سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر
(Sohel Bahjat)
الحوار المتمدن-العدد: 3137 - 2010 / 9 / 27 - 08:56
المحور:
كتابات ساخرة
قرأت مقالا بعنوان "هولوكوست عدالة الصحابة" للكاتب محمد ناصر قائد البخيتي، و لأسلوب المقال و تحليله تصورت أن كاتب المقال مقيم في إيران أو العراق أو إحدى دول الشرق الأوسط و لكنني كنت متأكدا أنه ليس مقيما في السعودية لأنها تقطع كل رأس يفكر و إذا به مقيما في كندا أكبر دولة متقدمة، الكاتب قام بمقارنة عجيبة بين نظرية "سنية" تم فرضها بالإرهاب و السيف و هي نظرية عدالة الصحابة، هذه النظرية لا تحتاج إلى كثير تفكير ليدرك المرء أنها محض أكذوبة و خرافة صنعها الحكام و وعاظهم، لكن مقارنتها بجريمة الهولوكوست هو الذي دفعني للاعتراض على المقال.
الهولوكوست جريمة ارتكبها النازيون ضد الإنسانية و ضد اليهود تحديدا و معهم الأقليات السلافية و السود و الغجر و المثليون، و إذا كان الكاتب في المقال يشكك ـ في تقليد واضح للمنهج الإيراني ـ في أن عدد ضحايا الهولوكوست من اليهود ليس 6 ملايين شخص، فإننا بدورنا نتساءل و نرد:
فلنفترض أن عدد الضحايا اليهود ليس 6 مليون بل مليون واحد أو حتى ستمائة ألف !! فإن الجريمة تبقى جريمة و لا معنى لكل هذا الجدال السخيف في تقدير عدد الضحايا، و أكثريتهم من النساء و الأطفال، و ربما يسأل سائل غدا و في أسلوب مستهزئ:
و كم كان عدد من قتل من أصحاب حسين و أهله؟ سبعون شخصا لا أكثر..." فهل التعامل مع الجرائم يتم بكل هذه اللا أخلاقية و باسم آل البيت... لقد شوه الخمينيون و الخامنئيون و من لف لفهم ما يكفي من التشيع بحيث أصبح الفكر الشيعي نسخة مكررة للعقل السني المريض... لا معنى للتعامل مع الهولوكوست كرقم، لأن مجرد هكذا بحث هو إجرام بحد ذاته و هذا النهج ليس غريبا على الموالين لـ"الولي الأموي السفيه" الذي يسعى الآن إلى "تحرير" قبة مروان و عبد الملك في القدس لأحياء أمجاد أبو سفيان و العروبة.
#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)
Sohel_Bahjat#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟