أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نضال نعيسة - فضيحة الإهرام: السقوط التاريخي للإعلام الرسمي العربي














المزيد.....

فضيحة الإهرام: السقوط التاريخي للإعلام الرسمي العربي


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3131 - 2010 / 9 / 21 - 11:45
المحور: الصحافة والاعلام
    


قد يكون من قبيل الصدف المحضة، والمفارقات المرة والقاسية التي تأبى إلا أن تذكرنا بفواجعنا الحزينة، انه في الوقت الذي أماط فيه اللثام أحد رؤساء التحرير التاريخبين والرموز المؤبدة للإعلام العربي الرسمي الهائج المائج ومن على قناة الجزيرة عن اتهام خطير بحق لالرئيس أنور السادات، أن تخرج للعلن فضيحة مدوية ومخجلة لذات الصحيفة التي قادها ذات يوم نفس الإعلامي الجدلي "الكبير".

لم يتمتع الإعلام الرسمي العربي يوماً بمصداقية تذكر، لا على صعيد الخبر أو القضايا التي يتناولها ويتداولها من وجهة نظره، كما على صعيد المهنية والحرفية وأخلاقياتها التي يجب أن يتمتع بها، وكان صورة فاسدة ناطقة ومعبرة عن ثقافة ومجتمعات فاسدة ومتآكلة، ولم يكن سلطة رابعة كما هو مفترض بل أداة طيعة ومطواعة تميل كيفما اتفق. كما لم يستطع أن يخرج نجوماً إعلاميين ومهنيين كبار لذات السبب، وهو المصداقية في العمل والمهنة التي يتطلبها أي نجاح.

ونتفهم أحياناً أن يقوم الإعلام الرسمي العربي بالكذب والافتراء ومحاولات التجميل التي لا تقنع أحداً، لتسويق نفسه وتبرير شرعيته، لكن أن يقوم "عينك عينك"، بتزوير صورة بثتها وكالات الأنباء، وتابعتها الملايين، في غير وسيلة إعلامية يعج بها العالم اليوم، في زمن الأجواء المفتوحة، فإن ذلك يعتبر أكثر من مجرد هفوة أو غلطة أو سقطة أو خطأ مهني تقع فيها إدارة مؤسسة إعلمية رسمية عربية كبيرة كجريدة الأهرام المصرية التي أظهرت الرئيس حسني مبارك في قيادة "ركب" التفاوض الخماسي المهيب الذي تألف من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورئسي الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس سلطة رام الله الفلسطيني محمود عباس، وأخيراً وليس آخراً الرئيس المصري الثمانيني حسني مبارك الطامح لولاية سابعة في حكم "أم الدنيا".

وفي الحقيقة فإن نشر تلك الصورة، وبذاك الإقحام والاستهتار بعقل وذوق المتابع والناظر على حد سواء ما هو إلا إعادة تأكيد وترسيخ لمنهجية وسياسة معتمدة دأب هذا الإعلام على النهج عليها وميزت المسيرة التارخية للإعلام العربي الرسمي التضليلي الذي خسر متابعيه وقراءه، تلك المسيرة المريرة التي تراوحت بين التعامل الفوقي والصلف الكيدي الشديد وعدم الاحترام أو الاعتبار كما الاستهتار لمن يطلقون عليه في إعلامهم بالمواطن العربي. ولذلك فحين يلمس "نواطير" هذا الإعلام أية منهجية غير هذه يصابون بالهلع، والوجع، والصرع، وعدم التصديق ويحيلون ذلك إلى التفسيرات الممجوجة إياها، والمحفوظة عن ظهر قلب، وأنت ثورة التكنولوجيا والمعلومات والفضائيات المرئية الضربة القاضية والقاصمة الأخيرة التي وجهت لهذا الإعلام، وتخرجه نهائياً من حلبة السباق، وتركته وحيداً في بيداء وحشاء.

وبدلاً من تقديم اعتذار ما حول هذه السقطة أو الزلة المهنية المهينة، وفي ذات المكابرة المعهودة إياها لرموز ذات الإعلام، قال السيد عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة الأهرام بأن ذلك يقع في نطاق ممارسة مهنية سليمة. وإننا إذ نفهم تبرير السيد سعيد، إلا أننا نقدم تفسيراً وتبريراً آخر وهو القناعة الراسخة لدى أساطين هذا الإعلام الرسمي بأن أحداً ما لا يتابعهم، ولذا لا ضير في نشر ما اتفق، وأي شيء كونه "حكي جرايد"، وما يرضي غرور الطواويس المغرورة، ورغم أننا سنبدو متناقضين مع ما قلناه في بداية المقال، لكن يبدو أن هناك من يتابع على الدوام، ليس لأهمية ما ينشر، كلا وحاشانا وحاشاكم، ولكن للتندر والتفكه واصطياد الأخطاء، كما حصل مع جريدة الأهرام التي وقعت في شر ظنونها الساذجة البأساء.

لقد كان الإعلام العربي على الدوام في حال من الجفاء والاستعداء مع المتلقي، والبعد عن هموم ما تسمى بالشعوب العربية وغائباً عن قضاياها المصيرية والمعيشية، ولم يكن، في حقيقة الأمر، بحاجة لهذه الفضيحة من وزن "أم جلالجل" كما يقول المصريون أنفسهم، و"الواه الواه" بالشامي، كي يدلل ويبرهن على الحقائق التاريخية المعروفة عته. وهو بهذه الفضيحة، ومن دونها، ما زال يغرد في عوالمه الخاصة البعيدة عوالم تجميل ما لا يمكن تجميله، وتزوير وفبركة الحقائق، ومحاولته الدائمة تغطية عين الشمس اللاهبة في يوم قائظ بغربال تالف



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراجع القس فلماذا لم يتراجع الإمام؟
- خرافة الديمقراطية الإسلامية
- إزعاج الكنائس وأصوات الآذان وتفاعلات القراء
- لماذا لا توضع موسيقى بدل أصوات الآذان؟
- خطأ التقديرات: هل يدفن مسجد قرطبة أحزان 11 سبتمبر؟
- خرافة نظرية المؤامرة على العرب
- عبودية الرومان وعبودية العربان2
- عبودية الرومان وعبودية العربان
- هل يشهر ميشيل كيلو إسلامه؟
- في سجال الدراما التلفزيوينة
- هو ليس بإله يا صديقتي
- الهلال والنجمة كرموز وثنية؟
- أوقفوا عرض مسلسل القعقاع بن عمرو التميمي
- اللهم إني فاطر
- لماذا يصومون؟
- غوانتانامو العقل
- أين مسلسلات الخيال العلمي العربية؟
- اللغة العربية في برنامج الاتجاه المعاكس: إشكالية اللغة والحض ...
- حديث أبي هريرة وهرّته: هل الأنظمة العربية في النار؟
- المخابرات السورية هي الحل


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نضال نعيسة - فضيحة الإهرام: السقوط التاريخي للإعلام الرسمي العربي