أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باتر محمد علي وردم - إختطاف أطفال: هل وصلنا قمة الإنحدار الأخلاقي؟














المزيد.....

إختطاف أطفال: هل وصلنا قمة الإنحدار الأخلاقي؟


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 948 - 2004 / 9 / 6 - 11:08
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم أتخيل يوما في حياتي أتمنى فيه التوفيق للقوات العسكرية الروسية في مواجهة المقاتلين الشيشان ولكن هذا ما حدث عندما بدأت المواجهة مع خاطفي الأطفال في مدرسة أوسيتيا. المعادلة الأخلاقية والإنسانية كانت تقتضي الدفاع عن حق مئات الأطفال الأبرياء في البقاء على قيد الحياة، والدفاع عن مشاعر أهالي هؤلاء الأطفال الذين اصبحوا رهائن في صراع سياسي لا يملكون اي ذنب فيه، وفي الرفض التام لهذه الفضيحة الأخلاقية التي قامت بها "عصابة" لا مقاتلين شرفاء من المقاومة الشيشانية وهي تختطف مئات الأطفال الأبرياء في أكثر الأمكنة التي يجب ان تكون آمنة في العالم، وهي المدارس.
ما حدث يوم الأربعاء الماضي في أوسيتيا هو وصمة عار في جبين المقاومة الشيشانية العظيمة، وحادثة مفصلية قد تدمر وبكل أسف مصداقية هذه القضية الشيشانية العادلة والاتريخية في أذهان الناس في كل العالم بل المعتدلين من الروس، أو العرب والمسلمين، لأنه لا يوجد اي مبرر سياسي أو ديني أو وطني يجعل من الأطفال في سن الرضاعة والطفولة أوراق رهان في المعادلة السياسية.
لقد كانت القضية الشيشانية دائما من أكثر قضايا المقاومة الوطنية وضوحا في العالم، حيث كان الحق واضحا ومؤكدا إلى جانب الشيشان. وفي بداية ومنتصف التسعينات قدمت المقاومة الشيشانية نموذجا دوليا وإسلاميا مشرفا في المقاومة العسكرية والسياسية الشجاعة بحيث اصبحت مقاومة يضرب المثل بها من فرط الجرأة والثبات على الموقف والبعد الأخلاقي.
ولكن من الواضح أن خللا هائلا قد حدث في هذه المقاومة منذ نهاية التسعينات، وأنا واثق أن جميع الأخوة الشيشان والمسلمين يعرفون سبب هذا الخلل وهو دخول الفكر السلفي في المقاومة الشيشانية، وتحولها من مقاومة وطنية تستمد بطولات الشعب الشيشاني في مواجهة الغازي الروسي، ومن مقاومة أرسى قواعدها جوهر دوداييف وقدم فيها توازنا قوميا-دينيا أثرى هذه المقاومة دوليا وإسلاميا، إلى مجموعة من النشاطات الإرهابية التي تتمثل في الخطف والإغتيال والتفجير ، إضافة حتى إلى الإنغماس في التجارة غير المشروعة.
دخول الفكر السلفي إلى المقاومة الشيشانية وتحت الغطاء الديني العالمي، غير كل شئ في فكر المقاومة الشيشانية فأصبحنا نشاهد عمليات تماثل في بشاعتها ما يقوم به تنظيم القاعدة وغيره من العصابات التي تقتل الأبرياء بإسم الإسلام، وباتت عمليات مثل احتجاز الرهائن المدنيين في مسرح موسكو قبل سنتين تطرح أسئلة أخلاقية جوهرية على قادة المقاومة الشيشانية إلى أن وصلنا إلى قمة التردي الأخلاقي في اختطاف الأطفال.
ومما زاد في الأمر سوءا أن جريمة اختطاف الأطفال تزامنت مع جرائم بشعة أخرى تقوم بها تنظيمات سلفية في العراق من قتل الصحفيين والسائقين الأبرياء، مما شوه صورة المقاومة الإسلامية تماما في الرأي العام العالمي وحتى لنا نحن كمسلمين نرفض تحميل الأبرياء وزر سياسات حكوماتهم، فكيف لو كانوا أطفالا؟
خلال أسبوع واحد فقط، وما بين العراق وأوسيتيا، كانت "المقاومة العربية والإسلامية" تعطي نماذج سلبية وبشعة، مما يهدد بتدمير كل مصداقية قضايا التحرير والمقاومة في العالم الإسلامي إذا استمرت هذه العصابات من المتزمتين والإرهابيين في فرض أجندة عملها على المقاومة في العالم العربي والإسلامي. وقد كان من الطبيعي أن تستغل إسرائيل ما يحدث في العراق وأوسيتيا لربط ذلك مع المقاومة الفلسطينية وكذلك قيام الولايات المتحدة بتمرير قانون "اتسحاب سوريا" في مجلس الأمن تحت صليل السيوف قاطعة الرؤوس في العراق وصور الأطفال الجرحى المذعورين في أوسيتيا واشلاء الإسرائيليين في بثر السبع.
انتهت أزمة خطف الأطفال بتدخل عسكري روسي مقامر، تسبب في حدوث كارثة إنسانية هائلة يشترك فيها الجيش الروسي في المسؤولية مع الخاطفين. ولكن هناك أزمة حقيقية في المقاومة الشيشانية على القادة الشيشان أن يتعاملوا معها جديا عن طريق تطهير المقاومة الشيشانية من العناصر المتطرفة والسلفية التي دخلت عليها واختطفت مسارها لتتحول من مقاومة تاريخية بطولية إلى مجموعة من العمليات الإجرامية المدانة دوليا وإسلاميا.
نعم لقد تعرض أطفال العرب والمسلمين إلى الكثير من الجرائم من قبل المحتلين في فلسطين والعراق والشيشان ولكن هذا لا يعني ابدا أن نقوم بنفس هذه الممارسات الإجرامية وإلا فقدنا الحق الأخلاقي الذي نملكه، وليس من المنطقي الدخول في مسابقة مع إسرائيل وروسيا والولايات المتحدة في قتل الأطفال وترويعهم لأن هذا يعني أننا سنصبح، معاذ الله في نفس القعر الأخلاقي الذي وصلوا إليه، وبدأنا نحن للأسف ننزلق غليه نتيجة السماح بامتداد هذا الجنون المتطرف الذين يقتل الأبرياء بإسم الدين الإسلامي ويدمر كل قضايانا العادلة.



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحوة ضد -خطف الأبرياء-: ما الفرق بين الفرنسيين والنيباليين ...
- رفض أي دور أمني أردني في فلسطين!
- عندما يصبح الإصلاح وهما عربيا!
- صفقة إدانة قتل المدنيين الإسرائيليين مقابل تخفيف ضغوطات الإص ...
- ماذا بعد رفض -الإصلاح- من الخارج؟
- -القاعدة- هي التي تقود أخطر حملة على الإسلام!
- مشروع الشرق الأوسط الكبير
- غزة وبغداد...جرائم متماثلة ولو اختلف الفاعلون!
- لا يرغبون بنا...فلماذا نسافر إليهم؟
- هل هناك مجتمع معلومات في العالم العربي؟
- تعقيبا على -الاتجاه المعاكس-: المثقف الذي يقبل رشاوى الأنظمة ...
- الإصلاح العربي...من دافوس!
- قائمة كوبونات النفط تسبب صدمة أخلاقية في الأردن!
- متى تطالب الدول النامية -بالمديونية البيئية- من الدول الصناع ...
- عندما تصبح أجهزة الحاسوب مصدرا للموت والمرض!
- جوائز أسوأ الشركات تأثيرا على البيئة لعام 2003
- الشيطان ضحية البشر
- رموز الجهل والسخافة في الفضائيات العربية
- أهم أحداث العلوم والتكنولوجيا للعام 2003
- لهذه الأسباب لن اشارك في مسيرة تأييد المقاومة العراقية في عم ...


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باتر محمد علي وردم - إختطاف أطفال: هل وصلنا قمة الإنحدار الأخلاقي؟