رمضان عبد الرحمن علي
الحوار المتمدن-العدد: 3146 - 2010 / 10 / 6 - 13:57
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
وإليكم هذه القصة الواقعية التي حدثت مع سيدة من أقارب أحدا أصدقائي حين دخلت المشفى
بعد أن عانت كثيراً من أمراض نسائية، وتبين لاحقاً أنها أصيبت بسرطان المبيض، وبعد السؤال تبين أنها لم تكن تخبر زوجها أو أبناءها عن مرضها لأنها تعتقد أنها التهابات، وبحسب العرف العربي السائد فممنوع على المرأة أن تتلكم عن مرضها، (ثقافة العيب)، ونحن كثيراً ما نسمع عن الأمراض النسائية الخاصة بالمرأة، وبرغم أننا في هذا العصر المتقدم في كل شيء والمتقدم في الطب ومن السهل الكشف عن أي مرض عند أي إنسان بسبب ما وصلت له البشرية من تقدم، ولكن مع الأسف ما زلنا نستمع إلى هذه الجملة وخاصة في المجتمعات العربية الصحراوية البدوية التي ما زالت تنظر إلى المرأة إذا مرضت أن مرضها يشكل لهم العار، وحتى لو كان هذا المرض سوف يفتك بحياة المرأة، يفضلون أن تموت ولا يعرف أحد ما كان عندها من مرض، وكأن المرض عند هؤلاء جريمة من جرائم الشرف، كما تظلم المرأة أيضا دون الرجل في هذا الخصوص، أي تقتل المرأة في جرائم الشرف ظلما أما الرجل يتمتع بكل شيء، ومن الممكن من يقتل المرأة عند هؤلاء العرب ينظر له على أنه شخصية قوية وذو رأي سديد، هذه هي ثقافة الأغلبية من العرب حتى الآن مع الأسف في نظرتهم إلى المرأة وفي تعاملهم مع المرأة، حتى في المرض يفرقون بين الرجال والنساء، فهل هناك فرق عند العرب بين عصر الجاهلية حين كانوا يدفنون البنات وهم أحياء وبين هذا العصر في تعاملهم مع النساء، حين تتعرض المرأة إلى مرض خبيث أو البنت أغلب العرب يتركون هؤلاء المرضى يواجهون مصيرهم بأنفسهم والبعض من هؤلاء العرب يقولون أن رحمة الله موجودة، نعم إن رحمة الله موجدة لا تنتهي ولكن أين رحمة هؤلاء الناس تجاه نساهم وبناتهم؟!.. ألم يقرأوا قول الله إذا كانوا من المسلمين حيث يقول تعالى:
((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)) سورة الروم آية 21.
المودة والرحمة وهم أصحاء فقط أم تلك الثقافة العمياء من العرب والتي لم تتغير لا قبل الإسلام ولا بعد الإسلام تجاه المرأة وحتى وقتنا هذا، الشيء الغريب عند هؤلاء العرب بتعاملهم مع المرأة بهذه القسوة وبنظرة غير إنسانية إلا أنهم أيضا أكثر شعوب الأرض انشغالاً بالنساء ولم يفلحوا في أي شيء غير استعباد المرأة وأكل حقوق المرأة وقتل المرأة، هذا ما فلحوا فيه هؤلاء العرب أصحاب تلك الثقافة العمياء تجاه المرأة.
#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟