أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - طائف عراقي














المزيد.....

طائف عراقي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3130 - 2010 / 9 / 20 - 15:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد تكون الاتهامات الموجهة لوسائل الاعلام بفبركة واصطناع الاخبار صحيحة، لكن هذا ليس سوى جزء من الحقيقة، اما الجزء الاخر فهو ان الساسة يستخدمون وسائل الاعلام اما لنشر معلومات غير صحيحة او نشر معلومات مبكرة عن خطط قد لا يكتمل تنفيذها، او ان الساسة يمررون معلومات صحيحة او خاطئة لجس نبض الشارع او لجس نبض منافسيهم او حتى لاستفزاز هؤلاء المنافسين، ولذلك لا يمكن اعتبار الشائعات التي تتحدث عن امكانية عقد مؤتمر للاطراف السياسية العراقية في دمشق وبرعاية سعودية تركية ورضا ايراني، (على شاكلة المؤتمر الذي جمع الاطراف اللبنانية في مدينة الطائف السعودية 30 أيلول 1989 لانهاء الحرب الاهلية اللبنانية ووضع ترتيب سياسي/طائفي لمنظومة السلطة في لبنان، يضمن تمثيل المكونات اللبنانية في السلطة وفق الحجم السكاني لكل مكون) اقول، لا يمكن اعتبار تلك الشائعات عارية عن الصحة تماما ولا هي بالصحيحة كليا، بل هي مجرد خطة تسيطر على أذهان بعض الساسة العراقيين لوضع توزيع ثابت للمناصب تصبح معها الانتخابات مجرد حشو للمواقع.
المستنكر في مساعي عقد طائف عراقي في دمشق، ان تجربة الطائف الاولى، اللبنانية، لم تكن بالنجاح الذي يستحق التكرار، فهي خلقت نظاما سياسيا هشا ودولة ضعيفة ومجتمعا منقسما وفتحت الابواب على الاحتقانات الطائفية، وهي في كل الاحوال لم تحل المشكلة واتفاق الطائف ربما يكون نجح في انهاء الحرب الاهلية اللبنانية، لكن هذا الاتفاق أبقى لبنان على شفير الحرب منذ التوصل اليه، وعرقل العملية السياسية وقاد لبنان الى ديمقراطية مشوهة.
الوضع العراقي يختلف جذريا عن الوضع اللبناني، الا هناك بعض الساسة يريدون بناء طريق للوصول السهل الى السلطة عبر تجيير المواقع والحصص بحسب المكونات الطائفية والعرقية، وهذا البعض لا يؤمن بالديمقراطية ولا يريد للمجتمع العراقي ان يكون مجتمعا حديثا، بل يريد دفع العراق، السلطة والشعب، الى متاهات فصامية، تكون فيها البلاد ممزقة فلا هي جزء من المجتمع الانساني المعاصر ولا هي جزء من نموذج ماضوي يعتبر صالحا لكل مكان وزمان.
هؤلاء الراغبون بطائف عراقي كسالى وانانيون يريدون وثيقة تثبت مصالحهم وتحمي وجودهم في هرم السلطة حتى ولو ضيعت هذه الوثيقة مصالح العراق وحقوق أجيال من ابنائه، فأي وثيقة لتوزيع المناصب ستؤدي الى حصر العمل السياسي بعدد محدود من الكيانات والاشخاص الذين يعتبرون انفسهم ممثلين للمكونات العراقية، كما سيؤدي الى تحويل العراق الى مجموعة ضياع تحكمها قوى الاقطاع السياسي التي تتحكم بالمال والحريات الشخصية للمواطنين وتبني فواصل صلدة بين المكونات.
سبق لقوى واشخاص ان انتقدوا النظام الفيدرالي الذي اقره الدستور العراقي بحجة انه سيؤدي الى تقسيم البلاد وهاهم انفسهم اليوم يسعون من اجل تثبيت تقسيم المجتمع عبر تقاسم السلطة، ليتضح هنا ان الشعارات البراقة تخفي مصالح مشبوهة.
المستغرب أيضا ان قوى عراقية تعتبر نفسها متشاركة في نظام ديمقراطي تلجأ من اجل تثبيت مصالحها الى دول تعترف صراحة بانزعاجها من النظام القائم في العراق بدوافع عدة، فكأنها بذلك تسلم مصير النظام السياسي ومصير العراق الى تلك الدول في حالة واضحة من التجاوز على دستور العراق وارادة شعبه، كما التاريخ القريب لالتزام الفرقاء العراقيين بالاتفاقات لا يشجع على التقدم نحو اتفاق جديد لن يلتزم به احد.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وكذب المنجمون
- بايدن ذهابا وايابا
- العراق والنموذج الصومالي
- في القسمة والتقاسم والتقسيم
- مجلس النواب في غيبته
- ما بعد الانسحاب
- للأزمة أكثر من وجه
- إنها معركة كبيرة
- تقرير خطير
- رسالة أوباما
- قشة مجلس الامن
- الصمت الرهيب
- هدية غير متوقعة
- مستوى التهديد
- لافضائح في العراق
- الرسائل المفقودة
- السلطة بلا حدود
- من سيعترف بالفشل؟
- معضلة حطمت التوقعات
- سفير جديد وخطة جديدة


المزيد.....




- مصر.. الداخلية: القبض على شخص نشر -عبارات مسيئة- على شاشة إع ...
- ألمانيا تحظر مجلة يمينية بدعوى نشرها الكراهية ومعاداة السامي ...
- 4 قتلى وجرحى آخرون جراء إطلاق نار بمحيط مسجد بمنطقة الوادي ا ...
- الجمهوريون يسمون ترامب مرشحا لهم والأخير يسمي نائبه المنتظر ...
- رجل أعمال روسي يعرض مكافأة مالية كبيرة لإسقاط أول طائرات -إف ...
- مركز الأمن البحري العماني: 16 مفقودا بعد انقلاب ناقلة نفط قر ...
- -علاج خفي- محتمل للسرطان
- وسائل إعلام: ماكرون سيقبل استقالة حكومة أتال هذا المساء
- مصر.. مقطع فيديو لمقتل شخص في حي شعبي يثير جدلا
- وزيرة إسرائيلية تلوّح بإسقاط الحكومة إذا انسحب الجيش من محور ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - طائف عراقي