زاهر بولس
الحوار المتمدن-العدد: 3128 - 2010 / 9 / 18 - 23:20
المحور:
الادب والفن
*
تُقَبِّلُ عُنُقِي
تُثْمِلُنِي
تُشْقِيْنِي
تَرْفُضُ أَشْهَى قَرَابِيْنِي...
أَطْرَبَتْ صَخْرِي..
أِذَابَتْهُ.. رَحِيقَ يَاسَمِينِ.
*
لَنْ أُطِيْعَكَ...
أُودِيسِّيُوسْ
وأَصُمُّ أُذُنَايَ،
سَأُصْغِي..
لِهَاتِيْكَ الصَلَاةِ المَلَائِكِيَّةْ،
صَوْتُهَا قَادِمٌ نَحْوِي..
مِنْ كُلِّ مَا يُدْعَى..
هُنَاكَ..
سَأُجَدِّفُ بِقَارِبِي المَثْقُوْبِ
صَوْبَ صُخُوْرِ
الحُطامِ المُؤكّدِ...
أُوَدِّعُ الأَهْلَوْنَ..
مُبْحِرًا
بِإِرَادَتِي..!
نَحْوَ الهَلَاكِ..
*
فِيْ المَقْهَى القَدِيْمِ.. دُوْنَ نَدِيْمِ..
عَلَى شَاطِيء البَحْرِ المُهَجَّرِ
مَقْعَدُ قَشٍّ صَامِتٍ
تَحْتَ الدَوَالِي
يَتَسَرَّبُ ضَوْءُ السَهَرِ.
مَهَتْ عَيْنٌ
رَقْرَقَتْ.. أَوْرَقَتْ.
هَمَسْتُ لِمَوْجَةٍ نَهَدَتْ،
مُتَخَاجِلَةً
تَقْتَرِبُ
أُلَاطِفُهَا
تُزْبِدُ .. تَبْتَعِدُ ..
تُزْبِدُ
وَنَرْتَعِدُ
تُعِيْدُ الكَرَّةَ
بَعْدَ الأَلْفِ
ثَانِيَةً
رَشَفْتُهَا..
رَشَفْتُ قَهْوَتِي الحُلْوَةِ..
وأَمْهَيْتُ عَلَى مَتْنِ القَصِيْدِ نَحْوَ البَعِيْدِ.
*
يَا سَادَتِي..
يَا سَادَاتِي..
مَا كَانَ يَوْمًا كَانَ،
تِلْكَ..
إِرَادَةُ السُلْطَانِ التِي..
سَأُعْصِيْهَا.
نَيْرُوْنُ يَأْمُرُ سُوْرَانُوسْ وَسِيْنِيْكَا بِالمَوْتِ إِنْتِحَارَا،
لَبَّا نِدَاءَ المَوْتِ:
"لبَّيْكَ"..
تَبًّا..
أَنَا...
لَسْتُ عَبْدًا...
أَوْ لُعْبَةً
بَيْنَ يَدَيْكَ .
سَأَمُوْتُ بِعَكْسِ مَا خَطَّ القَدَرْ ..
تَحْتَ المَطَرْ ..
قُبَيْلَ هُتَافٍ لِلْمُنَادِي:
"مَلَكُ المَوْتِ قَدْ حَضَرْ"
سَأُحْرِقُ جُثْمَانِي
وأَكْفَانِي..
فِي جِرَارِ نَبِيْذٍ مِنْ خَزَفِ
وَأَذْرُو رَمَادِي الثَّمِلَ مَعَ الرِيْحِ
عَلَىْ مَرَايَا دِجْلَةَ
عَلَّ البَقَايَا
تَتَرَنَّحُ
تُعَانِقُ
شَظَايَا حَلَّاجَ الفُرَاتِ
عِنْدَ شَطِّ العُرْبِ
عَلَّنا..
يَكُوْنُ لِقَاءٌ
عَلَّنَا..
نُبْعَثُ عَنْقَاءُ
حَيْثُ غِنَاءَ السِيْرِيْناَتْ.
#زاهر_بولس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟