أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد الخميسي - أشياء - يُعتقد - أنها أمريكية !














المزيد.....

أشياء - يُعتقد - أنها أمريكية !


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 3150 - 2010 / 10 / 10 - 02:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أسمع وأقرأ يوميا - منذ زمن - عن غارات يسقط فيها قتلى وجرحى وتهدم بيوت فقراء باكستان في مناطق الحدود مع أفغانستان . دماء الأطفال والنساء وغضب الرجال وصياحهم أشياء حقيقية ومؤكدة ، أما الفاعل فإنه مجهول ! إذ تكتفي الصحف والفضائيات بالقول بأنها غارات " ُيعتقد " ! أو " يُظن " أو " ربما تكون " أمريكية ! . لا يستطيع أحد أن يتوصل إلي هوية الجهة أو الدولة التي ترتكب يوميا جرائم الإبادة الجماعية بطائراتها ! لا تستطيع لا روسيا ولا ألمانيا ولا بريطانيا ولا أمريكا بالطبع بكل ما لديهم من علوم التوصل إلي ذلك الفاعل الماكر المجهول ! لا يستطيع أحد أن يشير إلي الفاعل في وقت يمكن فيه لمن يريد أن يرى عن طريق الانترنت أي شارع بأية مدينة في الأرض عن طريق الانترنت ! . تعجز العلوم الحديثة كلها عند النظر إلي إبادة فقراء الحدود يوميا عن معرفة الفاعل ! لهذا يكتفون بالقول بأنها غارات " ُيعتقد " ، أو " ُيظن " ، وبعض الظن إثم ! الغارات تشنها طائرات بلا طيار ( إلي هذه الدرجة وصل العلم ) لكن هذا العلم ذاته يعجز فجأة عن تحديد المكان الذي تنطلق منه الطائرات ! وقديما قالوا إن الفعل يبنى للمجهول خوفا على الفاعل أو خوفا منه !
معظم الغارات تستهدف القبائل الباكستانية ، وليس فقط . فقد أشارت الأنباء منذ فترة قصيرة إلي غارات مماثلة على محافظة مأرب باليمن أسفرت عن مقتل نائب المحافظ وأربعة من حراسه . وحين كان الأمر يتعلق بوجود أسلحة دمار شامل في العراق ، توفر من العلم ما يكفى للإدعاء بوجود تلك الأسلحة ! وحين تعلق الأمر بتفجير برجي التجارة في سبتمبر عام 2001 ، تمكنت الجهات الأمريكية بعد التفجير بساعات ، ومن دون أي تحقيق ، أن تتوصل فورا إلي أن القاعدة هي الفاعل ! وبعد تسع سنوات من الحرب الأمريكية على أفغانستان يبدو الفشل الأمريكي ضخما لا تداريه كل عمليات الإبادة الجماعية لفقراء الحدود وأطفالهم . ومازالت أمريكا تدعي أنها ترمى بحربها إلي " نشر الديمقراطية " حتى لو تكلف ذلك إبادة الشعب الأفغاني بأكمله ، أو هدم العراق ، فالمهم في النهاية أن تبقى في الخراب وبين الأنقاض وردة الحرية الأمريكية ! . ولم يستطع باراك أوباما أن يبرر شيئا من الأوهام والآمال التي عقدها عليه البعض ، فلم نر منه حتى الآن سوى سعيه الحثيث لتقسيم السودان ، وتهديد إيران ، وإدعاء العجز حين يتعلق الأمر بضرورة الضغط على إسرائيل ، واعتصار ثروات العراق ، ومواصلة الحرب الإجرامية على الشعب الأفغاني . وقد كشف الكاتب الأمريكي دونالد لامبرو الهدف الحقيقي للحرب الأمريكية على أفغانستان قائلا : " قد يرى العالم أفغانستان مجرد كتلة من الجبال تنمحي معالمها بين الأطلال المنتشرة في كل مكان ، لكن للجيولوجيين رأيا آخر ، إذ يقدرون أن أفغانستان هي منجم ثروات طبيعية لو توفرت لأي دولة أخرى لكانت من أغنى الدول " . وقد أشارت " نيويورك تايمز " في تقرير لها نشرته جريدة الوطن القطرية إلي أهمية أفغانستان كمعبر لخطوط نفط وغاز كازاخستان وتركمانستان وأذريبجان ، والسيطرة على نفط تلك الدول تعتمد على التحكم في خطوط نقل ذلك النفط . ومن أجل النفط تواصل أمريكا حربها على أفغانستان ، وتواصل تحكمها في العراق الذي اتضح أنه ثالث دولة في العالم من حيث احتياطي النفط بعد السعودية وفنزويلا ، وتبقي حقيقة أن الحرب الفاشلة على الشعب الأفغاني هي الأطول في تاريخ الاستعمار الأمريكي بعد أن طالت أكثر مما طالت الحرب على فيتنام ، ومهما استمرت الطائرات في غاراتها التي " يُعتقد " أنها أمريكية ، فإن مصير الحرب قد تحدد ، واتضح ، حتى لو استمرت الأنباء تبني الأفعال لمجهول .



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة والأزمة الطائفية
- الفتنة الطائفية بمصر .. لحظة خطر
- أبناء الخيار الاستراتيجي .. إلي المفاوضات
- جمال الغيطاني وأصدقاء العمر
- هنادي طه حسين تجدد موتها
- - صعيدي - - قصة قصيرة
- أمير زكي وقصصه الجميلة
- بهاء طاهر والجامعة الأمريكية .. إلي متي ينهبون الأدباء ؟
- وزير الثقافة ومؤتمر الثقافة
- طائر المساء .. شوقي عقل
- رحيل الروائي محمد عبد السلام العمري
- نيفين الجمل .. قصائد ممنوعة
- نصف ضوء .. عزة رشاد
- فاروق عبد القادر .. وداعا لروح التحدي !
- المتهم - خالد - .. والقضاة عابرون
- ماالخطر الذي تمثله الكمانجة على دولة إسرائيل ؟
- غزة تبحر إلي العالم
- الاستقواء بالخارج في السياسة والأدب
- سلطان كازاخستاني .. الزعيم الأبدي
- - واجب - قصة قصيرة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد الخميسي - أشياء - يُعتقد - أنها أمريكية !