|
أَبْنَرْكَبْ الكَرْكَابَة!
كمال الجزولي
الحوار المتمدن-العدد: 3139 - 2010 / 9 / 29 - 14:29
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
لو أن أحد مردة الجنِّ خرج للانفصاليين، جنوبيين وشماليين، من جوف زجاجة قذف بها موج النيل، وطلب أن يتمنوا ما يشدُّ من أزرهم، ويدعم رؤاهم، ويحقق مرادهم، لما تمنوا أكثر مِمَّا وفرت لهم (المناظرة) بين (الوحدة) و(الانفصال)، والتي رتبتها (المنظمة الوطنيَّة "لدعم!" الوحدة الطوعيَّة)، بقاعة الصَّداقة بالخرطوم، أمسية الخميس 16/9/2010م. كانت هذه المنظمة قد أعلنت بوضوح، منذ أوَّل تأسيسها، أنها (غير محايدة) بين (الوحدة) و(الانفصال)، بل وتضمَّن اسمها نفسه تعبيراً صريحاً عن تمام (انحيازها) لصالح (الوحدة). ومع ذلك، حين أرادت تدشين نشاطاتها، عمليَّاً، اختارت، للعجب، أن تكون أولى فعاليَّاتها لـ (دعم الوحدة!) تنظيم (مناظرة) بين أنصار هذه (الوحدة) وبين أنصار (الانفصال)، ما يعني تهيئة منبر (متكافئ!) لكليهما، يدافعان من فوقه، على قدم (المساواة)، عن خياريهما، بما فيهما (الانفصال)، وليذهب (دعم الوحدة) إلى الجحيم! يعلم، ولا بُدَّ، الأستاذان الجليلان محجوب محمد صالح والطيِّب زين العابدين، القائمان على أمر هذه المنظمة، عمق محبتنا واحترامنا لشخصيهما! لكن لا أحد منهما يستطيع إقناعنا بأن (دعم الوحدة) شئ غير (الانحياز) لها، وأن هذا (الانحياز) يمكن أن يتحقق باتخاذ الموقف (المحايد) بين الخيارين، كما في نموذج (المناظرة)! فكلُّ (مناظرة) هي، في النهاية، (محاورة) بين طرفين حول موضوع معيَّن، كموضوع (الوحدة والانفصال)، يتخذ كلٌّ منهما موقفاً محدَّداً منه، فيحاول كلاهما إثبات صحَّة موقفه، وخطأ الموقف المقابل، شريطة أن يكون على أهبة الاستعداد للاعتراف بالحقِّ أوان ظهوره، في أيِّ وقت، من خلال (المناظرة). أمَّا المنظمون فيلتزمون بالوقوف، في الأثناء، على مسافة واحدة من المتناظرين، الأمر الذي يحجب عنهم صفة (الانحياز)، ويضع على كواهلهم بُرَد (الحياد). هذا موقف خليق بالجامعات، ومعاهد العلم، والمراكز البحثيَّة، والمؤسَّسات الصحفيَّة المستقلة، لكنه لا يتسق، البتة، مع أهداف منظمة تعلن أنها نشأت، بوجه مخصوص، لأجل (الانحياز) لخيار (الوحدة)؟! قد يقول قائل إن المنظمين أرادوا (دعم الوحدة) بإتاحة الفرصة لـ (نقيضها = الانفصال) كي يطرح حُججه من خلال (المناظرة)، و"بضدِّها تتبيَّن الأشياء"! ولكن .. هيهات! فغفلة المنظمين، زائداً سوء الإعداد والتنظيم، كل ذلك أفرز قاعة سيطر عليها الانفصاليون، فغلب عليها طابع التحشيد المسبق، والشحن الغوغائي الذي تاه المنظمون في لججه، وعجزوا، تماماً، عن لجمه، ولا حتى بتهديدات بروفيسير زين العابدين باللجوء إلى (أمن) قاعة الصَّداقة، فتحوَّل الأمر برمته إلى (مولد سياسي) زائط بالخطابات الشَّعبويَّة التهييجيَّة لـ (دعم الانفصال)! وحتى لو سلمنا جدلاً بأن (المناظرة) آلية صالحة لتحقيق أهداف منظمة كهذه، فإن لـ (المناظرات) شروطها، وآدابها، وقواعدها، التي كان على المنظمين مراعاتها، حتى لا تتقوَّض (مناظرتهم) من أساسها؛ وأهمُّ ذلك ألا يعْمَد المُناظِر إلى تحقير خصمه، أو الزراية به، أو السخرية منه، أو استهدافه بالغمز والهمز واللمز! على أن البروفيسير الوحدوي واني طومبي لاكو تعرَّض، كمثال، لذلك كله، تحت بصر وسمع المنظمين، دون أن يبدوا أدنى قدرة على حمايته، ليس فقط من خصومه المتحدِّثين الانفصاليين، بل ومن الجمهور الغفير الذي جرى حشده وشحنه إلى أقصى درجة، وجله من صغار السِّن الذين اكتظت بهم القاعة، واستغلت حدَّة العاطفة لديهم! ومن واجب المتناظرين، أيضاً، النأي عن المكابرة، وعن التعصُّب للأفكار المسبقة، مع الالتزام بإظهار الحقِّ، والمسارعة للإقرار به عند ظهوره، وإلا تحوَّلت (المناظرة) إلى ساحة مصارعة حُرَّة، كما حدث، للأسف، في تلك الأمسية الجديرة بأن تسمى (أمسية الانفصال)، والتي مُرِّغ فيها أنف (الوحدة) في الرِّغام، حيث فرش منظموها الطريق إلى جهنم ذاتها .. بنواياهم الحسنة! الثلاثاء بالنظر إلى نصُّ المادّة/7/1/أ من (قانون النظام العام لسنة 1996م)، والذي يوجب إيقاف أيَّ حفل، في ولاية الخرطوم، في موعدٍ أقصاه الحادية عشر مساءً، ويقرأ مع نص المادة/19/ب الذي يحظر مكبِّرات الصَّوت، أيضاً، بعد الحادية عشر مساء، يمكننا أن نستنتج أحد أمرين لا ثالث لهما: فإمَّا أن التوفيق قد جانب الأستاذة صدِّيقة بخيت، محرِّرة صفحة (يوماتي) بهذه الصحيفة، كونها نسبت إلى صديقي كمال عمر المحامي القول بعدم وجود قانون ملزم بإنهاء الحفلات عند الحادية عشر ليلاً (الأخبار، 24/9/10)، أو أن الأستاذ الكبير الذي هو رئيس المكتب السِّياسي للمؤتمر الشَّعبي قد آثر أن ينصر شيخه الترابي، ظالماً أو مظلوماً، بمحاولة تبرئة ذمَّته من المسئوليَّة عن هذا القانون البغيض الصادر إبان حقبة نفوذه المطلق على التشريع في البلاد! والواقع أن المشرِّع لم يكتف بهذين النصَّين، بل أحاط الاحتفاليَّات بشبكة من القيود والمحظورات حتى شارفت على الاستحالة. لكننا سنكتفي هنا بتناول قيود الزمان والمكان. فلو أن النصَّين اقتصرا على الأماكن العامَّة لكانا مفهومين شيئاً، رغم ما قد يرد على هذا الجانب، أيضاً، من تحفظات مشروعة. أما ومنهج الإطلاق يُدرج تحت طائلة النصَّين حتى الأماكن الخاصّة، بما في ذلك المنازل مهما صغرت، والمناسبات العائليَّة مهما ضاق نطاقها، فهذا مما لا يمكن تفسيره بغير النزوع القمعي لوضع الحياة الخاصَّة للمواطنين تحت القبضة الخانقة لجهاز الدولة، إساءة لفهم مداخل الأمن والاستقرار. فالمادة/5 تحظر إقامة (أيِّ حفلٍ غنائي خاص) إلا بتصديق من السُّلطات. وتندرج الاحتفاليَّة الأسريَّة الخاصَّة (داخل) المنازل، مع استخدام (مكبِّرات الصَّوت)، ضمن تعريف المادّة/4/و لهذا النوع من الحفلات. وبالطبع فإن سلطة (منح) التصديق تعني، ضمناً، وبمفهوم المخالفة، سلطة (منعه) أيضاً. لذلك، ومع تسليمنا بأن حُرمة وخصوصيّة منزل الأسرة لا تبيح التعدِّي على حُرِّيَّات الآخرين (الجِّيران في الغالب)، بتسبيب الإزعاج لهم ومضايقتهم، مِمَّا قد يبرر تدخُّل السُّلطات العامَّة لوضع ضوابط للنشاط (داخل) المنازل حتى لا يتضرر منه الجوار، إلا أن هذا (التدخُّل) نفسه يجب أن يُسيَّج بأشراطٍ دقيقة، وواضحة، وقاطعة، للحيلولة دون إطلاقه في يد السُّلطة كأداة استلاب لتينك (الحُرمة والخصوصيَّة)، وهذا ما لا يتوفر في هذه المادة التي تنحشر بكليَّاتها في جُحر (الحظر) و(المنع) الذي تنبغي معاملته كـ (استثناء)، بأكثر مِمَّا تنفتح على سوح (الإباحة)، وهي (القاعدة) و(الأصل) شرعاً. إن أعجل نظرة لتركيب هذه المادَّة تكشف، بوضوح تام، عن أن العنصر الحاسم فيها، والذي يستتبع، وجوباً، طلب التصديق من السلطات، هو (مجرّد) الرَّغبة في إقامة حفل (داخل) منزل الأسرة، رغم أن الأصل في هذا أنه ممارسة يُفترض فيها (الحُرمة والخصوصيَّة). أما العنصر الآخر المتمثل في استخدام (مكبِّر الصَّوت) فهو محض ذريعة لتوسيع (مداخل) السُّلطة للتغوُّل على هذه (الحُرمة والخصوصيّة)، بأكثر من كونه مبرِّراً حقيقيّاً لـ (تدخُّل) السُّلطة، بحُجَّة (حماية الجِّيران!)، وذلك بالاستناد إلى الملاحظ الثلاثة الآتية: الملحظ الأول: أن المشرّع لم يُعْنَ بتحديد (قوَّة مكبِّرات الصَّوت) التي يُحتمل أن تسبِّب الإزعاج، وإنما تركها مطلقة هكذا لتشمل حتى (مكبِّرات الصَّوت) الخاصَّة بأصغر أجهزة الاستماع المنزليَّة. وقياساً إلى أسلوب التدقيق المعتمد في تشريعات أخرى، كقانون المرور، مثلاً، والذي يحدّد السُّرعة المسموح بها لقيادة السَّيارات، كان من الممكن، بل من الواجب، فيما لو كان هذا هو غرض المشرِّع بالفعل، تحديد مدى (قوَّة مكبِّر الصَّوت) الذي يستلزم تصديق السُّلطات قبل استخدامه في الحفل الخاص (داخل) المنزل. الملحظ الثاني: أن المشرِّع لم يُعن باستصحاب (تقديرات الجِّيران) أنفسهم، حتى لو سلمنا جدلاً بأن هذا النصَّ قد شُرِّع، خصيصاً، لـ (حمايتهم) من الإزعاج، بل عَمَدَ لإطلاق معايير هذه (الحماية) بوضعها في يد السُّلطة العامَّة، وتفويض أمر (تقديرها) و(إنفاذها) إلى فيالق شرطة النظام العام، وفي ذلك ترخُّص مستقبح، واستهانة غليظة بشأن قيمة (الجِّوار)، إحدى أنبل القيم المشتركة في كلِّ الثقافات السودانيَّة، لدى المستعربين المسلمين كما لدى غيرهم. الملحظ الثالث: أن المشرِّع لَجأَ إلى تشريع هذا النصِّ المخصوص، رغم كفاية المادَّة/77 من القانون الجَّنائي لسنة 1991م، والتي تعاقب على ارتكاب جريمة (الإزعاج العام) الذي يسبِّب مضايقة لمَن يسكنون أو يشغلون مكاناً مجاوراً، بحيث يكون تقديرهم، ابتداءً، لما إذا كان من شأن الفعل أن يسبِّب مضايقة لهم أم لا، محلَّ الاعتبار التامِّ عند فتح الدعوى الجَّنائيّة أمام النيابة، بالإضافة إلى كونه يشكل جزءاً من المسألة قيد البحث res gestae أمام القضاء، بينما المعيار في نصِّ النظام العام هو جملة عموميَّات تتسم بالتعسُّف والإطلاق، يُعهد إلى شرطة النظام العام بـ (تقديرها) و(تطبيقها)! هذه الملاحظ تكشف، بجلاء، أن الهدف الحقيقي من وراء النصِّ ليس حماية (الجِّيران) من الإزعاج، كما يُدَّعى، بل هو وضع حياة المواطنين الخاصَّة تحت (اليد الثقيلة) للدولة، وتوسيع (حقِّ السُّلطة) في ضبط سلوكهم على مقاس (تصوُّرها) هي لـ (جدوى) الإبقاء على (إحساسهم) العام والدائم بهذه (اليد الثقيلة) في كل لحظة، حتى داخل أسرهم، وفي نطاق مساكنهم، وعلائقهم بجيرانهم. هكذا يعتدي المشرِّع، بحجر واحد، على حُرِّيَّات المواطنين، وحقوق الأسر، وحُرمة المنازل، وخصوصيَّة الجوار، لصالح الإعلاء من شأن أمن السُّلطة، لا المواطن! ثمَّ إن المادّة/6 تحظر، أيضاً، إقامة أيِّ (حفلٍ غنائيٍّ عام) إلا بتصديق السُّلطات المحليَّة، وإخطار شرطة النظام العام. قد يبدو النصُّ، لأول وهلة، متعلقاً، هو الآخر، بمحض إجراءٍ شكليٍّ من صميم اختصاصات السُّلطة العامَّة، طالما أن الحفل مُقامٌ في مكان عام. على أنه سرعان ما تتكشّف الصعوبات والعوائق التي يثيرها هذا النصُّ أمام ممارسة الأندية والمراكز الثقافيّة لنشاطاتها في إقامة الندوات العامَّة ذات الصلة بالموسيقى والغناء، مثلاً، حتى لو اتخذت الطابع البحثي التثقيفي، وليس محض الترفيه، على مشروعيَّته الإنسانيَّة، وذلك حين نعلم أن المادة/4/و تعرِّف (الحفل الغنائي العام) بأنه (الحفل الذي يُقام في الأماكن العامَّة سواء كان الدخول إليها بمقابل أو بدون مقابل)، وأن المادّة/4/د تعرّف (المكان العام) بأنه (المكان الذي يرتاده الجُّمهور ويشمل .. الأندية). فالنص، إذن، لا يفرِّق بين المطاعم والكافتريات وبين الأندية والمراكز الثقافيَّة! هكذا، وبهذا الإطلاق، يصبح لزاماً على كلِّ نادٍ أو مركز ثقافيٍّ أن يتقدَّم بطلب إلى السُّلطات، وإلى شرطة النظام العام، كلما رغب في إقامة فعاليَّة ثقافيَّة تشتمل على موسيقى أو غناء بحضور جمهور، أي ما يمثل جزءاً لا يتجزأ من النشاط اليومي لهذه المؤسَّسات، طالما أن تعريف (الحفل)، بالإطلاق الوارد به، يشمل أيَّة موسيقى أو غناء أمام جمهور في مكان عام. فإذا لم يتمَّ الحصول على التصديق في الوقت المناسب، فإن الفعاليَّة تصبح غير قانونيَّة، ويجوز، في هذه الحالة، معاقبة القائمين على إدارة النادي أو المركز الثقافي. وليس مثل هذا العنت مما يمكن حسابه كمجرَّد أثر جانبي غير مقصود، فالموقف المُعادي لهذا النشاط، في حدِّ ذاته، سرعان ما يتكشف بقليلٍ من إعمال النظر في الخواتيم والمآلات التي يمكن أن ينتهي إليها!
الأربعاء أحكم دعوة سمعتها، مؤخراً، أطلقتها السَّيدة عواطف أحمد بابكر، رئيسة لجنة الاختيار للخدمة العامَّة، حيث نادت بتحويل نصف الجامعات التي أنشئت خلال العقدين الماضيين إلى معاهد للتدريب المهني والحرفي (الأخبار، 22/9/10)؛ و .. هل ثمَّة من يحتاج إلى شرح؟!
الخميس في فصل (السُّلم و الثعبان)، ضمن حكيه الموسوم بـ (ما دوَّامة)، تداعى صديقي الحكاء البارع تاج السِّر الملك يروي، كما يروي المضطجع في منزلة بين منزلتي اليقظة والنوم، ما يندر أن تقع، في أدبنا السوداني المكتوب بالعربيَّة هذه الأيَّام، على مثل عذوبته وجزالته، فوددت أن أشرك قرَّاء الرزنامة في الاستمتاع بمقتطفات منه أرجو ألا يخلَّ اضطراري للتصرُّف فيها، لأغراض المساحة المتاحة، بسلاسة انسياب السياق، قال: "عنَّ لي، في ما يعنُّ للمحبط من شوارد مضيئة، خاطر عجيب، ما لبث أن تفجَّر وتلاشي كالفقاقيع، خيِّل لي في برهة استمراره التي انفلتت صيرورتها من قيمة الزمن، أن أمر العيش في هذه الحياة الدنيا، سيكون سهلاً، فقط لو أتيحت للناس فرصة الدخول في دورة تدريبيَّة تعريفية (فيرشوال تور)، قبل أن يحط أيٌّ منهم قدميه على تراب هذا الكوكب، جولة ممتدَّة مكثفة، يتعرف فيها المقبل للدخول، على طبيعة الحياة في الأرض، الناس، الدول، الأديان، الأيديولوجيات، دورة يتاح لك فيها قراءة دليل كيف تتفادى أن تولد في البلاد الموبوءة بالدبايب و العقارب؟! كيف تدخل أمريكا دون انتظار نتائج اللوتري؟! كيف تتمكن من العيش في السودان دون أن تضطر لمغادرته؟! كيف تحارب طواحين الهواء وتكتب في سجل المناضلين؟! وأخيراً: كيف تكسب الأصدقاء، و تؤثر في الناس، دون الحاجة لقراءة كتب السَّيِّد ديل كارنيجي في ترجماتها العربية السيئة، وأشهرها (دع القلق وابدأ الحياة)، والذي لن يزيدك إلا قلقاً على قلق، وذلكم أضعف الإيمان"! ويواصل الملك حكيه قائلاً: "حلمت بدورة تعريفيَّة يقترب فيها الفرد متخفيَّاً من حياة البشر .. ممَّا يمكنه .. أن يقول (لا والله متشكر جداً، أحسن لي أطلع ناموسة، ولا أكون السَّيِّد تيموجين الشَّهير بجنكيزخان)! دورة تدريبيَّة يتاح لك فيها أن تختار العصر الذي تودُّ العيش فيه، من عهود الكهوف والعصور المظلمة، وتلك التي انتشر فيها الوباء، والتي قتل فيها التتار نصف الجِّنس البشري، والتي قضت فيها حربين عالميتين لاحقتين على النصف الآخر، وحتى عصور البيوت الطائرة، والعقول الحائرة، ونظم الحكم الجائرة. لك أن تختار القارَّة والحارة، خطوط الطول والعرض والرمز البريدي، البيت الناصية والجيران والأصدقاء، ورئيس الجمهورية دون تزييف في الاستفتاء، وإن شئت أن تكون هو، فلك ما أردت، لك أن تختار لون البشرة، و ألا تكون عيونك عسليَّة رغم أنفك، و ألا توسم بشلوخ الشايقيَّة، و ألا ترسف في أغلال العبوديَّة، وأن تتعرف على الأعراض، والأمراض، وعلل الأوطان، وتشققاتها، تلك التي كانت، إلى عهد قريب، تختال تيهاً بمليون ميلها المربع، ما طلع عليها نهار إلا وقد نشر أطرافها نجار مبتدئ حاقد، فحوَّل رسم حدودها إلى ما يشبه أسنان القرش، أو بقايا فخار مهشم! لك أن تختار وطناً لا يغريك بهجرانه، ومساره ليس كمسار الحجر في لعبة (السلم و الثعبان)، كلما أدرك المربع رقم (98)، وهفا للفوز بالمربع رقم مائة، عضه ثعبان المربع رقم (99)، فأعاده أدراجه إلى خانة الصفر، أو ما دون ذلك"! ويمضي تاج قائلاً: "أتحت لخيالي أن يشتط .. فبدأت .. بتحديد المكان، وانتقاء الوالدين .. ثمَّ إقصاء الذين لا أودَّهم، الفلبينيين لأكلهم الكلاب، الفرنسيين لبخلهم، وإدمانهم الكحول، ولغتهم بمفردات (السوغ لوغ دو لا ميم زيغو)، وقبائل تأكل ( الككو) باربكيو، ولا أطيب، حتى أتى الدور على زوجين من ( البني كجة)، كانا عفيفين، نبيلين، كريمين، ولكن عصرهما لم يرقني، فقد استشرى فيه اغتصاب الأطفال من جانب مهووسين يمشون في الأسواق دون عقاب يردع، فيعاودون الكرَّة، ويغري حالهم غيرهم فيركب الموجة غير عابئ. أما الزوج ( البنغالي)، فقد كان ذكره كثير التنقل .. فخفت من الاكتئاب، وعلل العصاب، وأن أجد نفسي مجاهداً في تيم (الملا خان)، فيسلمني رئيس الدولة لأسياده في إمبراطوريَّة (ما أمام البحار)! وحين استقرَّ أمري على بلاد السودان، أو كاد، أتاني هاتف ينصحني، قال: أحسن ليك في الحالة دي تختار هولندا طوالي، بدل ما تتجَهْجَه في السودان، حَرْ، وإضرابات، ونظام عام، ونظام خاص، وبُمْبَان، وتلاتل، وسوء تغذية، ومياه ملوَّثة، وأمطار تجي قبال مواعيدها، تكبر بعد مليون سنة، وتتخرَّج في أرذل العمر، شغل ما تلقى، كده كده تلقى روحك مقدِّم للجوء في هولندا، تشتري تذكرة بالشي الفلاني، وقدامك لغة، وإمقريشن، وانتظار جنسيَّة، وكل ما الهولنديين يفتكروك صومالي تحمبك وتقوم تضارب، أحسن من هسة هولندي أبيض، ولا هولندي أزرق، منها تشرب لبن هولندي من الحالب للشارب، بدل المبستر، و جبنة هولنديَّة أصليَّة أخير من جبنة الدويم الما تفرز صفيحتا من صفيحة الجِّير". ويقول الملك إنه واصل بحثه، بفهم أن "السلطة والثروة صنوان للنعيم في الحياة الدنيا"، فركز على الجغرافيَّا والتاريخ اللذين يجمعان بين الاثنين، حتى ".. وجدت نفسي في تسعينات القرن الماضي، وما بعدها، في موقع بين خطي عرض 34 و16، سأل شاعر قبلي، فقيل له: الخرطوم! لكنني، حين اقتربت بمركبة ( قوقل إيرث)، وجدت الفقر أساساً صلباً انبنت عليه ثروات فئة قليلة بالأثرة، والأنانية، وحبِّ الذات، فقلت: سكُّو! وواصلت بحثي عن أمكنة ذات طقس معتدل، عن أوطان تعيش في دعة، ورغد عيش، عن بلاد لا علم لها بثقب الأوزون، ولا تبلغ درجات حرارتها حدَّاً لا يقدر البشر على تحمله، ولا يحلو للكهرباء أن تنقطع إلا في مثل هذه الأوقات، بلدان بلا حروب، حتى يعتدي اليابانيون على موانئها، فتقذفهم بقنبلتين ذريتين يلازمهم إشعاعهما إلى جنى الجَّنى! بلاد لا يعرف أهلها ضَّرائب ولا مصائب، ولا جرائم، ولا محاكم، ولا عساكر ينفذون القوانين لا رغبة في استتباب الأمن، لكن لسادية متأصلة في ذواتهم لإذلال العباد". ويستمر الملك قائلاً: "تبقت .. أيام معدودات، وأنا لم أهتدِ، بعدُ .. أأنتقل .. إلى ضياء نيون (مستشفى الدايات بأم درمان) أم (مستشفى فيرفاكس)! ثمَّ إن أبليس جالسني، وبيده خرطوم الشيشة، قال، وهو ينفث الدخان في الفضاء: يا زول ما تسمع كلام العالم دي، أحسن حل إنك تتولد في السودان! وحينما أبصر الرُّعب يطلُّ من عيوني، هدَّأ من روعي، مواصلاً: أسمع كلامي للآخر، أي نعم في شوية ملطشة، لكن شوف .. قراية بتقرا، أهو أي بيت قلبوهو جامعة! أكل وشراب بتاكل وتشرب .. موص، سخينة، كَوَل، من بيت عرس لبيت بكا ساكت بتقوم ليك جضوم و شلاضيم! أها المعيشة تلفح من هنا ومن هناك، شي كبكبي، وشي فسيخ وملاح كمبو .. بعدين ما بتجيك حساسية من أي شي في الدنيا دي، لا من سمك، ولا من بيض، ولا يحزنون .. ده دلع الخواجات الوهم ديل! السودانيين ناس جدعان، وبعجبوك، بس لو خلو الغتاتة! كونك تعيا بتعيا .. من هسة بكلمك، ملاريات، وبلهارسيات، وإسهالات، وإمساكات، لكن في النهاية معصعص ومعولق بتتخارج! أها كان مُتَّ تعال راجع، الميزة إنك لو حييت تاني القندراني ابو ترللا كان صدمك ما بتموت! مش تقولي كان مشيت العراق، لو ودوك (غوانتانامو) ذاتو، شفت كيف، تشوفو زي الفندق الكبير، سفسفة صحيَّة ونوم، أصلك حتكون متعوِّد على تكويعة العصريَّة! (الفيس بوك) لو داير في، بس أعمل اللوكيشن (كوبا)! أها جوَّه السِّجن بتلقى ليك تلاتة أربعة بني كجَّة والكونكان بدوِّر، شاي باللبن في، ولو بتنصقع كمان البنقو في، أشكال وانواع، حرس السِّجن الأمريكان بجيبوه، لو ما جابوه انا دا بجيبو ليك! يازول انت حتقدر تعمل حاجات لوسيفر ود اخوي ما بقدر يعملا! بعدين في حاجة تانية: لمن تهاجر من السودان بتستمتع بحاجات عاديَّة في نظر أهل البلد، همبريب الله والرسول ده مقارنة بجهنم السودان بينعشك، وعندك البيتش والبلاجات، ده عالم تاني بس داير شوية اعصاب! انتو السودانيين اعصابكم تالفة بصراحة، لو كنت أمريكي ولا هولندي .. ما بتعرف قيمة الحاجات دي بحكم التعوُّد! البعيد شنو تطلع ولد أسرة حظها طايح في الميد ويست، ياخدوك في المارينز، يودوك البصرة، تجي مظلط ودمك فاير، ده لو ما طقاك اب فرار فتل صاجتك، تشيل بندقيَّة تكتل مرتك وأولادك وتركب طلقة في راسك، ولا تطلع هومو، كل يوم شايل يافطة وحايم تطالب بحقوقك، لمن يطقك إيدز، يلحقك الزينين"! ثم واصل إبليس وسوسته للملك، هذه المرة بالفصحى، قائلاً: "لن تشقى في حياتك كونك أوربياً، ولن ترهق عقلك بالمخترعات التي تسهِّل للبشر حياتهم، كالسيارات، والطائرات، والسوفتوير، والعقول الإلكترونيَّة، والهواتف النقالة، ولن تقضي بقية عمرك لتضع نظريَّة مفيدة وأنت على حافة القبر، لا دخل لك بمآسي فقراء العالم، إن نهضت لمساعدتهم سموك محتلاً، وإن يأست من حالهم وغادرتهم بإرادتك، احتفلوا بجلائك يوماً في كل عام .. لا عليك بالحواسيب يا صديقي، غير أن تستخدمها في التهكير والتنابذ، وأشتات من المضرَّة سأعلمك لها في حينها، أما الناس فسيطلقون عليك لقب العبقري لا محالة! ويقول الملك: قاطعته مقرِّظاً: وأيم الله إنك لحكيم! فردَّ عليَّ، ساخطاً: غير فصاحتك دي شي جايب ليك الجلا مافي، الحياة دي كلها لعبة سلم وثعبان، إن دامت لغيرك ما آلت إليك! عند هذا الحدِّ أحكمت (الهيدفونز) على رأسي و أذني، وواصلت الاستماع إلى (أبنركب الكركابة)!
الجمعة ما يكاد الجدل حول موضوع (الزِّيِّ النسائي) يخبو شيئاً، حتى يعود للاشتعال، مجدَّداً، ضمن أجندة الخلاف الإسلامي ـ العلماني ـ العقلاني، سواء في المنطقة أو في بلدان الغرب التي تشهد هجرات بشريَّة كثيفة إليها من العالم الإسلامي. ولو كان في التناقض متعة، لوجد المراقبون، من غير المسلمين في الغالب، متعة كبيرة في رصد ومتابعة المواقف والحُجج المغرقة في التناقض تصدر عمَّا يفترض أن يشكل المركز الإسلامي الواحد. غير أن قانون (التعدُّد والتنوُّع) يأبى، في ما يبدو، إلا أن يفعل فعله هنا أيضاً! ففي يونيو الماضي صرَّح ساركوزي بأنه لا يعتبر (النقاب) رمزاً دينياً، بل رمزاً لاستعباد المرأة، وأن ارتداءه "غير مرحب به في فرنسا"، مضيفاً قوله، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسيَّة، "لا يمكن أن نقبل في بلادنا بنساء سجيناتٍ خلف سياج، ومعزولاتٍ عن أيَّة حياة اجتماعيَّة، ومحروماتٍ من الكرامة؛ هذه ليست الرؤية التي تتبناها الجُّمهوريَّة الفرنسيَّة بالنسبة لكرامة المرأة" (موقع "العربيَّة" على الشبكة العالميَّة، 23/6/09). تصريحات ساركوزي تلك أثارت ردود فعل شديدة التباين وسط "رجال الدين" المسلمين، داخل وخارج فرنسا. فقد اعتبرها دليل بوبكر، إمام مسجد باريس الكبير، منسجمة مع العلمانيَّة الفرنسيَّة، واستغرب توقيتها أحمد جاب الله، مدير المعهد الأوربي للعلوم الإنسانيَّة، وعضو المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث، مشككاً في أنها إنما تهدف لصرف الأنظار عن المشاكل الاجتماعيَّة التي تعاني منها فرنسا، في الوقت الراهن، خصوصاً وأن عدد المنقبات قليل في هذا البلد، بحيث لا يرقى إلى أن يمثل ظاهرة. غير أن د. محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، أوضح، من جانبه، أن (النقاب) ليس فريضة إسلاميَّة، وإنما يمكن أن ترتديه المرأة أو تخلعه، حسب ما تريد، مستدلاً بقول الرسول (ص) للسيدة أسماء بنت أبى بكر "يا أسماء، إذا بلغت المرأة المحيض، فلا يصحُّ أن يُرى منها غير هذا وذاك"، وأشار إلى الوجه والكفين. لذا وصف فضيلته تصريحات الرئيس الفرنسي بأنها "شأن داخلي لا علاقة لنا به، وكل واحد حُر في دولته"! رأي شيخ الازهر هذا اتفق معه د. سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة الإسلاميَّة، والذي كلفه د. محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف المصري، بإلقاء محاضرات للموظفات المنقبات في الوزارة، لتعريفهنَّ بالحكم الشَّرعي في النقاب، فأضاف قائلاً: "لباس المرأة حريَّة شخصيَّة يجب عدم التدخُّل فيه في أيَّة دولة" (المصدر). وعندما أصدر البرلمان الفرنسي قراره، بالثلاثاء 14/9/2010م، بحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، على أن يطبق ذلك ابتداء من ربيع 2011م، بعد مهلة ستة أشهر، جاء أوَّل ردِّ فعل عن الأزهر عبر تصريحات السفير محمد رفاعة الطهطاوى، المتحدث الرسمي باسم مشيخة الأزهر، حيث أكد أن مسألة النقاب محسومة لدى الأزهريين، "فهو، بالنسبة لنا، ليس بفرض ولا بمحرم"؛ وأضاف أن الحديث عن قرار دولة أوربيَّة بحظر ارتداء النقاب لا يعدُّ من الأمور التي تستحق ردَّاً من مشيخة الأزهر، واصفاً الأمر بأنه "تافه"! كما أكد د. عبد المعطى بيومي، عضو مجمع البحوث الإسلاميَّة، أنه يؤيِّد القرار الفرنسي، معتبراً أن النقاب ليس فرضاً إسلاميَّاً، وأنه "لا سند له في القرآن أو السنة" (موقع "اليوم السابع" على الشبكة العالميَّة، 15/9/10). أما في تركيا، فقد صدر، في وقت باكر من هذا العام، تشبيه، عن رجب طيِّب أردوغان، رئيس الوزراء، اعتبرته بعض المصادر الإسلاميَّة تجسيداً "للضِّيق المتصاعد من حرمان النساء المحجَّبات من حقهنَّ في التعليم والعمل بسبب حجابهنَّ"، حيث قال أردوغان: "إن حرمان النساء من ارتداء الزِّيِّ الذي يرغبنَّ فيه أسوأ من هدم الكعبة"، وذلك في اليوم التالي لقيام قياديتين في حزب الشَّعب الجُّمهوري، أشدِّ الأحزاب معارضة وعلمانيَّة، بتمزيق الحجاب ظهراً في أحد شوارع مدينة ميرسين جنوب غربي البلاد، بمناسبة الاحتفال بالذكرى السادسة والثمانين لسقوط الخلافة العثمانيَّة في مارس 1924م (المصدر، 13/3/10). وأما في السودان فقد خالف د. أحمد الطيِّب، مدير جامعة السودان، ما ذهب إليه كلٌّ من د. سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف المصريَّة لشؤون الدعوة الإسلاميَّة، ورجب أردوغان، رئيس وزراء تركيا، في ما يتصل بكون "لباس المرأة حريَّة شخصيَّة"، ووجوب عدم حرمان النساء من ارتداء الزِّيِّ الذي يرغبن فيه"، حيث أعلن عن توحيد الزِّيِّ بـ "جامعته!"، معتبراً الزِّيَّ "مدعاة للفساد والانحلال والزواج العرفي!" (الأخبار، 23/9/10)؛ فتأمَّل!
السبت في حين كان د. نافع علي نافع، نائب رئيس المؤتمر الوطني لشئون الحزب، يستغرب (نيَّة) الحركة الشَّعبيَّة نقل جنوبيي الشَّمال إلى جوبا، ".. وعدَّه ترحيلاً من (مناخ حُر!) إلى مناخ تهيمن عليه الحركة!" (الأحداث، 24/9/10)، كان المؤتمر الوطني (لاحظ المؤتمر الوطني لا الحكومة) يقطع، فجأة، ودون مقدِّمات، وفي لهوجة مكشوفة، بأن "أراضي ومنازل الجنوبيين بولاية الخرطوم (المعسكرات) ملك لقاطنيها، مؤكداً تضمينها في الخطة الإسكانيَّة بالولاية!" (المصدر). إن لم تكن هذه رشوة مفضوحة، فكيف تكون الرَّشوة إذن؟! وهل، تراه، جافى مبارك الفاضل الحقيقة، قيد أنملة، حين ".. وصف نفرة المؤتمر الوطني للوحدة بأنها (غوغائيَّة)، وغير مقبولة لا من الشماليين ولا حتى الجنوبيين؟!" (أجراس الحريَّة، 25/9/10).
الأحد قدم على أبي علقمة النحوي ابن أخ له من سفر، فسأله أبو علقمة: ـ "ما فعل أبوك"؟ فقال: ـ "مات"! فعاد أبو علقمة يسأل: ـ "وما علته"؟! فقال: ـ "ورمت قدميه"! فقال أبو علقمة: ـ "قل: قدماه"! فقال ابن الأخ: ـ "فارتفع الورم إلى ركبتاه"! فقال أبو علقمة: ـ "قل: ركبتيه"! فما كان من ابن الأخ إلا أن نهض متضجِّراً، ينفض جبَّته، ويهمُّ بالانصراف، وهو يبرطم قائلاً: ـ "دعني يا عمُّ، فما موت أبي بأشدّ عليَّ من نحوك هذا"!
***
#كمال_الجزولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سِرِّي!
-
إِعْلامٌ .. أَمْ برُوبَاغَانْدَا (الحلقة الأخيرة)
-
إِعْلامٌ .. أَمْ برُوبَاغَانْدَا (6)
-
إِعْلامٌ .. أَمْ برُوبَاغَانْدَا (5)
-
إِعْلامٌ .. أَمْ برُوبَاغَانْدَا (4)
-
إِعْلامٌ .. أَمْ برُوبَاغَانْدَا (3)
-
إِعْلامٌ .. أَمْ برُوبَاغَانْدَا (2)
-
إِعْلامٌ .. أَمْ برُوبَاغَانْدَا (1)
-
الأَمَازُونِيَّات!
-
إِنْزِلاقَاتُ الصُّدُوع!
-
عَوْلَمَةُ الشَّعْرِ الهِنْدِي!
-
سَنَةُ مَوْتِ سَارَامَاغُو!
-
رَطْلُ لَحْمٍ آخَر لِشَيْلُوك!
-
الدَّوْحَة: أَبْوَجَةُ الذَّاكِرة!
-
مَنْ تُرَى يُقنِعُ الدِّيك!
-
مَوَاسيرُ الطُّفَيْليَّة!
-
حكاية الجَّماعة ديل! (4 4) أَحْلافُ النَّظَائِرِ والنَّقَائ
...
-
حكايةُ الجَّماعة .. ديل! (3) هَمُّ الشَّعْبي وهَمُّ الشَّعْب
...
-
حكايةُ الجَّماعة .. ديل! (2) إرتِبَاكاتُ حَلْبِ التُّيوسْ!
-
حكايةُ الجَّماعة .. ديل (1 2) الاِسْتِكْرَاد!
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|