أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح علي - الذكرى ال22 لحصار قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي في جبل كَارا (5-6)















المزيد.....


الذكرى ال22 لحصار قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي في جبل كَارا (5-6)


فلاح علي

الحوار المتمدن-العدد: 3139 - 2010 / 9 / 29 - 17:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لابد من الاشارة إلى ملاحظتين في هذا الجزأ من مذكرات الحصار :

الاولى :هي أن القوةالأنصارية المحاصرة في جبل كَارا ,بعد الأسبوع الثالث من الحصار قد تم توزيعها إلى مجاميع أو مفارز ووضعت لها مهام, لهذا سيكون هذا الجزء يتضمن الحديث بالتفاصيل وفي غاية الدقة للظروف التي مرت فيها المفرزة لأنه الهدف منه توثيق الحدث .

الثانية : قررت عدم ذكر أسماء الرفاق الاربعة الذين تركوا المفرزة في ظرف في غاية الخطورة ,وذلك لا لشيئ إلا إحتراماَ لتأريخهم الانصاري وما قدموه من جهد وعطاء وتضحيات خلال فترة الكفاح المسلح وأعتبر ما قاموا به خطأ ,هناك خطأ يمكن معالجته ناتج عن العمل ,وهناك خطأ فادح فخطأهم بترك المفرزة والانفصال عنها يعتبر خطأ فادح .

بعد نجاحنا في عبور شارع سوارا توكا زاويتا ودخولنا إلى منطقة الدوسكي ,واجهتنا صعوبات غاية في الخطورة بعضها يعود لأخطاء فنية إرتكبت منها غياب الاستطلاع ولعدم إختيار مكان جيد للأختفاء وهذا بعود أيضاَ لطبيعة منطقة الدوسكي حيث يغلب عليها التلال إضافة إلى إنها غير محصنة هذا أولاَ وثانياَ تكاد أن تكون مكشوفة لحد يصعب الأختفاء فيها في النهار.

بدأت رحلة الايام الصعبة في هذه المفرزة من الليلة الاولى من العبور:

في الليلة الاولى من عبور الشارع قطعنا مسافة جيدة في المسير بين تلال منطقة الدوسكي وقبل بزوغ الفجر , طلب آمر المفرزة بالبحث عن أماكن للأختباء في المكان الذي وصلنا إليه , فأنقسمت المفرزة إلى ثلاث مجاميع للأختباء , وصادف أن كانت مجموعتنا مؤلفة من ثلاث رفاق هم آمر المفرزة والرفيق أبو سلوان وكاتب هذه المذكرات . وما أن بدأت الساعة الاولى من الفجر حتى إكتشفت نحن مختبأون على تلة صغيرة جداَ مطلة على بستان صغير ,وبعض الاشجار في البستان إرتفاعها يكاد يكون بمستوى التله فعلى الفور سألت الرفيق يونس كيف إخترت هذا المكان فرد بالقول كان ظلام ولم أعرف أن هذه المنطقة فيها بستان , كانت مجموعتنا مطلة على البستان والرفاق في المجموعتان إختبأو في أماكن أبعد ,والأكثر خطورة كانت على مسافة قريبة وحدة عسكرية ونقطة الحراسة تكاد أن تطل علينا , وكنت أشاهد الحرس وأنا جالس وبقينا متأهبين لأي طارئ مفاجئ كان عقرب الساعة يسير ببطأ عاينت لساعتي كانت تشير إلى الساعة التاسعة والنصف صباحاَ , ونحن تقريباَ نصف مكشوفين , أمامنا فقط شجيرات من الجلو إرتفاعها حوالي متر .في هذه الأثناء سمعت أصوات بدأت تقترب من مكان إختفائنا ما هي إلا دقائق وإذا بالبستان يحتل من قبل مفرزة عسكرية , كانت مهمتهم لملئ جلكَاناتهم بالماء من العين التي داخل البستان وقطف كمية من الفاكهه , مهمتهم طالت وتحولت إلى سفرة ,وكان أي جندي من المجموعة يقصد التحرك حوالي عشرة أمتار بأتجاه التله سنكون مكشوفين أمامه , كان الجنود يتسلقون الأشجار لقطف ثمارها ثم ينزلون إلا إثنان منهم وكأنهم لم يروا فاكهه في حياتهم , بقيا اطول فترة على الشجرة من زملائهم وكان إسميهما ( ماجد وأمين) كنت أشاهدهم من خلال المسافة ما بين أوراق الجلو المختبأين حولها , وشكلوا خطراَ علينا وما أن وصل عقرب الساعة إلى الثالثة ظهراَ ,عندها وجه الضابط الذي يقودهم أمر الانسحاب فسمع ماجد أمر الأنسحاب ونزل وبقية أمين على الشجرة حتى نادى عليه ماجد أمين إنزل إنسحاب عندها نزل أمين من الشجرة عرفنا أسمائهم لكثرة ما ناداهم الجنود بها . إنسحبت المفرزة وعندها فتحت الزمزمية لأتناول قطرة ماء شاهدت الحرس على التلة المطلة علينا وهو موقع لوحدة عسكرية يفصلنا البستان والتي تبعد مسافة قريبة جداَ عن مكان إختبائنا عندها قلت سيبقى الخطر قائم إذا لم تحل الساعة السابعة مساءَ . بالطبع لو كنا في وضع آخر لكانت هذه المفرزة بالكامل تسقط في الأسر بيد الأنصار . وبعد الساعة السابعة نزلنا إلى البستان وأخذنا درس قاسي من هذه التجربة وتناولنا الفاكهه من نفس الأشجار التي تسلقها الجنود , وبعد أن حل الظلام سرنا في نسق بأتجاه قرية الداوودية .



مفاجئات الليلة الثانية من العبور :

إستمر سيرنا حوالي الساعة والربع وكنا في نسق كان آمر المفرزة يسير في المقدمة وبعده الرفيق ألند وكان ترتيبي الثالث في المسير , من الخطأ الفادح الذي وقعنا فيه هو كان السير بدون استطلاع وبدون استخدام الناظور الليلي . وما أن وصلنا إلى جسر قرية الداودية لغرض عبور النهر من خلال الجسر فشاهدت نقطة حراسة في بداية الجسر يرتفع بنائها حوالي مترين , ولامس متني الايمن جدار البناء وشاهدت خيال شخص على النقطة , ففي هذه اللحظة أطلق آمر المفرزة بهمس كلمة جلوس وتناقلت بصوت واطئ جداَ . وجلسنا وما أن وصلت إلى الرفيق السابع أو الثامن حتى إرتفع الصوت وسمع الحرس بالحركة والصوت , وصاح بصوت عالي وباللغة العربية ( من أنتم) . وفي الحال بدأ يطلق النار على شكل صليات فأندفعنا بقوة إلى أسفل الجسر بخط موازي للنهر , لم نتمكن من عبور الجسر وعندما تجمعنا على مسافة حوالي السبعين متراَ من الجسر , فلم يكن معنا الرفاق أبو سلوان وسمير حناوي وأبو عهد , لم يبادر آمر المفرزة للطلب من أحد الرفاق بالذهاب لأصطحابهم وهذا ضعف بدى على آمر المفرزة , فقلت للرفاق وسمعني بشكل واضح آمر المفرزة والرفيق ألند إنتظروني سأعود لجلب الرفاق الآخرين عدت إلى الرفاق الذين تأخروا وشاهدتهم متجمعين تحت الجسر . ورأيت أبو عهد بلا بندقية وقال فقدت مني البندقية ولم أعثر عليها , فطلبت منهم الانسحاب السريع وعندما وصلنا إلى مكان تجمع الرفاق فلم أشاهد غير ألند ومعه النصبر ضياء الشقيق الاصغر للرفيق أبو حياة , فقلت ألند أين الرفاق فأكد إنهم دخلوا النهر وقلت له لندخل النهر ونتبعهم وكان متردد من دخول النهر , فقلت ما ذا ننتظر إذا الرفاق دخلوا النهرو ليس أمامنا وقت للأنتظار .

دخلنا النهر وكانت بعض الأماكن عميقة وسحبنا التيار إلى قرب الجسر من الجهة الثانية . وعند وصولنا لحافة الجهة الثانية من النهر كانت عملية الخروج من النهر صعبه لوجود قطع مرتفع بعض الشيئ فساعدنا ألند ليصعد أول واحد ويؤمن لنا الجهه الثانية ,ثم ساعدنا ضياء وتبعه سميرحناوي وأبو عهد وساعدت أبو سلوان وصعد وبقيت آخر واحد في النهر , وطلبت من الرفيق أبو سلوان أن يمد لي بندقيته لأمسك بها لتساعدني في الصعود وقبل أن أتمكن بشكل نهائي من الوقوف على الارض . صعقت من المفاجئة التي قام بها أبو عهد ( فضربني في قدم رجله اليمنى على صدري) وعدت ثانية إلى النهر ولكن بوضع ثاني سقطت على ظهري في النهر وتيار النهر كان سريع ولكن ليس جارف وصدفه كانت صخره كبيرة بجانبي ساعدتني وبصعوبة تمكنت من الوقوف والاقتراب ,وكان موقف جيد ومشهود له من الرفيق أبو سلوان لم يتركني في النهر وينسحب ,بقيه ينتظر ومد بندقيته لي وساعدني من الصعود ثانية . وشاهدت أبو سلوان وأبو عهد , وعلى الفور سألت أبو عهد لماذا فعلت ذلك فلم يرد , فقال أبو سلوان رفيق أرجوك لا تفعل شيئ وفعلاَ لا يوجد وقت للحديث مع أبو عهد عن عمله هذا الذي قام به ولا يمكن الرد عليه دون تحقيق معه , وبما أننا بوضع غير طبيعي وشاهدت لايتات السيارات العسكرية التي تحركت بأتجاه الجسر من قرية الداوودية . فسألت أبو سلوان أين ألند وبقية الرفاق فقال ذهبوا بهذا الأ تجاه وقلت له سأتوجه إليهم سريعاَ وإتبعني وسننتظركم , في هذه الاثناء قال أبو عهد لماذا لم نبقا هنا إلى الصباح , لا يوجد وقت للحديث معه وكررت على الرفيق أبو سلوان إتبعني على الفور . وبعد سير في الاتجاه حوالي 5 دقائق شاهدت ظلال أشخاص تسير في نفس الاتجاه وأسرعت إليهم وكان ألند وضياء وسمير حناوي وإلتحقت بهم وإنتظرنا دقائق وكانت المنطقة أقرب إلى الدشت وإلتحق بنا الرفيق أبو سلوان ومعه أبو عهد . كان عددنا ست رفاق ولم يكن معنا بقية رفاق المفرزة . ليس لدينا معرفة بمنطقة الدوسكي ولم نعرف إتجاهات السير, فتوجهنا نحو الجبل مع وجود بعض القطوع ولكن ظهر ليس جبل وإنما تلال وقطوع وكان الظلام شديد , فسقط الرفيق أبو سلوان وساعدناه على النهوض وقلقنا عليه كثيراَ لاننا كنا نخشى قد أصيب في قدمه ويصعب عليه السير , وبعد استراحة حوالي 10 دقائق طمأننا الرفيق أبو سلوان إنه بخير , واصلنا مسيرنا وبعد ساعة من المسير ,قررنا الاستراحه وإذا بمكان الاستراحه إنه بستان فاكهه .من شدة التعب كان أبو عهد أول النائمين في أرض البستان وإستسلم البعض الآخر للنوم .

فقلت للرفاق أبو سلوان وألند أشاهد بالقرب منا سفح جبل سأذهب لأستطلاعه وأعود إليكم إنتظروني , ذهبت ووجدته صالح للأختفاء لوجود أشجار كثيفة حوله . عدت إليهم ولكني بالخطأ دخلت في منطقة فيها قصب كثيف وعالي مع بقايا سواقي أنهر وهي منطقة واسعه , فوجدت صعوبه في الخروج وفي تحديد مكان تواجد الرفاق وبعد جهود وتعب تمكنت من الخروج و الوصول إليهم , وشاهدت الجميع مستسلمين للنوم وطلبت منهم النهوض كان أول الرفاق الذي نهض هو الرفيق أبو سلوان وبعده الرفيق ألند وضياء وأصر الآخرون بأن يقضوا ليلتهم في البستان فقلت لهم هذا مكان خطر , لا يجوز الاختباء والبقاء في هذه الظروف في بستان أو قريه أو سهل أو قرب عين ماء . ساعدني ألند وضياء في نهوضهم وأوصلتهم إلى المنطقة التي إستطلعتها , وبدأ الضوء يتكشف وبان بزوع الشمس وكان الوقت متأخر لأختبائنا في مثل هكذا ظروف . فقلت لهم رفاق كل رفيقين يقصوا جلوا على السريع ويضعوه بين الاشجار ويختبأو فقال الرفيق أبو سلوان إني أكون معك , فأنقسمنا على الشكل التالي ألند وضياء مع بعض وأبو عهد وسمير حناوي مع بعض و كاتب هذه الاسطر وأبو سلوان مع بعض . وما أن بدأت الساعات الأولى من النهار سمعنا أصوات غناء باللغة العربية تقترب من طرفنا الأيسر وقلت ما هذه المفاجئة التي تنتظرنا , فشاهدت جندي يسير في المقدمة يغني وخلفه حمار على ظهره جلكانيين كبيريين , وخلف الحمار جنديين فأيقنت إنهم متوجهين للبستان لغرض ملئ الجلكانات مي من العين وأخذ فاكهه فحبسنا أنفاسنا لأنهم مروا من أسفلنا , وبعد لحظات سمعنا أصوات من خلفنا فتيقنا إنه خلفنا توجد قوات عسكريه متمركزة في المنطقة , بعد حوالي ثلاث ساعات عاد الجنود من البستان محملين في الفاكهه والماء إلى وحدتهم .



مسألتان لا تغيبان عن الذهن في لحظات الأختفاء في ذلك اليوم :

المسألة الاولى وهي لماذا إنفصل الرفاق الأربعة عن المفرزة لا سيما ومعهم آمر المفرزة ومعاون آمر المفرزة وجميعهم الرفاق الأربعة عملوا في منطقة الدوسكي التي هي تابعة للفوج الثالث وهم بنفس الوقت أدلاء جيدين , لم أجد جواب مقنع على إنفصالهم وتركهم لرفاقهم .

وبنفس الوقت كنت قلق جداَ عليهم هل هم في أمان هل تمكنوا من عبور النهر فعلاَ وهل يستطيعوا من الوصول إلى الحدود بسلام , تمنيت لهم كل خير والنجاح في مهمتهم إنهم حقاَ قدموا الكثير في كوردستان

المسألة الثانية التي أتعبتني كثيراَ في ذلك اليوم هو وضع النصير أبو عهد كان قلق ومرتبك جداَ هذا أولاَ وثانياَ هو الوحيد من أعضاء المفرزة الذي ضيع بندقيته تحت جسر الداوودية وثالثاَ إنه عن قصد رماني في النهر من خلال ضربه في رجله اليمنى على صدري ورابعاَ كنت أخشى من الايام القادمة ماذا ينتظرنا من مفاجئات في اليوم القادم . وما أن حلت الساعه السابعة مساءَ حتى تجمعنا لتناول كأس حليب من الباودر مع الماء وهذا هو غذائنا الرئيسي ولا يوجد غيره ولم نتمكن من عمل شاي لخطورة المنطقة .



مفاجئات الليلة الثالثة في منطقة الدوسكي :

علينا أن نتحرك في ذلك الوقت لمواصلة هدفنا فتحدثت أمام الرفاق مع أبو عهد فقلت له التالي : رفيق جاء دورك لتكون دليل المفرزة فقال لاأستطيع فقلت له هذه هي خطة توجه المفرزة عندما نكون بالقرب من الخابور تكون أنت الدليل تدلنا على مقر السرية الثالثة نأخذ مواد غذائية ونواصل رحلتنا . وهذا ما بلغنا به الرفاق أعضاء مكتب الفوج تكون أنت الدليل لأنك تعرف الطريق .

فكان رده غير مقنع بلي ولكن أنا لاأمتلك بندقية فقلت له أنت تسير وأنا خلفك أكون مسؤول عن سلامتك فرفض رفض قاطع .

أقول الحقيقة تولدت شكوك على هذا النصير من خلال عدة مواقف هل هو خائف ومرتبك حقاَ أم هو مندس إذاَ إذا هو خائف ومرتبك لماذا أسقطني في النهر . بعد أن تيقن الرفاق كيف أجبرتهم على ترك البستان والتوجه نحو السفح وبهذا إبتعد الخطر عنهم أصبحوا أكثر إلتزاماَ وتماسكاَ عدا النصير أبو عهد .

على الفور طلبت من الرفيق ألند أن يكون الدليل وإني أكون بعده في المسير وقبل أن يتحرك ألند وجه سؤال للنصير أبو عهد هل هذا الاتجاه صحيح لوجهتنا فجاوبه صحيح . وبدأنا مسيرنا وبعد ساعة أصبحنا في منطقة دشت ( منطقة سهلية) وعلى بسارنا مسافة حوالي ثلاثون متراَ تله صغيره جالس عليها حرس عسكري وكان بيده سيكَارا , وشاهدنا جمرة السيكَارا ولكن وجهه للجهه الثانية وهذا من حسن حظنا فقال ألند بهمس خفيف ما ذا نفعل هل نبلغ الرفاق , فقلت له إتجه نحو اليمين ولن نبلغ أحداَ وكنا نسير بسرعه ولم ينتبه بقية الرفاق للجندي بعدها كان المسير سهل وبلا متاعب وجلسنا في استراحة في بستان لتناول بعض الفواكه . وكان أصعب شيئ يواجهني في هذه الرحلة هو صعوبة وخطورة التدخين في الليل وأثناء الأستراحة خطرة في ذهني فكرة إحتواء النصير أبو عهد ومساعدته وهي التبديل في أماكن الأختفاء بأن يكون الرفيق أبو سلوان مع أبوعهد ويكون الرفيق سمير حناوي يختبأ معي . وبهذا نحافظ على تماسك المفرزة في هذا الظرف الصعب , ولكن كيف تنفذ هذه الفكرة بدون خلق مشاعرالشك والحساسية هل أطلب من أبو سلوان أن يبادر وهو الأكبر عمراَ فينا وإنه كان متفائل جداَ وقوي ومتماسك وصلب وحيوي رغم المتاعب الكبيرة التي مرت بها المفرزة , ولكن يبدوا أن هذه المتاعب أشغلته عن فهم طبيعة المفرزة ونقاط الضعف فيها ,رغم إنه نوه لي بما معناه غير مرتاح لوضع النصير أبو عهد . فتسائلت إذا هو غير مرتاح لوضعه فلماذا لا يبادر ويختبأ معه . وا صلنا المسير ولم أطرح الفكرة على أبو سلوان أمل بأن تسير الأمور على ما يرام لتكملة المشوار . وصلنا إلى مكان الأختفاء على سفح جبل وتسائلت في نفسي هل أطلب من أبو سلوان أن يذهب للأختفاء مع أبو عهد ولكن أبو سلوان كان مصراَ بأن يختبأ معي علماَ أن الرفيق أبو سلوان ليس لديه حربه لقطع الجلو لغرض سد الفراغات بين ثلاث شجرات متقاربه لغرض الأختباء حولهما , وكان جهد تقطيع الجلو يقع علية لانه يصعب التقطيع بدون حربة وهو لا يمتلكها . كان مكان إختبائنا غير حصين وحوالي الساعة السابعة صباحاَ شعرت بحركة رفيق وكأنه يتنقل من موقع إلى آخر ولا أستطيع النهوض حينها , لمعرفة من قام بهذه العملية في هذا الوقت وذلك خوفاَ من الأنكشاف والحركة كانت من الخلف من جهة إختباء أبو عهد وسميرحناوي فصحت بصوت واطئ رفيق إرجع لمكانك هذا ليس وقت حركة لا يوجد جواب وبعد لحظات إختفت الحركة .

وبعد ساعتين من هذا الوقت توجهت نحونا قوة عسكرية نسمع أصواتهم تقترب من مكان إختفائنا إلى أن وقفوا في تله مقابل مكان الأختباء تماماَ , كانت المسافة قريبة يفصلنا وادي صغير إرتفاعه لا يتجاوز الاربعة أمتار والمسافة بيننا بحوالي 30 متر. كنت أشاهد من بين أغصان الجلو أرجلهم وهم واقفين بأتجاهنا فتمكنت من معرفة عددهم بالضبط 25- 26 عسكري ,شاهدت بساطيلهم السود فقط بسطال واحد أحمر ,وشاهدت حتى قياطين البساطيل في هذه اللحظات الحرجة ناداني الرفيق ألند وقال أبو عهد وسمير حناوي ليسوا في أماكنهم ,فقلت له موجودين هنا , وكرر العبارة عدة مرات فقلت له ألند إسكت بلا صوت هم الآن بجانبي لانهم بدلوا أماكنهم . وهنا كذبت على ألند لألا يسمع الجنود صوت ألند كانت تفصلنا لحظات بين الاستشهاد أو أن يقع البعض في الاسر, لأن المنطقة يصعب الأنسحاب فيها . كانت دقائق صعبه جداَ وكأنهم يعرفون مكان إختبائنا إستمرت الحالة الصعبة هذه حوالي 15 دقيقة بعدها أمر الضابط بالحركة بأتجاه البستان , سمعت صوته عندما قال إنسحان بأتجاه البستان وبدأ بعض الجنود بالغناء وأخذ الصوت يبتعد , وأيقنا إنهم لن يعودوا ثانية نام الرفيق أبو سلوان ونام بقية الرفاق ودخنت ثلاق سيكَاير متواصلة وحبست أنفاسي وكأن الدخان يستقر في الرئتين ولا يعود ثانية إلى الخارج ودرست الحدث الذي مر علينا هذا اليوم وتوصلت إلى الاستنتاجات التالية :

1- أن أبو عهد قد سلم نفسه وقد يكون أقنع سمير حناوي للذهاب معه .

2- جرى التحقيق معهم في الوحدة العسكرية وقد أشروا لهم إلى المكان الذي إنطلقوا منه لتسليم أنفسهم .

3- تيقنت لا يمكن لنا أن نحقق هدفنا بالوصول إلى الحدود لأن المنطقة محاطة بالنقاط العسكرية وهذا غير مهم بالنسبه لنا المهم هو إننا جميعاَ لا نعرف المنطقة والدلاله فيها .

4- توصلت إلى قناعة أن الافضل لنا هو العودة إلى جبل كَارا وهذا يحتاج إلى إجتماع للمفرزة وإقناع الرفاق بموضوع العودة إلى الجبل مع حجج قوية لأقناعهم .

5- هناك خطر يواجهنا وهي عند العودة إلى جبل كَارا ربما لم نجد أي رفيق كون الرفاق قد تركوا الجبل وربما فتحت لهم منافذ وهذا بقى إحتمال قائم , ولكن قدرت أن فترة 6-8 أيام من تركنا الجبل والعودة إليه هي غير كافية لأنسحاب جميع الرفاق منه .

في تمام الساعة الرابعة عصراَ زحفت بأتجاه مكان إختباء النصيرين أبو عهد وسمير حناوي فلم أجدهم وأيقنت أن كلاهما قد سلما أنفسهما وكاشفت الرفيق أبو سلوان بالموضوع وكأنه كان يتوقع ذلك , ولم أفاتح بقية الرفاق عن موضوع تسليمهم .

وما أن حلت الساعة السابعة مساءَ وخرجنا من الأختباء , عندها تيقن الرفاق حقيقة عملية تسليم النصيرين لأنفسهم , وإني شخصياَ قد تألمت كثيراَ للمصيرالمجهول الذي إنتهى إليه سمير حناوي النصير الوديع المحبوب والذي وقع في الخطأ تحت تأثير أبو عهد وهذه كانت خسارة كبيرة له ولتأريخه الانصاري ولعائلته ولنا حيث علمت لاحقاَ إنه إستشهد بأعدامه رمياَ بالرصاص الذكر الطيب له دائماَ .

عقدنا الاجتماع بعد تناول كأس الحليب كغذاء رئيسي لنا .

29-9-2010



#فلاح_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى ال22 لحصار قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي في جبل كَ ...
- الذكرى ال22 لحصار قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي في جبل كَ ...
- الذكرى ال22 لحصار قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي في جبل كَ ...
- الذكرى ال22 لحصار قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي في جبل كَ ...
- الدستور والمحكمة الاتحادية يمتلكان الحل لأزمة تشكيل الحكومة
- الاسلام السياسي لا يبني الوطن ولا يؤسس لدولة ديمقراطية
- التحالف الكوردستاني ساهم بفاعلية في إضعاف التيار الديمقراطي ...
- التحالف الوطني الهش وأزمة تشكيل الحكومة العراقية
- القيادات الميدانية وقيمتها في الحزب اليساري الديمقراطي
- هل سنشهد نهوضاَ جديداَ لليسار الديمقراطي العراقي (2-2)
- هل سنشهد نهوضاَ جديدأ لليسار الديمقراطي العراقي (1-2)
- الكتل السياسية المهيمنة قدمت الشعب والوطن فدية للارهابيين
- دعوة لتشكيل عصبة الديمقراطيين العراقيين
- الدكتاتوريون الجدد أدخلوا البلاد في مأزق خطير
- ماهي دلالات الزيارات لدول الجوار قبل تشكيل الحكومة
- نتائج الانتخابات أكدت أن العراق لا يزال بلا سيادة وطنية
- إقصاء قائمة اتحاد الشعب يؤكد على فبركة الانتخابات وعلى أزمة ...
- مشاهد ومعطيات عن الفوضى التي سادت في مركز يوتوبورغ الانتخابي
- من يصوت إلى أياد علاوي سوف يصوت للدكتاتورية المقيته
- قائمة اتحاد الشعب أقوى من الحصار الاعلامي ومن المال السياسي


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح علي - الذكرى ال22 لحصار قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي في جبل كَارا (5-6)