|
عن التصنيف المتدني على سلم الانتماء العروبي
عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)
الحوار المتمدن-العدد: 3132 - 2010 / 9 / 22 - 20:27
المحور:
الصحافة والاعلام
مالذي اصاب الجسم الثقافي المشرقي وقد كان رائدا وجديرا قبل عقود مضت؟ هذا السؤال لم يعد يطرحه المثقفون والنخبة العالمة من ابناء الوطن العربي بل أصبح على لسان كل الزملاء من يشاهد قناة الجزيرة القطرية على مدار الوقت. والحق اننا جيل اعلامي جديد كان السعي بالنسبة لنا وسيظل الى مصلحة الوطن وتحديثه وتقدمه وتنوير الراي العام والرفع من درجة وعيه وادراكه الهدف الاسمى ، رغم اقتناعنا باننا بتنا نتنفس هواء ملوثا ينبعث من قناة قطر جراء ما يكتنفها من عجرفة وحقد ازاء كلما هومغربي او مغاربي . وهذه أسباب النزول كشف الاستاذ عبد الرحمان العمراني استاذ جامعي وصحفي في احدى مقالاته الاسبوعية التي ينشرها بجريدة الاتحاد الاشتراكي عن ما اسماه "عجرفة مشرقية" تجاه المغرب والمغاربة وأبرز في ذات المقال ما وصفه ب" التصنيف المتدني على سلم الانتماء العروبي " الذي ينهجه بعض المثقفين والاعلاميين المشارقة حيال نظرائهم المغاربيين ، وتساءل مديرمكتب فاس على هامش متابعته إحدى حلقات برنامج «شاهد على العصر» الذي تقدمه قناة الجزيرة عن معنى تلك الترسانة من احكام القيمة التي يدسها صحفيو الجزيرة كلما تعلق الامر بضيف مغاربي؟ ، والحقيقة ان كل من شاهد تلك الحلقة التي استضافت فيه قناة قطر وجها مشرقا من وجوه الحركة الوطنية وحركة المقاومة المغربية يتعلق الامر بالمناضل بنسعيد آيت يدر، الا ووضع يده على قلبه خوفا من درجة التلوث الاعلامي وعن ذلك المستوى من الانحذار المضاد للقيم التي يدافع من اجلها الصحفيون ، يقول العمراني انه لم يتمالك مداراة شعور غريب انتابه هو يرى المستجوِب "بكسر الواو " يطرح على ضيفه أيت يدر استفسارات واستيضاحات تملؤها الرغبة في إملاء المعرفة من فوق، وذلك من خلال تعقيبات كانت تصل في أغلب الحالات إلى تعميمات بدون سند، والى أحكام قيمة مستفزة ، يتضح ذلك بشكل جلي وسافر حين يتحدث الصحفي عن إشكالية الوضوح السياسي ووضوح المشروع السياسي لدى رجالات الحركة الوطنية. أحكام قيمة مستفزة يضيف العمراني كان طاقم البرنامج يدسها بين الجمل المنطوقة الى درجة باتت تفضح معانيها وخلفياتها إيماءات العيون وحركات اليدين. ولم يكن العمراني الوحيد الذي تطرق الى هذه الظاهرة الاستعلائية الملفتة من قبل الاشقاء المشارقة ،إذ سبقه زميله الصحفي المغربي المثير للجدل عبد الكريم الامراني الى حد الصدمة حين يصف الجزيرة في عدد من كتاباته باي شئ ، الا المهنية . ورغم ان المقاوم آيت يدر أجاب بهدوء وصفاء ذهن كامل حيث لم يترك للمستجوب أن يحل محله لا في ترتيب الوقائع ولا في قراءة دلالاتها.فان معد البرنامج ظل وفيا لتعليمات صدرت اليه في نهج هذا النوع من اللقاءات، حيث يقوم على ترك المستجوَب ( بفتح الواو) يدلي بما لديه من معلومات بشكل تلقائي، وذلك انطلاقا من القناعة بأن التاريخ مليء بالفراغات والنتوءات، وان الحكي المألوف عن مراحل الماضي قد لا يعدو أن يكون سلسلة متصلة ومتواصلة من التأويلات، وان الرجال الذين عاشوا تلك المراحل وعايشوا أحداثها ووقائعها هم الأقدر على فك بعض ألغاز الماضي وإزاحة الألغاز التي تضعها التأويلات أمام أي فهم واضح لما جرى في الماضي _ هذا هو المنطق وهذا هو المنطلق. أما حينما يصبح المستجوب "بكسر الواو" مالكا للحقيقة، مرتبا للوقائع على طريقته، صانعا روايته المتكاملة لما حدث بدعوى انه قرأ واستوثق، فإن منهجية العمل في هذا النوع من اللقاءات تصبح شيئا آخر، حيث يخلص عضو المكتب السياسي الى ان ما يجري على قناة الجزيرة القطرية لا علاقة له لا بمهمة التمحيص التاريخي ولا بوظيفة التدقيق الصحفي.
أما مظاهر هذه العجرفة، خاصة عندما يكون مغرب الوطن العربي موضوعا لمعالجتهم أو كتاباتهم أو مواقفهم عموما، متعددة، وكان من الجيد ان يقف العمراني في تحليله على ثلاثة منها : - هناك أولا ذلك الميل الذي نلحظه عند بعضهم إلى ادعاء احتكار الانتماء العربي القومي النقي والخالص، ووضع نوع من التراتبية في هذا الانتماء تقسم أمة العرب إلى عرب أقحاح قحطانيين ينتهي تواجدهم على التخوم الليبية، ليبدأ بعد ذالك صنف آخر من العرب هم المغاربيون، الذي يجري تصنيفهم في درجة أقل على سلم العروبة. والمضحك حقا أن نرى بعضا ممن يدعون احتكار الانتماء العروبي يتعسفون إلى تلك الدرجة على اللغة العربية وقواعدها رافعين المفعول به وناصبين الفاعل، بصلف واستخفاف. - ميل عام لدى آخرين إلى حصر مفهوم الثقافة العربية والإنتاج الثقافي العربي في ما ينتج ويكتب ويقرأ في القاهرة ولبنان وفيهما وحدهما (واليوم في بلدان الخليج العربي ثانيا) واعتبار بلدان المغرب العربي، على الصعيد الثقافي مستتبعات للغرب والتغريب، والمضحك حقا أن بعضا من هؤلاء وقد توقفت بهم عقارب الساعة فلجأوا إلى قياس الحاضر على الماضي، وسحبوا انتاجات الماضي (في الخمسينات والستينات من القرن الماضي)، حيث كان المشرق العربي الوحيد في الميدان، سحب تلك الانتاجات على الحاضر وهو اليوم قاحل إلا من بعض الوجوه القليلة المضيئة، الباحثة عن متنفسات التعبير في بلدان الغرب أساسا. والمضحك حقا أن من يتهموننا بالتغريب هم بالذات أولئك الذين تراهم يجهدون اللسان لينطق ببعض الكلمات بالانجليزية أمام عدسات التلفزيون، يريدون بذلك التدليل على انخراطهم في عالم الحداثة. ويخلص الاستاذ العمراني في بحثه المنشور اننا" نحن المغاربة إجمالا، المصنفون في درجة متدنية على سلم الانتماء العروبي لدى بعض الأوساط الاعلامية المشرقية التي تشكل الجزيرة نموذجا رائدا له، ونعتبر أنه آن الأوان كي تتحلى هذه المنابر بالموضوعية التاريخية. والمحصلة " لن يخطر في ما أحسب على بال مغاربي أن يحاجج فاعلا سياسيا مصريا في ملابسات ثورة عرابي أو نشأة حزب الوفد أو حركة الضباط الأحرار، أو حركة الإخوان المسلمين في مصر مهما قرأ واستوثق، وبالمثل فإنه سيكون من الصعب على الاخوة المشارقة أن يجيدوا فهم مسارات أحداث مغربية من الزمن الماضي مهما قرأوا واستوثقوا. قد يقتربون من الفهم لو بذلوا مجهودا للتخلص من بقايا نزعة عجرفة مشرقية متهالكة، فهل يحاولون؟ نضم صوتنا صديقنا العمراني ونترقب. عزيزباكوش
#عزيز_باكوش (هاشتاغ)
Bakouch__Azziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معطيات حول مستجدات الدخول المدرسي 2010/2011 بنيا
...
-
شابان مغربيان يحدثان موقعا الاول من نوعه على الشبكة من اجل م
...
-
فاس والكل في فاس 25
-
فاس والكل في فاس 24
-
أسئلة حول الفيلم الوثائقي للمخرج العراقي سمير الرسام
-
فاس والكل في فاس 23
-
فاس.... والكل في فاس22
-
أكاديمية فاس بولمان الحصيلة المرحلية للبرنامج الاستعجالي الج
...
-
بحر وللنخيل شذرات
-
فاس.... والكل في فاس21
-
فاس.... والكل في فاس20
-
فاس.... والكل في فاس19
-
الحفل الختامي لحصيلة التفوق الدراسي برسم الموسم الدراسي 2009
...
-
فاس.... والكل في فاس18
-
التحميل جاري...
-
فاس.... والكل في فاس17
-
نيابة التعليم بإقليم مولاي يعقوب تحديات كبيرة ورهانات أكبر
-
فاس.... والكل في فاس16
-
مستوطنة الحزن
-
مهوى البوح
المزيد.....
-
آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد
...
-
الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي
...
-
فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
-
آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
-
حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن
...
-
مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
-
رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار
...
-
وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع
...
-
-أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|