أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام الياسري - معرض الفنان التشكيلي العراقي منير العبيدي














المزيد.....

معرض الفنان التشكيلي العراقي منير العبيدي


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 3132 - 2010 / 9 / 22 - 14:04
المحور: الادب والفن
    


معرض الفنان منير العبيدي في برلين:
خيال الذاكرة يحلق نحو السماء

عصام الياسري

تحت عنوان "من بغداد إلى برلين" ووسط جمهور من المهتمين والفنانين من العرب والألمان والأجانب، أفتتح يوم الأحد 12 أيلول 2010 في مقر جمعية "حي شونه بيرك" Stadtteilverein Schöneberg في برلين، معرض الفنان التشكيلي العراقي منير العبيدي. وحي "شونه بيرك"، الذي يعني بالعربية "الجبل الجميل"، مشهورٌ بإرثه الثقافي، ولا يبعد كثيراً عن المقر السابق لقيادة قوات التحالف الأربعة التي دخلت برلين عام 1945 لتخليصها من الحكم النازي.
في هذا المعرض يعرض علينا الفنان منير العبيدي ما يثبت الاتقان في استخدام ادواته التشكيلية وتوظيفها بأساليب مختلفة مطبوعة بصبغة متميزة تحمل جوانب فريدة تثير التساؤل والعجب في آنٍ واحد. فلوحات معرضه تجسد ثلاث مراحل، الذكرى ـ الكارثة ـ الرحيل. الأمر الذي جعل المعرض في فضائه التأملي متكاملاً من حيث النوع والمساحة وأضفى عليه عمقاً في الربط بين ما هو فلسفي وما هو جمالي، والأهم من هذا أن المعرض قد شغل حيزاً هاماً في تقريب لغة الحوار بين الحضارات المختلفة على صعيد برلين.
صور منير العبيدي رحلة إبداعية معبرة صادقة تأتي من عميق معاناته، فقد سجل في كل لوحة إنطباعاته وتنقلاته في حاضرة الزمان والمكان، بين بغداد وبرلين ليس بلوحاته وانما أيضا بالكلمة التي القاها في حفل الإفتتاح طارحا السؤال: ما هو السلام ؟ لكي يجيب: إنه ببساطة الحياة الطبيعية! ثم أضاف: لإدراك هذه الحقيقة البسيطة كان على أن أعيش مصيرا مأساويا كالمصير الذي صارت اليه بلادي، حين كنت أتكلم مع اولادي عبر الهاتف أجد أنهم، قبل كل شيء، يتوقون إلى حياة طبيعية، لكي يسيروا في شوارع بلادهم و يختلفوا الى المدارس ولكي يزوروا اصدقائهم وأقاربهم دون أن يتهددهم شيء. ثم ما لبثت بعدها أن لاحظت بأن الحياة اليومية الطبيعية التي يتوق لأن يعيشها عامة الناس تنعكس بدون وعي مني في لوحاتي، سواء كانت هذه اللوحات تمثل هذه الشوارع والامكنة والمقاهي في بغداد أو في برلين.. وجدت انني مفتون بالحياة اليومية الطبيعية: في برلين كواقع معاش، وفي بغداد كحلم ورغبة. كلا المدينتين انتظرتا طويلا أن يحل السلام عليها، واحدة من هاتين المدينتين حققت السلام والامان الذي تصبو إليه، ولاخرى عليها للاسف أن تنتظر ربما طويلا.
يحتوي المعرض الذي احتضنته قاعتا وممر النادي الثقافي على 29 لوحة فنية بأحجام مختلفة، وبأساليب تجمع بين التعبيرية والواقعية والتجريد. استعمل الفنان العبيدي اللون المائي والزيتي والكواش والأكريلك، لكنه استخدم عدا ذلك الخطوط المذهبة و "الريليف"، وهو خط بارز يستعمل عادة في رسم خطوط بارزة على الخشب أو الزجاج ويمتاز بجاذبية كبيرة وألوان براقة.
من هذه اللوحات الـ 29 عرض منير العبيدي ستاً كان موضوعها "الكارثة"، كما عرض اربعة عشر عملا تجسد "الذكرى" بين الواقع والحلم، من بينها 3 لوحات عن بغداد الأحلام في ألف ليلة وليلة ولوحات عن المدينة والريف العراقي.
استوقفت اللوحات الستة التي تناولت موضوع الكارثة العراقية التي دفعت بملايين العراقيين لمغادرة بلدهم المشاهدين وأثارت العديد من الاسئلة وكانت من ناحية الأسلوب الفني والموضوع، أهم الأعمال في المعرض إجمالاً. ألا أن اللوحات التسع عن برلين وشوارعها، ناسها ومقاهيها، الطبيعة والأحياء، تبقى قراءة دقيقة تسجل للفنان، كونه ربط بين الادراك الفكري والادراك البصري فنياً، بين نظرته للطبيعة وحسه إزاء الإنسان أياً كان. وهو لم يصنع مثالاً خيالياً بأعماله، أنما إستجاب لمشاعره الذاتية بهدف الإقتراب من الآخر وبأسلوب المحاكاة عله يفلح في إطفاء ما استبد في نفسه من أحاسيس.
الموضوع الذي إختاره الفنان منير العبيدي تحت عنوان "من بغداد إلى برلين" لم يكن سهلاً، لكنه بالتأكيد كان فريداً في نوعه وجديراً بالاهتمام والمشاهدة.

عصام الياسري
برلين في 14 أيلول 2010



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطيني مضرب عن الطعام منذ شهر
- سعدي يوسف يغني للعراق من برلين
- إثارة إبداعية وبوابة عشتار تتحدى الزمن في معرض ألماني
- حملة جمع تواقيع للتضامن
- حملة تضامن
- مهرجان برلين السينمائي 2010
- الإنتخابات العراقية والكتل المتنافسة
- مهرجان برلين السينمائي العالمي
- مهرجان برلين للافلام القصيرة
- الفيلم الألماني -الشريط الأبيض- متعة سينمائية في إطار جديد
- الابن الغائب يتمسك بحبال القصيدة
- كتاب العالم بين التحدي الثقافي ومواجهة السياسة
- مهرجان الأدب العالمي برلين
- سنان أنطون يقاضي
- قيثارة مدين رواية لإدانة القوم
- رحم الله ذاكَ الزمان
- المقام العراقي فن ذو جذور تاريخية تمتد إلى السومريين
- متى يتوقف نزيف الدم وينتهي قتل الصحافيين والاستهتار بحياتهم ...
- الزميل منتظر الزيدي أمام القضاء محكوم سلفاً بلا رحمة!.
- مهرجان برلين العالمي يوقد أضواءه على أرض الحرب الباردة


المزيد.....




- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام الياسري - معرض الفنان التشكيلي العراقي منير العبيدي