز ان يبعده عن تلاميذة ويعرض عن الوعظ وينصرف الى المعرفة الحقانية انقلب تيّار حياته نتيجة هذا اللقاء وكانت لحظة حاسمة في حياته غيّرت أفكاره وسلوكه وطموحاته ولما كان شمس الدين، عند دخوله قونيا، في الستين من عمره، فقد حدد تاريخ ولادته، على وجه التقريب بسنة 582هـ

يقول السيد أبو الحسن الندوي –رحمه الله-: "كان جلال الدين منهمكاً بالتدريس والفتيا في مدينة قونية يدرس على يديه الكثير، وفي يوم ما من سنة 642هـ، كان خارجاً بموكبه المهيب وتلاميذه والناس بين يديه يسألونه إذ اقترب منه رجل مجهول وسأله: ما المقصود من الرياضات والعلوم؟ أجاب المولوي: الاطلاع على آداب الشرع. قال الرجل في هدوء وثقة: لا، بل الوصول للمعلوم. وأنشد بيت النسائي: إذا لم يجرّدك العلم من نفسك فالجهل خير منه" وذكره الشيخ المطهري فقال " كان المولوي في بداياته منصرفاً كغيره من العلماء للتدريس والتعليم، حتى التقى بشمس تبريز العارف المعروف، فتعلّق به بشدّة وترك لأجله كل شيء"
وقد وجد الرومي فى شمس تبريزضالته، ولم يفترق الصاحبان منذ لقائهما، حتى إن تقاربهما ظل دافعا لحسد الكثيرين على جلال الدين لاستئثاره بمحبة القطب الصوفي التبريزي. وفي عام 1248 ما الذي فعله بمولانا؟ أية قوة، أية قدرة، أية طاقة كامنة فيه، هذه التي استطاع بها أن يجعل جلال الدين يولد مرارا عديدة؟
وقد ورد ان تلاميذ الرومى حقدوا على ذلك الشيخ الذى صرف عنهم استاذهم وهاجموة فما كانت منة الا سافر سرا الى دمشق فحزن جلال الدين لهذا الفراق حزنا شديدا مما دعى ابنة سلطان ولد للسفر الى دمشق واعادة شمس تبريز وفى عام 644 فى شهر ذى القعدة حدثت فتنة فى قونية قتل شمس تبريز وايضا ابن جلال الدين الرومى البكر علاء الدين فتالم الرومى لفقد مرشدة وولدة فبكى من اعماقة وهتف بقصائد غاية فى الحزن والالم

وجرت على ذلك أقوال كثيرة إلا أن الأسى أصاب جلال الدين الرومي على هذه الفاجعة اغتيل التبريزي ولم يعرف قاتله.
فشمس الدين التبريزي كان الشمس التي لا تغرب، والذكرى التي لا تغيب. والنار التي لا تخمد ولا يخبو نورها. إلى أن تأججت فيه نيران الحمى وسلبته الجسد. جرّدته من الطينه التي كانت تكبّله، من القفص الذي كان يحبس العنقاء.
فجاء فى (ديوان شمس تبريزي):
«حين جاء حديث شمس تبريز/ حجبت شمس الماء الرابعة وجهها»
«يا ضياء الحق يا حسام الدين/ انك أنت قائد القلب/ وانك لطرف الخيط»
«من ذا الذي قال أن شمس الروح الخالدة قد ماتت؟ أن هذا هو عدو
وقد أضاف جلال الدين الرومي الرقص والغناء لما تعلمه من شمس الدين التبريزي حيث مزج المعتقد بالموسيقى للوصول إلى الأعالي ويقولون أن الروح تتدمر ثم تحيى بالموسيقى والشعر في الرقص الدوار. قام أتباعه وإبنه سلطان ولد بتأسيس الطريقة المولوية الصوفية والتي اشتهرت بدراويشها ورقصتهم الروحية الدائرية (المولوية) التي عرفت بالسمع والرقصة المميزة من هو شمس الحق الذي قلب مولانا جلال الدين بلخي رأسا على عقب، وأشعل النار في قلبه وروحه، وكان السبب في تدفق نحو ثلاثة وأربعين ألف بيت من الشعر الذي لا نظير له؟

، كان الرومي يقدم المواعظ والمحاضرات إلى مريديه ومعارفه وللمجتمع. ووضع معظم أفكاره في كتب بطلب من مريديه. وتوفي في 17 ديسمبر ميلاد وحمل نعشه أشخاص من ملل خمسة إلى مثواه الأخير بجانب قبر والده. وسموا أتبعاعه هذه الليلة بالعرس ومازالو يحتفلون بهذه الليلة إلى الآن
وقد خلف لنا بعد وفاتة تراثا منها المنثور ومنها المنظوم

المجالس السبعة: وتتضمن المحاضرات التي كان يلقيها في مدارس الوعظ والإرشاد
الرسائل: عبارة عن مجموعة من الرسائل كتبها إلى أقربائه وأصدقائه
فيه ما فيه: مجموعة من أحاديث جلال الدين ومحاوراته ومواعظه
الرباعيات: وهي منظومة أحصاها العالم الإيراني المعاصر بديع الزمان فوزانفر، كما وردت في طبعة اسطنبول، فوجد أنها تبلغ 1659 رباعياً، أي 3318 بيتاً.
ديوان شمس تبريز: ويشتمل على غزليات وقصائد يبلغ عددها 3500 قطعة، ونظمت في بحور متنوعة، ويبلغ عدد أبيات الديوان نحو 43 ألف بيتاً
المثنوي: وهو شكل من أشكال الشعر الفارسي، عرف في عهدة مبكّر من تاريخ الأدب الفارسي الإسلامي، ونظمت فيه أعمال خالدة وتعني كلمة مثنوي بالعربية النظم المزدوج، الذي يتّحد به شطرا البيت الواحد ويكون لكل بيت قافيته الخاصّة، وبذلك تتحرر المنظومة من القافية الموحدة اتخذ الرومي الموسيقى والرقص سبيلا للوصول إلى الله فالموسيقى الروحية بالنسبة له، تساعد المريد على الشفافية ومما تجعلة فى حالة من الوجد تاخذة فى رحلة يعود فيها الى الواقع بشكل مختلف. فالتنصت للموسيقى هي رحلة روحية تأخذ الإنسان في رحلة تصاعدية من خلال النفس والمحبة للوصول إلى الكمال. والرحلة تبداء بالدوران التي تكبر المحبة في الإنسان فتخفت أنانيته ليجد الحق الطريق للوصول إلى الكمال. وحين يعود المريد إلى الواقع، يعود بنضوج أكبر وممتلئ بالمحبة ليكون خادما للغيره من البشر دون تمييز أو مصلحة ذاتية.
ولصوت الناى رمزية خاصة لدية فأنين الناي أنينا للإنسان و توقا لأصله الذي فصل عنه بنغمة تذيب كل مستمع و تجعله بهيجا و مسرورا للموسيقى… فالموسيقى كانت السيمفونية التي جمعت ( الناي/ الإنسان) بمفردات عالم متضاد يرقص بإيقاعات دوراة متناغمة و دوران الأرض، تعبيرا عن التوحد المحب لكل جزء منها، و لعله السبب في انتشاء الرومي بالدوران وعدمه فيه إلى حد صير العدم وجودا، و صير الألم ياقوتا أحمر شبيها



#عامر_التونى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عامر التونى - جلال الدين الرومى - عشق الفناء -