|
الرئيس المزواج !
سهر العامري
الحوار المتمدن-العدد: 950 - 2004 / 9 / 8 - 09:32
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
نهازو الفرص كثيرون في هذه الدنيا ، والتاريخ يبسط لنا عن هؤلاء كذلك أمثلة كثيرة ، وغنية بمدلولاتها ومضامينها ، عبرت في رحلتها لنا سنوات طويلة ، حتى عادت عظة لمتعظ ، فمن هذه العبر التاريخية ما وقع لمالك بن نويرة ، حين غار عليه خالد بن الوليد ، وعلى قومه بحجة ردتهم عن الاسلام ، وذلك في الحروب التي عُرفت عند العرب بحروب الردة ، ورغم أن مالك بن نويرة لم يكن من المرتدة ، حيث شهد له بذلك اكثر من شاهد أمام خالد ، قائلين له : إن مالكا وقومه ممن يؤدون الزكوات ، ويقيمون الصلوات ، ولكن كل ذلك لم يقع في نفس خالد ، ومضى في قرار قتل مالك الذي صاح بخالد حين اشهر سيفه لقتله قائلا : ما قتلتني بردة ، وإنما قتلتني بهذه 0 وأشار الى زوجته البارعة الجمال ، والتي وقعت في قلب القائد المظفر ! خالد بن الوليد من نظرة أولى ، وبعد أن فرغ خالد من قتله ، بنى من ساعته بزوجته ، أي تزوجها ، وكان وقود طعام العرس لمة شعر مالك الكثيفة هو ومن قتل معه ، والجلي في الحادثة التاريخية هذه أن خالد بن الوليد قد استغل منصبه الرسمي هذا ، كي يتزوج من زوجة رجل مسلم قتله ظلما وعدوانا ، وقد كان عمر بن الخطاب مصيبا حين عزله من قيادة الجيوش الاسلامية التي تحارب في الشام ، وأحل محله أبا عبيدة الجراح ، وذلك في أمر جاء في بعضه : أتنكح نساء المسلمين وفي فناء بيتك تسيل دماؤهم 0 جاء عزل خالد من منصبه بعد سنوات مضت على حادثة قتله لمالك ، تلك الحادثة التي وقعت زمن الخليفة أبي بكر ، لكن ابا بكر وقتها رفض طلب عمر وغيره من المسلمين بوجوب تنحية خالد من منصبه ، ومع تقادم الحادثة ، ومضي زمن طويل عليها ، لم يمتنع عمر بن الخطاب عن اتخاذ قراره الصائب في عزل خالد من منصبه ، كقائد أعلى للجيوش الاسلامية التي تقاتل في الجبهة الشمالية ضد جيوش الروم ، وفي ظروف غاية في الحراجة 0 اقول ليس القتل وحده هو الذي عزل خالد من منصبه ، لكن استغلاله لهذا المنصب ، وهو السبب الثاني الذي دفع عمر بن الخطاب لاتخاذ قرار العزل ، وذلك لأن خالدا ما كان له أن يصل الى مالك وقومه لولا المنصب الذي تسنمه من الدولة الاسلامية الأولى 0 وعلى هذا الأساس يكون استغال المنصب من المحرمات في العمل الحكومي الذي يراد له أن يقوم على اساس من العدل و الديمقراطية ، فالعراق شهد زمن صدام الساقط أبشع استغلال للمنصب في مسألة الزواج، وكان صدام هو أول من سن هذه السنة المحرمة ، وذلك حين تزوج من سميرة الشاهبندر ، وبعد تطليقها من زوجها اغراء أو كراها ، مستغلا في ذلك منصبه كرئيس للجمهورية 0 في حكومة رئيس وزراء السويد ، يوران بيرشن الحاليه وقع عضوان منها هما : وزير المالية ووزيرة المدارس بعلاقة حب ، وليس بعلاقة زواج ، ومع أن العلاقة بين الرجل والمرأة في السويد أكثر تحررا من بلدان عديدة أخرى ، إلا ان رئيس الحكومة والحكومة السويدية قررت ، وعلى إثر اكتشافها لهذه العلاقة ، طرد هذين العضوين من منصبيهما فيها ، بعد ان استغلاه في علاقة شخصية لا تمت للصالح العام 0 فماذا تصنع حكومة الدكتور اياد علاوي الديمقراطية ، او التي يُراد لها أن تكون ديمقراطية ، وها هي ترى رأي عين استغلال رئيس الجمهورية ، غازي عجيل الياور لمنصبه في زواجه الثالث من وزيرة البلديات نسرين برواري ، العضوة في تلك الحكومة، والتي استغلت منصبها هي الاخرى في الزواج المشار اليه ؟ ربما ستقول إن الزواج شرعة 0 نعم 0 الزواج شرعة مشرعة ، لكن ليس عن طريق استغلال المناصب ، والاساءة الى هيبة الدولة العراقية ، والى الحكومة العراقية ذاتها 0 لقد مضى حكم صدام الى جحيم أبدي ، فلماذا يسير على خطاه حكامنا الجدد في استغالهم لمناصبهم ، ليس في الزواج فقط ، وانما باحياء شرعة المحسبوبية والمنسوبية المقيتة حتى في توفير فرصة عمل ، تلك الفرصة التي عزّت على فقراء العراق ، وستأثر بها من له علاقة باصحاب المناصب من حكامنا الديمقراطيين الجدد ! ؟ وخارجا عن القانون والعرف ، أما رأى رئيسنا دماء العراقيين الغزيرة ، وهي تسيل في فناء داره ! ؟ أما رأى دموع العراقيات ، وهي تسيل أنهارا على فلذات اكبادهن الذين يتساقطون في شوراع العراق كل يوم ، ودونما ذنب ، في حروب ردة الزرقاوي ، وفلول صدام الساقط ! ؟ كان على غازي عجيل الياور أن لا يستعجل أمره ، وثانية أن لا يستعجل أمره !
#سهر_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكاتب العراقي والمواقع !
-
امارة العوران !
-
أنصار السنة ومنطق عفلق !
-
ظرف الشعراء ( 21 ) : الفرزدق
-
بضائع الموتى !
-
المتربصة !
-
الحنكة الانجليزية والمدفع الأمريكي !
-
دولة تعلق مصيرها برجل !
-
الأزمة واحزاب الحكومة !
-
الصمت !
-
القفز في اسعار النفط !
-
ولدوا مع الخطأ الأمريكي !
-
بخفي حنين !
-
جيش الصدر : العناصر والسلوك !
-
ظرف الشعراء ( 20 ) : السيد الحميري
-
قراءة في البيان الأول !
-
حصار عناصر من المخابرات الايرانية !
-
النفخ في الصُور !
-
اجتثاث البعث- في ذمة الماضي -
-
الحزام الأمني الايراني !
المزيد.....
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|