أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - العراقيون ..وسيكولوجيا اللوم














المزيد.....

العراقيون ..وسيكولوجيا اللوم


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3140 - 2010 / 9 / 30 - 13:28
المحور: كتابات ساخرة
    



رئيس الجمعية النفسية العراقية

يعني اللوم تحميل طرف تربطنا به علاقة (زوج،صديق،جماعة،حكومة..) تبعات فعل ما كان عليه أن يقوم به ،او تقصيرا لعدم قيامه بفعل كان عليه القيام به. وبرغم أن اللوم ممارسة يومية في علاقاتنا فاننا غير منتبهين الى أنه غالبا ما يكون وسيلة سيئة للتحدث عن المشاعر المجروحة ،وغير مدركين لما يحدثه فينا من انفعالات قوية تفضي أحيانا الى نتائج كارثية،ولا عارفين بآليته السيكولوجية التي تعمل ،من حيث لا نقصد،على تحفيز الانتقام القائم على معادلة (أنت تلومني..فسألومك).فأنت حين تلوم شخصا فهذا يعني نفسيا أنك تضعه في دور ( المتهم) الذي يتحتم عليه أن يدافع عن نفسه،فيتطور الموقف الى تصعيد لتبادل الاتهامات ونبش قضايا تحت التراب..ونشر غسيل تفضي احيانا الى عواقب وخيمة.
واللوم لا يصّفي القلوب ولا ينهي الخلافات ولا يحلّ الصراعات كما يعتقد كثيرون،انما مجرّد طريقة لالقاء المسؤولية على عاتق شخص آخر.. بل هو فخ كبير نقوم،حين نقع فيه،بانتقاء أخطاء الناس لندّعي أننا على صواب وننشغل بالدفاع عن انفسنا والاستعداد للهجوم على الآخر.
ومن مراقبتي لسلوكنا ،نحن العراقيين،لاحظت أننا أكثر الناس ،أو من أكثرهم، ممارسة للوم وأسرعهم الى القائه على الآخرين.. سواء على صعيد العلاقة بين الزوجين أو الصديقين أو الجماعتين( الطائفتين!) أو بين الناس والحكومة. وان كنت في شك فتأمل "تأمّلي" نفسك كم مرّة لمت شريك حياتك ،وكم منها أدت الى زعل و" ديرة ظهر"على قضية تافهة كأن تكون هي وضعت كوب اللبن على طرف المائدة وسكبته أنت ،دون أن تنتبه، على السجادة الجديدة المفروشة لاستقبال ضيوف على وشك الوصول ،فتقول لك:
- هاي اشبيك..أعمى
فتردّ:حسنّي ألفاظك..
وقد يتصاعد الى نبش الماضي ،وقولها أو قولك:ألعن أبو ذاك اليوم الشفتك بيه..ولك أن تتصور المشهد..أو تتذكّره!.
ولك أن تتذكر ايضا كم صديقا خسرته أو خسرك ،لا بسبب محتوى اللوم بل لأسلوبه..لأننا نميل الى أن نصيغه بطريقة لاذعة تحقّر من شأن الآخر ..فيردّ بطريقة أقوى.وأظن أن معظم العلاقات بين العراقيين،والعرب ايضا،كان اللوم-أو طريقتنا في اللوم- سببا فيها. حتى النقد ،الذي يعني تحديد مزايا الشيء وعيوبه والحكم عليه بموضوعية،صرنا نمارسه بالتركيز على العيوب والنواقص وتضخيمها..وأننا حين نحلل شخصيات الآخرين فان في داخلنا (أعور) يلتقط الأخطاء والعيوب ويشرحّهم كما لو كن جّراحا يبحث عن ورم خبيث ..وتلك "عاهة" نفسية ترّبى عليها كثيرون في طفولتهم وتلقّوا كفايتهم من التأنيب والسخرية حين صاروا كبارا،فصارت وكأنها "سجية" جبل عليها العراقيون ..مضافة الى "عاهات" أخرى أقبحها أصرار العراقي على الدوام باثبات أنه محق! وصعوبة اعترافه للآخرين بأنه كان على خطأ!..وتباهيه بأنه محايد وموضوعي بالقدر الكافي لفهم الخبرات المعقدة للآخرين! ،وتعامله مع التعليقات السخيفة للآخرين كما لو كانت اهانات شخصية موجّهة له! ورمي اللوم على الآخرين حتى لو كان شريكا بالمناصفة في ديمومة الصراع!..
ويبدو لي أن سيارة العملية السياسية في العراق قد توقفت،ليس فقط بسبب الخلل في ماكنتها يوم صنّعت،بل ولأن أسلوب اللوم المتبادل بين السياسيين ثقب أحد أطاراتها..ف (بنجّرت!).



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استهلال في مفهوم الشخصية العراقية
- انتحار الأمهات!
- تحليل شخصية شريك الحياة..بالهندسة النفسية!
- العار..وأكل المال الحرام
- مبادرة علمية تخصصية لحلّا لأزمة العراقية
- في سيكولوجيا الصراع
- وساطة نفسية لحل الأزمة العراقية
- مشروع وطني لانقاذ العراق والديمقراطية
- انتحار الأدباء..أزمة حياة أم خلل عقلي؟!
- العراقيون في الخارج
- العراقيون ..وسيكولوجيا التعبير
- ياني..في المنطقة الخضراء!
- العرب والسلطة ..وقراءة الطالع
- المتاجرة بالبشر
- المثقفون والنرجسية..مع الدكتور قاسم حسين صالح. حوار:علي السو ...
- العدالة..والعلاقة بين الدولة والمجتمع
- المجتمع ..والأمن الوطني
- غورنيكا عراقية
- الأخلاق والديمقراطية..ايها السياسيون
- السياسي..المثّلث


المزيد.....




- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - العراقيون ..وسيكولوجيا اللوم