أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - من يزرع فقه التكفير يحصد قنابل التفجير .















المزيد.....

من يزرع فقه التكفير يحصد قنابل التفجير .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 3134 - 2010 / 9 / 24 - 07:27
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


رأينا في المناسبة السابقة كيف انقلب التطرف على أولي النعمة والرعاية في باكستان حتى باتت الحرب التي تخوضها الحكومة هناك أطول مما كانت تنتظر ، بل أطول حرب تخوضها رغم الكثرة المحشودة من العدة والعتاد التي لم تحسم الحرب ولم تحاصر الحركات المتطرفة . وليس لأن طالبان الباكستان أكثر عددا وأقوى عدة ، بل قوتها في مدى انتشار العقائد وتغلغل الأتباع في المجتمع . ويثبت الواقع في باكستان أن المراهنة على التنظيمات المتطرفة والتواطؤ معها من أجل مكاسب سياسوية ضيقة يزيدان من ضعف الدولة ومن قوة هذه الحركات . وما تعانيه باكستان ، يعانيه اليمن الذي بات مهددا في وحدته الترابية واستقراره السياسي . بل إن فرع القاعدة في اليمن غدا أكثر خطورة من نظيره في باكستان ، حسب التقارير الاستخباراتية الأمريكية . ونفس القناعة عبرت عنها صحيفة "الجارديان" البريطانية التي كشفت عن كون " نفوذ تنظيم القاعدة في اليمن يزداد بشكل كبير ، وأن عناصره باتوا يتغلغلون بين القوى الأمنية اليمنية". وهناك عاملان أساسيان يزيدان من قوة تنظيم القاعدة : العامل الأول ، وسبق أن نبهت إليه صحيفة "الجارديان" في تقرير لها بأن "التنظيم يوفر بيئة ملائمة للملتحقين الجدد في اليمن ، حيث يزودهم ببرامج دراسة العقيدة الجهادية لـ"القاعدة" والاستماع إلى منظري التنظيم بمن فيهم أنور العولقي رجل الدين اليمني المتشدد والمطلوب في الولايات المتحدة التي يحمل جنسيتها". أما العامل الثاني فيعود إلى سياسة النظام وطبيعة العلاقة التي أقامها مع التنظيمات المتطرفة التي هادنته وقدمت له بعض الخدمات في صراعه السياسي والإيديولوجي ضد دعاة الانفصال في الجنوب . الأمر الذي مكن المتطرفين من التمدد في محافظات الجنوب الاشتراكي وبسط نفوذها عليها بعد الهزيمة التي ألحقها النظام بالقوى الاشتراكية الرافضة للوحدة . بل إن المتطرفين شاركوا إلى جانب قوى الجيش في الحرب ضد اشتراكيي الجنوب أملا في تحقيق الوعد بتطبيق الشريعة الإسلامية الذي وعدهم به الرئيس علي عبد الله صالح حسب ما نقلته صحيفة "الجارديان" عن أحد المسلحين الذي أكد " انه تلقى ورفاقه وعودا من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بتطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة دولة إسلامية، وهو ما فسر تشكيل المقاتلين وحدات عسكرية خاصة بها تعمل بإمرة الجيش اليمني وتدعمه في القتال ، لكن المسلح يقول إن الرئيس أخل بوعده". إن هذا التواطؤ بين المتطرفين والنظام في فترة تاريخية معينة من الصراع السياسي لم يشفع للنظام دعمه وتساهله مع التنظيمات الجهادية ، بل تحول ــ النظام ــ إلى عدو مباشر تستهدف العمليات "الجهادية" قواته الأمنية والعسكرية وفق فتاوى أصدرها "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" تحرض ضد النظام وجنوده . إذ جاء في البيان الذي أصدره قبيل رمضان بساعات يتبنى فيه عملية قتل ستة جنود في محافظة شبوة، أن هذه العملية تدخل "ضمن عمليات نفي الخبث، لتطهير جزيرة العرب، من عملاء أميركا" ، وأن هذا الهجوم يستهدف "الجنود اليمنيين لأنهم اليد الضاربة للعميل علي صالح، وهم الذين يثبتون حكمه الظالم ويقفون مع الحملة الصليبية على بلادنا، وهم خط الدفاع الأول للأميركيين". وجاء في البيان كذلك أن الرئيس "علي صالح وحكومته وجنوده، الظلمة، هدف مشروع لنا، إلا أن يتوبوا إلى الله قبل القدرة عليهم"، وأن "كل من يقف مع علي صالح وحكومته، ومع الحملة الصليبية، ضد أمتنا المسلمة فهو عدو لنا وهدف مشروع لنا" . هكذا يصبح الرئيس اليمني وحكومته والقوات العسكرية والأمنية هدفا "مشروعا" لتنظيم القاعدة بعد كل الدعم الذي تلقاه المتطرفون بوسائل شتى لا تقتصر فقط على الدعم المباشر وغض الطرف عن النشاطات الحركية لهذه التنظيمات ، بل أخطر دعم لها هو توفير مشاتل التطرف ورعايتها تحت مسمى "دور القرآن" التي بلغ عددها الآلاف . إن هذه الدور التي تنتج التطرف وتنشره تمثل المنبع الرئيسي لانتشار الجهاديين وتكاثرهم وتغلغلهم في مفاصل الدولة والجيش والأمن . ومهما دفع اليمن بقواته في مواجهة تنظيم القاعدة باليمن فلن يفلح في القضاء عليه طالما ظلت المنابع والمشاتل تفرخ "الجهاديين" المتطرفين الذين يعشقون قتل الأبرياء وترويع الآمنين . وكما طالت حرب الباكستان ضد تنظيم القاعدة ستطول حرب اليمن ضد فرع القاعدة الذي يهدد كل الجزيرة العربية ومنطقة القرن الإفريقي . ولا ينفرد اليمن والباكستان بخوض حرب عسكرية مفتوحة مع تنظيم القاعدة بعد أن والته التنظيمات المتطرفة الخارجة من عباءة السلطة ، وإنما تشترك في هذه الوضعية الجزائر والسعودية وموريتانيا ومصر والمغرب . وإذا كان المغرب على عهد الملك الراحل الحسن الثاني قد انتهج مهادنة التنظيمات المتطرفة بهدف توظيفها ضد التيارات الفكرية القومية والاشتراكية أول الأمر ، ثم ضد بعضها البعض بعدما تبين خروج بعضها عن طاعة ولي الأمر ، فإن الملك محمد السادس تبنى سياسة مغايرة فيها من الحزم والصرامة ما لم تألفه هذه التنظيمات من قبل . وبفضل المقاربة الأمنية التي اعتمدها المغرب منذ الأحداث الإرهابية ليلة 16 ماي 2003 ، استطاع أن يشل حركة التنظيمات المتطرفة ويفشل مخططاتها التخريبية التي تستهدف أمنه واستقراره ، والتي تجاوزت المائة مخطط . ومما مكن المغرب من النجاح في حربه ضد الإرهاب، إدراكه المبكر أن الإرهاب تنتجه الأفكار المتطرفة وليست الأوضاع الاجتماعية . وأن هذه الأفكار نشرتها حركات متطرفة استغلت تواطؤ الدولة معها في ظروف سياسية طغى عليها الصراع على السلطة . وبسبب ذلك فُتحت أبواب المساجد ومنابرها أمام شيوخ التطرف ودعاة التكفير الذين خوصصوا المساجد وفتحوا أخرى في الكارجات والبراريك دون أن تتدخل السلطات المختصة ولا حتى تلك المسئولة عن مراقبة الحدود أمام الغزو المذهبي الواهبي عبر آلاف الأطنان من كتب التطرف والكراهية وأشرطة الحقد والتكفير التي غزت الأسواق والمكتبات . لهذا اعتمد المغرب مقاربة شمولية بعد أن أدرك خطورة الفكر في إنتاج الإرهاب . وجاء الخطاب الملكي حازما في مواجهة المتطرفين ومنابعهم كالتالي (لقد دقت ساعة الحقيقة معلنة نهاية زمن التساهل في مواجهة من يستغلون الديمقراطية للنيل من سلطة الدولة أو من يروجون أفكارا تشكل تربة خصبة لزرع أشواك الانغلاق والتزمت والفتنة أو يعرقلون قيام السلطات العمومية والقضائية بما يفرضه عليها القانون من وجوب الحزم في حماية حرمة وأمن الأشخاص والممتلكات) . ورغم أن التدابير الحكومية ظلت بطيئة في أجرأة الحزم الملكي ، فإن السلطات الأمنية وحدها تكفلت بالأمر في انتظار أن تتدارك الحكومة عجزها وترفع من وتيرة عملها . ولعل المغرب يدرك جيدا حجم المخاطر التي تنتج عن أي تواطؤ أو تساهل مع التنظيمات المتطرفة أيا كان مجال اشتغالها . وإغلاق دور الانغلاق التي كانت تابعة للمغراوي إجراء سليم وحازم لتجفيف منابع التطرف والإرهاب .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يلعب بنار التطرف تحرقه .
- الحرب الشاملة ضد الإرهاب هي الخيار الوحيد لدحر خطره .
- هل ستتجاوب الأحزاب مع خطاب الملك ؟
- هل ستصير الفتوى سلاح اليساريين ؟
- هل من علاج للعجز الحكومي المزمن ؟
- التمايز بين الحركة والحزب شعار تعوزه الجرأة والمصداقية .
- هل جماعة العدل والإحسان تعارض سياسة النظام أم تناهض وجوده ؟
- هل فقد الفيزازي الحماسة والمشيخة ؟(3)
- جماعة العدل والإحسان تدين الاختطاف والتعذيب وتمارسهما ببشاعة ...
- حوار حول الظاهرة الدينية في المغرب (الأحداث المغربية ) الجزء ...
- هل اقتنع الفيزازي بالمراجعة أم هي المكيدة والمناورة ؟(2)
- حوار حول الظاهرة الدينية في المغرب
- هل اقتنع الفيزازي بالمراجعة أم هي المكيدة والمناورة ؟(1)
- هل غدا -الجهاد- ضد الشعب المغربي مقدما عن الجهاد ضد الاحتلال ...
- النقاب الدخيل والنقاب الأصيل !
- هل سينفذ تنظيم القاعدة تهديده ضد المونديال ؟
- هل تحترم الجمعية حقوق الإنسان حتى تدافع عنها ؟
- التطرف عقائد واحدة غايتها فرض الوصاية على المجتمع (6) .
- الحوار الذي لم ينشره موقع إسلام أون لاين حول جماعة العدل وال ...
- الغلو والتطرف دوائر تتكامل في الأهداف والوسائل (5) .


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - من يزرع فقه التكفير يحصد قنابل التفجير .