|
قصص قصيرة جدا
كريم الثوري
الحوار المتمدن-العدد: 3132 - 2010 / 9 / 22 - 08:26
المحور:
الادب والفن
قصص قصيرة جدا
حين ابتسم له الحظ ، اوجسه قلبه خيفة من شيء في طريقه إلى الحلول
لم تفارقه هذه الفكرة النكرة منذ نعومة اظافره ، ورثها من محيطه الفقير
كثيرما كان يسأل مرضعته
هل الأغنياء يعانون ما نعاني ؟
فتجيبه : نعم
ما خالفها قط في حياته فكيف يفعلها...؟
2
غادر مخيلته الكثير من الأصدقاء وتعرف إلى المزيد ، ما تمسك بأحدِ من الأحياء كصديق أبدي لسبب عميق في نفسه
لكن الذين غادروه إلى العالم الآخر بغتة فرضوا حضورهم بقوة
ربما تأسفا على حنينهِ المُغادِر
ربما لانهُ كلما مرَ به الوقت صار اكثر نزقاً من الذين يهرب من مرافقتهم لاحقاً
وربما كان ملوثا اكثر مما يجب ، يوم اختار الرب الصفوة ، وتركه يُكفر ذنوبه...
3
احبها بجنون وكلما اقترب منها يتحاشى من ملامستها
حتى تحول إلى كائن مخصي
لان اللواتي احبهن
بعدد شعر رأسه....
4
لا يستقر إلى واحدة
ربما لانها لا تستقر اليه ايضا
كسلوكه النافر في اختيار ما لا يطاق
في اسماع الخواص...!
5
يتطيب بالأحاديث الصوفية ليهرب من عالمه السفلي
لذلك عقد اتفاقا مع غبائه أن يمده الاخير بكل الاحاديث الصحيحة
بغض النظرعن تاريخ صلاحية الاكسباير...
6
حينما يكون إلى جوار بيته يذهب عنه الجوع ، حتى جزعت معللته من ترغيبه بعد تطويعه
وحينما يكون وحيدا وبعيداً يحن إلى شهية مازالت ترطن في جمجمته :
طماطة مقلية بالزيت الرخيص مع فحل بصل احمر...
7
لا يعلم السر الذي يستحسنه فيه الخلق
مع أنه سجين وحدته
وحين ينظر إلى الاخرين يراهم يسيرون
نفس المعادلة المقلوبة...
8
حين يكون بين الحيوانات يتسامى
وحين يكون بين البشر يتنكر بطاقية التلوين
خشية من اكتشاف سره...
9
السلوى الوحيدة المتبقية أن يتذكر ويدون
لاولئك الذين يشاطرونه
ذات العجز....
10
امنيته الوحيدة أن يموت لكنه متشبث بالحياة
ماذا لو لم تكن القيامة
كما حسبها في جدول الرياضيات... ؟
11
يقول أنه صوفي
وحين يجوع أو يعطش يجن جنونه
ربما صوفية هذا الزمان تختلف
وربما لم يعد من الصوفية غير اسمها
في سجلات الغبار...
12
قرر يوما أن يكون نباتيا
وبمرور الوقت غلظ عوده بقدرة متحول
صار اكثر حيوانية ً من الحيوانات...
13
بينه وبين الاجهزة الحديثة عداوة مستشرية
لا هو يحبها ولا هي تستسيغه
تنامى بطريقة مضحكة
صار يدهن كل جديد بطلاء قديم
حتى تحول معبد بيته إلى لوحات تراثية
لكائن خرافي....
14
كلما اتقن معلومة سجلها في ورقة وركنها جانبا
لا يعلم السر في هروبه من تنظيم المعلومات كما ينبغي
لكنه عندما يمعن في وحدة الكون يراه على شكل معلومات متناثرة
واحدة تدحض الاخرى
هكذا بيته لا تبحث عن شيء وتجده في محله...
15
قالت له : عميق وساحر
يوم لحظها في وجدانه لم يجدها غير فكرة نافرة
من محيطها الخارجي قذفتها زوبعة نزقة
في ركن مهمل
تهرب منه اليه....
16
يوم اقسمت الآ تفارقه ابتسم
سألته : لماذا ؟
تذكر أشياء يريد أن ينساها عبثاً...
17
عنوانه الجديد هو التسامح المرن بعيداً عن الذاتية
عليه أن يقنع نفسه اولا
أن يكون كذلك في بيته قبل العالم الخارجي
كم يحتاج من الوقت...؟
18
كل ما هو قادم لم يزده يقيناً
لقد توقف عند نقطة نهائية استراح اليها
فكلما سأله احدهم عن موضوع بعينه اجاب
لا ادري....
19
رأه يعاني مشقة الطريق وهو يجاهد شيخوخة ملازمة في شكل دراجة هوائية لا تنساق إلا بشق النفس
اشفق على نفسه وصار يلبي طلباته بواسطة سيارته الحديثة
منذ ذلك اليوم تحول إلى عبد له بعدما كان رفيقه
في كل تفاصيل حياته اللاحقة...
20
.........
وهو إلى اليوم يسأل نفسه : ياربي أين التقيت به كأنني رأيته من قبل ؟
وحين تحرى عنه لم يستدل ، لكنه ما انفك يسأل ويسأل دون جواب
حتى تحولت أيامه إلى اسئلة تكرر ذات النسق في اشكال مختلقة من البشر
اعياه التشابه ، فقد تعطل تماما قَفْلُ الاجوبة في عقله بعدما تآكل بالصدا .
لم يعد المفتاح يستجيب...
21
عقدة أين التقيت به تمادت وتوسعت بشكل لم يحسب لها حسابا
تطورت إلى الحيوانات والنباتات والجماد
وحين عجز عن وقف زحفها فكر في طريقة الخلاص منها
استقال من وظيفته ، تحول إلى مشرد في شكل رجل مرور تتحكم به الجهات الاربع بفصولها المختلفة
حتى تماهى ما هو داخلي بما هو خارجي
فعرف أن العلة في نفسه.... دفينة.
22
كلما مرَ من باب بيته ورأى تلك السيارة المعطلة منذ سنين يحس براحة غريبة في اعماقه
فقد كساها الغبار وخلعت الرياح بعض نوافذها، تاكل حديدها حتى تحولت مرتعا لكائنات غريبة لا رابط بينها
ما كان يسره كثيراً انشغال الناس بها ، بواسطته ، وقد تزايد عدد زواره المستطرقين كل يوم للسؤال عن سرها الدفين وسبب امتناعه من التخلص منها
كان فقط يستخف بهم ويبتسم ، كاي مشهور مكابر
حتى جاء اليوم عندما وقف بباب داره رجل البوليس ليخبره بكثرة الشكاوى ضده
وحين السؤال عن السبب
اجابه : الناس سئمت القديم والشرطة في خدمة الشعب !
23
حينما تشرق الشمس يشرق قلبه وحينما تغرب يسكنه الوجوم
اراد ان يكون بمنأى عن شروق الشمس ومغربها
اعترض جسده ومازال يعاني عقدة التذمر...
24
وقفت قبالة مرآتها وراحت تكلمه :
متى تأتي اشتقت كثيراً ، تعال لأضمك إلى صدري ، لتريحني مما أنا فيه ، اشكيك ضيق صبري ونفاذ حيلتي . حتى متى انتظر مقدمك وقد اصطبغ الشَعر ذكريات ، قُل لي ماذا ترتدي الان ، وهل نمت جيدا . يوم امس لم يبارحني القلق ، لدرجة كنت خائفة ومرعوبة ؟
كان يرمقها من زاوية حادة وهي في زنزانتها تهذي...
في اليوم التالي ، حين رفعت طرفها إلى المرآة ذُهِلتْ ، فقد استبدلها شخصها المراقب باخرى لاصلة بماضيها ...
عندها اخرجت من حافظتها مرآة صغيرة ، حبستها بين عشرها ، رسمت صليبها ، اقتربت منها حتى استدقت في بؤرة المنتصف ، ثم استرسلت معها تتمة احاديثها السجينة...
#كريم_الثوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ملحمة الأخطاء -4
-
ملحمة الأخطاء -2
-
ملحمة الأخطاء -1
-
حوار مع بغل
-
المختلف صديق
-
الذاكرة المتلاشية
-
نيوتن والتفاحة
-
عند نصب الجندي المجهول
-
المُتأخِّر وطنٌ... المُتَقَدِّم شَتات
-
قراءة نقدية
-
صياما في حضرة السرو
-
سردشت يعشق اميرة البياض
-
المهاجر والكلب
-
عيعووووووووو
-
حوار مع صدفة
-
محجر الاعدام
-
حوارية الذئب الأجرد
-
أس الشخص الثالث
-
مئة إمرأة قُبلة رجل
-
تقديم لديوان: السواد... يا لونيَ المفضّل.. ! للشاعر كريم الث
...
المزيد.....
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|