أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - ليبرمان ليس منفلتًا














المزيد.....


ليبرمان ليس منفلتًا


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 3141 - 2010 / 10 / 1 - 09:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


*الدعم الشعبي العربي لا يأتي من صالونات تنظيرية تعقد في هذه العاصمة العربية أو تلك، ولا من حفلات التخوين وترسيخ الانقسام وبث الاحباط*
كانت العاصفة التي ثارت في حكومة بنيامين نتنياهو في اليومين الأخيرين، في أعقاب خطاب مسؤول الدبلوماسية- الدبلومافية- الإسرائيلية الأول أفيغدور ليبرمان، من على منصة الهيئة العامة للأمم المتحدة، مفتعلة إلى درجة مفضوحة جدا، فمن يعرف كيف تدار الأمور في سدة النظام الإسرائيلي، يعرف تماما أن آخر من يمكن أن يتفاجأ من هذا الخطاب هو نتنياهو ومعه إيهود باراك، لان ليبرمان نطق باسميهما.
فقد وقف ليبرمان أمام العالم يعرض تصوراته بشأن المفاوضات المباشرة ليقول أن لا أمل منها، ودعا إلى إبرام حل مرحلي طويل الأمد، يستمر لعقود، كما دعا إلى تبادل بين فلسطينيي 48 أهل البلاد وترابها، وبين عصابات المستوطنين الإرهابية الغازية. وسارع مكتب نتنياهو لإصدار بيان يعلن فيه أن ليبرمان "لم ينسق مضمون الخطاب مع نتنياهو"، واختار باراك أن يرد على ليبرمان بالقول "من الضروري مواصلة المفاوضات وأن لا نلعب في ملاعب الخصوم".
ولم يعترض أي من الاثنين على جوهر الرسائل السياسية التي بثها ليبرمان، مثل مسألة التبادل "السكاني"، ورفض مبدأ الأرض مقابل السلام، وغيرها من الرسائل، لأنها لا تتعارض مع جوهر السياسة الإسرائيلية القائمة.
والحقائق تثبت أن جوهر خطاب ليبرمان يعكس مواقف نتنياهو وباراك، فنتنياهو قال قبل أقل من ثلاث سنوات، إن الخطر الاستراتيجي الأكبر على إسرائيل هم فلسطينيو 48، وفقط قبل أسابيع دعا إلى "اليقظة"، وعدم السماح بتحويل منطقة النقب الجنوبية إلى ذات أغلبية عربية، وكانت هذه شارة انطلاق لتصعيد جرائم تدمير بيوت فلسطينيي 48 في صحراء النقب، فحتى الآن تم تدمير قرية العراقيب خمس مرات والمعركة متواصلة.
أما باراك ذاته، فهو زعيم حزب "العمل" الذي انطلقت منه أول فكرة لما يسمى بـ "التبادل السكاني"، من قبل الوزير الاسبق افرايم سنيه، ومن بعده يوسي بيلين، الذي تنكر لها لاحقا، وهو الداعي دوما إلى ابرام اتفاق يأخذ بعين الاعتبار "العامل الديمغرافي".
لهذا فإن نتنياهو أرسل ليبرمان إلى الأمم المتحدة، ليلوّح به كالعصا أمام الأسرة الدولية، ولسان حال نتنياهو يقول: "تفضلوا وانظروا واسمعوا من يجلس إلى طاولة حكومتي، هذا ما عندي وعليكم أن تتعاملوا مع ما هو قائم".
لا يمكن أن يصدق أحد في إسرائيل أن ليبرمان وقف ليلقي خطابا لم يعرفه نتنياهو، فهذه الخطابات تقر وفق أنظمة عمل قائمة في نظام الحكم في إسرائيل، وبالامكان الاستعانة بما قاله عضو الكنيست اليميني يوئيل حسون من حزب "كديما" المعارض، وهو من كان حتى قبل سنوات قليلة، رئيس قسم الشباب في حزب الليكود الحاكم، فقد قال حسون: "رئيس الحكومة (أ) نتنياهو، يتحدث عن اتفاق دائم ودولتين، ورئيس الحكومة (ب) ليبرمان يتحدث عن اتفاق مرحلي وتبادل سكاني".
لقد نجحت إسرائيل في هذه المرحلة، كما في المراحل السابقة في إغراق العالم والحوار السياسي العالمي بقضاياها الداخلية، فحاليا ينشغل العالم بأكذوبة التجميد الاستيطاني الذي لم يكن، في الوقت الذي تواصل فيه جرافات الاحتلال اغتصاب الأرض الفلسطينية، والعالم يتفرج.
والسؤال الذي يطرح نفسه، أيضا أمام الحالة الفلسطينية المتردية: هل الأداء العربي الشعبي العام يدعم حقا مسيرة التحرر الفلسطينية؟ وإذا بحثنا عن الجواب لدى المؤثر الأكبر في بلورة الرأي العام، وسائل الإعلام الكبرى، نجدها تلعب في ملاعب الانقسام الفلسطيني، وتغذي حملات وحفلات التخوين وبث الإحباط، فالدعم لا يأتي من صالونات تنظيرية تعقد في هذه العاصمة العربية أو تلك، يأتيها "ممثلون" من كل حدب وصوب، يحملون أزماتهم السياسية الخاصة ليلقوا بها على جبال عبء القضية الفلسطينية، وآخرون يدعون لحماية الثوابت الفلسطينية، التي لا خلاف عليها في الساحة الفلسطينية، وفقط من أجل تعميق حالة الانقسام الداخلي، فالثوابت لا تحميها البيانات، بل بالأساس الممارسة الفعلية الجماعية والفردية أيضا.
نحن بحاجة إلى اداء عربي شعبي ضاغط من اجل انهاء حالة الانقسام الفلسطينية وتوحيد الجهود في مواجهة المرحلة الخطرة، نحن لسنا بحاجة إلى خطابات أجندتها الخلفية لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية وشعبها، ولسنا بحاجة لخطابات تدغدغ عواطف النفوس الضعيفة أو المحبطة واليائسة، فأهل الشيخ جراح وسلوان المقدسيون يئنون تحت وطأة مؤامرات الاقتلاع، ولا تسعفهم خطابات شاشات البلازما الملونة.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار بين مطرقتي فتح وحماس
- حسابات -كديما- تبقيه في المعارضة
- العُهر الإسرائيلي في الخليل
- الطيور السياسية تبحث عن أعشاش وعش الليكود يكاد يتفجر بصقوره
- التخلص من أولمرت قبل الحملة الانتخابية
- حق العودة للعرب اليهود
- إرهاب المستوطنين يضرب الإسرائيليين
- الضمير التقاعدي الإسرائيلي
- مستقبل الحكم في إسرائيل مع ليفني
- صناعة الحرب الإسرائيلية
- الوجه العنصري للفقر في إسرائيل
- -ميزانية الحرب المقدسة-
- معضلة القيادة الإسرائيلية
- القادة الفلسطينيون الأسرى
- يستثمرون الفرية الإسرائيلية
- الشاذ والعام في جيش الاحتلال
- الانتخابات البرلمانية ليست بالضرورة في العام القادم
- -جرافة القدس-: عملية أم حادث وتصفية؟
- إسرائيل وإيران والنفط
- إسرائيل ومسامير جحا


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - ليبرمان ليس منفلتًا