هلال محمد
الحوار المتمدن-العدد: 3129 - 2010 / 9 / 19 - 10:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اشنقوا آخر ملك بامعاء آخر رجل دين
(احدى شعارات الثورة الفرنسية1789)
هل يمكنني ان اتسائل
أيحق للشعب العراقي المقهور المطالبة بما نادت به الجماهير الفرنسية في ثورتها حين قالت :
اشنقوا آخر ملك بامعاء آخر رجل دين (قسيس)؟
وسؤال اخر ايضا, ما مدى تورط عموم جوقة وثلّة مثقفي الاحتلالين وخلفهم فئة علماء الدين تحديداً بحكم دورهم الروحي وسطوتهم الشعبيه في اصباغ الشرعية القانونية والالهية على كل اشكال انظمة الحكم المتبعة؟
إن الدين الاسلامي الحنيف وباقي الاديان السماوية تؤكد على المسؤولية الفرديه في التغيير والإصلاح..فأين نحن من ذلك؟
وفي تاريخ الاسلام يوجد الكثير مما يشجع على قول الحق و بيان الرأي في وجه انظمة الحكم الظالمة حتى وصلت الى درجة الجهاد و الاستشهاد كما ورد في احاديث الرسول الكريم (ص)
ـ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
ـ إن الناس إذا رأوا الظالم ، فلم يأخذوا على يديه ، أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه.
ـ أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر.
ـ سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله.
ـ إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منهم.
أن رجال الدين ــ وجوقة مثقفي الاحتلالين ــ كانوا قد ساهموا بشكل كبير ولعبوا دوراً اساسيا في تضليل الشعوب وتثبيط الرعيه وفي إسباغ الشرعية على انظمة الحكم الجائرة ومنحها الاصوات بشتى الوسائل وايصالهم الى مبنى البرلمان وذلك عن طريق الفتاوى المسيسه المؤيده لهم والمبرره لهم طغيانهم والمطالبه بانتخابهم على السمع والطاعة رغم كل عيوبهم ماظهر منها و ماخفي حتى "لا نموت ميتةً جاهليه ونذهب الى نار جهنم خالدين فيها دون شفاعة آل البيت الاطهار"
وهم انفسهم من يحاول تمرير مبدأ أطع الحاكم ولو جلد ظهرك وأكل مالك !!
فنكون بذلك صماً بكماً عمياً خيرا من ان نكون فئة ضلت سبيل الحق وخرجت عن سلطان المسلمين وخليفة الله على الأرض و ناصبت آل البيت الاطهار العداء،،
نحن في اشد مانكون الى تكوين خطاب اسلامي منفتح على العلمانية العالمية وتجريب خبرات متراكمة لامم عبرت هذا النفق المظلم الممتد مابين الدين, الحاكم و السياسة و استطاعت ان تطور بجهود روادها و مفكريها انظمة حكم حديثة اعطت لكل فرد دوره و مسؤوليته في المجتمع دون لبس او تزوير او تراكم للمناصب كما نرى في عراق اليوم (ناطق رسمي باسم الحكومة, سفير في وزارة الخارجية, مرشح لمجلس النواب, رئيس لجنة اولمبية) مناصب و مواهب عدة تتجمع في شخص واحد!!
لايوجد في العراق الحديث رجال يوقفوا مهازل بعض المعتوهين عند حدودها, ومن حنى ظهره سهل ركوبه
لقد اوهموا الشعب المغلوب على امره بانهم جاؤوا ليحرروه من طغيان اعتى دكتاتور عرفه تاريخهم حتى تبين لنا بعد سبع سنوات عجاف ان مصالحهم الدنوية قد غلبت على مناظراتهم الميتافيزقية و اطروحاتهم الآلهية حول الدين و الدنيا وحق الانسان في لقمة خبز كريمة
ولنا في وزير التجارة العراقي السابق (الدعوجي) فلاح السوداني مثال حي.
هناك الكثير من الموروثات والمواقف الداعية للتمرد على الظلم وعدم الرضا به والتي يغض الطرف عنها أو يتجاهل محتواها عن عمد في عراق اليوم الديمقراطي
ومنها مقولة سيدنا عمرابن الخطاب(رض) الشهيره :
متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ؟
كما انه هو الذي شجع الرعية علي قول الحق واعطاهم مطلق الحرية للتعبير عن ذلك وحينما خاطبه احدهم قائلا..:
اتق الله يا عمر..
وقف آخر فقال : ألمثل أمير المؤمنين يقال مثل هذا الكلام وقال له عمر
(لا خير فيكم ان لم تقولوها ولا خير فيّ ان لم اسمعها (
وهو الذي خاطب المسلمين قائلا من رأي منكم في اعوجاجا فليقومه. فأجابوه
والله لو جدنا فيك اعوجاجا لقومناك بسيوفنا
وقال: الحمد لله الذي وجد من يقوّم اعوجاج عمر.
أين نحن من نموذج سيّد شباب اهل الجنّة الامام الحسين(رض) وثورته ضد بني أميه و إستشهاده فيها ؟
وهل تتعظ جموع الحجاج المليونية بموعظة استشهاده في مبدأ انتصار الدم على السيف من خلال واقعة لا مثيل لها في التاريخ لتكون من اروع عبر الايثار و التضحية في سبيل اعلاء كلمة الحق ؟
و هل لنا برجال مثل ابي ذر الغفاري الذي حرّض أهل الشام على معاويه حين رأى فساد بني أمية فقال
"عجبت لمن لا يجد القوت في بيته, كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه "
وهل نحن الأن بأحسن حالا ً من أحوال اهل الشام في ذلك الزمان ؟
أم أن حكام اليوم أكثر شرعية من معاوية لانهم اتوا خلف الدبابات الامريكية؟؟
أين لنا بأئمة مثل الأمام مالك الذي سجن وعذب لرفضه الحكم بإيقاع ايمان الطلاق على زوجات الحانثين بها حين أجبر العسكر والجيش على القسم بها في ولائهم للحاكم؟
مما تقدم اصبح من الطبيعي ان نتسائل :
من هي الفئة المكلفه اجتماعيا في قيادة التغيير بعيدا عن لاهوت رجال الدين ؟
وهل ان التغيير عبر صناديق الاقتراع تم العمل به بعد فوز القائمة العراقية باغلبية 91 صوتا؟
الى أي حد يمكننا السكوت عن تصرفات الحكام و المسؤلين و خصوصا بعد صدور تقارير المنظمات الدولية حول واقع السجون و الخدمات و الفساد و الفقر في العراق ؟
وهل يمكن الإصلاح بوجود نظام متعفن و مستبد؟
الى أي مشروع حضاري ونهضوي سوف ننتمي للتحرر من عبودية و سلطة رجل الدين؟
وإلى أي مدى يمكن الوثوق برجال الدين المرتبطين وظيفياً وعضوياً بالدوله ومجلس النواب خصوصا؟
واخيرا لماذا لايعدل الدستور في العراق بمنعهم من العمل السياسي؟
هلال محمد/ باريس
#هلال_محمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟