أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أوري أفنيري - على اللاعنف السلام














المزيد.....

على اللاعنف السلام


أوري أفنيري

الحوار المتمدن-العدد: 949 - 2004 / 9 / 7 - 09:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


في الاحتشاد الكبير في أبو ديس، الذي حاول فيه أرون غاندي، حفيد المهاتما، إثارة النفوس وحثها على اللا عنف، نظرت إلى الحشد وتخيلت حوارا بين شابين فلسطينيين.

يوسف: "إنه على حق، لقد أخفقت الانتفاضة المسلحة".

حسن: "بالعكس. لولا ما قام به الشهداء لنسانا العالم منذ زمن بعيد".

يوسف: "نصف سنة لم تحدث فيها عمليات داخل إسرائيل، وانظر إلى ما قد حققناه!"

حسن: "لم نحقق شيئا بل على العكس، فالضباط الإسرائيليون يتفاخرون كل يوم بأنهم قد تغلبوا علينا بالقوة، بواسطة التصفيات الموجهة، اجتياح مناطقنا وسائر ممارسات القمع، وطيلة هذا الوقت استمروا بتوسيع المستوطنات وإقامة النقاط الاستيطانية الجديدة وبناء الجدار العنصري".

يوسف: "هل نسيت أن المحكمة الدولية قد أقرت بأن الجدار هو جدار غير قانوني وقد صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على ذلك بأغلبية ساحقة. كل أوروبا صوتت إلى جانبنا! نحن في طريقنا إلى النصر على صعيد الرأي العام العالمي".

حسن: "ما قيمة ذلك في وقت يفعل شارون فيه ما يحلو له ويستمر في احتجاز الرئيس داخل قفص ويبصق في وجه أبي العلاء، في وقت يدعو فيه أبو العلاء إلى اللا عنف؟"

يوسف: "حتى رجالات القانون الكبار في إسرائيل يحذرون شارون من أنه إذا استمر في ذلك فسوف تفرض الأمم المتحدة عقوبات على إسرائيل!"

حسن: "ولكن ما يحدث في هذه الأثناء هو العكس، فبسبب وقف العمليات الانتحارية بدأ الاقتصاد الإسرائيلي بالانتعاش. يقولون بأن قوافل السائحين التي توقفت تماما تقريبا بسبب عملياتنا قد بدأت تعود إلى إسرائيل. فإذا كان الوضع لدى الإسرائيليين جيد وبدأ الخوف يزول لديهم من العمليات الانتحارية، فما الفائدة من التحدث معنا؟ وما الفائدة من إعادة المناطق؟ ولماذا يجدر بهم التوقف عن توسيع المستوطنات؟ إنهم لا يأبهون لنا".

يوسف: "علينا أن نستحوذ على الرأي العام العالمي، ومن الممكن تحقيق ذلك بواسطة اللا عنف فقط. أنا أقدر الشهداء المستعدين للموت من أجل الوطن وكلني فخر لأن لدينا مثل هؤلاء الأبطال. إلا أن ذلك لن يؤدي إلى أي شيء، سوى أنه يمنح شارون الذرائع ليسحقنا أكثر فأكثر."

حسن: "وكأن شارون يحتاج إلى ذرائع! إنه يريد كسرنا ولن يحرك الرأي العام العالمي ساكنا من أجلنا. حتى الزعماء العرب الخونة لن يفعلوا شيئا من أجلنا. أبطالنا هم فقط الذي سينقذوننا".

يوسف: "لكن غاندي قال أن الأساليب اللا عنيفة ستنجح أكثر. لقد أثبت جده ذلك في الهند".

حسن: "إنه لا يعرف الإسرائيليين. الجيش الإسرائيلي سيطلق النار على أية مظاهرة فلسطينية كبيرة غير عنيفة".

يوسف: "أنظر إلى الأخوة الذين تسلقوا قمة الجدار. هذا مثال للتصرف غير العنيف الناجح بروح غاندي: يخالفون القانون الذي وضعه المحتل على الملأ ودون خوف".

حسن: "لا توهم نفسك. لولا وجود غاندي والإسرائيليين هناك لكان الجنود سيطلقون النار عليهم وسيقتلونهم في الحال. بعد ذلك كانوا سيصدرون بلاغا بأنهم مخربون مطلوبون. هل تذكر ما حدث مع بداية انتفاضة الأقصى حين كانت هناك مظاهرات كبيرة غير مسلحة؟ لقد أحضر الجيش الإسرائيلي قناصة وقتل قادة المتظاهرين. دخيلك، نحن لسنا في الهند والإسرائيليون ليسوا إنجليز. إنهم يفهمون لغة القوة فقط".

يوسف: "ولكن هذا ما يقولونه علينا!"

يدور هذا النقاش الآن في مختلف أوساط المجتمع الفلسطيني، ولربما في كل بيت فلسطيني. "اليوسفيون" لا ينجحون في إقناع "الحسنيين" وأشك أيضا في قدرة أرون غاندي على الإقناع، لأن ما ينقصهم هو التعليل القاطع. أبو مازن "المعتدل" لم يحصل على أي شيء من شارون. وبعد نصف سنة خالية من العمليات الانتحارية الكبيرة في إسرائيل لم يحقق الفلسطينيون أي إنجاز على أرض الواقع. لذلك كانت العملية الانتحارية المرعبة في بئر السبع، بعد أسبوع من الاحتشاد الذي شارك فيه غاندي متوقعة للغاية.

طالما حكومة شارون مستمرة، بتشجيع فعال من الرئيس بوش، في توسيع المستوطنات، بناء الجدار والقيام بممارسات ضم الأراضي، لا يمكن للرأي العام الفلسطيني الاقتناع بالتخلي عن الأسلوب العنيف. ويمكن لتغيير حاسم في الرأي العام الفلسطيني أن يمنع العمليات الانتحارية. لا يمكن لأي جدار أن يمنع أشخاصا مستعدين للموت بهدف تنفيذ عملية انتحارية وقد أثبت الفلسطينيون أن لديهم عددا غير محدود من هؤلاء الأشخاص.

إيهود براك، وهو رجل لا مثيل له في العنف، قال ذات مرة أنه لو كان شابا فلسطينيا لكان سينضم هو أيضا إلى منظمة تخريبية. إنه لا يؤمن هو أيضا بأن عدم العنف سيجدي نفعا ضد الجيش الإسرائيلي. ويبدو أنه يعرف ما يقول.

إنني من أنصار تعاليم المهاتما غاندي، فهذه التعاليم قد أثبتت نفسها في الهند. لقد كان غاندي أبرز المحررين في القرن العشرين: لقد حرر كل شبه الجزيرة الهندية، ومن ضمنها الباكستان وبنغلادش. (إلا أن غاندي قد قال أيضا أنه يجدر استخدام أساليب غير عنيفة ضد هتلر، وقد كان من الصعب على مؤيديه الأكثر تشددا قبول ذلك).

لقد انضممت في حداثتي إلى منظمتين عنيفتين جدا (إتسل وجيش الدفاع الإسرائيلي)، ولكنني بعد جرحي في نهاية حرب 1948 كنت أشعر بتشنج في أعضائي لفترة دامت عدة أشهر حينما كنت أسمع عن عملية ميدانية. إنني أمقت العنف من أي نوع كان. كيف يمكننا وضع حد للعنف؟

يوجد لدينا من يقبل الحل الذي يستند إلى تسوية ولكنهم يعتقدون أنه "لا يوجد من نتحدث معه"، "لأنهم" لا يبحثون عن حل بل يريدون إبادتنا. الحقيقة هي أن العنف الفلسطيني، الذي يحدث سفك دماء كبير، يأتي بسبب كوننا قد أغلقنا أمامهم كل الطرق الأخرى.

من الممكن وضع حد للعنف في هذه البلاد – إذا فسحنا أمام الجمهور الفلسطيني بابا بديلا للتوصل للحرية والعدل بأساليب غير عنيفة.

من يؤمن بأن جدارا أيا كان سينجح بذلك، فمن الأجدى له أن يحصل على تعويذة من الحاخام كدوري.



#أوري_أفنيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب أحادية الجانب تماما
- قحط في تكساس
- ترتيب الفوضى
- الأوليغارخيون أو: البتول التي تدهورت إلى الزنى
- جلد الدب
- الرجل الطيب والسيدة العجوز
- حقا هناك قضاة في هاغ
- العدل، الغاز والدموع
- ذهب الزرزور إلى الغراب…-
- أضرار نفسية غير مرتجعة
- فليشربوا من بحر غزة
- طومي والجدة
- اغتصاب رفح
- بوشارون: العد التنازلي
- المسخ الذي تصدى لصانعه
- فأنونو: السر الدفين
- جلد شارون، وجلد بوش المرقط
- الأرز المر (2) أو: مسيرة الحماقة
- رسالة إلى عرفات
- ثلاثة جنرالات وقديس واحد


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أوري أفنيري - على اللاعنف السلام