من هو الأفضل؟

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3138 - 2010 / 9 / 28 - 17:57
المحور: كتابات ساخرة
    

لو قال لي أحد بأنني كلب لإنزعجت جدا ولاتهمته بمحاولة الإساءة لشخصي الكريم, وكذلك ردة فعلك أنت, ولو سمعت امرأة رجلا يوصف جمالها بجمال البقرة لإنزعجت جدا , ونحن اعتدنا إذا أردنا أن نسيء لشخص أو إذا أردنا شتمه وسبه علنا نقول له (كلب) أو (ابن كلب) أو (كلهم كلاب) أو (يا كلاب) وهل مواصفات الكلب سيئة حتى نتخذه مثلاً للإساءة.
ولو اتهمني أحدكم بأنني حمار لإنزعجتُ أيضا ولرفعت عليه قضيه إساءة وتشهير وشتم وتحقير وسب علني .

لو أجرينا مقارنة بين الذئب-مثلاً- وبين الكلب ! فمن سيكون الأفضل من الآخر؟.

ولو أجرينا أيضاً مقارنة بين الحمار وبين الذئب من ناحية الأفضلية ! فمن سيكون الأفضل من الآخر؟.

ولو أيضاً أجرينا مقارنة بين البقرة وبين الذئب وبين القطة وبين الفأر فمن سيكون الأفضل من الآخر؟.

تعالوا لنشاهد أو لنقرأ:
الكلب حيوان أليف جدا ,وشاهدته عدة مرات في المدينة وفي الأفلام يدل الأعمى على الطريق , ومحترم جداً, ولا يغدر بصاحبه , وهو مُسلي جدا , ويقوم بكثير من الخدمات حتى أنك تستطيع أن تأخذه إلى مسابقات الجمال ,واستأنسه (دجّنه) الإنسان منذ 10آلاف عام قبل الميلاد, وما زال محافظا على صداقته للإنسان ولم يخن لا العيش ولا الملح , ومن الممكن أن يتخذه أطفالنا لعبة مسلية لهم وأن يركضوا معه في السهول وفي الحقول , وبعض النساء في أوروبا يتخذنه للحس أشياء مفيدة لهن , وهذه حقيقة علمية, والكلب أيضا لا يمكن أن يخون صاحبه إن إإتمنه على غنمه حتى وإن مات من شدة الجوع والعطش, وكذلك متعاون قوي مع الأجهزة الأمنية ويُستفادُ منه للكشف عن المخدرات وعن الأسلحة الكيميائية , ويستعمله المختبر الجنائي في تتبع وتقصي آثار الجريمة , وإن نمتَ في ألليل فمن الممكن أن يحرسك ويحرس كافة أفراد العائلة.

والحمار أيضا كله فوائد نتخذه مركبة ونتخذه حمالا وعتالا وهو حيوان صبور ومطيع جدا لصاحبه , وكذلك البقرة نستفيد من حليبها ولحمها ومن مواليدها الجدد.

أما بالمقارنة مع الذئب:
الذئب حيوان ماكر ,كاذب,مخادع,انتهازي,أناني ,جبان, غدار,إن أغفلت عينك عنه للحظة يخونك,لا يؤمن جانبه أبداً, لم يسبق لأحد وأن دجنه في بيته , إن تركته وحده مع القطيع فهو على استعداد بأن يقتل 100غنمة لكي يأكل واحدة فقط لاغير, وهو كائن غير اجتماعي , ومن المستحيل أن يدخل معركة لا يضمن بها الفوز العاجل والنصر المؤزر لنفسه , وهو يهاجم الإنسان إذا رأى الإنسان منفردا ووحيدا أو ضعيفاً لا يقدر على الحركه.

بعد هذه المقارنة, من الفائز؟.
أكيد إنكوا بتعتقدوا إنه الكلب هو الفائز, ولكن لا يا أصدقائي.
الكلب لم يفز يوما بهذه المقارنة, فالغلبة للذئب, فنحن نسمي أسماءنا بأسماء الذئب أو (شبيه الذيب)أو سَمي الذب, فمن الفائز في هذه المعركة؟ هل سبق لأحد منا وأن ادعى بأن جده كلب؟بل يفخر بأنه ذئب و يفخر أحد الرجال إذا قام أحدٌ بتشبيه سلوكه بسلوك الذئب ويقدم له الشكر على هذا التشبيه, والشعراء يتغنون بالذئب وبالذئاب, ولم يتغنوا بالكلاب.
لماذا؟

لأننا فعلا ذئاب.

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات