مجزرة صبرا وشاتيلا ذاكرة القضية التي لا تنطفئ

فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3129 - 2010 / 9 / 19 - 02:50
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

بعد ثمانية وعشرين عاما، ما زالت مجزرة صبرا وشاتيلا التي قام بها الجيش الإسرائيلي بقيادة المجرم الجنرال شارون الساكن في الغيبوبة منذ سنوات، والتي اعتزل بسببها أيضا مناحم بيغن ،نكتسب إضاءات جديدة حيث يتأكد السقوط الأخلاقي للكيان الإسرائيلي، وتسقط كل أساطيره المزيفة، ويتضح للمجتمع الدولي أنه لا يوجد مصدر للعدوان والتهديد في هذا العالم أكثر من إسرائيل نفسها، ولو أن المجتمع الدولي قام بواجبه وحاكم شارون ومناحم بيغن وأدواتهم اللبنانية على مجزرة صبرا وشاتيلا، لما تكررت مجازر أخرى كثيرة ضد الشعب الفلسطيني وشعوب أخرى.
كما أن مجزرة صبرا وشاتيلا، أكدت ذلك الخط المتواصل في الاعتداءات على المخيمات الفلسطينية، بأنها اعتداء على السمات الرئيسية للقضية الفلسطينية التي تجسدها قضية اللاجئين الذين جاء محتل من الخارج ليطردهم من أرض وطنهم ويلاحقهم على الذاكرة في مخيماتهم، ويقوم بإزالة مخيمات فلسطينية من الوجود على يد أطراف كثيرة، مثلما حدث مع مخيم النبطية في جنوب لبنان عام 1972، ومخيم تل الزعتر شرق بيروت عام 1976، ومخيم نهر البارد في عام 2008، الأدوات مختلفة، والذرائع مختلفة، ولكن الهدف واحد، وهو إطفاء ذاكرة الفلسطينيين ورفض الحق الفلسطيني.
ومن المؤسف حقا:
أنه في لبنان، حين طرحت قبل فترة وجيزة مسألة الحقوق المدنية للفلسطينيين، سارع البعض إلى إثارة زوبعة كبيرة بدعوة أن هذه الحقوق هي المقدمة للتوطين مع أن الأيام تكشف زيف هذه الإدعاءات ،بل تكشف أن هذه الإدعاءات المعادية هي في نفس الاتجاه الإسرائيلي وفي خدمة الاتجاه الإسرائيلي
ودعونا نوجه بعض الأسئلة إلى الذين يثيرون فزاعة التوطين للتغطية على انحيازهم في العداوة للشعب الفلسطيني، هل لو كان مخيم صبرا وشاتيلا متورطا في مخططات التوطين، هل كان الجيش الإسرائيلي سيرتكب ضده مجزرة؟ وهل كانت الأدوات اللبنانية العميلة ستجرؤ على ارتكاب المجزرة؟ وهل كان مخيم النبطية متورطا في موضوع التوطين، هل قامت الطيارات الإسرائيلية في إزالته من الوجود؟ وهل لو كان مخيم تل الزعتر شرقي بيروت جزءا من موضوع التوطين، هل كان سيجرؤ أحد مهما كان أن يقتل سكانه وأن يرتكب فيه هذه المجزرة البشعة عام 1976؟؟ ولو كان الفلسطينيون يريدون التوطين فهل كان سيدمر نهر البارد على رؤؤسهم، وعدم بنيانه حتى الآن؟
كل ما نسمعه اليوم من صراخ وعويل واتهامات ليس سوى جزءا من التغطية على حقيقة العداوة للشعب الفلسطيني المتمسك بحقه وقضيته وعودته إلى وطنه والذي لا يعادله شيء آخر.
التحية لأرواح شهداء صبرا وشاتيلا والمجد للشهود الذين ما زالوا أحياء يواصلون رفع راية قضيتهم الفلسطينية، والخزي والعار للسقوط الأخلاقي الإسرائيلي الذي حلت اللعنة بأقطابه أمثال شارون ومناحم بيغن وغيرهم وأدواتهم التي ساعدتهم فذهبوا إلى مزبلة التاريخ واتضح أن بعضهم متورطا منذ زمن في شبكات التجسس الإسرائيلية.
وتحيا فلسطين وتحيا القضية ..

#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات