أصابع وآذان الهاتف

فايق المير

الحوار المتمدن-العدد: 950 - 2004 / 9 / 8 - 09:31
المحور: حقوق الانسان
    

رن جرس الهاتف .. قالت زوجتي على الطرف الآخر : لاتتآخر أنا مشتاقة ! وهمت بالبوح أكثر .. لكني قاطعتها وأنا ـ الملهوف لسماعها ـ : مهلاً إن للهاتف أصابع تكتب وآذان تسمع !!.. , غصت بكلماتها وأنا بأشواقي ثم تغير الحديث !!
ــ نعرف جميعاً أن الدولة " السلطة " قد دخلت و ـ دون استئذان ـ بيوتنا عن طريق حزبي , أو مخبر , أو جار بصاص , وأن حرماتها قد استبيحت وجرى العبث بكل الأشياء فيها !؟! وليس من باب الطرفة والافتراء أنهم وفي إحدى المرات العديدة التي اقتحموا فيها منزلي صادروا كتباً في " الهندسة الكهربائية " , واختصاصات علمية أخرى , فقط لأن مؤلفيها هم من " بلاد السوفيات " وتفوح منها رائحة أفكار هدامة ؟؟!, بعد حين كان الكثير منها ومن مكتبات أخر يباع على الأرصفة , والبعض الأخر يصمد أو " يصمت" في مكتبات الزينة للمتنفذين من هذه الأجهزة !
ــ يجيز القانون السوري اعتراض المكالمات الهاتفية , والمراقبة لمن يشتبه بارتكابه جرماً ويحتاج مثل هذا الأمر لإذن من النيابة العامة . مسكينة النيابة العامة فقد تكون هواتف البعض منهم تحت المراقبة !!
ــ سورية إحدى الدول الموقعة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وعلى العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية وتنص المادة / 12 / منه على أنه { لا يجوز تعرض أحد لتدخل تعسفي في شؤون أسرته أو مسكنه أو مراسلاته , ولكل شخص الحق أن يحميه القانون } .
ــ ينص الدستور السوري في مواده [ 31,32 ] على أن المساكن مصانة لا يجوز وكذلك المراسلات البريدية والاتصالات السلكية مكفولة وفق أحكام القانون .
ــ تنص كافة الشرائع السماوية على منع التجسس والرقابة على الفرد أو الإساءة لسمعته وتجب حمايته من ذلك !
ــ كافة الشرائع و الدساتير والقوانين إياها معطلة بفعل القوة القاهرة !!, وغالبية السوريين يحسون بوقع التعطيل هذا من خلال ما تقوم به الأجهزة في كل يوم , ومن خلال دوام الطوارئ والأحكام العرفية , ولكن رغم كل ذلك لم أشفى بالجواب عن سؤال مازال يراودني : ما الذي يهدفونه من الاختباء خلف سماعة الهاتف والتلصص على زوجتي إن قالت مشتاقة !! أو على أمي إن اطمأنت على !!
يطول بقاؤهم خلف السماعة , وفي الطرقات وعلى الهامش من الحياة . وتبقى زوجتي تقول كلماتها وأمي تطمئن علي وكل شئ فينا يقول أن :
تحيا الحياة ..... تحيا الحياة

طرطوس 7-9-2004

#فايق_المير (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات