أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد البياتي - همس الدراويش) للقاص صالح جبارمحمد.. تآكل الواقع في متاهة اللامبالاة في المجموعة القصصية














المزيد.....

همس الدراويش) للقاص صالح جبارمحمد.. تآكل الواقع في متاهة اللامبالاة في المجموعة القصصية


أحمد البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 3149 - 2010 / 10 / 9 - 23:34
المحور: الادب والفن
    



مما لاشك فيه أن تراثنا العراقي الزاخر قد عرف الكثير من الآليات في تحليل النصوص المختلفة ومنها القصصية ودراسة بنيتها التركيبية والدلالية عل حد سواء, بهدف الوقوف على فنيتها وميزتها, لذلك لا بد من وجود نظرة فاحصة ودقيقة إلى علاقات التجاور والاختيار في السرد من خلال التخيّرُ في استخدام الجمل والألفاظ اللغوية لإيجاد صيغ جميلة في سياقات الكلام وأغراضه, وكما هو معلوم أن الدراسة النقدية يجب أن تراعي التحليل والمصطلح, وقد حاولت في هذا الصدد أن ارصد بدقة النصوص القصصية في مجموعة (همس الدراويش) للقاص صالح جبار والمتكونة من أحدى وعشرون قصة. أن الإبداع ليس مجرد رصف كلامي لا تحكمه قواعد ولا هو لعبة لسانية يكيفها الأديب ويعبث بها كيفما شاء ومتى شاء, لكنه عمل واع يركز فيه صاحبه على مخزونه الثقافي واللساني, أن القصص التي وردت في المجموعة إذ تطرح أسئلتها دون تعب أو ملل فهي لا تطمح إلى أجوبة نهائية وهي تظهر وتختفي فإنما الغاية من كل هذا هو الوصول إلى أجوبة مختلفة تعكسها حالة المتلقي ويفرضها واقعه وثقافته وقدرته على فهم الأخر والحوار معه, وإذا كان الواقع حقيقياً أو متخيلاً في القصص فنحن قادرون على استيعابه من خلال الشخصيات التي تحمل كل منها على اختلاف ضمائرها سمات ومواقف, فالخيط السردي اعتراه ضعف أو نشاز في بعض قصص المجموعة عبر الشخصيات التي تخاطب عقل المتلقي ومشاعره وعواطفه, بل تتجه أليه كذاكرة ميتة وثقافة غير مركزة على حواس القاص وخياله كما ورد في قصة (صفعة الحمار) وقصة (الشيخوخة) وغيرها من القصص دون أن يتعمق في تبيان التناقض لوعي الأزمة التي نعيشها كمجتمع وأزمة الإنسان المحاصر تحت وابل القهر والقمع والصور الأليمة. في هذه المجموعة وجدت نفسي في حقل مليء بالحكايات التي تمزج الواقع بالحلم بحيث تفجرت أمامي صور مختلفة في أغلبها, أجد مزج في رحلة خيالية, إلا أنه أستطاع أن يوظف سحر الحكاية في مجتمع يعتصر أبنائه جلد الذات حيث الفساد مستشر في المجتمع.
لقد وجه القاص (صالح جبار) رسالة إلى الملتقى محاولاً تقديم مدخل لمحاولة فهم ما يحصل على الساحة من خلال التدقيق ببعض ما جرى وربما قدم وقائع مسجلة لتفسيرها كظاهرة لها علاقة برؤية الحدث وبعده التاريخي وهو يحكم عبرها على العلاقة الماضوية التي تحكمت بمجتمعنا سنوات طويلة تمخضت عن هزائم وانكسارات والآم. حاول الكاتب بشكل غير مباشر أن يقدم رؤية بديلة مختلفة عن السائد مع عالم بات غاية يهيمن عليها وحوش لتعتدل المعادلة ويقف المنطق على قدميه. لقد عبر القاص من خلال قصته (مأوى الجن) عن انعدام الحدود بين الواقعي والمتخيل إذ أن كل ما هو متخيل هو جزء من الواقع والعكس صحيح. حيث تآكل الواقع في متاهة اللامبالاة والصور الوهمية والمتخيلة والحقيقية أيضاً, هذا الواقع ينفصل الإنسان فيه عن عالم الحقيقة ويغيب في عالم الخداع الإدراكي وهو عالم قاس بديل تموت فيه القين وهو لضراوته ومتاهاته يسبح بأحلام اليقظة وتهويم الخيال. أنه انتصار الثابت على المتخيل, والموت على الحياة, فلقد لفنا الكاتب بغبار الواقع ومرّغنا كمتلقين في عبثية يخيم علينا لنطرح الأسئلة, وإنما بالبحث عن الأجوبة والحلول.



#أحمد_البياتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواسم الخروب ... قصص شاخصة ومتحركة غير جامدة
- تآكل الواقع في متاهة اللامبالاة في المجموعة القصصية همس الدر ...


المزيد.....




- السوق الأسبوعي في المغرب.. ملتقى الثقافة والذاكرة والإنسان
- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد البياتي - همس الدراويش) للقاص صالح جبارمحمد.. تآكل الواقع في متاهة اللامبالاة في المجموعة القصصية