أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جعفر المظفر - إنهم يطبخون التاريخ.. أليس كذلك..؟!














المزيد.....


إنهم يطبخون التاريخ.. أليس كذلك..؟!


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3131 - 2010 / 9 / 21 - 18:15
المحور: كتابات ساخرة
    



أخيرا تم العثور على القطع الأثرية الثمينة التي كانت أرسلت إلى العراق بعد أن قامت الدوائر الأمريكية المسؤولة بتسليمها إلى السفارة العراقية في واشنطن والذين قام مسؤوليها بدورهم بإجراء كل ما يلزم لإعادتها إلى وطنها الأم (بالمناسبة وجدت من حقي أن أطالب هنا باستبدال عبارة الوطن الأم بعبارة الوطن الأب لأن الوطن هو مذكر كما أعتقد ولا يجوز للمذكر أن يكون أما, إلا إذا أعتقد البعض إن ذلك بات جائزا مع العراق لأسباب باتت معروفة) ,وكانت تلك الآثار قد سرقت خلال فترة النهب العالمي والإقليمي والوطني التي صاحبت عملية ( تخرير ) العراق, حيث تطلبت عملية (التخرير) تلك تحرير العراق من تاريخه أيضا وليس من طاغيته فقط.
قبل ما يقارب الشهر كنت قد حضرت ندوة المركز الثقافي العراقي في واشنطن حول الآثار العراقية التي شارك فيها وآدارها عالم الآثار العراقي المعروف ( داني جورج ) بالإشتراك مع محاضرين آخرين تقدمتهم الدكتورة ( ندى الشبوط ) الأستاذة في جامعة تكساس, والمشهورة على النطاقين الأمريكي والعالمي, ولا يهمني هنا من تلك الندوة سوى أن أشير إلى أن المحاضرين كانوا يتحدثون بطريقة تشعرك وكأنك في مجلس عزاء حقيقي , وكأن رجال ونساء المنصة كانوا قد أرسلوا من قبل حمورابي ونبوخذنصر وآشوربانيبال لتلقي العزاء بتاريخ كان قد أمتهن شر امتهان على يد مافيات كانت أعدت العدة لهذه المهمة النبيلة قبل فترة طويلة من انطلاق عملية (التخرير). وما كان أحد من هؤلاء بحاجة إلى قارئ عزاء لإنجاز طقوس المأتم فلقد كان بإمكان الصور لوحدها أن تحكي عن المأساة وخاصة صورة المرأة المسؤولة عن المتحف العراقي والتي بدت باكية منتحبة وكأنها تبكي مقتل أهلها, ولم أشك لحظة واحدة بأن عملية النهب تلك قد أتت معزولة عن نيات مبيتة للإنتقام من التاريخ العراقي, وإنها بالإضافة إلى جوانب الربح المادي التي كان مقدرا أن تحققها فإنها أيضا كشفت عن روح انتقامية ظلامية عبرت عن أحقاد موروثة,وإن من يعتقد إن التاريخ عبارة عن كتب وورق وحبر ورقع طينية ميتة سيراجع تصوره هذا حينما يتابع تفاصيل عملية النهب والتخريب التي ارتكبتها المافيات الدولية بحق الآثار العراقية, فثمة هناك ما ينبأك إن هؤلاء لا يرون التاريخ بهذا المنظار وإنما يتعاملون معه كمخلوق حي مازال يتحرك بكل فاعلية لينشأ دول وليحرك صراعات وليؤسس أفكار.
ويعود الفضل لبعض العاملين في مجال الثقافة العراقية والأكاديمين الغربين والأمريكين منهم على وجه الخصوص لإنجاز نجاحات غير بسيطة في إعادة بعض ما نهب وترميم بعض ما دمر من تاريخنا الذي بدأت أخشى أن أسميه بالتليد لكي لا يثور علي أصحاب الأقلام التي تكره التاريخ والجغرافيا وتتهمني بأنني قومي نبوخذنصري من الذين أكل الدهر عليهم وشرب.
وإن من ضمن النجاحات التي كانت قد تحققت أخيرا هو قيام الدوائر الأمريكية المسؤولة في واشنطن بتسليم أكثر من ستمائة قطعة أثرية منهوبة إلى السفارة العراقية التي تعاملت مع ذلك كإنجاز لا يقدر بثمن, حيث قام السفير العراقي في واشنطن الأستاذ الصميدعي, المولع بالأدب والفن والتاريخ, بالإشراف شخصيا على أرشفة تلك الآثار ولفها بعناية من أجل إعادة شحنها إلى العراق.
ولضمان ما تحقق من نجاحات كبيرة فقد راع المشرفون على العمل أن يجري نقل هذا الكنز الثمين بطريقة تأمنه من العبث والسرقة وتضمن وصوله إلى أيد مسؤولة رسميا عن العراق بحلته الجديدة. ولم يجدوا حينها أفضل من الجنرال (بترايوس) رجلا, ومن طائرته وسيلة, لإيصال ذلك الكنز إلى حيث منشأه, وربما شعر الجنرال بأن هذا هو يومه الحقيقي الذي يثبت به للعراقيين إن امريكا جاءت (محررة) وليست (مخررة) فقط, فقبل المهمة وهو ممنون وممتن ووافق على نقل الشحنة دون تردد ثم قام بالإتصال فور وصوله إلى أرض وطنه الثاني بمكتب السيد رئيس الوزراء الذي قبل مشكورا تسلم البضاعة وأعلن عن حرص موظفيه على أن يعيدوها سالمة إلى فترينات المتحف العراقي.
بعد سنتين, كان هناك من أخبر بترايوس إن رفوف المتحف ما زالت فارغة ولأولئك الذين يريدون معرفة نهاية هذا الفصل أقتطع التالي من خبر نشر يوم أمس (بعد اقل من 24 ساعة على رسالة شديدة اللهجة أرسلها إلى المالكي الجنرال بترايوس القائد الأمريكي السابق في العراق والذي اشرف على نقل القطع الأثرية من واشنطن إلى بغداد وسلمها إلى المالكي أعلن مكتب المالكي اليوم العثور على تلك القطع زاعما أنها كانت في إحدى غرف مكتب المالكي متروكة منذ سنتين مع أدوات طبخ قديمة).
إن لدي الكثير مما يمكن أن أقوله تعليقا على هذا الخبر ولكنني سوف أتوقف عن ذلك لسببين أولهما ضيق المكان هنا وثانيهما رغبتي أن أترك للقراء هذه المهمة.
فهل من معلق.. وهل من تعليق..؟



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا.. لماذا نجحت في ألمانيا وفشلت في العراق.. ؟!
- مع القرآن.. ماذا سيحرق القس جونز
- الحادي عشر من أيلول.. ليس الأمريكان وحدهم الضحايا
- العراق بين حل الأزمة وأزمة الحل
- الحرب العراقية الإيرانية.. هل كانت أمريكية
- كلنا عملاء لأمريكا.. فمن الوطني إذن ؟!
- من نسأل
- إسلام بدون مسلمين
- الأمريكي المسلم والمسلم الأمريكي
- الأستاذ جاك وجامع قرطبة
- الديمقراطية.. وصواريخ صدام على تل أبيب
- عن الحب والكراهية في السياسة ومقالات الدكتور عبدالخالق حسين
- طائرة إسمها الكويت
- صدام .. كم, مما كان فيك ما زال فينا
- العراق.. النجاح في الفشل
- من إنحرف عن ثورة تموز.. قاسم أم عارف ؟!
- من الذي بدأ القتال بعد الثامن والخمسين.. الشيوعيون أم البعثي ...
- سقوط النظام الملكي وعيوب نظرية الْ.. ( لَوْ ) لقراءة التاريخ ...
- عيوب في قراءة التاريخ....العيب الثاني
- 14 تموز والعهد الملكي.. عيوب في قراءة التاريخ


المزيد.....




- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جعفر المظفر - إنهم يطبخون التاريخ.. أليس كذلك..؟!