عبدالله الداخل
الحوار المتمدن-العدد: 3149 - 2010 / 10 / 9 - 21:45
المحور:
الادب والفن
69
جميعُ الأعاصير لا تخجل
سوى الإنسان!
إنـّهُ هبوبٌ مُسْتح ٍ!
* * *
لم يقتلونا!
لكنـَّهم سرقونا
ثم قالوا أن العيبَ فينا
فماذا تبقى لهم؟
* * *
مرورُ هذا العصر ِبنا
(كمسْح الجدار لِظلـّهِ)
مرورٌ صاخبٌ
فالأشجارَ هنا هي الوحيدة ُالتي
يطولُ ظلـّـُها،
فيحضنها في السقوط.
70
صَنعَ الصمتُ البريءُ آذانـَنا
بقرية الفقراء
من طينةِ الخوف،
فكان الشكّ ُهامساً بكلّ صوتٍ،
لذا هذ ّبَ الإنصاتُ معنى الإحتقار،
وكانت اللاهاتُ التي تأتي إلى السوق
من الطريق العام، صاخبة ً،
عشـّشتْ في بيوت الطين،
صار السلّ ُسبيلاً للصلاة،
يجيءُ بالسكون وبالثباتِ بكل حبةِ رمل ٍ في الرئاتْ؛
وفي وادي السوادِ تلفـّتَ النخلُ
بكل لوحةٍ في السَّما
يمسحها بألفِ فرشةٍ خضراء؛
وكنتُ أعبّئُ صورة ً من هنا بلون جزرةٍ في النهر
أومَسحتـَين من خاصرة الهلال الرهيف
وما يمرّ ُبقلبي من الشذر وخط الثـُلـْث،
أحمّلها في عربات اللغات
بأحرفٍ نحيلة القوام،
على عجلاتِ الكلماتِ التي لا تنوخُ لها؛
لذا يخذلني الرقصُ،
فكم ناءتْ راحَتا قدمَيَّ بما تحملان من وحْل الطريق،
فالطينُ اللصيق أعرضُ منهما،
كعادته بكل مكان،
يكون تحتهما كخـُفٍّ كبير ٍ، ثقيل
مطوِّقاً حدودَ الأظافر والعَقِب
صاعداً ملتفـّاً بإبهامي
متواثباً من بين الأصابع صوبي،
ينحني كاذباً
ثم يجدّد نفسه في كل خطوةٍ
فيمنحُني وزناً، والريحُ جناحْ،
وأحِسّ ُ خيطـَيْن ِ رهيفـَيْن في ساقيَّ ينقطعان،
وكنتُ أحب المطرْ،
وحين تـُلاعِبُ المياهَ الرياحْ،
وتسيلُ من طلـْع النخيل؛
لكنَّ أجملَ ما عرِفتُ من مواسم تلقيحها
(حين الشكّ ُ دينُ العقل)
كان اختيارَ الصباح.
#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟