أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فراس الغضبان الحمداني - عصر المزربخانة














المزيد.....

عصر المزربخانة


فراس الغضبان الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3149 - 2010 / 10 / 9 - 17:57
المحور: كتابات ساخرة
    


لا اعرف من أين جاءت كلمة خانة ولعل المتفقهين باللغات الشرقية وخاصة الفارسية والتركية يعرفون معنى ( الخانة ) التي تأتي دائما في نهاية الكلمات مثل الخستخانة والجايخانة والبولسخانة والحيدرخانة وعلى هذا المنوال سوف نكرس موضوعنا اليوم على المزربخانة واليكم تفاصيل الحكاية ..!

ذات مرة اخبرني احد الصحفيين المخضرمين .. عند انطلاق قطار المربد من بغداد إلى البصرة وبعد منتصف الليل وحين حركت النفوس وطابت روحيا اندهش الحضور من تصريحات فنان قدير هو بدري حسون فريد الذي قال وفي ذروة النقاش عن سمات العصور الحضارية وتفسيراتها الفلسفية فيما يخص عصر المزربخانة حيث قال الرجل لي تفسيرا خاصا للحضارة يختلف عن تفسيرات المؤرخ ( توينبي) وعن رؤية ( وول دوارنت ) مؤلف قصة الحضارة وتتركز رؤيتي _ والحديث مازال للفنان بدري حسون _ بأنني أفسر الحضارة من خلال ملاحظة (المزربخانة ) وعندها ضحك الجميع لهذا الطرح العجيب والغريب .

وأنا اليوم وبعد مشاهداتي المؤلمة لما حل ويحل في العراق من تخلف وضياع استذكرت ما قاله الفنان فريد حول المزربخانة .. ويقصد بها المكان المخصص لقضاء حاجة الإنسان والآليات المتبعة ، فالبدوي والريفي يذهبان لقضاء حاجتهم في مكان مفتوح ولهذا يسمونها بلهجتهم أروح ( أطير حاجة ) والمظهر الآخر الذي انتقل إليه البدوي والريفي إلى المدينة فاوجدوا فتحة يمارسون فيها قضاء الحاجة وهي اليوم المعمول فيها بعد أن امتدت إليها أنواع الطرق الحديثة ، أما المستوى الثالث هو درجة أخرى من الرقي الحضاري هو استخدام التواليت الغربي وما يرافقها من مستلزمات صحية وعصرية وعطرية ومناديل ورقية .

أما موقع المزربخانة فترتبط بعادات وتقاليد أهمها المكان واتجاهاته المعاكسة للقبلة وأبوابها التي لا تسمح بالرؤيا وبعضهم يدمجها مع الحمام وآخر يصر على بدويته ويخصص ( WC ) بمكان خارج البيت وهنا ( مربط الفرس ) .

تشير إحدى الاستطلاعات عن التطور الحضاري للعراق بعد 2003 إلى أنهم تراجعوا إلى الوراء وراحوا يمارسون طقوسهم البدوية والريفية ، فقد انتشرت مؤخرا ظاهرة المزربخانة الخارجية في اغلب الأحياء في بغداد خاصة تلك التي شهدت زحفا غير مقدس وعمليات حوسمة واسعة النطاق ، فبدلا من أن تتحول مدينة الثورة والشعلة وحي التنك والعبيدي إلى أحياء راقية مثل الجادرية والمنصور وحي الجامعة فقد حدث العكس حيث انتقلت هذه الهجمة إلى اغلب المناطق التي كانت راقية في الرصافة مثل زيونة وشارع فلسطين وراحت تفرز القطع السكنية الكبيرة إلى قطع سكنية لا يزيد حجم البعض منها على 50 مترا وهي اصغر من مساحة بيت من بيوت التك .

لقد تحولت هذه الأحياء المستحدثة والأزقة إلى ما يشبه أشكال بيوت الهنود الحمر أو السلف في الأرياف العراقية وهذا الفرز المخالف للقانون يعبر عن ظاهرة جديدة وفقيرة هي الهبوط بمستوى المدينة الحديثة حضاريا وثقافيا حيث سترتفع الكثافة السكانية في المتر المربع الواحد بدرجة عالية فيما يؤشر انخفاضا خطيرا في مستوى الخدمات والتمدن في هذه الأحياء الجديدة والتي تمثل موقع المزربخانة في مدخل هذه الدور حيث ستكون ابرز العلامات للتمدن العراقي في القرن الواحد والعشرين .

إن المزربخانة التي ستلاحظها وتورثها الأجيال التالية ستعبر بدقة عن المستوى الحضاري والثقافي التي هبطت إليه البلاد بسبب ضعف الإدارة وتسلق عناصر انتهازية إلى أعلى المناصب ولذلك فقد استحق عصرنا تسمية عصر المزربخانة .

[email protected]



#فراس_الغضبان_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 15 مطلب على المالكي تحقيقها في ولايته الثانية
- الرياسة والسياسة في سوق النخاسة
- عجائب التعليم العالي في العراق
- مكرمة غريبة من وزارة التعليم العالي
- سيكولوجية الفرد العراقي بين الرمز والجلاد
- خلي نبوكا وفلم هندي .. في عهدة هيئة الاعلام والاتصالات
- وزارة الثقافة وتحديات نظرية المؤامرة
- اعراس الواوية في شهر رمضان
- مهزلة استراتيجية الرقي بالجامعات العراقية
- إسرائيل تطالب بضم قرية عراقية ..!
- اليونسكو والاربعين حرامي
- خلي ن نبوكا .. المقالب الصفراء
- روايات عن لقاء المالكي بعلاوي
- سلاما لعصر تنتصر فيه الرذيلة
- ظواهر خطيرة تجتاح المجتمع العراقي
- مراكز وهمية للتدريب الاعلامي
- الصحفيون بين قانون تنظيم الإعلام و الفوضى الخلاقة
- عجائب الزمان في شبكة الاعلام
- رحلة تاريخية مع ثورة الزعيم عبدالكريم قاسم ومصرع العائلة الم ...
- حقائق مثيرة عن استقالة وزير الكهرباء


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فراس الغضبان الحمداني - عصر المزربخانة