أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - التغيير الذى نريده














المزيد.....

التغيير الذى نريده


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3136 - 2010 / 9 / 26 - 22:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ينقسم المصريون إلى فريقين عندما يقيمون الأوضاع فى مصر: فريق مؤيد للحكومة وآخر يناهضها. فالفريق المؤيد والمساند للحكومة يرى أن مصر تشهد تغيرات ايجابية على كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. أما الفريق المناهض للحكومة فيرى أن الأوضاع لم تتغير كثيرا بل لعلها باتت أسوأ من ذى قبل. وفى الحقيقية فإننا فى حاجة إلى عيون محايدة نرى من خلالها طبيعة التغيرات التى يعيشها المجتمع المصرى، عيون نستكشف من خلالها الفرق بين التجربة الحالية والأوضاع التى مررنا بها فى الفترات السابقة .

لعل أفراد المجتمع يختلفون حول مدى التقدم الذى تشهده البلاد فى الآونة الأخيرة. فمؤيدو الحكومة ومناصريها يؤكدون أن مصر تسير بخطى ثابتة فى المجالات المختلفة حيث حققت تطورا ملحوظا فى مجال حقوق الإنسان والمرأة والبنية التحتية. كما أحرزت تقدما فى النمو والاستثمار واستطاعت أن تتجاوز الأزمة الاقتصادية التى تضررت منها كل دول العالم. والدليل على هذا الطرح أن المجتمع الدولى اعترف بهذا الانجاز من خلال اختيار أحد أبرز الوزراء المصريين وهو الدكتور محمود محى الدين مديرا للبنك الدولى. وفى المقابل فإن الجهات التى تتخذ مواقف مناهضة للحكومة ترى أن الحريات مازالت مقيدة ومازال قانون الطوارئ حى يرزق ولا ينحصر تطبيقه على الإرهابيين فحسب بل يتم تطبيقه على الناشطين والمعارضين السياسيين من أمثال شادى طارق الغزالى حرب عضو حزب الجبهة الديمقراطية الذى اختفى فى مطار القاهرة إبان سفره إلى بريطانيا. ويشير النقاد أن الأحوال الاقتصادية فى البلاد فى حالة متردية، فأسعار معظم السلع تضاعفت والوقفات الاحتجاجية مازالت مستمرة فى ميادين القاهرة، هذا فضلا عن الفساد والبطالة التى صارت واقعا يعانى منها أفراد المجتمع فى كل أرجاء المعمورة.

لا شك أن الآراء المؤيدة لسياسات الحكومة والمعارضة لها تحكمها الانتماءات السياسية والحزبية والأيديولوجية. فكل فريق يرى الأمور من منظور معين وليس لديه القدرة لرؤية الأوضاع من منظور محايد. وهذا الانقسام فى الرؤى جعل أفراد الشعب فى حيرة من أمرهم حيث صارت الصورة غير واضحة أمامهم. لعل آراء محايدة ترد إلينا من هنا أو هناك تساعدنا فى فهم ما يجرى فى مصر وتبين لنا هل فعلا تمر البلاد بتجربة التغيير. وفى ظنى فإن ما يرصده الآخرون يعتبر أكثر صدقا لأنهم يرون الأشياء بعيون محايدة لا تحكمها اعتبارات أيديولوجية أو انتماءات حزبية.الغريب أن هذه التغييرات رصدها صحفى أمريكى يدعى مايكل دان فى مقاله فى مجلة الفورين بوليسى الصادرة فى 23 يوليو 2010م تحت عنوان "هل يمكن أن تتغير مصر: مراقبة الأوضاع خلال الحقبتين الماضيتين؟" والسؤال: ماذا قال هذا الكاتب الأمريكى؟

يرى الكاتب أن مصر فى هذه الأيام أشبه بالبحر الثائر الملىء بالأمواج وهى فى الغالب أمواج اقتصادية وسياسية واجتماعية. ويستطرد قائلا: إذا نظرنا إلى أحوال مصر السياسية خلال العشر سنوات الماضية فإن المرء لا يصدق التغيرات التى طرأت على هذه الساحة. لقد كان المصريون منذ عشر سنوات ماضية يحصلون على المعلومات من خلال الإعلام الحكومى حيث كانت القيود تحاصر مناقشة الموضوعات الحساسة. أما الآن فالصحف المستقلة والحكومية والقنوات الفضائية لا تتردد فى طرح القضايا التى كانت ممنوعة. ويبدى الكاتب بعض الملاحظات مفادها أن الصحفيين الشبان ينتشرون فى ربوع المعمورة تماما كسائقى التاكسى. ومنذ عشر سنوات كان القائمون على المنظمات الأهلية كجمعيات حقوق الإنسان والإصلاح السياسى يتعرضون لمضايقات وكانوا يخشون من الاعتقال وكان اباؤهم يشعرون بالقلق على سلامتهم. أما فى الوقت الحالى فإن الرأى العام بات ينتبه لتصريحاتهم التى لا تجد الصحف والقنوات التلفزيونية غضاضة فى نشرها. وبالإضافة إلى ذلك فإن مسئولى الحكومة يسمحون لهم بالتحدث إمام المجلس الدولى لحقوق الإنسان حيث يردون على تساؤلاتهم. ومن هذا المنطلق فإن العمل التطوعى اكتسب شرعية واحترام المجتمع ولم يعد يعانى من التهميش. ورغم أن الحكومة قد تعاقب صحفيا أو ناشطا سياسيا إلا أن المصريين باتوا ينظرون إلى هذا التصرف كعمل غير أخلاقى يفتقد إلى العدالة. ويعتبر الكاتب الاحتجاجات والمظاهرات التى تواكب اعتقال أو مقتل ناشط سياسى مثالا للحراك الاجتماعى.

خلاصة القول إن مصر تشهدا حراكا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لا تشهده أية دولة عربية فى المنطقة ومن ثم فإن عربة التغيير قد انطلقت وأنها سوف تدهس من يعترض طريقها. كلنا أمل أن العربة تسير فى الاتجاه الصحيح وأنها سوف تصل إلى غايتها فى الوقت المناسب.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن والشعب فى خدمة الشعب والوطن
- الوظائف الحكومية فى ظل الوساطة والمحاباة
- حرب الفئات فى مصر: القضاة والمحامون
- لماذا غاب السلوك المتحضر من مجتمعاتنا؟
- كيف ينظر العالم إلى النقاب؟
- غياب السلوك المتحضر من مجتمعاتنا
- ونجحت أفريقيا فى مونديال 2010م
- علل الإدارة وسبل معالجتها
- هل تخلصنا من الإرهاب فى مصر؟
- ثمار الديمقراطية
- أساتذة الجامعة والمرتبات
- دول العالم على سلم الديمقراطية
- نظرة فى الانتخابات البريطانية
- فين فارس؟
- من المسئول عن إراقة الدماء فى لبنان؟
- دور المتابعة الايجابية فى تطوير التعليم المصرى
- القضاء على السباب فى البرامج التلفزيونية
- مسلسل المستشار والإعلامى
- الشخصيات المتسلطة فى حياتنا
- الاضطرابات والانتهاكات العنصرية في الغرب


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - التغيير الذى نريده