خيري حمدان
الحوار المتمدن-العدد: 3141 - 2010 / 10 / 1 - 09:27
المحور:
الادب والفن
الفاشلون
خيري حمدان
فاقدو الفرص، التائهون بين ثنايا النجاح .. الغارقون في خطايا الحياة،
الراحلون نحو الغد، المتمردون المرسومون فوق دفاتر المعاناة، سماد الأرض، المسافرون في الدورة الموازية للحياة، رتل الطيور المهاجرة المنفطرة قلوبها من ذروة ارتفاع الأفق، المنسكبة دومًا نحو القمر.
الفاشلون المعتمرون المنكوبون فاقدو الحظ، المنهكون من كثرة الاختباء خلف الأكمة، المبتلون دومًا بمياه الأمطار، الغارقون في الأوحال، أنتَ وأنتِ وثلّة من الصامتين في عتمة الليل ترجون قمرًا عابرًا، نجمًا شاردًا، شمسًا أوسطية تدفئ قطعان الغزلان الشاردة في البراري، وعيون المها غبية .. لا تفرق بين عصا الراعي وبندقية الصياد الموجهة نحو المقتل مباشرة.
لكِ منّي بعضي بل كلّي وإذا لم تكتفِ خذي غنائمي منذ الأزل لكن، لا تنكّسي أعلامي فأنا لم أرفع منها سوى واحد، لحظة التقيتك وكان اللقاء مستحيلاً. من يدفع فاتورة التنحّي عن منصّة التتويج هذه الليلة؟
أعلنت انتصاري مرات عديدة، أعلنت انكساري آلاف المرات، أعلنتها عند عتبات بيتك ونوافذك المسيجة بحبق الشهوة. من يشفع لي ضعفي ويقص عليّ حكايا النسيان .. يا أنتِ المتوجهة دومًا نحو جرحي المفتوح في انتظار شفاعة تأتي ولا تأتي!
أقرؤك سلام الفاشلين المهزومين المحرومين المُسْرِعينَ نحو بيادر الهمس وسط لجة الثرثرة المتراكمة في حوض المياه الآسنة.
أقرؤك سلام المغتربين المسافرين تجاه الكرم والعندليب لا يفتأ يغني معلنًا تمردّه في ليل العتابا. وصدى سؤالك يتردد في جوف الأبدية، يأتيني في لحظة تائهة: "من قتل حصاني الأبيض في ليلة عرسه؟" من قرأ فاتحة سلمى فاتنة الحيّ؟ من هدر قلبها المرهون لأشجع رجالات الحيّ؟ ذاك الذي رمى شباكه في بحيرة البجع فلم يصطد سواها حورية؟!
#خيري_حمدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟