|
ثقافة الدم قراطية
علي السعدي
الحوار المتمدن-العدد: 3148 - 2010 / 10 / 8 - 20:32
المحور:
كتابات ساخرة
الديمقراطية مصطلح سياسي تتداوله جميع بلدان العالم في عصرنا هذا من شرقها الى غربها وهو النظام السائد في العالم الغربي وخصوصا في القرن الحادي والعشرين والديمقراطية لمن لايعرفها هي شكل من اشكال الحكم السياسي المبني على مبدا التداول السلمي للسلطة او بالاحرى تعني حكم الشعب لنفسه أي من يختاره الشعب يكون هو الاولى بالحكم وهذا ماريناه في الكثير من العمليات الانتخابية التي جرت في الغرب واخرها الانتخابات البرطانية الاخيرة ففي غضون يومين تشكلت حكومة السيد ديفد كاميرون بعد ان فاز في الانتخابات وسلم منصب رئاسة الوزراء اليه بدون أي تهديد او وعيد او سفك للدماء وبهذا تكون الديمقراطية نوع من انواع الثقافة السياسية والاخلاقية التي تتحلى بها المجتمعات وينسحب ذلك على قادتهم السياسيين لكن الامر في منطقتنا العربية مخلتف كل الاختلاف عن مايجري في الغرب فانظمتنا العربية التي تدعي انها ديمقراطية تمارس ابشع صور الظلم والاظطهاد على شعوبها فهي لاتبالي بما يتهدد البلاد من تحديات قادمة من الخارج او الداخل اذا لم تسلم السلطة سلميا الى الفائز في الانتخابات فالديمقراطية بالنسبة لهم هي دميقراطية توريث الحكم من الاب الى الابن واي شيء غير ذلك يعني مؤامرة امريكية صهيونية تحاك للبلدان على يد المعارضة بالاضافة الى انهم يعتبروه خرقا للدستور وللقوانين والشرائع الدولية وهذا الامر سائدا لدى الكيثر من الانظمة العربية ولو تحدثنا عن ديمقراطية العراق بعد التغيير الذي حصل فيه عام 2003 والذي استبشر به الكثيرون لدرجة ان الولايات المتحدة قالت انها ستجعل هذا البلد يحتذى به من قبل جميع بلدان المنطقة نرى ان من حق العراقيون ان يستبشروا بهذا التغيير اذا كانت جميع البلدان التي دخلتها الولايات المتحدة الامريكية وحررتها من الظلم والاستبداد نراها تعيش اليوم في احسن احوالها مثل اليابان وكوريا الجنوبية والمانيا لدرجة انها اصبحت تنافس الولايات المتحدة في اقتصادها وسياساتها وتطورها وحتى ديمقراطيتها بل حتى في افغانستان تنازل وزير الخارجية الافغاني عبداللة عبد اللة المنافس الرئيس للرئيس الافغاني حامد كرزاي عن مطلبه باعدة الانتخابات الرئاسية بعد اتهامات بعمليات التزوير الواضحة وهذا احد انواع الديمقراطية الافي العراق نرى ان الواقع يشي بغير ذلك فالديمقراطية الوليدة اصبحت تفسر من قبل المسؤليين العراقيين كل على طريقته الخاصة فتراهم في اوقات الحديث يتحدثون عن ان الديمقراطية يجب تطبيقها و اتباعها في حين ان الواقع عكس ذلك فعند الحديث عن السلطة والكرسي نرى ان اللغة تتغير الى حد ماوذلك مابدى واضحا في الفترة الاخيرة فبعد المخاض العسير التي خاضته الكتل السياسية في فترة الانتخابات واستمرار ازمة تشكيل الحكومة نرى القادة السياسيين اذا اختلفوا على موضوع الرئاسات الثلاث يستبدلون لغة الديمقراطية بلغة التهديد والوعيد والحديث بعودة العراق الى اعمال العنف الطائفي والتدهور الامني وهذا ان دل على شيء فانما يدل على مليشيوية الاحزاب السياسية وعدم مبالاتهم بمستقبل العراق ومايجري للمواطن المسكين اذا عاد العراق الى هذه الايام وما الثمن الذي سيدفعه في حال طبقت هذه التهديات كيف لا والقادة الساسيين قد عاهدوا انفسهم على ان لايتنازل بعضهم لبعض عن المناصب خدمة للعراق فالتفجيرات التي تحدث في هذه الايام في العاصمة بغداد وبقية المحافظات الاخرى ماهي الاترجمة للوعود التي قطعها الزعماء الساسيين للشعب العراقي بتقديم افضل المفخخات وابتكار طرق افضل للاغتيالات والتصفيات الجسدية وماظاهرة الاسلحة الكاتمة للصوت الاواحدة منها فهي لم تكن موجودة في السابق وانما ولدت مابعد فترة الانتخابات وهكذا تبقى دوامة العنف مستمرة ولها فاتورتها المدفوعة مسبقا الاوهي الشعب العراقي الذي ظحى ولازال يظحي من اجل نهضة العراق ويرافق هذه الدوامة استمرار لتاجيل تشكيل الحكومة وهذا مايعني ان العراق لازال ينتظر الكثير من التحديات الامنية والتدخلات الخارجية فتارة نراهم يجتمعون في طهران واخرى في الرياض واخيرا في قطر أي بمعنى اخر يعني استمرار للتاجيل ووزيادة التدويل ولاندري متى سياتي التعجيل وخصوصا ان من يتحدث بتدويل قضية تشكيل الحكومة هو نفسه من دولها وجعلها في احضان الاطراف الاقليمية والدولية بل انهم تعدوا الى اكثر من ذلك الاو هي الخروقات الدستورية المتكررة التي اصبحت معيبة على العملية السياسية ان ماجرى في العراق من تغيير لم يكن الا تبديل دكتاتورية بدكتاتوريات فجميع الاحزاب متمسكة بمناصبها وبقائدها الاوحد فالاكراد يصرون على الطلباني رئيسا للجمهورية ودولة القانون يصرون على المالكي لمنصب رئاسة الوزراء وكذلك الحال مع العراقية والائتلاف الوطني لذا يجب ان لايتحدث القادة العراقيون عن ديمقراطية وانما يجب ان يتحدثوا عن سياسة دم قراطية
#علي_السعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العرب والحداثة - بين تحصيل المعلومة وفقدان المعرفة
-
الظاهرة الصوتية والظاهرة الانتحارية عند العرب
-
تاجيل فتدويل... بانتظار التعجيل
-
عندما تسرق الحقوق
-
البصرة انموذجا
-
الشباب الطموح والمصير المجهول
-
عن الواقع الاعلامي في العراق بعنوان يتامى الاعلام
-
صناعة الجنون والهستيريا
-
فتوى....كفارة الانتخابات..!
-
شارع الوطني في البصرة ....عندما كان حي يرزق
-
حوار مع بدوي من صحراء الربع الخالي
-
شباط ..شهر الحب والوفاء والتفاؤل
-
المازوخية..الوليد المحسن للاسلام السياسي
-
الرجل عندما يفقد عضوه...!
-
أخجل منكم جميعا..لكنني أقولها
-
اليمين يتعرى ويترنح
-
الفنان والشاعر فلاح هاشم وذاكرة نصف قرن
-
من بارات أم البروم خطة مقترحة لحكومة أم القانون
-
منشور أسقط جوا قبل الاحتلال بساعات -ماأشبه اليوم بالبارحة
-
غياب الحرية وتألق الحوار المتمدن
المزيد.....
-
الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
-
فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف
...
-
تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
-
دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة
...
-
Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق
...
-
الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف
...
-
نقط تحت الصفر
-
غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
-
يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
-
انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|